علي شير نڤائي أو (مير علي شير نوائي) Mir Ali Shir Nava’i شاعر وعالم تركي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي شير نڤائي أو (مير علي شير نوائي) Mir Ali Shir Nava’i شاعر وعالم تركي

    نفايي (علي شير)

    Nava’i (Ali Shir-) - Navoï (Alisher-)

    نڤائي (علي شير ـ)
    (1441 ـ 1501م)

    علي شير نڤائي، أو (مير علي شير نوائي) Mir Ali Shir Nava’i شاعر وعالم تركي، يعدّ الممثل الأبرز لأدب اللغات التوركية في لهجة تْشَغَتاي Chagatai الشرقية. ولد في هرات Herãt وتوفي فيها. ينتمي نڤائي إلى عائلة نبيلة ثرية من كبار قادة العسكر. تلقى تعليمه في مدينة هرات ومشهد Meshed في خراسان التيمورية قبيل عهد الصفويين [ر]. كان زميل دراسة وصديقاً لحسين بايقرا الذي صار سلطاناً حكم البلاد منذ 1469 إلى 1506م، فشغل نڤائي مناصب عدة في بلاط السلطان. وفي الوقت نفسه كان نڤائي ينتمي إلى طريقة الدراويش النقشبندية الصوفية، متتلمذاً على يد الشاعر الفارسي الشهير جامي [ر] Jami الذي أرشده في علوم الصوفية وآدابها. ولما كان نڤائي قيِّماً على بيت مال المسلمين فقد أشرف بنفسه على بناء المنشآت العامة في السلطنة، وكان على الصعيد الشخصي مهتماً بفن العمارة والمنمنمات والخط والموسيقى، فظهر هذا كله فيما أشرف على بنائه من جوامع.
    أمضى نڤائي جلّ حياته وزيراً ورفيقاً للسلطان بايقرا، وعلى الرغم من ذلك وقف معظم وقته للشعر والعلم، فنظم وكتب بغزارة لافتة، بالفارسية أولاً، ثم بتركية التشغتاي المتأثرة إلى حد كبير بلغة القرآن الكريم، الأمر الذي يبدو جلياً في عنوانات الأعمال ومضامينها. والأمر المهم الآخر هو أن شعراء الترك والفرس قد تبنوا عروض الشعر العربي، ولكنهم اعتمدوا في أغراضهم الشعرية على التراث الفارسي والتركي الشعبي إلى جانب بعض الموضوعات العربية.
    لقد رتّب نڤائي أشعاره التي كتبها في فترات مختلفة في ديوان واحد بحسب رؤيته مراحل عمر الإنسان، وأسماه «ديوان علي شير نڤائي» وأطلق على أجزائه الأربعة تسميات خاصة، فكان الأول بعنوان «غرائب الصِغَر» للمرحلة ما بين 17ـ20 سنة، والثاني بعنوان «نوادر الشباب» بين 20ـ 35 سنة، والثالث بعنوان «بدائع الوسط» بين 35ـ 45 سنة، والرابع الأخير بعنوان «فوائد الكِبَر» لما بعد الخامسة والأربعين. كما رتَّب الأشعار داخل كل جزء بحسب الأوزان والقوافي. ويلاحظ غلبة شعر الغزل بأنواعه على باقي الأغراض في الديوان كله، إلا أنه لم يخرج على التقاليد التي وضعها حافظ الشيرازي[ر] إلا من حيث الطزاجة حيناً، أو الحدّة حيناً آخر عندما يهاجم نڤائي أدعياء التقوى والعلم ومشعوذي التصوف. وهو يميل شكلاً إلى المقطّعات أكثر من ميله إلى القصيدة. وقد بلغ حجم الديوان نحو خمسين ألف بيت. وفي مطلع عام 1484 بدأ نڤائي نظم ملحمته الرومنسية «فرهاد وشيرين» وأنهاها نحو آخره، واعتمد فيها على الحكاية التراثية الإيرانية التركية عن النحات فرهاد والأميرة شيرين، التي كان الشاعر نظامي [ر] أول من صاغها جزءاً من عمله الملحمي. أما نڤائي فقد منح الحكاية استقلاليتها الأدبية لأول مرة بعد التركيين قطب (1341) ويوسف سنان غِرمياني (1430)، كما أغنى الشخصيتين بسمات خُلقية وعاطفية وفكرية جديدة. وقد شرح الشاعر هدفه من اقتباسه الجديد في مدخل الملحمة التي تألفت من خمسة آلاف وسبعمئة وثمانين بيتاً على وزن الهزج، حتى صار اقتباسه حكاية جديدة، مختلفة من حيث الدوافع والأفعال والمواقف العاطفية والاجتماعية، وتداخل الممالك والأزمنة.
    أما ملحمة «مجنون ليلى» فقد استغرقت من نڤائي عاماً كاملاً أيضاً سنة 1485. وقد بلغ عدد أبياتها ثلاثة آلاف وخمسمئة بيت من المثنوي، اعتمد فيها على الشاعر العربي قيس بن الملوَّح[ر] ولكن في صيغة نظامي بتأويلها الصوفي الذي صار نموذجاً يحتذى. وفي عام 1498 أنهى نڤائي نظم القصيدة القصصية «لسان الطير» التي اقتبسها من «منطق الطير» لفريد الدين العطار [ر] والتي تركت في نفسه أثراً عميقاً منذ شبابه، فعاد إليها وهو في السبعين من عمره، وصار ينظم يومياً نحو خمسين بيتاً، خشية أن يدركه الوقت.
    أما نثر نڤائي الأدبي فقد توزع بين كتاب «محاكمة اللغتين» الذي عقد فيه مقارنة علمية أدبية بين الفارسية والتركية وبين كتاب «مجالس النفائس» وهو تصنيف لتراجم كثير من شعراء التركية، مع معلومات وافرة عن سيرته الذاتية وخبرته في البلاط، وبين كتاب «ميزان الأوزان» الذي وضع فيه قواعد عروض الشعر التركي. ولا يُعرف بالدقة تاريخ تأليف هذه الكتب النثرية الثلاثة.
    ضمّ نڤائي في مطلع عام 1486 خمسة من مؤلفاته الشعرية في كتاب واحد بعنوان «الخماسية» اقتداءً برائده وصديقه جامي في «السباعية»؛ وضع في مطلعه مؤلف «حيرة الأبرار» وهو دراسة في فكر الصوفية، ثم أضاف «فرهاد وشيرين» و«مجنون ليلى» و«السيارات السبع» في علم الفلك والتنجيم، وختم الخماسية باقتباسٍ لافتٍ وجديد لسيرة الإسكندر المقدوني بعنوان «سد الإسكندر» سار فيه على خطى نظامي، وأحمدي (1390م)، متجاوزاً إياهما شكلاً ومضموناً من حيث المعالجة الفكرية لشخصية الإسكندر، والعلاقة بين الفلسفة والحياة، بين التنظير والتطبيق، حتى بات الإسكندر في روايته الشعرية نموذجاً للحاكم الحكيم البصير الباحث عن سعادة البشر، مثل السلطان بايقرا.
    نبيل الحفار
يعمل...
X