شبح الصفعة الشهيرة يخيم على الأمسية الأوسكارية
نظام التصويت قد يعاقب ويقلب الترجيحات المتوقعة لـ جوائز 2023
لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
تتجه الأنظار، سهرة غدٍ الأحد الممتدة إلى صباح الأثنين، نحو حفلة توزيع جوائز الأوسكار وسط تساؤلات عما إذا من الممكن أن يكون الفوز فعلاً، وطبقاً للترجيحات من نصيب فيلم كوميدي شديد الغرابة عن عوالم موازية، وكذلك عما إذا كانت الصفعة التي عكرت صفو حفلة العام الماضي ستحضر في التعليقات هذه السنة، أم ستطوى صفحتها نهائياً.
الصدمة التي أحدثها النجم ويل سميث العام الماضي حدت بالأكاديمية التي تنظم الأوسكار إلى التحوط لكل الاحتمالات من خلال تشكيل «فريق أزمة». إلا أن هذا التدبير الاحترازي قد لا يمنع بعض مقدمي الحفلة من إلقاء دعابات مثلاً لقلب الصفحة.
وما لم تحصل مفاجآت صادمة جديدة، يفترض أن ينحصر الاهتمام في هذه الحفلة الـ95 التي يتولى تقديمها الفكاهي جيمي كيميل، على الأفلام المتنافسة.
ويعد الفيلم الكوميدي الحافل بالخيال العلمي «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» الأوفر حظاً، إذ رشح لـ11 جائزة، ويروي قصة مالكة مغسلة أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.
وتصبح هذه المهاجرة الصينية التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرة خارقة تهدد «الكون المتعدد» برمته، يتبين أنه الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.
ويتحول استكشاف مختلف العوالم أشبه برحلة هذيان، تكون لبعض البشر فيها نقانق "هوت دوغ" بدلاً من الأصابع، وللصخور عواطف، فيما تستخدم الألعاب الجنسية لأغراض غير متوقعة.
وحقق هذا الفيلم المستقل الذي وصف بأنه «مجنون» نوعاً ما، نجاحاً منقطع النظير في دور السينما، إذ بلغت إيراداته 100 مليون دولار. وحصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وزعت قبل حفلة الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظم أعضائه من الآسيويين.
ولاحظ الكاتب المتخصص في «هوليوود ريبورتر» سكوت فاينبيرغ، أن «وراء الفيلم مجموعة من الأشخاص المحببين جداً الذين لا يمكن عدم التعاطف معهم».
إلا أن نظام التصويت لاختيار أفضل فيلم قد يشكل عائقاً أمام الفيلم على رغم إنجازاته، إذ يميل هذا النظام إلى معاقبة الأعمال الشديدة الاستقطاب، بحسب فاينبيرغ. فكثر من أعضاء الأكاديمية يرون أن لا مبرر «مفهوماً» للموقف المتحمس لهذا الفيلم الكوميدي الذي أداره مخرجان ثلاثينيان.
وقد يصب هذا الأمر في مصلحة فيلم «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت» المقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، أو يفتح باب الفوز أمام فيلم توم كروز الجماهيري «توب غن: مافريك» الذي أسهم أخيراً في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.
أما المنافسة بين الممثلين فتبدو أقوى بكثير. وقال فاينبرغ «لا أتذكر سنة.. كانت فيها المنافسة» بهذه الشراسة «في ثلاث من فئات التمثيل الأربع».
وتتركز المنافسة على جائزة أفضل ممثلة بين كيت بلانشيت المرشحة عن دورها كقائدة أوركسترا في «تار»، وميشيل يو، بطلة «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» التي قد تصبح أول آسيوية تحصل على اللقب في هذه الفئة.
أما في فئة أفضل ممثل، فالمعركة حامية الوطيس بين كل من براندن فرايزر عن «ذي وايل»، وكولين فاريل عن «ذي بانشيز أوف إنيشيرين»، وأوستن بتلر عن «إلفيس».
وهذه أيضاً حال فئة أفضل ممثلة في دور مساعد التي تتقارب حظوظ الفوز بها بين أنجيلا باسيت المرشحة عن «بلاك بانثر: واكاندا فوريفر» وجايمي لي كورتيس «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» وكيري كوندون «ذي بانشيز أوف إنيشيرين».
وحده كي هو كوان الذي كان برز طفلاً في فيلم «إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم» وبقي منسياً من هوليوود لأكثر من 20 عاماً، يبدو شبه واثق بنيله جائزة الأوسكار بعد أن استبق الحدث بحصوله على عدد من الجوائز الأخرى عن دوره المساعد كزوج حنون في «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس».
ويخيم على الأمسية الأوسكارية أيضاً شبح الصفعة الشهيرة التي وجهها الممثل ويل سميث إلى مقدم حفلة العام الماضي كريس روك، بعد إطلاقه دعابة عن قلة شعر زوجته.
ولا مفر على الأرجح من أن تصدر بعض التعليقات المازحة عن الصفعة، لكن المنتجة التنفيذية لحفلة جوائز الأوسكار مولي ماكنيرني تسعى بوضوح إلى طي الصفحة. وقالت للصحافيين، «سوف نعترف بالحدث.. وننتقل إلى أمر آخر».
وتعرضت الأكاديمية لانتقادات في العام الماضي لكونها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد صفعه كريس روك. وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفلة لمدة 10 سنوات.
وقال المنتج غلين فايس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هدف المنظمين هو «توفير الترفيه والعمل على إبقاء أنظار المشاهدين شاخصة» إلى الأمسية.
فعلى رغم معاودة عدد المشاهدين الارتفاع العام الماضي، تراجع الاهتمام بجوائز الأوسكار بشكل كبير بعد بلوغه ذروته في تسعينيات القرن العشرين. وفي عام 1998، سجل عدد المشاهدين رقماً قياسياً، إذ تابع 57 مليوناً فوز فيلم «تايتانيك» بـ11 جائزة.
ويعول المنظمون هذه السنة على أن وجود تتمتي فيلمي «توب غن» و«أفاتار» الواسعي الشعبية ضمن المنافسة لرفع نسبة المشاهدين، «ولكن إذا لم يزد عدد الجمهور مقارنة بالعام الماضي، فستواجه الأكاديمية مشكلة كبيرة»، بحسب فاينبرغ.
نظام التصويت قد يعاقب ويقلب الترجيحات المتوقعة لـ جوائز 2023
لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
تتجه الأنظار، سهرة غدٍ الأحد الممتدة إلى صباح الأثنين، نحو حفلة توزيع جوائز الأوسكار وسط تساؤلات عما إذا من الممكن أن يكون الفوز فعلاً، وطبقاً للترجيحات من نصيب فيلم كوميدي شديد الغرابة عن عوالم موازية، وكذلك عما إذا كانت الصفعة التي عكرت صفو حفلة العام الماضي ستحضر في التعليقات هذه السنة، أم ستطوى صفحتها نهائياً.
الصدمة التي أحدثها النجم ويل سميث العام الماضي حدت بالأكاديمية التي تنظم الأوسكار إلى التحوط لكل الاحتمالات من خلال تشكيل «فريق أزمة». إلا أن هذا التدبير الاحترازي قد لا يمنع بعض مقدمي الحفلة من إلقاء دعابات مثلاً لقلب الصفحة.
وما لم تحصل مفاجآت صادمة جديدة، يفترض أن ينحصر الاهتمام في هذه الحفلة الـ95 التي يتولى تقديمها الفكاهي جيمي كيميل، على الأفلام المتنافسة.
ويعد الفيلم الكوميدي الحافل بالخيال العلمي «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» الأوفر حظاً، إذ رشح لـ11 جائزة، ويروي قصة مالكة مغسلة أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.
وتصبح هذه المهاجرة الصينية التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرة خارقة تهدد «الكون المتعدد» برمته، يتبين أنه الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.
ويتحول استكشاف مختلف العوالم أشبه برحلة هذيان، تكون لبعض البشر فيها نقانق "هوت دوغ" بدلاً من الأصابع، وللصخور عواطف، فيما تستخدم الألعاب الجنسية لأغراض غير متوقعة.
وحقق هذا الفيلم المستقل الذي وصف بأنه «مجنون» نوعاً ما، نجاحاً منقطع النظير في دور السينما، إذ بلغت إيراداته 100 مليون دولار. وحصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وزعت قبل حفلة الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظم أعضائه من الآسيويين.
ولاحظ الكاتب المتخصص في «هوليوود ريبورتر» سكوت فاينبيرغ، أن «وراء الفيلم مجموعة من الأشخاص المحببين جداً الذين لا يمكن عدم التعاطف معهم».
إلا أن نظام التصويت لاختيار أفضل فيلم قد يشكل عائقاً أمام الفيلم على رغم إنجازاته، إذ يميل هذا النظام إلى معاقبة الأعمال الشديدة الاستقطاب، بحسب فاينبيرغ. فكثر من أعضاء الأكاديمية يرون أن لا مبرر «مفهوماً» للموقف المتحمس لهذا الفيلم الكوميدي الذي أداره مخرجان ثلاثينيان.
وقد يصب هذا الأمر في مصلحة فيلم «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت» المقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، أو يفتح باب الفوز أمام فيلم توم كروز الجماهيري «توب غن: مافريك» الذي أسهم أخيراً في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.
أما المنافسة بين الممثلين فتبدو أقوى بكثير. وقال فاينبرغ «لا أتذكر سنة.. كانت فيها المنافسة» بهذه الشراسة «في ثلاث من فئات التمثيل الأربع».
وتتركز المنافسة على جائزة أفضل ممثلة بين كيت بلانشيت المرشحة عن دورها كقائدة أوركسترا في «تار»، وميشيل يو، بطلة «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» التي قد تصبح أول آسيوية تحصل على اللقب في هذه الفئة.
أما في فئة أفضل ممثل، فالمعركة حامية الوطيس بين كل من براندن فرايزر عن «ذي وايل»، وكولين فاريل عن «ذي بانشيز أوف إنيشيرين»، وأوستن بتلر عن «إلفيس».
وهذه أيضاً حال فئة أفضل ممثلة في دور مساعد التي تتقارب حظوظ الفوز بها بين أنجيلا باسيت المرشحة عن «بلاك بانثر: واكاندا فوريفر» وجايمي لي كورتيس «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس» وكيري كوندون «ذي بانشيز أوف إنيشيرين».
وحده كي هو كوان الذي كان برز طفلاً في فيلم «إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم» وبقي منسياً من هوليوود لأكثر من 20 عاماً، يبدو شبه واثق بنيله جائزة الأوسكار بعد أن استبق الحدث بحصوله على عدد من الجوائز الأخرى عن دوره المساعد كزوج حنون في «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس».
ويخيم على الأمسية الأوسكارية أيضاً شبح الصفعة الشهيرة التي وجهها الممثل ويل سميث إلى مقدم حفلة العام الماضي كريس روك، بعد إطلاقه دعابة عن قلة شعر زوجته.
ولا مفر على الأرجح من أن تصدر بعض التعليقات المازحة عن الصفعة، لكن المنتجة التنفيذية لحفلة جوائز الأوسكار مولي ماكنيرني تسعى بوضوح إلى طي الصفحة. وقالت للصحافيين، «سوف نعترف بالحدث.. وننتقل إلى أمر آخر».
وتعرضت الأكاديمية لانتقادات في العام الماضي لكونها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد صفعه كريس روك. وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفلة لمدة 10 سنوات.
وقال المنتج غلين فايس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هدف المنظمين هو «توفير الترفيه والعمل على إبقاء أنظار المشاهدين شاخصة» إلى الأمسية.
فعلى رغم معاودة عدد المشاهدين الارتفاع العام الماضي، تراجع الاهتمام بجوائز الأوسكار بشكل كبير بعد بلوغه ذروته في تسعينيات القرن العشرين. وفي عام 1998، سجل عدد المشاهدين رقماً قياسياً، إذ تابع 57 مليوناً فوز فيلم «تايتانيك» بـ11 جائزة.
ويعول المنظمون هذه السنة على أن وجود تتمتي فيلمي «توب غن» و«أفاتار» الواسعي الشعبية ضمن المنافسة لرفع نسبة المشاهدين، «ولكن إذا لم يزد عدد الجمهور مقارنة بالعام الماضي، فستواجه الأكاديمية مشكلة كبيرة»، بحسب فاينبرغ.