الألوان .. اشارات الطبيعة
الألوان لها دور كبير في حياة الانسان ...
وكذلك الحيوان والنبات ومعهما يصبح للألوان دورا مصيريا يقرر بقاءهما أو زوالهما هذا إلى جانب كون الألوان هي لغة تحادث والاشارة والتكاثر بالنسبة لمخلوقات الطبيعة .
التقارير العلمية أسهبت في تفاصيل هذا الأمر ونحن ننقل مختصراً موجزاً عنها بالنص وبالصورة المعبرة .
الألوان في الطبيعة هي كل شيء وليست مجرد زخرفة وزينة بل يمكن القول انها ذات مهمات محددة وحساسة ويمكن الاستشهاد بالطبقة اللونية السميكة التي تقي الملـونين من إشعـاعـات الشمس القوية في افريقيا مثلا كذلك الطلاء الحربي الذي اخذه الهنود الحمر عن الحيوانات مهمته إدخال الرعب والذعر إلى قلب الخصم ، وبالتالي للدلالة على القوة الذاتية .
والأمر يشبه إلى حد بعيد أحمر الشفاه عند المرأة وعلى الرغم من أن الطبيعة جعلت شفاه المرأة ممثلثة وملونة اكثر من شفاه الرجل فإن المرأة عمدت إلى إبرازها ، منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بالمبالغة في الحجم واللون والتركيبة الدقيقة ، عبر وضع اللون الأحمر الاصطناعي عليها .
دیسموند موريس ( Desmond Morris ) وهو عالم حيوانات بـريطـانـي وبـحـاثـة سلوك الحيوانات وجد لأحمر الشفاه تفسيراً بينا مشيراً إلى أن من اسماهم باسلافنا القرود الذين كانوا يدبون على الأربعة ، والذين يتميزون كما هو معلوم بمؤخرات وردية ومنتفخة - كان يشع منها ما يسمى بـال و سیکس ابيـل . وعندما تعلم اسلافنا السير منتصبين على اقدامهم ، فإن هذا التحول تطلب إشارات جديدة . فاصبح الفم النسائي المطلي صورة المرأة المعكوسة كاداة اجتذاب ! ...
إنها نفس الحيـل التـي تستعملها أيضاً الطبيعة : من اجل افتتان الشريك ، فإن نوعاً من العصافير في اوستراليا وغينيا الجديدة تلجا إلى استخدام الريشة والألوان .
حيث يستعمل العصفور الذكر اجزاء من أوراق الشجر ، ليزين بها عش الغرام بطريقة بشرية تقريباً : إنه يطلي الجدران بعادة من العشب الممضوغ ، فحم الخشب او محتـوى التـوت بعدما يعمد إلى مزجها بمنقاره مع اللعاب بصورة ينشا معها لون رصاصي غامق ، ازرق او اخضر جاهز للطلاء . .. هذا ما افضی به عالم الطبيعة الأميركي لنكولن باريت ( Lincoln Barett ) بعد ان راقب سلوك هذه العصافير لفترة طويلة من الزمن !
فالطير او العصفور الذي يلجا إلى - الفرشاة ليزين الطبيـعـة حسب تصـوراتـه الذاتية .
يمكن إعتباره من ضمن العجائب الكثيرة والتي تبين الدور الذي يلعبه اللون في حياة الحيوانات والنباتات
وشارل داروين ( Charles Darwin ) الذي وطات قدماه عام ۱۸۳۲ مجـاهـل الأدغال في البـرازيـل . أدرك ذلـك كـاول شخص في هذا المضمـار وبدهشة شاهد داروین کیف ان اکبر فراشة في العالم والتي يبلغ امتداد اجنحتها
اثنين وثلاثين سنتيمتـرأ وتعرف تحت اسم الفراشة البـومـة أثناء استقرارها على شجرة
بلونها(المقلم) تبدو وكانها جزء من تلك الأغصان . كما ان أكبر جرادة ، المعروفة باسم -Walk ) ( ing Stick - جرادة ذات جسم طویل مستدير شبيه بالعصا تقلد في مظهرها الخارجي الغصن الجاف في حين ان الجـرادة اللاقطة التي تشبه ورقة بنية باللون جافة ، لا تتعرف ضحيتها على حقيقتها الا عندما تطبق عليها بقوائمها اللاقطة .
ويضيف شارل داروین قائلا :
- وحيث يكن دائما العدو المتضور جوعا فالحشرات التي تتمكن من الوصول إلى سن التكاثر ، هي فقط التي تتمكن من التكيف باللون مع محيطها وقد سميت هذه النظرية بالـ (خيار الطبيعي )، وهي تعني ان الأكثر مقدرة على التكيف هو الذي يبقى على قيد الحياة .
والمقدرة أو بالأحرى الخدعة في استعمال اللون كاداة تمويه جعلت من الحشرات ، الكائنات الحية الأكثر نجاحاً ، من الوجهة البيـولـوجيـة ، على كرتنا الأرضية . واليوم ، كما يقول البروفسور ارنتس مایر Ernst ) ( Mayr الأستاذ في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة ، وهو من اصل الماني ومن مدينة برلين بالذات ، يوجد على سطح الأرض تقريباً ثلاثة ملايين نوع مختلف من الحشرات .
ولكن التمويه عبر الألوان لا يلعب فقط دوراً حاسماً في الإنفجار السكاني للحشرات فالألوان هي التي تؤمن أيضاً انتشار النباتات .
وعندما تشكلت ، قبل مائة وخمسين مليون سنة . الاشجار المزهرة ، توقفت في نفس الوقت عملية نقل غبار ، اللقاح ، عبر الريح .. وعوضاً عن ذلك جذبت الحشرات لكي تقوم هي بنقل الغبار من زهرة إلى الـزهـرة الأخرى وكبديل لخدمة النقل هذه كانت الازهـار تكـافيء الحشرات برحيقها الحلو .
ولكن كيف امكن للنبـاتـات إستخدام الوسيلة الطـائـرة الجديدة لنقل غبارها الطالع إلى نفس النوع من الأزهار بصورة اكيدة ، دون أن تقع بمغالطات الريح ، الذي كان ينقل الغبار الطالع إلى الأزهار كيفما اتفق ؟
هنا يبرز دور الألـوان فـالـثبـاتـات اكملت منظـرهـا الخارجي بصورة امكن معها تفريقها بوضوح عن الأنواع المجاورة .
ومن على بعد كبير ، تجذب الوان الزهور الرائعة التي منحتها إياها الطبيعة النحل وحتى لا تتـوه الحشرات عن مدخل ، كاس الزهرة ، ، فإن وضعاً خاصاً في الزهرة يعمل إضافياً ، للإنجذاب البصري . : إن « الرحيق الذكري ، إما ان يكون لونه مختلفاً عن بقية اعضاء الزهرة أو أنه يتميز عبر تشرب شديد باللون إنها إشارات لها تاثيرهـا ولا يمكن للنحل ان يقاومه .
ويقول البروفسور اندرياس برتش ( Andreas Bertsch ) إستاذ ، علم النباتات في مدينة ماربورغ Marburg ) بالمانيا الاتحادية :
- اللون ليس هو في حد ذاته صبغة للزهرة ، بل بالاحرى ميزتها عكس أشعة الشمس النحل وغيرها من الحشرات تستقبل اللون الأخضر على انه رمادي وهي لا ترى اللـون الأحمر ولكنها ترى الإشعاعات فوق البنفسجية غير المرئية بالنسبة للإنسان .
إن اللون الأحمر الداكن يبدو للحشرات اسودا ويستثنى من ذلك فقط فراشات النهار ، التي تحوم من أجل ذلك حول الحجر والضوء الأحمر . الخشخاش المنشور في حقل الحنطـة تـراه العين البشرية أحمراً ساطعاً ، في حين أنه بالنسبة للحشرات فوق البنفسجي ، والسبب ان هذه الـزهـرة تعكس في نفس الوقت الأحمر وفوق البنفسجي .
الألوان لها دور كبير في حياة الانسان ...
وكذلك الحيوان والنبات ومعهما يصبح للألوان دورا مصيريا يقرر بقاءهما أو زوالهما هذا إلى جانب كون الألوان هي لغة تحادث والاشارة والتكاثر بالنسبة لمخلوقات الطبيعة .
التقارير العلمية أسهبت في تفاصيل هذا الأمر ونحن ننقل مختصراً موجزاً عنها بالنص وبالصورة المعبرة .
الألوان في الطبيعة هي كل شيء وليست مجرد زخرفة وزينة بل يمكن القول انها ذات مهمات محددة وحساسة ويمكن الاستشهاد بالطبقة اللونية السميكة التي تقي الملـونين من إشعـاعـات الشمس القوية في افريقيا مثلا كذلك الطلاء الحربي الذي اخذه الهنود الحمر عن الحيوانات مهمته إدخال الرعب والذعر إلى قلب الخصم ، وبالتالي للدلالة على القوة الذاتية .
والأمر يشبه إلى حد بعيد أحمر الشفاه عند المرأة وعلى الرغم من أن الطبيعة جعلت شفاه المرأة ممثلثة وملونة اكثر من شفاه الرجل فإن المرأة عمدت إلى إبرازها ، منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بالمبالغة في الحجم واللون والتركيبة الدقيقة ، عبر وضع اللون الأحمر الاصطناعي عليها .
دیسموند موريس ( Desmond Morris ) وهو عالم حيوانات بـريطـانـي وبـحـاثـة سلوك الحيوانات وجد لأحمر الشفاه تفسيراً بينا مشيراً إلى أن من اسماهم باسلافنا القرود الذين كانوا يدبون على الأربعة ، والذين يتميزون كما هو معلوم بمؤخرات وردية ومنتفخة - كان يشع منها ما يسمى بـال و سیکس ابيـل . وعندما تعلم اسلافنا السير منتصبين على اقدامهم ، فإن هذا التحول تطلب إشارات جديدة . فاصبح الفم النسائي المطلي صورة المرأة المعكوسة كاداة اجتذاب ! ...
إنها نفس الحيـل التـي تستعملها أيضاً الطبيعة : من اجل افتتان الشريك ، فإن نوعاً من العصافير في اوستراليا وغينيا الجديدة تلجا إلى استخدام الريشة والألوان .
حيث يستعمل العصفور الذكر اجزاء من أوراق الشجر ، ليزين بها عش الغرام بطريقة بشرية تقريباً : إنه يطلي الجدران بعادة من العشب الممضوغ ، فحم الخشب او محتـوى التـوت بعدما يعمد إلى مزجها بمنقاره مع اللعاب بصورة ينشا معها لون رصاصي غامق ، ازرق او اخضر جاهز للطلاء . .. هذا ما افضی به عالم الطبيعة الأميركي لنكولن باريت ( Lincoln Barett ) بعد ان راقب سلوك هذه العصافير لفترة طويلة من الزمن !
فالطير او العصفور الذي يلجا إلى - الفرشاة ليزين الطبيـعـة حسب تصـوراتـه الذاتية .
يمكن إعتباره من ضمن العجائب الكثيرة والتي تبين الدور الذي يلعبه اللون في حياة الحيوانات والنباتات
وشارل داروين ( Charles Darwin ) الذي وطات قدماه عام ۱۸۳۲ مجـاهـل الأدغال في البـرازيـل . أدرك ذلـك كـاول شخص في هذا المضمـار وبدهشة شاهد داروین کیف ان اکبر فراشة في العالم والتي يبلغ امتداد اجنحتها
اثنين وثلاثين سنتيمتـرأ وتعرف تحت اسم الفراشة البـومـة أثناء استقرارها على شجرة
بلونها(المقلم) تبدو وكانها جزء من تلك الأغصان . كما ان أكبر جرادة ، المعروفة باسم -Walk ) ( ing Stick - جرادة ذات جسم طویل مستدير شبيه بالعصا تقلد في مظهرها الخارجي الغصن الجاف في حين ان الجـرادة اللاقطة التي تشبه ورقة بنية باللون جافة ، لا تتعرف ضحيتها على حقيقتها الا عندما تطبق عليها بقوائمها اللاقطة .
ويضيف شارل داروین قائلا :
- وحيث يكن دائما العدو المتضور جوعا فالحشرات التي تتمكن من الوصول إلى سن التكاثر ، هي فقط التي تتمكن من التكيف باللون مع محيطها وقد سميت هذه النظرية بالـ (خيار الطبيعي )، وهي تعني ان الأكثر مقدرة على التكيف هو الذي يبقى على قيد الحياة .
والمقدرة أو بالأحرى الخدعة في استعمال اللون كاداة تمويه جعلت من الحشرات ، الكائنات الحية الأكثر نجاحاً ، من الوجهة البيـولـوجيـة ، على كرتنا الأرضية . واليوم ، كما يقول البروفسور ارنتس مایر Ernst ) ( Mayr الأستاذ في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة ، وهو من اصل الماني ومن مدينة برلين بالذات ، يوجد على سطح الأرض تقريباً ثلاثة ملايين نوع مختلف من الحشرات .
ولكن التمويه عبر الألوان لا يلعب فقط دوراً حاسماً في الإنفجار السكاني للحشرات فالألوان هي التي تؤمن أيضاً انتشار النباتات .
وعندما تشكلت ، قبل مائة وخمسين مليون سنة . الاشجار المزهرة ، توقفت في نفس الوقت عملية نقل غبار ، اللقاح ، عبر الريح .. وعوضاً عن ذلك جذبت الحشرات لكي تقوم هي بنقل الغبار من زهرة إلى الـزهـرة الأخرى وكبديل لخدمة النقل هذه كانت الازهـار تكـافيء الحشرات برحيقها الحلو .
ولكن كيف امكن للنبـاتـات إستخدام الوسيلة الطـائـرة الجديدة لنقل غبارها الطالع إلى نفس النوع من الأزهار بصورة اكيدة ، دون أن تقع بمغالطات الريح ، الذي كان ينقل الغبار الطالع إلى الأزهار كيفما اتفق ؟
هنا يبرز دور الألـوان فـالـثبـاتـات اكملت منظـرهـا الخارجي بصورة امكن معها تفريقها بوضوح عن الأنواع المجاورة .
ومن على بعد كبير ، تجذب الوان الزهور الرائعة التي منحتها إياها الطبيعة النحل وحتى لا تتـوه الحشرات عن مدخل ، كاس الزهرة ، ، فإن وضعاً خاصاً في الزهرة يعمل إضافياً ، للإنجذاب البصري . : إن « الرحيق الذكري ، إما ان يكون لونه مختلفاً عن بقية اعضاء الزهرة أو أنه يتميز عبر تشرب شديد باللون إنها إشارات لها تاثيرهـا ولا يمكن للنحل ان يقاومه .
ويقول البروفسور اندرياس برتش ( Andreas Bertsch ) إستاذ ، علم النباتات في مدينة ماربورغ Marburg ) بالمانيا الاتحادية :
- اللون ليس هو في حد ذاته صبغة للزهرة ، بل بالاحرى ميزتها عكس أشعة الشمس النحل وغيرها من الحشرات تستقبل اللون الأخضر على انه رمادي وهي لا ترى اللـون الأحمر ولكنها ترى الإشعاعات فوق البنفسجية غير المرئية بالنسبة للإنسان .
إن اللون الأحمر الداكن يبدو للحشرات اسودا ويستثنى من ذلك فقط فراشات النهار ، التي تحوم من أجل ذلك حول الحجر والضوء الأحمر . الخشخاش المنشور في حقل الحنطـة تـراه العين البشرية أحمراً ساطعاً ، في حين أنه بالنسبة للحشرات فوق البنفسجي ، والسبب ان هذه الـزهـرة تعكس في نفس الوقت الأحمر وفوق البنفسجي .
تعليق