محمد بن محمود ابن النجار البغدادي. المؤرخ، الحافظ، الأديب.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد بن محمود ابن النجار البغدادي. المؤرخ، الحافظ، الأديب.

    نجار (محمد محمود)

    Ibn al-Najjar (Mohammad ibn Mahmoud-) - Ibn al-Najjar (Mohammad ibn Mahmoud-)

    ابن النجار (محمد بن محمود ـ)
    (578 ـ 643هـ/1183 ـ 1245م)

    محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن، محب الدين، أبو عبد الله، ابن النجار البغدادي. المؤرخ، الحافظ، الأديب.
    ولد ببغداد ولم يتم الثامنة من عمره حتى توفي والده ـ وكان مقدم النجارين بدار الخلافة ـ فكفله أخوه علي، وكان ممن برع في علم الفرائض والحساب؛ فأدبه وثقفه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره بدأ بسماع الحديث من عمه أبي القاسم علي بن الحسن، غير أنه لم يجدَّ في طلبه حتى بلغ الخامسة عشرة، حيث راح يختلف إلى شيوخ بغداد يسمع منهم، فسمع من أبي الفرج عبد المنعم ابن كُلَيب، ويحيى بن بَوْش، وأبي الفرج ابن الجوزي، وغيرهم…
    فلما كانت سنة 606 هـ/1209م، وقد بلغ الثامنة والعشرين من عمره، تاقت نفسه إلى الرحلة في طلب الحديث، فرحل إلى الحجاز والشام ومصر وخراسان وهراة ونيسابور، يسمع من شيوخها، ويحصِّل الأصول والمسانيد، ويدرك الأسانيد العالية.
    ثم رجع إلى بغداد، وكان قد عزم منذ صباه أن يؤلف تاريخاً عنها، فكان يكثر التتبع لأخبار فضلائها ومن دخلها، حتى اشتهر ذلك عنه، وأصبح التاريخ العلم الذي ساد به.
    ثم عنَّ له أن يرحل ثانية في طلب العلم، فرحل إلى أصبهان نحو سنة 620هـ/1223م، ثم عاد منها ليحج ويجاور في مكة المكرمة، ثم رحل إلى مصر، فأقام فيها بعض الوقت ثم رجع إلى بغداد، لينهي فيها تصنيف مؤلفه الحافل عنها الذي سماه «التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضلائها الأعلام ومن وردها من علماء الأنام» وعرف بذيل تاريخ بغداد؛ لأنه ذيَّلَ فيه على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، واستدرك عليه، فكان في ثلاثين مجلداً، دل فيه على تبحره في التاريخ وسعة حفظه للتراجم والأخبار، وقد ضاع أكثره، ولم يصل إلينا منه غير مجلدين…
    وصنَّف لمكة تاريخاً سماه «نزهة الورى في أخبار أم القرى»، وخصَّ المدينة بكتاب آخر سماه «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» وقد وصل إلينا.
    وكان من ثمرة اهتمامه بعلم الحديث كتب عدة، لعل أهمها كتاب «القمر المنير في المسند الكبير» ذكر فيه الصحابة والرواة، وما لكل واحد من الحديث.
    ولم يغفل شأن الأدب ـ وكان له به عناية ـ فألف كتاب «أنوار الزهر في محاسن شعراء العصر» و«الأزهار في أنواع الأشعار».
    وكان في رحلتيه ـ وقد استغرقتا سبعاً وعشرين سنة ـ قد سمع فيهما من ثلاثة آلاف شيخ، وأربع مئة امرأة، فألف معجماً في أخبارهم.
    ولما فتحت المستنصرية في بغداد عُيِّن مدرساً لعلم الحديث فيها، وقد عرف عنه تواضعه وورعه وحسن إلقائه.
    وظل عاكفاً على مصنَّفاته يؤلفها، وقد بلغت نحو أربعة وعشرين كتاباً حتى وافته المنية عن عمر ناهز الخامسة والستين، ودُفن بمقابر الشهداء بباب حرب.
    إبراهيم الزيبق
يعمل...
X