خليل بن داود ثابت (ويدعى تابت أيضا) من مشاهير الصحفيين اللبنانيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خليل بن داود ثابت (ويدعى تابت أيضا) من مشاهير الصحفيين اللبنانيين

    ثابت (خليل)

    Thabit (Khalil-) - Thabit (Khalil-)

    ثابت (خليل ـ)
    (1870ـ1964)

    خليل بن داود ثابت (ويدعى تابت أيضا) من مشاهير الصحفيين، ولد في دير القمر في لبنان. تعلم في مدرسة الشويفات التي كان يديرها القس إبراهيم سعد. ثم أكمل دراسته في الآداب في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج فيها عام 1892. أتقن العربية والإنكليزية، ومارس التدريس في الجامعة الأمريكية. إلى جانب الأستاذ فارس الخوري رئيس وزراء سورية في عهد الانتداب الفرنسي من سنة 1892 إلى سنة 1898، لكنهما تركا الجامعة بسبب خلافهما مع دانيال بلس Bliss رئيس الجامعة بسبب الموقف المناهض لترقي الأساتذة العرب في الجامعة آنذاك.
    هاجر إلى السودان عام 1899 حيث عمل مدير مطبعة السودان ومكتبتها في الخرطوم، وأسَّس جريدة السودان باللغتين العربية والإنكليزية، ثم غادر السودان إلى القاهرة بدعوة من يعقوب صروف (1856-1927) وفارس نمر (1856-1951) وشاهين مكاريوس (1853-1910) أصحاب مجلة «المقتطف» وجريدة «المقطّم» التي تأسست في القاهرة عام 1889، فأسندت إليه رئاسة تحرير «المقطم»، وتزوج «إيما» ابنة شاهين مكاريوس التي أنجب منها خمسة أولاد، عاش بعضهم في القاهرة وعاد بعضهم الآخر إلى لبنان واكتسب الجنسية اللبنانية.
    تولى خليل ثابت إدارة جريدة «المقطم» ثم رئاسة تحريرها مدة تزيد على الأربعين عاماً، وظل في هذا المنصب حتى توقفها عام 1952، وكانت من أعظم الجرائد العربية، كما عمل رئيساً لقلم الخزانة في أسيوط عدة سنوات، لكن عمله الأساسي كان في إدارة «المقتطف» و«المقطم» إلى جانب والد زوجته شاهين مكاريوس وفارس نمر، ثم انفرد وحده بالإدارة والتحرير بعد تقاعدهما.
    كتب مقالات صحفية مهمة إبّان الحرب العالمية الأولى حول مصر والسودان والشرق العربي، فكان صحفياً ناجحاً نال شهرة عالمية واسعة، حتى قالت فيه جريدة «لسان العرب» التي كان يصدرها نجيب وأمين الحداد وعبده بدران في الإسكندرية، «إنه أعلم الصحفيين في مصر بلا منازع».
    أسَّس مع بعض مهاجري سورية ولبنان النادي السوري في الخرطوم على غرار النادي السوري الشهير في الإسكندرية.
    وترأس مهرجان تكريم خليل مطران (1872-1949) الذي أقيم في دار الأوبرا عام 1947، ولجنة نشر مؤلفات أحمد تيمور (1871-1930)، والنادي الشرقي الذي كان يضم أعضاء الجالية السورية واللبنانية في مصر، وجمعية متخرجي جامعة بيروت الأمريكية في مصر، كما كان عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضواً معيناً في مجلس الشيوخ المصري منذ عام 1936 وعلى مدى عدة دورات متتالية، وفيه زامل رجالاً من أمثال أنطون الجميل (1877- 1948) رئيس تحرير الأهرام، وعباس محمود العقاد (1889-1964) وإبراهيم بيومي مدكور (1902-1995) رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، ويعود سبب بروزه في الحياة إلى دوره الصحفي من جهة وصداقته لرجال السياسة والأدب في عصره.
    أجمع كل من عملوا معه في جريدة «المقطم» على أنه كان أبصر كتاب عصره بقضايا العروبة ورجالها، وأعظم كتاب الصحافة في تعليقاته اليومية الذكية التي تنقلها صحافة المشرق والمغرب وقد أحدثت افتتاحياته دوياً في دوائر المسؤولين لأنه كان مشهوراً بالنزاهة والاعتدال ومقارعة المنطق بالمنطق، واعتماده في المقام الأول على إيراد الحجة الدامغة التي يمتنع معها كل جدال، وكان يحترم عمله وقارئه، وفي سبيل ذلك درج حتى على قراءة الإعلانات المبوبة لكي يصحح لغتها ويقوّم عبارتها.
    لم يصدر خليل ثابت إلا القليل من الكتب، ولكن لو جُمعت مقالاته اليومية التي نشرها في «المقطم» لتألف منها مجلدات ضخمة، ومن كتبه: «فتاة الإسكندرية» وهي رواية مترجمة، وكتاب «مستقبل العالم العربي» بالاشتراك مع أنيس المقدسي (1886-1977) وعبد العزيز الدوري وألبرت بدر، كما ترجم كتاب «مسرات الحياة» من تأليف اللورد أفبري بعد أن نشره مسلسلاً في جريدة الخرطوم.
    عيسى فتوح

يعمل...
X