أمَـــل Hope
كان العرضُ الأول لهذا الفيلم النرويجي في سبتمبر / أيلول 2019 ، في مهرجان توروتنو السينمائي الدولي ، بعدها مثّل النرويج لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي ( دولي ) في الدورة الثالثة و التسعين ( 2021 ) ، ولكن الجائزة ــ كما كان متوقعاً ــ قد ذهبت الى الفيلم الدانماركي السويدي ( جولة أخرى Another Round ) .
هذا الفيلم ( أمل ) هو الذي منح مخرجته النرويجية " ماريا سودال " شهرة أوسع ، تستحقها ، بعد فيلمها ( جحيم Limbo) ــ 2010 ، الذي هو ــ في تقديري ــ فيلم متواضع جداً من حيث السيناريو و التمثيل و التصوير و الإخراج ، و هو فيلم يتناول قضية الهجرة التي غزت أوروبا في السنوات الأخيرة . ولكن فيلم ( أمل Hope ) مختلف جداً و متقدم على فيلمها ( جحيم Limbo ) تقدماً هائلاً من جميع النواحي فاستحق الترشيح للأوسكار . الواقع إننا أمام فيلم إنساني تجري أحداثه بإنسيابية ليشد عواطفنا ، ليس أعصابنا . و قصة الفيلم مُستقاة من تجربة صعبة مريرة مرت بها المخرجة نفسها قبل عدة سنوات فانتصرت عليها ، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلنا نشعر أن سيناريو الفيلم مكتوب بحماس و حميمية و صدق من قبل المخرجة " سودال " .
يبدأ الفيلم من حفل دولي للرقص في العاصمة الهولندية ( أمستردام ) ، تراقب فيه " آنيا " ــ من الكواليس ــ فريقـَـها الراقص و هو يؤدي وصلته بنجاح ، لتعود ــ بعدها ــ و فريقها الى بلادها النرويج ( لعبت دورها الممثلة النرويجية " أندريا برين هوفيج " ) . و حال وصولها تتلقى دعوة للحضور الى المستشفى لتتلقى إعلاماً موجعاً و مفاجئاً بأن لديها وذمة ( ورم ) في الدماغ ، فتدرك أن هذا هو السبب الذي يقف وراء صداعها الدائم و ضَعف بصرها في الفترة الأخيرة ، فتستدعي صديقها و أب أبنائها الثلاثة المخرج " توماس " الذي يتفرغ معها لمراجعة المستشفيات ( لعب دوره الممثل النرويجي المعروف " ستيلان سكارسـگارد " ) فيعلمان أن هذه الوذمة ناتجة عن سرطان الرئة الذي مرت به " آنيا " بسبب الإفراط في التدخين و سيعلمان أن هذه الوذمة لا علاج لها ولكن من الممكن تسكين آلامها بواسعة العقار " ميدرول " لغاية الحل الوحيد المتمثل بإجراء عملية جراحية لإستصال الوذمة ، و هذه العملية غير مضمونة لأن نسبة نجاحها ضئيلة جداً ، و فوق هذا فإنه ليس أي طبيب جراح يخاطر و يجريها .. ما يعني تولّد محنة العثور على هكذا طبيب . و كل الأمور جرت في فترة أعياد الميلاد حيث العطل الرسمية و إجازات الأطباء و توقف مراكز الفحص المتخصصة عن استقبال المرضى .
و مع هذه التفاعلات تنشأ محنة إنسانية أمومية لدى " آنيا " تتعلق بمصير أبنائها الثلاثة من " توماس " و أبنائه الثلاثة من زواجه السابق و الذين تتعامل معهم " آنيا " بحب لا متناهٍ .. كما لو كانوا قد خرجوا من رحمها ، لذلك توصي " توماس " بهم خيراً بعد وفاتها . ولكن المشكلة التي عليهما مواجهة الأبناء بها تمثلت في كيفية إعلامهم بالحقيقة التي لابد من أن يدركوها يوماً . و في خضم هذه التفاعلات الصحية و الإجتماعية و الإنسانية تطرح " آنيا " أمنيتها ( الأخيرة ) أمام " توماس " و المتمثلة برغبتها في ( تبادل الحقائق ) .. حين تواجهه بالسؤال المفاجئ عما إذا كان مخلصاً لها .
من كل ذلك سندرك الحبكة العالية لسيناريو الفيلم و سنقف على صدق المعاناة التي مرت بها المخرجة في تجربتها الصحية و العاطفية و الإنسانية التي نقلتها الينا في فيلم إنساني عميق .
كان العرضُ الأول لهذا الفيلم النرويجي في سبتمبر / أيلول 2019 ، في مهرجان توروتنو السينمائي الدولي ، بعدها مثّل النرويج لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي ( دولي ) في الدورة الثالثة و التسعين ( 2021 ) ، ولكن الجائزة ــ كما كان متوقعاً ــ قد ذهبت الى الفيلم الدانماركي السويدي ( جولة أخرى Another Round ) .
هذا الفيلم ( أمل ) هو الذي منح مخرجته النرويجية " ماريا سودال " شهرة أوسع ، تستحقها ، بعد فيلمها ( جحيم Limbo) ــ 2010 ، الذي هو ــ في تقديري ــ فيلم متواضع جداً من حيث السيناريو و التمثيل و التصوير و الإخراج ، و هو فيلم يتناول قضية الهجرة التي غزت أوروبا في السنوات الأخيرة . ولكن فيلم ( أمل Hope ) مختلف جداً و متقدم على فيلمها ( جحيم Limbo ) تقدماً هائلاً من جميع النواحي فاستحق الترشيح للأوسكار . الواقع إننا أمام فيلم إنساني تجري أحداثه بإنسيابية ليشد عواطفنا ، ليس أعصابنا . و قصة الفيلم مُستقاة من تجربة صعبة مريرة مرت بها المخرجة نفسها قبل عدة سنوات فانتصرت عليها ، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلنا نشعر أن سيناريو الفيلم مكتوب بحماس و حميمية و صدق من قبل المخرجة " سودال " .
يبدأ الفيلم من حفل دولي للرقص في العاصمة الهولندية ( أمستردام ) ، تراقب فيه " آنيا " ــ من الكواليس ــ فريقـَـها الراقص و هو يؤدي وصلته بنجاح ، لتعود ــ بعدها ــ و فريقها الى بلادها النرويج ( لعبت دورها الممثلة النرويجية " أندريا برين هوفيج " ) . و حال وصولها تتلقى دعوة للحضور الى المستشفى لتتلقى إعلاماً موجعاً و مفاجئاً بأن لديها وذمة ( ورم ) في الدماغ ، فتدرك أن هذا هو السبب الذي يقف وراء صداعها الدائم و ضَعف بصرها في الفترة الأخيرة ، فتستدعي صديقها و أب أبنائها الثلاثة المخرج " توماس " الذي يتفرغ معها لمراجعة المستشفيات ( لعب دوره الممثل النرويجي المعروف " ستيلان سكارسـگارد " ) فيعلمان أن هذه الوذمة ناتجة عن سرطان الرئة الذي مرت به " آنيا " بسبب الإفراط في التدخين و سيعلمان أن هذه الوذمة لا علاج لها ولكن من الممكن تسكين آلامها بواسعة العقار " ميدرول " لغاية الحل الوحيد المتمثل بإجراء عملية جراحية لإستصال الوذمة ، و هذه العملية غير مضمونة لأن نسبة نجاحها ضئيلة جداً ، و فوق هذا فإنه ليس أي طبيب جراح يخاطر و يجريها .. ما يعني تولّد محنة العثور على هكذا طبيب . و كل الأمور جرت في فترة أعياد الميلاد حيث العطل الرسمية و إجازات الأطباء و توقف مراكز الفحص المتخصصة عن استقبال المرضى .
و مع هذه التفاعلات تنشأ محنة إنسانية أمومية لدى " آنيا " تتعلق بمصير أبنائها الثلاثة من " توماس " و أبنائه الثلاثة من زواجه السابق و الذين تتعامل معهم " آنيا " بحب لا متناهٍ .. كما لو كانوا قد خرجوا من رحمها ، لذلك توصي " توماس " بهم خيراً بعد وفاتها . ولكن المشكلة التي عليهما مواجهة الأبناء بها تمثلت في كيفية إعلامهم بالحقيقة التي لابد من أن يدركوها يوماً . و في خضم هذه التفاعلات الصحية و الإجتماعية و الإنسانية تطرح " آنيا " أمنيتها ( الأخيرة ) أمام " توماس " و المتمثلة برغبتها في ( تبادل الحقائق ) .. حين تواجهه بالسؤال المفاجئ عما إذا كان مخلصاً لها .
من كل ذلك سندرك الحبكة العالية لسيناريو الفيلم و سنقف على صدق المعاناة التي مرت بها المخرجة في تجربتها الصحية و العاطفية و الإنسانية التي نقلتها الينا في فيلم إنساني عميق .