نِسْطوريوس Nestorios مؤسس الكنيسة النسطورية وبطريرك القسطنطينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نِسْطوريوس Nestorios مؤسس الكنيسة النسطورية وبطريرك القسطنطينية

    نسطوريوس

    Nestorius - Nestorius / Nestorios

    نِسْطوريوس
    (نحو380 ـ 451م)

    نِسْطوريوس Nestorios مؤسس الكنيسة النسطورية وأحد كبار رجال الدين المسيحي في القرن الخامس الميلادي وبطريرك القسطنطينية (428ـ 431م). ولد في مدينة مرعش السورية على الفرات ـ التي كانت تعرف آنذاك باسم غِرمانيكَيا Germanikeiaـ لأسرة فقيرة، وعاش في عصر كانت المسيحية فيه قد وطدت مكانتها وصارت الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية. ولكن الخلافات المذهبية حول طبيعة السيد المسيح بدأت تمزق أوصال الكنيسة فانقسم رجالها إلى شيع ومذاهب متصارعة حول عقيدة الإيمان القويم.
    تلقى نِسْطوريوس علومه ودروسه الدينية في أنطاكية عاصمة الشرق وتأثر بتعاليم مدرستها اللاهوتية وانتسب إلى دير مار يوبربيوس Euperpios القريب من المدينة. وقد تأثر بتعاليم ديودوروس Diodoros الطرسوسي التي تؤكد كمال الطبيعة الإنسانية للمسيح، وكذلك بآراء تلميذه اللاهوتي الكبير ثيودوروس Theodoros أسقف موبسويستيا Mopsuestia (مصيصة من الثغور الشامية قرب طرسوس في كيليكيا) الذي كان يصرّ على أن تَجسُّد المسيح إنساناً كان كاملاً ومن ثم فالمسيح كان بشراً ليس فقط في طبيعته وإنما في شخصه أيضاً.
    عُرف نِسْطوريوس في أنطاكية بوصفه واعظاً يتميز بالفصاحة والبلاغة وجمال الصوت وطارت شهرته حتى وصلت العاصمة فاستدعاه الامبراطور ثيودوسيوس الثاني Theodosios II ت(308ـ 450م) ليخلف البطريرك سيسينيوس Sissinios على كرسي القسطنطينية حيث نُصِّب في 10 نيسان/أبريل عام 428م. وسرعان ما بدأ حملة تطهير واسعة ضد الأريوسيين، ولكن تشدده وقلة خبرته في المسائل السياسية والاجتماعية وجهله بأجواء القسطنطينية سرعان ما جلبت له عداء شخصيات مهمة في البلاط الامبراطوري وعلى رأسها بولكِريا Pulcheria شقيقة الامبراطور، الواسعة النفوذ.
    اندلع نزاع عقائدي جديد حول تسمية السيدة مريم العذراء[ر]، وكان نِسْطوريوس يعتقد بانفصال الطبيعتين (الإلهية والإنسانية) في السيد المسيح، ومن ثم فإن مريم العذراء هي والدة المسيح الإنسان (Christotokos) ولكن ليس والدة الإله (Theotokos). وكان من نتيجة ذلك أن اتهمه خصومه بالهرطقة وتصدى له بطريرك الإسكندرية كيريلّوس Kyrillos وطالبه بإنكار تعاليمه وقاد الصراع الكنسي والديني ضده يدعمه في ذلك بابا روما.
    وعندما تعاظم الخلاف دعا الامبراطور إلى عقد مجمع مسكوني في مدينة إفسوس Ephesos عام 431م، واستغل كيريلّوس تأخر وصول الأساقفة الشرقيين فاستصدر قراراً بعزل نِسْطوريوس عن منصبه، فبادر بطريرك أنطاكية يوحنا إلى عقد مجمع من أنصاره قرر عزل كيريلّوس، ولكن كفة الخصوم رجحت وأصدر الامبراطور أمراً بإبعاد نِسْطوريوس إلى ديره القديم قرب أنطاكية، ثم تقرر نفيه إلى مصر حيث أمضى بقية حياته في واحة الخارجة في الصحراء الغربية. توفي بعد عام 451م في منفاه وعُدّ من الهراطقة، وصدرت الأوامر بإحراق كتبه ومؤلفاته. ولكن أهم ما وصل من كتبه من الناحية التاريخية والعقائدية مؤلف في الترجمة السريانية بعنوان: «كتاب هِراقليدس الدمشقي» Book of Heraklides of Damascus، وينقسم إلى قسمين يتضمن أولهما حواراً حول العقيدة المسيحية، ويتضمن الثاني دفاعاً عن مبادئه وآرائه الدينية، ويحوي مسيرة حياته حتى عام 450م تقريباً. ومن أهم المصادر القديمة التي تتحدث عنه: التاريخ الكنسي لسقراط، والتاريخ الكنسي ليوغاريوس، وكلاهما من القرن الخامس الميلادي. كما توجد سيرة أسطورية له باللغة السريانية من نتاج مدرسة نصيبين التي صارت المركز الفكري والروحي للنساطرة.
    تشبّع نِسْطوريوس بثقافة عصره الدينية واللاهوتية والفلسفية وعاش في عصر بلغت فيه الخطابة الإغريقية أوجها في أنطاكية على أيدي أعلام كبار، واشتهر بمواعظه وخطبه الرنانة التي كان يلقيها باللغة الإغريقية بصوته الجهوري المؤثر، كما اشتهر بالفصاحة والجرأة وطلاقة اللسان.
    محمد الزين

يعمل...
X