أغاني الراب/ التراب.. من هموم المُجتمع إلى تقديس الذات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أغاني الراب/ التراب.. من هموم المُجتمع إلى تقديس الذات

    أغاني الراب/ التراب.. من هموم المُجتمع إلى تقديس الذات
    أحمد عبد الحليم
    موسيقى
    من إحدى حفلات الراب
    شارك هذا المقال
    حجم الخط



    مؤخرًا، وفي آخر 4 سنوات تحديدًا، شهدت الساحة الموسيقية والغنائية تطورًا وزخمًا وصُعودًا كبيرًا في أغاني الراب [1] أو ما يُعرف بالتراب [2] وهو شبيه الأول. وثمة أسماء مصريّة جديدة (مروان بابلو، ويجز، أبيوسف، شاهين، مروان موسى، موسكو، أبو الأنوار) وألحان وكلمات كثيرة، نالت شُهرةً واسعة لدى جمهور شبابيَّ كبير، وأدتْ هذه الشُهرة إلى حصد ملايين الزيارات لهذه الأغاني على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما يوتيوب وساوند كلاود. فضلًا عن عشرات الآلاف من المُتابعين لمُغني ومؤلفي هذه الأغنيات. بالإضافة إلى تواجد هذا الجمهور الكبير في الحفلات التي تُقام وتُنظم في فضاءات غنائية كثيرة، في الجامعات والحفلات الخاصة ومواسم الترفيه وغير ذلك. لكن المُلاحظ هنا من نمط هذه الأغنيات طُغيان الفردانية على اختيار الكلمات، إذ تتناول كلمات أغلب الأغاني الذات "الأنا"، سواء "أنا المُغني" أم "أنا المُستمع". وهنا نجد تحوّلًا ليس بهيّنٍ من لون غنائي كان يناقش منذ نشأته قضايا جمعانية، نفسية وإجتماعية وسياسية، إلى لون يُمجّد الذات وفردانيّتها.
    نحاول هنا رصد هذا التحول بالمقارنة بين الأسماء والأغنيات بين فترتين مُختلفتين، كذلك نحاول ذكر أهم الخيوط والأسباب التي أدت إلى هذا التحول.
    "تتناول كلمات أغلب الأغاني الذات "الأنا" سواء "أنا المُغني" أم "أنا المُستمع". وهنا نجد تحوّلًا ليس بهيّنٍ من لون غنائي كان يناقش منذ نشأته قضايا جمعانية، نفسية وإجتماعية وسياسية، إلى لون يُمجّد الذات وفردانيّتها"
    من الجمعانية إلى الفردانية

    تدريجيًا ومنذ أواخر التسعينيات، بدأت موسيقى الراب تظهر في مصر، على أيدي مُغنين وفرق شبابية مثل "واي كرو"، ثم "إم تي إم"، وعددٍ من الأسماء لحقت بهم مثل أحمد ناصر (الجوكر) وهو ما زال يُغني إلى الآن، والممثل السينمائي الشهير، أحمد مكي، ومغني الراب الأشهر في مصر لسنواتٍ طويلة أحمد ثروت (زاب ثروت)، والمُغني علي طالباب وغيرهم. في هذه الفترة، تحديدًا منذ أواخر التسعينيات إلى ما بعد ثورة 11 يناير، تميّز لون غنائهم (الراب) بتناول قضايا المُجتمع، التي ارتكزت على السياسة والسُلطة، ومن ثم على قضايا مجتمعية كثيرة وهامّة، خاصة العادات والتقاليد الدوغمائية، التي تنتهك حقوق الإنسان في العيش والاختيار، لا سيّما قضايا المرأة، والتحرّش، وغير ذلك من عاهات مُجتمعية سائدة في مُجتمعاتنا العربية.
    "أغنية زاب ثروت "كِفاية 2010"، أغنية سياسية بامتياز، غنّى فيها زاب ضد الاستبداد العربي والمصري خاصةً واصفًا بكلماته حال المواطن، بل وحرّضه على الثورة. أيضًا تناولت أغاني زاب ثروت أبرز قضايا المجتمع في سنواته الأخيرة، ألا وهي "التحرش""
    قبل الثورة، كانت أبرز هذه الأغنيات، أغنية زاب ثروت "كِفاية 2010"، وهي أغنية سياسية بامتياز. غنّى فيها زاب ضد الاستبداد العربي والمصري خاصةً واصفًا بكلماته حال المواطن، بل وحرّضه على الثورة بكلماته: "كفاية عنصرية، كفاية طائفية، كفاية دولة متدنية في حالتها المادية، كفاية شعب راضي، كفاية علم هايف، كفاية شاب خايف". أيضًا تناولت أغاني زاب ثروت أبرز قضايا المجتمع في سنواته الأخيرة، ألا وهي "التحرش". وقد تناولها قبل بروز مدونات وجمعيات نسوية في وقتنا الحالي، في أغنيّته "مين السبب 2014" وناقش فيها زاب، مع المُغنّية منّة حسين، قضية التحرش وانتقد فيها لوم المُجتمع للمرأة الضحية المُتحرَّش بها.

    زاب ثروت وأحمد ناصر (الجوكر)

    كان ثروت هو الأشهر، خاصة بعد الثورة، إذ اشترك مع فريق كايروكي، الفريق الشبابي الغنائي الأشهر في مصر، بل وفي خارجها، في إصدار عدة أغان عن الثورة والميدان مثل (اثبت مكانك، حق الشهيد، مطلوب زعيم، أنا مش منهم). لكن وُجد بجانب ثروت مغنو راب آخرون، مثل الجوكر وعلي طالباب. غنى الجوكر عدة أغان ما بين عاميّ 2011 و2014، تناولت هي الأُخرى قضايا الثورة والسياسة والمُجتمع، مثل "أغنية في اختلافنا رحمة 2013" وأغنية "أزمة مُجتمع 2014" حيث انتقد فيها نظرة الأهل والمُجتمع للفتاة المُغتصبة، وهي نظرة العار لها، بدلًا من الوقوف بجانبها ودعمها النفسي والمادي ومُلاحقة المُغتصِب والجاني. كذلك انتقد الجوكر واقع الاستبداد والطائفية النظامية والحزبيّة في أغنيتي "انفصام حاد 2012" و"الواقع 2014". كذلك فعل علي طالباب في أغنيته "العفن 2012" وألبُومه "نسيج في فضاء مَسموم 2013" والذي كان ينتقد فيه دائمًا، منظومة الاستبداد والطغيان التي يعيش الإنسان المصري تحت سطوّتها [3] .
    "غنى الجوكر عدة أغان ما بين عاميّ 2011 و2014، تناولت قضايا الثورة والسياسة والمُجتمع، مثل "أغنية في اختلافنا رحمة 2013" وأغنية "أزمة مُجتمع 2014" حيث انتقد فيها نظرة الأهل والمُجتمع للفتاة المُغتصبة، وهي نظرة العار لها، بدلًا من الوقوف بجانبها ودعمها النفسي والمادي ومُلاحقة المُغتصِب"
    من بعد عام 2018، بدأ ظهور أسماء جديدة، وإن كانت تعمل في المجال من قبل (أبيوسف)، إلّا أنّه لم يكن الضوء مُسلّطًا عليها وعلى ما تُقدّمه من قبل. وذلك وبفضل ظهور العديد من القنوات والأفلام التسجيلية التي سُجّلت معهم، لشرح ما يقدّمونه وما هو الفرق بين الراب والتراب وكواليس أُخرى، مثل الفيلم التسجيلي التي أجرته قناة فايس عربية Vice arabia مع مروان بابلو تحت عنوان "مروان بابلو هو الأب الروحي للتراب في مصر" [4]. ومع مرور الأربع سنوات الماضية، ظهرت عشرات الأغنيات لكلٍ من أسماء جديدة نالت شُهرة واسعة (مروان بابلو، ويجز، أبيوسف، شاهين، مروان موسى، موسكو، أبو الأنوار)، والبعض منهم أصبحوا ضيوفًا في البرامج التلفزيونية، ونجومًا لدى شاشات السينما والدراما (ويجز في مسلسل بيمبو 2021).

    اختلفت سمّة أغاني هؤلاء عمَن سبقوهم، إذ التفت معظم الكلمات من حول تعزيز النرجسيّة/ الأنا/ الذات، حكايات الإنسان الأسطورة الذي ليس له مثيل، على حساب القضايا الجمعيّة/ المُجتمعيّة، تجد ذلك في أغان كثيرة مثل أغاني أبيوسف "باشا اعتمد 2020" و "تجيلي الصبح 2021" و"عزرائيل 2020" وكذلك في أغنيتي ويجز "دورك جاي 2020" و"كيفي كدا 2022". معهم أيضا مروان بابلو في أغانيه مثل "سندباد 2020" و "غابة 2021" و"كنترول 2021". ومِن تمظهرات تعزيز الذات لديهم، اشتهر بينهم، أي وسط الرابرز الحاليين، ما يُعرف بالمشاكسات بينهم، أو "الدس تراك"، أي الرد على شخص آخر بأغنية، تقلل منه، وهذا ما يحدث بينهم من فترةٍ لأُخرى، مثلما كان بين الممثل محمد رمضان وزميلته بُشرى، عندما أصدرت الأخيرة فيديو كليب، تسخر فيه من أغنية الملك لمَحمد رمضان. هذا لا ينفي أن بعض أغانيهم ابتعدت عن الذات وتحدّثت عن قضايا اجتماعية، مثل أغنية مروان بابلو "ناس فوق وناس تحت 2021"، وأغنيّة ويجز "بعودة يا بلادي 2022"، والتي غنّاها بفيلم "كباتن الزعتري"، الذي يُجسّد مُخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن [5].

    علي طالباب ومروان بابلو



    لماذا الفردانيّة/ الأنا؟

    في عامي 2018 و2019، صعد هذا اللون من الغناء، الراب والتراب معًا، وهذا في عزّ حالة الجمود السياسي الذي شَهِده المشهد المصري، إذ تقلّص دور حرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية والحزبية، ناهيك عن تأميم فضاءات كثيرة ثقافية وفنّية من قِبل النظام المصري، وهذا منذ انقلاب 3 يوليو/ تموز عام 2013 وإلى وقتنا الحالي. ولذلك، كان هذا سببًا أساسيًا في عدم اتجاه أي من هذا اللون الغنائي إلى انتقاد السُلطة أو قراراتها أو حكي ما تفعله بحقّ الفضاءات العامة والمُعارضة. هذا من ناحية، ومن أُخرى، فإن بعض مغني الراب الحاليين (ويجز 24 عامًا- بابلو 26 عامًا- مروان موسى 26 عامًا)، ليسوا كبارًا في السنِّ، ما يعني عدم مرورهم بتجربة الثورة المصرية أو تأثرهم بها بشكلٍ ما، بشكلٍ حصري ربما، مقارنةً بمن سبقوهم (زاب ثروت - الجوكر- علي طالباب) والذين كانت الثورة ضمن جُلّ أغانيهم، بل ودفعتهم إلى مزيد من الغناء نحو الأمل والحرية ومُقاومة الاستبداد.
    "حالة الرهبة التي اجتاحت الفضاءات الفنّية المُتنوعة خوفًا من مُعارضة السُلطة، كانت عاملًا أساسيًا في ابتعاد كل ما هو ناشئ وقادم في المجالات الفنّية عن المساحات السياسية التي تنتقد السُلطة"
    وإن حالة الرهبة التي اجتاحت الفضاءات الفنّية المُتنوعة خوفًا من مُعارضة السُلطة، كانت عاملًا أساسيًا أيضًا، في ابتعاد كل ما هو ناشئ وقادم في المجالات الفنّية عن المساحات السياسية التي تنتقد السُلطة. فمن المعروف والواضح للجميع بطش السُلطة لأي صوتٍ فني أو غير فنّي يُعارضها (ما حدث للفنانيّن عمرو واكد وخالد أبو النجا إثر معارضتهما، كذلك موت المُخرج المصري شادي حبش في السجن)، وهذا لا يبرهن إلّا على أنّ السُلطة تُرحب فقط بمن يحيّيها ويؤيّدها (حدث هذا مع مُطربي المهرجانات، دائما ما تودّدوا إلى النظام السياسي المصري). وهذا يظهر جيدًا في اللقاءات الحوارية التي أُجريت مع مُغني الراب، حيث أقامت وسائل إعلامية كثيرة مصرية وغير مصرية لقاءات معهم مثل بي بي سي عربي، وفايس عربية، وقنوات مصرية أُخرى. وفي كل تلك اللقاءات لم يُدل أي أحدٍ مِنهم بأي رأي في الحياة السياسية، وكأن الحياة السياسية ليس لها مكان في العقل الفني والإعلامي، بل دارت الأحاديث كُلّها حول المسائل الشخصية والسير الذاتية وموقفهم تجاه الموسيقى وغناء الراب/ التراب، وخلافاتهم مع بعضهم البعض.

    فرقة كايروكي وأبيوسف

    يُضاف إلى ذلك، المؤسسة النيوليبرالية التي تُدير وتُنظم الحفلات داخل مصر وخارجها، حفلات من أجل الربح للجميع، حفلات يحضرها الآلاف من جمهور اللون الغنائي، والتي تماهى فيها مُغنّي الراب مع هذه المؤسسة، والتي بدورها ترفض الدخول أو الحديث عن أي شيء، يضُر بوجودها واستمرار تربّحها، إذ لو وُجِّد فنان أو مغنٍ ما، يُعارض السلطة، يكون مُهمّشًا في هذه المنظومة. لأن السُلطة لن تسمح بوجوده في فضاء عام لِيُغني للناس كلماتٍ تُعارضها، وسُتلغى الحفلات وربما يُعاقب مُنظّموها، وهذا ما يجعل جميع العاملين في هذه المنظومة مُترقّبين وحذرين من إقامة أي حفلةٍ، لا ترضى عنها السُلطة، كذلك نقابة الموسيقيين وهي عين السُلطة الرقابية في هذه المساحة، والتي بإمكانها سحب تراخيص هذه الحفلات وغير ذلك من إجراءات قمعيّة. بالرغم من ذلك، ما زالت فرقة "كايروكي" التي تُغني كلماتٍ مُعارضة للسُلطة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر تُقام حفلاتها في مصر وخارج مصر، لكن هذا لم يمنع أنّهم في أوقاتٍ كثيرة تعرّضوا للضغط سواء بشأن تنظيم وإلغاء الحفلات أو حتى أثناء الغناء، مثلما حدث منذ سنوات في إحدى الحفلات، حيث تم قطع الكهرباء أثناء الغِناء.
    "ثمة دور للمؤسسة النيوليبرالية التي تُدير وتُنظم الحفلات داخل مصر وخارجها، حفلات من أجل الربح للجميع، حفلات يحضرها الآلاف من جمهور اللون الغنائي، والتي تماهى فيها مُغنّي الراب مع هذه المؤسسة، والتي بدورها ترفض الدخول أو الحديث عن أي شيء، يضُر بوجودها واستمرار تربّحها"
    في السنوات الأخيرة، خفت نجم مُغنيّ الراب القُدامى، أو اختفى تمامًا، فعلي طالباب لم يعد يظهر كثيرًا، كذلك زاب ثروت قدّم آخر ألبوماته عام 2018، وكانت من ضمن ألبوم "المدينة"، أغنية "المدينة" التي انتقد فيها قسوة مدينة القاهرة في حياتها، وكيف يعيش فيها الفقراء مُقارنةً بالأغنياء الذين لا يشعرون بهم، موضحًا ومنتقدًا هذا التفاوت الطبقي. أيضًا، خفتت الأغنية التي تنتقد السُلطة/ المُجتمع، عدا فرقة كايروكي، التي ما زالت تُقدّم نقدًا مُجتمعيًا أكثر منه سياسيًا. على الضفة الأُخرى، يلمع مُغّنو الراب الجُدد، بابلو وويجز وشاهين ومروان موسى وأبيوسف وغيرهم، في حفلاتهم وكلماتهم التي تأخذ فترة وجيزة ومن ثم تختفي لتظهر أغنيةً أُخرى، بها كلماتٍ مُشابهة، كلمات تُقدّس الذات والفردانية، تأخذ فترتها هي الأُخرى، ولا يأتي الأمر بجديد.



    المصادر



    1- الراب Rap‏ (كما يُعرف أيضاً باسم الرايمينج أو السبيتنج) هو نوع من أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة الهيب هوب الرئيسية. الراب هو التحدث وترديد الأغنية بقافية معينة، وهو أيضا تسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين.

    2- موسيقى التراب- trap music هي نوع من الهيب هوب الجديد (مع أنه يوجد وثائق تُشير إلى عكس ذلك) وبدأ ظهورها في أتلانتا في بداية الألفية الثانية. يمكن لنا أن نُعرّف "التراب" كمزيج من الهيب هوب وموسيقى الدانس وموسيقى "الداب". التعبير "تراب" يعني "مصيدة" أو "الفخ" في العربية، وهو تشبيه مستعار يشير إلى المواقع التي تحدث فيها صفقات المخدرات، حيث يخلط رابرز التراب الإيقاعات السريعة مع كلمات تتعامل مع تجارة المخدرات ونشاط العصابات وغيرها من المواضيع "جانجستا راب" أو راب العصابات. المصطلح نفسه له دلالات سلبية عمومًا، وهو يُرضي جمهور أصغر سنًا فلهذا السبب يقال إنه متفرع من المدرسة الجديدة للهيب هوب. للمزيد، نظرة على أبرز فناني موسيقى التراب في العالم العربي، فايس عربية، نُشر في 29 أغسطس/ آب 2019. رابط https://bit.ly/3urWG6r

    3- للمزيد حول علي طالباب، مسيرته والحديث حول اعتزاله، أنظر: علي طالباب يتحدث إلى معازف، موقع معازف، نشر في 8 يوليو/ تموز 2015. رابط https://bit.ly/3LWCu2r

    4- فيلم تسجيلي، مروان بابلو هو الأب الروحي للـ تراب في مصر، فايس عربية vice arabia، يوتيوب، نشر في 22 أغسطس/ آب 2019، رابط https://bit.ly/3KuCar4

    5- "كباتن الزعتري" يقدم ويجز بشكل مختلف.. ما حكاية الفيلم؟، العين الإخبارية، نشر في 20 مارس/ آذار 2022، رابط https://bit.ly/3v7Y7pr


يعمل...
X