د.قتيبة الشهابي
معاناتنا واحدة وقد بدأنا بتصوير الفن الفوتوغرافي
قتيبة الشهابي دكتور في طب الأسنان يضع التصوير الفوتوغرافي في طليعة إهتماماته ، لديه مجموعة من الأعمال المهمة ، والتصوير عنده لا يقف عند حدود الالتقاط بل يتعداه إلى الإطار النظري ، حيث سيضع اول کتاب فوتوغرافي له خلال أيام ، هذا عدا عن هاجسه في تطوير مفهوم الصورة إنطلاقاً من موقعه في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق ، وصولا إلى كل الكليات والمرافق الاعلامية .
مع الدكتـور قتيبة الشهابي تنطلق من الهوية الشخصية والبداية على لساته حيث يقول :
- انا من مواليد دمشق عام ١٩٣٤ ، دکتور بجامعة دمشق - كلية طب الأسنان - بدا إهتمامي بالتصوير عام 1961 ، يوم كان مقتصرا على قلة من الناس . فانتسبت إلى مـركـز الفنـون التطبيقية بإشراف الاستاذ محمد طالو ، ومن هذا المركز إكتسبت الخبرة المبدئية بعد ذلك سافرت إلى لندن لمتابعة دراستي كطبيب بين عام 1966 و 1969 ، وقد رأيتها فرصة لمتابعة دراستي في التصوير ايضا ، ووجهت إهتمامي إلى التصـويـر الفني والعلمي والكيميائي وحصلت على أربع ديبلومات في التصوير ومؤخراً بدات بإعداد كتاب عن - الكلوز آب ، هو الآن قيد الطبع .
- ما هو مفهوم التصوير لدي الدكتور قتيبة ؟
ان فلسفتي الخاصة للتصوير تكمن في كونه المجال للإبداع وإعادة التجسيد ، فالرؤية تحكمها الأحاسيس . والادراك البصري قادر على التمييز لتحقيق جماليات قد تكون غير مرئية في كثير من التصوير عملية ميكانيكية كما يتوهم البعض .. إنها إبداع وعطاء من الداخل فمشهد الآثار او أي الأوقات . من هنا لا يمكن إعتبار مشهد طبيعي ممكن أن يأتي ضعيفاً جداً ما لم يأخذ حقه من التامل عند الإطار ونقطة الجذب قبل أن ناخذ القرار بتسجيله ... التصوير باختصار هو لغة جمالية تتفوق على ما عداها ، هذا لو اجدنا التحادث بها .
يبدو أن للألوان عندك مدلولها الخاص ، رغم أن معظم اعمالك بالأسود والأبيض ، كيف تفسر ذلك : - اتجاوب مع التجاذب البصري للألوان .. ومن هنا لدي القليل من الصور الملونة لاعتقادي ان الأسود والأبيض يعطي مدلولات إنطباعية أقوى عند المشاهدة وبالإمكان تحقيق إبداعات من خلال صرف المجهود الكبير في الغرفة المظلمة لصناعة الطبعـات ، وصولا إلى صـور مميـزة ، تكتسب المزيد من أحاسيس المصور خلال عملية الطباعة . هذه الميزة نفتقر إليها في الطباعة الملونة حيث يطغى العمل الروتيني على العملية المخبرية مما يفقدنا اللذة التي نعيشها في الغرفة السوداء اثناء طباعة الأسود والأبيض .
- ما هي الأوقات المفضلة للتصوير لديك ؟
- ليس هناك من تحديد لوقت أو زمن للتصوير ، فالصورة قائمة طالما ان مصدر التسجيل موجود وهذا المصدر هو الضوء . الضوء على اشكاله وانواعه والوانه .
واوقات الابداع الفوتوغرافي قد تاتي في أي لحظة وفي أي زمن ، ولا يمكن غض النظر عنها ، خصوصاً وان اللحظة قد لا تعود ثانية ، ومن هنا تكتسب الصورة اهميتها في أي وقت وفي أي زمن .
ما رايك بالفن الضوئي نسبة إلى الفن التشكيلي وكيف تجد الفنانين العرب في هذا المجال نسبة
إلى فناني العالم .
- لا شك أن التطور السريع للتقنيات ، وسهولة إستيعابها ، مكنا الكثير من المهمتين بالفن الضوئي من إستدراك أهمية التصوير والاعتراف به كمـادة فنية ، مما أسهم إلى حد بعيد في المساواة بين الفن التشكيلي والفن الضوئي .
ويتابع الدكتور قتيبة :
ـ هنا أود أن أضيف بان العين إدراك للفكر وما علينا سوى الانتاج في كافة الحقول الفنية وهذا يسير عليه المصورون المحليون والعالميون .
وعلى صعيد المصورين السوريين اذكر الاستاذ محمد طـالـب والفنان الكبير آزاد بـويـاجيـان . ومن المصورين العالميين اعتبر أن الفنان الرائد واستاذ البورتريه يوسف كارش في الطليعة ، كما انني معجب بـاسـلـوب دايفيـد هـاملـتـون وشينويامو وجياكوبيتي .
- ما هي المعارض التي شاركت بها ؟
- شارکت بخمسة معارض في سـوريـا احـدهـا متخصص بالتصوير المجهري في جامعة دمشق كما شاركت في بعض المعارض بلندن .
باعتبارك أحد المدرسين في الجامعة . هل تشجع طلابك على التصوير ؟
- في عالمنا العربي كلنا مقصرون في هذا المجال ، إذ من المفترض الاقتداء بسائر الجامعات في العالم حيث داخل كل جامعة ، لا بل كل ثانوية ، توجد اقسام للتصوير الفوتوغرافي وخصوصاً التصوير العلمي .
من هنا بدأنا نعمل جاهدين لتأسيس مثل هذا القسم في كلية طب الأسنان وانا اعمل على نشر الفكر الفوتوغرافي بين طلابي ، علمياً وفنيا كما أطمح لايجاد جيل فني يحمل ثقافة فنية واعية ، ويتعامل مع العمل الضوئي برؤية متينة ومنهاج علمي يستفيد منه في مراحله المهنية .
- ما هي معاناة المصورين في سوريا من وجهة نظرك ؟
ـ المعاناة هي نفسها في العالم الثالث عموماً ، وليس في سوريا وحدها ، حيث ينظر الانسان في عالمنا لاي حامل كاميرا بالشك والخـوف ، وبعض الأحيـان الاستهزاء ، إلا أننا بدانا وبحق نتقدم في طرح المفهـوم الفوتوغرافي وإرساء قواعده من خلال وسائل الاعلام ، وهنا أخص بالذكر مجلتكم الرائدة . فن التصوير ، لما تقدمه من خدمات على صعيد نشر التوعية الثقافية مع التمني ان يصار إلى زيادة الابحاث في التقنيات ، والقـاء الضوء على الآلات واسعارها كما هي الحال مع المجلات العالمية .
فرید ظفور
دمشق
معاناتنا واحدة وقد بدأنا بتصوير الفن الفوتوغرافي
قتيبة الشهابي دكتور في طب الأسنان يضع التصوير الفوتوغرافي في طليعة إهتماماته ، لديه مجموعة من الأعمال المهمة ، والتصوير عنده لا يقف عند حدود الالتقاط بل يتعداه إلى الإطار النظري ، حيث سيضع اول کتاب فوتوغرافي له خلال أيام ، هذا عدا عن هاجسه في تطوير مفهوم الصورة إنطلاقاً من موقعه في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق ، وصولا إلى كل الكليات والمرافق الاعلامية .
مع الدكتـور قتيبة الشهابي تنطلق من الهوية الشخصية والبداية على لساته حيث يقول :
- انا من مواليد دمشق عام ١٩٣٤ ، دکتور بجامعة دمشق - كلية طب الأسنان - بدا إهتمامي بالتصوير عام 1961 ، يوم كان مقتصرا على قلة من الناس . فانتسبت إلى مـركـز الفنـون التطبيقية بإشراف الاستاذ محمد طالو ، ومن هذا المركز إكتسبت الخبرة المبدئية بعد ذلك سافرت إلى لندن لمتابعة دراستي كطبيب بين عام 1966 و 1969 ، وقد رأيتها فرصة لمتابعة دراستي في التصوير ايضا ، ووجهت إهتمامي إلى التصـويـر الفني والعلمي والكيميائي وحصلت على أربع ديبلومات في التصوير ومؤخراً بدات بإعداد كتاب عن - الكلوز آب ، هو الآن قيد الطبع .
- ما هو مفهوم التصوير لدي الدكتور قتيبة ؟
ان فلسفتي الخاصة للتصوير تكمن في كونه المجال للإبداع وإعادة التجسيد ، فالرؤية تحكمها الأحاسيس . والادراك البصري قادر على التمييز لتحقيق جماليات قد تكون غير مرئية في كثير من التصوير عملية ميكانيكية كما يتوهم البعض .. إنها إبداع وعطاء من الداخل فمشهد الآثار او أي الأوقات . من هنا لا يمكن إعتبار مشهد طبيعي ممكن أن يأتي ضعيفاً جداً ما لم يأخذ حقه من التامل عند الإطار ونقطة الجذب قبل أن ناخذ القرار بتسجيله ... التصوير باختصار هو لغة جمالية تتفوق على ما عداها ، هذا لو اجدنا التحادث بها .
يبدو أن للألوان عندك مدلولها الخاص ، رغم أن معظم اعمالك بالأسود والأبيض ، كيف تفسر ذلك : - اتجاوب مع التجاذب البصري للألوان .. ومن هنا لدي القليل من الصور الملونة لاعتقادي ان الأسود والأبيض يعطي مدلولات إنطباعية أقوى عند المشاهدة وبالإمكان تحقيق إبداعات من خلال صرف المجهود الكبير في الغرفة المظلمة لصناعة الطبعـات ، وصولا إلى صـور مميـزة ، تكتسب المزيد من أحاسيس المصور خلال عملية الطباعة . هذه الميزة نفتقر إليها في الطباعة الملونة حيث يطغى العمل الروتيني على العملية المخبرية مما يفقدنا اللذة التي نعيشها في الغرفة السوداء اثناء طباعة الأسود والأبيض .
- ما هي الأوقات المفضلة للتصوير لديك ؟
- ليس هناك من تحديد لوقت أو زمن للتصوير ، فالصورة قائمة طالما ان مصدر التسجيل موجود وهذا المصدر هو الضوء . الضوء على اشكاله وانواعه والوانه .
واوقات الابداع الفوتوغرافي قد تاتي في أي لحظة وفي أي زمن ، ولا يمكن غض النظر عنها ، خصوصاً وان اللحظة قد لا تعود ثانية ، ومن هنا تكتسب الصورة اهميتها في أي وقت وفي أي زمن .
ما رايك بالفن الضوئي نسبة إلى الفن التشكيلي وكيف تجد الفنانين العرب في هذا المجال نسبة
إلى فناني العالم .
- لا شك أن التطور السريع للتقنيات ، وسهولة إستيعابها ، مكنا الكثير من المهمتين بالفن الضوئي من إستدراك أهمية التصوير والاعتراف به كمـادة فنية ، مما أسهم إلى حد بعيد في المساواة بين الفن التشكيلي والفن الضوئي .
ويتابع الدكتور قتيبة :
ـ هنا أود أن أضيف بان العين إدراك للفكر وما علينا سوى الانتاج في كافة الحقول الفنية وهذا يسير عليه المصورون المحليون والعالميون .
وعلى صعيد المصورين السوريين اذكر الاستاذ محمد طـالـب والفنان الكبير آزاد بـويـاجيـان . ومن المصورين العالميين اعتبر أن الفنان الرائد واستاذ البورتريه يوسف كارش في الطليعة ، كما انني معجب بـاسـلـوب دايفيـد هـاملـتـون وشينويامو وجياكوبيتي .
- ما هي المعارض التي شاركت بها ؟
- شارکت بخمسة معارض في سـوريـا احـدهـا متخصص بالتصوير المجهري في جامعة دمشق كما شاركت في بعض المعارض بلندن .
باعتبارك أحد المدرسين في الجامعة . هل تشجع طلابك على التصوير ؟
- في عالمنا العربي كلنا مقصرون في هذا المجال ، إذ من المفترض الاقتداء بسائر الجامعات في العالم حيث داخل كل جامعة ، لا بل كل ثانوية ، توجد اقسام للتصوير الفوتوغرافي وخصوصاً التصوير العلمي .
من هنا بدأنا نعمل جاهدين لتأسيس مثل هذا القسم في كلية طب الأسنان وانا اعمل على نشر الفكر الفوتوغرافي بين طلابي ، علمياً وفنيا كما أطمح لايجاد جيل فني يحمل ثقافة فنية واعية ، ويتعامل مع العمل الضوئي برؤية متينة ومنهاج علمي يستفيد منه في مراحله المهنية .
- ما هي معاناة المصورين في سوريا من وجهة نظرك ؟
ـ المعاناة هي نفسها في العالم الثالث عموماً ، وليس في سوريا وحدها ، حيث ينظر الانسان في عالمنا لاي حامل كاميرا بالشك والخـوف ، وبعض الأحيـان الاستهزاء ، إلا أننا بدانا وبحق نتقدم في طرح المفهـوم الفوتوغرافي وإرساء قواعده من خلال وسائل الاعلام ، وهنا أخص بالذكر مجلتكم الرائدة . فن التصوير ، لما تقدمه من خدمات على صعيد نشر التوعية الثقافية مع التمني ان يصار إلى زيادة الابحاث في التقنيات ، والقـاء الضوء على الآلات واسعارها كما هي الحال مع المجلات العالمية .
فرید ظفور
دمشق
تعليق