مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية 2023: شعار فضفاض!
وائل سعيد 16 فبراير 2023
سينما
شارك هذا المقال
حجم الخط
يبدو الشعار الذي اتخذته الدورة الثانية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هذا العام فضفاضًا بعض الشيء: "السينما خلود الزمان"، وجرت فعالياتها على مدار ستة أيام في الفترة بين 4- 10 فبراير/ شباط 2023، بمشاركة ما يزيد عن 50 فيلمًا من 30 دولة من دول القارة السمراء مع حضور ملحوظ للفيلم الوثائقي الذي يغلب على معظم مسارات التنافس، وحلّت السنغال دولة ضيف الشرف لهذا الدورة.
مع غروب الشمس تجمعت الوفود كالعادة، عربًا وأفارقة وأجانب، على متن "الدهبية" الواسع الأرجاء، وهي مركبة نيلية ضخمة حرص القائمون على إدارة المهرجان على تضمينها في طقوس المهرجان، لتتهادى بركابها على صفحة النيل المتلألئة بالأضواء حتى معبد الأقصر حيث يقام حفل الافتتاح، بمصاحبة العروض الموسيقية الشعبية المفعمة بنبرة الجنوب شديدة الحلاوة والخصوصية.
مبادرات لدعم الصناعة
يحرص مهرجان الأقصر كذلك، على تنويع برنامجه كل عام بعدد من الفعاليات والندوات بجانب عروض الأفلام، وبصفته صادرًا عن إحدى مبادرات المجتمع المدني- "مؤسسة شباب الفنانين المستقلين"، يعمل على تفعيل دوره المجتمعي من خلال إقامة عدد من الورش الفنية لدعم المواهب بصعيد مصر في شتى المجالات من بينها التصوير والتمثيل والديكور، مع تخصيص بعض الورش للأطفال والمشغولات اليدوية كصناعة الحلي والإكسسوار، وصاحب الفعاليات إقامة معرضين أحدهما لأفيشات أفلام المكرمين، والآخر يختص بأفيشات أفلام من السينما السنغالية.
على جانب آخر، أتاحت وزارة الشباب والرياضة - إحدى الجهات الداعمة- الفرصة لعدد كبير من الشباب لحضور فعاليات الدورة، متكفلة بمصاريف الانتقال والإقامة لحوالي مائة من الشباب من مختلف محافظات مصر. وضم البرنامج أيضًا مشروع "فيلم فاكتوري" للعام الثاني على التوالي، وهو مبادرة هامة لصُناع السينما من الشباب تدعم عشرة أفلام روائية قصيرة من مصر بهدف مساعدة مُخرجيها على الانتقال من مراحل التحضير إلى مرحلة الإنتاج، ويشترك في تقديم هذا الدعم عدد من الشركات والمؤسسات من بينها: شركة أفلام مصر العالمية. شركة رد ستار. مؤسسة سرد مريم نعوم، وتحت رعاية البنك الأفريقي.
يُحسب للمهرجان هذه الجزئية المتعلقة بدعم صناع السينما من شباب القارة الأفريقية، حيث سبق أن قدم ورشة للمخرج الأثيوبي هايني جريما، تعاون جريما من خلالها وعلى مدار خمس سنوات متتالية مع أجيال مختلفة من الشباب قدم عدد كبير منهم فيلمه الروائي الأول، فيما شق بعضهم الطريق إلى المهرجانات العالمية، ولعل أبرز المشروعات السينمائية المدعومة والمنطلقة من المهرجان هو الفيلم السوداني "ستموت في العشرين".
أفلام وتكريمات
رغم الدور الكبير الذي يلعبه الفضاء الرقمي بإتاحة كافة البيانات عن العلوم والفنون، ما يزال للمهرجانات السينمائية دور لا يمكن إتاحته افتراضيًا، ويتمثل في فرص التعرف على الأصوات الجديدة المختلفة، فما بالك والصوت القادم من قلب القارة السمراء بكل عمقه وعنفوانه، وهو ما يضفي أهمية كبيرة على مهرجان الأقصر نظرًا لتركيزه على الأفلام السمراء تحديدًا وليس الأفريقية في عمومها، فبعض البلدان العربية الواقعة في القارة السمراء كالمغرب مثلًا تخطو خطوات لا خلاف عليها في مجال السينما، إلا أنها تندرج تحت السينما العربية، أما السينما من قلب أفريقيا فهي تختلف كليًا في مزجها بين الغرائبي والواقعي شديد الإيلام، ولا تخلو من السحرية حتى وإن ارتدت عباءة عصرية.
في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ذهبت جائزة النيل الكبرى- "قناع توت عنخ أمون الذهبي" للفيلم الكيني "شيموني" أو "الحفرة" للمخرجة أنجيلا واماي، وفيه نعيش تجربة البطل عقب إطلاق سراحه من السجن وعودته لقريته الأم ليبدأ حياة جديدة. يناقش الفيلم فكرة الغفران ومدى تقبل المجتمع للعائدين من أرض الخطيئة. عرض الفيلم العام الماضي ضمن مهرجان البحر الأحمر في نسخته الثانية، ورغم استقباله بحفاوة فلم يحصد جوائز، ويبدو أن المهرجان قد التفت إلى نوعية من الأفلام لم يحالفها الحظ مسبقًا؛ حيث ذهبت ذهبية مسابقة أفلام الطلبة للفيلم القصير "كيلو جرام– إخراج آلاء الباهي".
في العام الماضي، شارك الفيلم ضمن الدورة الرابعة من ملتقى رؤية لسينما الشباب، ولم يحصل على أية جائزة وهذا لا يتعارض مع جودته وحقيقة أن مخرجته من الأصوات الواعدة في السينما، فقد استطاعت تقديم فكرة بسيطة وغرائبية في قالب كوميدي غير مُفتعل؛ سواء على مستوى التمثيل أو القصة، استلهمتها من مأساة محرقة بني سويف التي راح ضحيتها عدد كبير من المسرحيين تظهر صورهم الحقيقية في تتر النهاية مع الإهداء "إلى أرواح شهداء مسرح قصر ثقافة بني سويف".
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة كأفضل فيلم تسجيلي (قناع توت عنخ أمون الذهبي) فذهبت مناصفة لفيلمي "التاكسي، السينما وأنا- سلام زامباليجر، بوركينا فاسو"، و"بعيدا عن النيل- شريف الكتشة، مصر"، وهو مخرج مصري مولود بأميركا، وفيه تجتمع مجموعة من العازفين والمغنين من دول حوض النيل لتكوين فريق غنائي يعرض حفلاته في عدد من المدن الأميركية بعيدًا عن النيل، لكنهم يستحضرونه أينما ذهبوا كأنهم يحملونه كصليب ربما أو كتعويذة حياة.
أهدى المهرجان دورة هذا العام لأرواح كل من السنغالي عثمان سمبين (مئويته) والتونسي هشام رستم ومن الجزائر شافية بوذراع، ومن مصر مئوية الفنان صلاح منصور، وهو من أميز الوجوه المعبرة في تاريخ السينما المصرية. كما شملت الاحتفالية إصدار كتابين أحدهما عن المخرج السنغالي جبريل مامبيتي في إطار الاحتفاء بالسينما السنغالية، والآخر عن العصفور "صلاح منصور- الصورة والجوهر" كما وصفته المؤلفة ناهد صلاح.
كرم المهرجان هذا العام أربعة أسماء، من السنغال المخرج منصور سورا واد، المولود بالعاصمة داكار عام 1952 وقد حصل على شهادته الجامعية من فرنسا ثم عاد إلى موطنه من جديد ليتقلد منصب مدير الأرشيف السمعى البصري بوزارة الثقافة، وحصل على العديد من الجوائز من بينها "جائزة أفريقيا للإبداع. جائزة السلام. جائزة أفضل فيلم روائي بمهرجان الفيلم الأفريقي بميلانو. وجائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج"، من أفلامه "ثمن الغفران. نيران مانساريه". ومن خارج مصر أيضًا المنتج السينمائي بيدرو بيمنتا من موزمبيق.
أما المكرمون من مصر فهم الفنانة هالة صدقي، الموسيقار هشام نزيه، ومحمد رمضان، الذي أثار تكريمه موجات عارمة من الجدل لم يتوانَ رمضان في استغلالها وإصدار أغنية جديدة تستدعى الآثار الفرعونية وتحصد ملايين المشاهدات فور رفعها على اليوتيوب.
عن التسلية والخلود
في أحد الحوارات أشار السيناريست سيد فؤاد - مؤسس ورئيس المهرجان- إلى اللغط الدائر حول تكريم محمد رمضان، موضحًا أن هدف المهرجان منذ انطلاقه هو تكريم المتميزين سواء من الفنانين الكبار أو من الشباب! يضيف فؤاد معززًا موقفه "أن أحد أهم أهداف السينما في العموم هو التسلية بجانب القيمة الفنية"، مؤكدًا أن رمضان قدم بالفعل أفلامًا فنية خلال مشواره منها "احكي يا شهرزاد. الكنز. ساعة ونص". ولا يخفى على المشاهد أن هذه الأفلام لم تكن من بطولة رمضان؛ البطولة المطلقة على الأقل، ناهيك عن أن "احكي يا شهرزاد" كان البداية الحقيقية لرمضان وهو ممثل - معقول- بأقصى تقدير أو كان كذلك في بداياته، قبل الصورة المستهجنة التي أصبح عليها.
بعيدًا عن فكرة المغامرة بتكريم محمد رمضان في مهرجان الأقصر السينمائي، فهو في نهاية المطاف ممثل كغيره من الممثلين، إلا أن طريقة التكريم نفسها تثير التساؤل، بدءًا من صفحته المنفردة في "بروشور" المؤتمر الصحافي المنعقد قبل بدء المهرجان بأسبوعين تقريبًا، والتي تحمل صورته وإنجازاته الفنية على عكس بقية أسماء المكرمين، وانتهاء بالندوة المخصصة لتكريمه والتي أقيمت في ساحة معبد الأقصر بينما لم تخرج بقية ندوات المكرمين أمثاله عن حيز قاعة الفندق.
في الفقرة المخصصة لتكريم رمضان في حفل الافتتاح، وبعد عرض البرومو - الذي تضمن لقطات من أفلام "عبده موتة. الألماني. قلب الأسد"- دعت مذيعة الحفل الحضور إلى الترحيب بـ "النجم المصري الكبير محمد رمضان". من جهته، أعرب رمضان خلال كلمته المقتضبة عن سعادته بهذا التكريم خصوصًا وأن من سلمه الدرع فنان بقيمة محمود حميدة، ولم تفته الإشارة إلى أجداده الفراعنة الذين تشهد آثارهم على براعة ما صنعوا مضيفًا "إحنا كمان بنقدم شيء هيفضل عايش يمكن أكتر من اللي عملوه الفراعنة"! ثم توجه بالشكر لأهالي الأقصر وحفاوة الاستقبال مستنكرًا على المحافظ إرسال من ينوب عنه، وأخيرًا شكر المهرجان ورئيسه السيناريست سيد فؤاد معلقًا "مؤلف فيلمي القادم" والمخرج مجدي أحمد علي - عضو اللجنة العليا للمهرجان- "مخرج فيلمي القادم".
في سياق مُشابه تحدث رئيس المهرجان عن علاقته القديمة بمحمد رمضان حين استضافه في أحد البرامج التلفزيونية التي كان يعمل معدًا بها وذلك عقب عرض مسلسل "حنان وحنين، 2007" بطولة عمر الشريف: "كنا بنحاول نعلي من أسهم هذا الشاب الصاعد آنذاك"، وأُخذ على هذا البرنامج وقتها استضافته لوجوه مجهولة من الممثلين الجدد حتى أن البعض حذر من أن يُقال عن إدارة البرنامج كما قال سيد فؤاد "بناخد فلوس من الناس علشان نطلعهم في التلفزيون"!
وائل سعيد 16 فبراير 2023
سينما
شارك هذا المقال
حجم الخط
يبدو الشعار الذي اتخذته الدورة الثانية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هذا العام فضفاضًا بعض الشيء: "السينما خلود الزمان"، وجرت فعالياتها على مدار ستة أيام في الفترة بين 4- 10 فبراير/ شباط 2023، بمشاركة ما يزيد عن 50 فيلمًا من 30 دولة من دول القارة السمراء مع حضور ملحوظ للفيلم الوثائقي الذي يغلب على معظم مسارات التنافس، وحلّت السنغال دولة ضيف الشرف لهذا الدورة.
مع غروب الشمس تجمعت الوفود كالعادة، عربًا وأفارقة وأجانب، على متن "الدهبية" الواسع الأرجاء، وهي مركبة نيلية ضخمة حرص القائمون على إدارة المهرجان على تضمينها في طقوس المهرجان، لتتهادى بركابها على صفحة النيل المتلألئة بالأضواء حتى معبد الأقصر حيث يقام حفل الافتتاح، بمصاحبة العروض الموسيقية الشعبية المفعمة بنبرة الجنوب شديدة الحلاوة والخصوصية.
مبادرات لدعم الصناعة
يحرص مهرجان الأقصر كذلك، على تنويع برنامجه كل عام بعدد من الفعاليات والندوات بجانب عروض الأفلام، وبصفته صادرًا عن إحدى مبادرات المجتمع المدني- "مؤسسة شباب الفنانين المستقلين"، يعمل على تفعيل دوره المجتمعي من خلال إقامة عدد من الورش الفنية لدعم المواهب بصعيد مصر في شتى المجالات من بينها التصوير والتمثيل والديكور، مع تخصيص بعض الورش للأطفال والمشغولات اليدوية كصناعة الحلي والإكسسوار، وصاحب الفعاليات إقامة معرضين أحدهما لأفيشات أفلام المكرمين، والآخر يختص بأفيشات أفلام من السينما السنغالية.
على جانب آخر، أتاحت وزارة الشباب والرياضة - إحدى الجهات الداعمة- الفرصة لعدد كبير من الشباب لحضور فعاليات الدورة، متكفلة بمصاريف الانتقال والإقامة لحوالي مائة من الشباب من مختلف محافظات مصر. وضم البرنامج أيضًا مشروع "فيلم فاكتوري" للعام الثاني على التوالي، وهو مبادرة هامة لصُناع السينما من الشباب تدعم عشرة أفلام روائية قصيرة من مصر بهدف مساعدة مُخرجيها على الانتقال من مراحل التحضير إلى مرحلة الإنتاج، ويشترك في تقديم هذا الدعم عدد من الشركات والمؤسسات من بينها: شركة أفلام مصر العالمية. شركة رد ستار. مؤسسة سرد مريم نعوم، وتحت رعاية البنك الأفريقي.
يُحسب للمهرجان هذه الجزئية المتعلقة بدعم صناع السينما من شباب القارة الأفريقية، حيث سبق أن قدم ورشة للمخرج الأثيوبي هايني جريما، تعاون جريما من خلالها وعلى مدار خمس سنوات متتالية مع أجيال مختلفة من الشباب قدم عدد كبير منهم فيلمه الروائي الأول، فيما شق بعضهم الطريق إلى المهرجانات العالمية، ولعل أبرز المشروعات السينمائية المدعومة والمنطلقة من المهرجان هو الفيلم السوداني "ستموت في العشرين".
أفلام وتكريمات
رغم الدور الكبير الذي يلعبه الفضاء الرقمي بإتاحة كافة البيانات عن العلوم والفنون، ما يزال للمهرجانات السينمائية دور لا يمكن إتاحته افتراضيًا، ويتمثل في فرص التعرف على الأصوات الجديدة المختلفة، فما بالك والصوت القادم من قلب القارة السمراء بكل عمقه وعنفوانه، وهو ما يضفي أهمية كبيرة على مهرجان الأقصر نظرًا لتركيزه على الأفلام السمراء تحديدًا وليس الأفريقية في عمومها، فبعض البلدان العربية الواقعة في القارة السمراء كالمغرب مثلًا تخطو خطوات لا خلاف عليها في مجال السينما، إلا أنها تندرج تحت السينما العربية، أما السينما من قلب أفريقيا فهي تختلف كليًا في مزجها بين الغرائبي والواقعي شديد الإيلام، ولا تخلو من السحرية حتى وإن ارتدت عباءة عصرية.
في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ذهبت جائزة النيل الكبرى- "قناع توت عنخ أمون الذهبي" للفيلم الكيني "شيموني" أو "الحفرة" للمخرجة أنجيلا واماي، وفيه نعيش تجربة البطل عقب إطلاق سراحه من السجن وعودته لقريته الأم ليبدأ حياة جديدة. يناقش الفيلم فكرة الغفران ومدى تقبل المجتمع للعائدين من أرض الخطيئة. عرض الفيلم العام الماضي ضمن مهرجان البحر الأحمر في نسخته الثانية، ورغم استقباله بحفاوة فلم يحصد جوائز، ويبدو أن المهرجان قد التفت إلى نوعية من الأفلام لم يحالفها الحظ مسبقًا؛ حيث ذهبت ذهبية مسابقة أفلام الطلبة للفيلم القصير "كيلو جرام– إخراج آلاء الباهي".
في العام الماضي، شارك الفيلم ضمن الدورة الرابعة من ملتقى رؤية لسينما الشباب، ولم يحصل على أية جائزة وهذا لا يتعارض مع جودته وحقيقة أن مخرجته من الأصوات الواعدة في السينما، فقد استطاعت تقديم فكرة بسيطة وغرائبية في قالب كوميدي غير مُفتعل؛ سواء على مستوى التمثيل أو القصة، استلهمتها من مأساة محرقة بني سويف التي راح ضحيتها عدد كبير من المسرحيين تظهر صورهم الحقيقية في تتر النهاية مع الإهداء "إلى أرواح شهداء مسرح قصر ثقافة بني سويف".
ما يضفي أهمية كبيرة على مهرجان الأقصر تركيزه على الأفلام السمراء تحديدًا وليس الأفريقية في عمومها، فبعض البلدان العربية الواقعة في القارة السمراء كالمغرب مثلًا تخطو خطوات لا خلاف عليها في مجال السينما، إلا أنها تندرج تحت السينما العربية |
أهدى المهرجان دورة هذا العام لأرواح كل من السنغالي عثمان سمبين (مئويته) والتونسي هشام رستم ومن الجزائر شافية بوذراع، ومن مصر مئوية الفنان صلاح منصور، وهو من أميز الوجوه المعبرة في تاريخ السينما المصرية. كما شملت الاحتفالية إصدار كتابين أحدهما عن المخرج السنغالي جبريل مامبيتي في إطار الاحتفاء بالسينما السنغالية، والآخر عن العصفور "صلاح منصور- الصورة والجوهر" كما وصفته المؤلفة ناهد صلاح.
كرم المهرجان هذا العام أربعة أسماء، من السنغال المخرج منصور سورا واد، المولود بالعاصمة داكار عام 1952 وقد حصل على شهادته الجامعية من فرنسا ثم عاد إلى موطنه من جديد ليتقلد منصب مدير الأرشيف السمعى البصري بوزارة الثقافة، وحصل على العديد من الجوائز من بينها "جائزة أفريقيا للإبداع. جائزة السلام. جائزة أفضل فيلم روائي بمهرجان الفيلم الأفريقي بميلانو. وجائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج"، من أفلامه "ثمن الغفران. نيران مانساريه". ومن خارج مصر أيضًا المنتج السينمائي بيدرو بيمنتا من موزمبيق.
أما المكرمون من مصر فهم الفنانة هالة صدقي، الموسيقار هشام نزيه، ومحمد رمضان، الذي أثار تكريمه موجات عارمة من الجدل لم يتوانَ رمضان في استغلالها وإصدار أغنية جديدة تستدعى الآثار الفرعونية وتحصد ملايين المشاهدات فور رفعها على اليوتيوب.
عن التسلية والخلود
في أحد الحوارات أشار السيناريست سيد فؤاد - مؤسس ورئيس المهرجان- إلى اللغط الدائر حول تكريم محمد رمضان، موضحًا أن هدف المهرجان منذ انطلاقه هو تكريم المتميزين سواء من الفنانين الكبار أو من الشباب! يضيف فؤاد معززًا موقفه "أن أحد أهم أهداف السينما في العموم هو التسلية بجانب القيمة الفنية"، مؤكدًا أن رمضان قدم بالفعل أفلامًا فنية خلال مشواره منها "احكي يا شهرزاد. الكنز. ساعة ونص". ولا يخفى على المشاهد أن هذه الأفلام لم تكن من بطولة رمضان؛ البطولة المطلقة على الأقل، ناهيك عن أن "احكي يا شهرزاد" كان البداية الحقيقية لرمضان وهو ممثل - معقول- بأقصى تقدير أو كان كذلك في بداياته، قبل الصورة المستهجنة التي أصبح عليها.
بعيدًا عن فكرة المغامرة بتكريم محمد رمضان في مهرجان الأقصر السينمائي، فهو في نهاية المطاف ممثل كغيره من الممثلين، إلا أن طريقة التكريم نفسها تثير التساؤل، بدءًا من صفحته المنفردة في "بروشور" المؤتمر الصحافي المنعقد قبل بدء المهرجان بأسبوعين تقريبًا، والتي تحمل صورته وإنجازاته الفنية على عكس بقية أسماء المكرمين، وانتهاء بالندوة المخصصة لتكريمه والتي أقيمت في ساحة معبد الأقصر بينما لم تخرج بقية ندوات المكرمين أمثاله عن حيز قاعة الفندق.
في الفقرة المخصصة لتكريم رمضان في حفل الافتتاح، وبعد عرض البرومو - الذي تضمن لقطات من أفلام "عبده موتة. الألماني. قلب الأسد"- دعت مذيعة الحفل الحضور إلى الترحيب بـ "النجم المصري الكبير محمد رمضان". من جهته، أعرب رمضان خلال كلمته المقتضبة عن سعادته بهذا التكريم خصوصًا وأن من سلمه الدرع فنان بقيمة محمود حميدة، ولم تفته الإشارة إلى أجداده الفراعنة الذين تشهد آثارهم على براعة ما صنعوا مضيفًا "إحنا كمان بنقدم شيء هيفضل عايش يمكن أكتر من اللي عملوه الفراعنة"! ثم توجه بالشكر لأهالي الأقصر وحفاوة الاستقبال مستنكرًا على المحافظ إرسال من ينوب عنه، وأخيرًا شكر المهرجان ورئيسه السيناريست سيد فؤاد معلقًا "مؤلف فيلمي القادم" والمخرج مجدي أحمد علي - عضو اللجنة العليا للمهرجان- "مخرج فيلمي القادم".
في سياق مُشابه تحدث رئيس المهرجان عن علاقته القديمة بمحمد رمضان حين استضافه في أحد البرامج التلفزيونية التي كان يعمل معدًا بها وذلك عقب عرض مسلسل "حنان وحنين، 2007" بطولة عمر الشريف: "كنا بنحاول نعلي من أسهم هذا الشاب الصاعد آنذاك"، وأُخذ على هذا البرنامج وقتها استضافته لوجوه مجهولة من الممثلين الجدد حتى أن البعض حذر من أن يُقال عن إدارة البرنامج كما قال سيد فؤاد "بناخد فلوس من الناس علشان نطلعهم في التلفزيون"!