نابوكوف (فلاديمير)
Nabokov (Vladimir-) - Nabokov (Vladimir-)
نابوكوڤ (ڤلاديمير ـ)
(1899 ـ 1977)
يعدّ الكاتب الروسي ـ الأمريكي ڤلاديمير نابوكوڤ Vladimir Nabokov أحد أدباء المهجر الروس. وُلد في مدينة سان بطرسبورغ لعائلة أرستقراطية ما لبثت أن غادرت روسيا مع ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، ولا يُعرف كثير عن التعليم الذي حصّله هناك. استقرت العائلة مدة من الزمن في إنكلترا حيث درس نابوكوڤ في جامعة كمبردج، وتخرج فيها عام 1922، وهو تحصيل شكك الكاتب ذاته في أهليته له. ثم تنقل بين بلدان أوربية عدة، واستقر أخيراً في الولايات المتحدة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1945، وعمل أستاذاً للأدب الروسي في جامعة كورنيل Cornell في ولاية نيويورك. وبعد النجاح المادي الذي لاقته روايته «لوليتا» Lolita غادر الولايات المتحدة ليستقر في مدينة مونترو Montreux في سويسرا حتى وفاته هناك.
نشر نابوكوڤ باكورة نتاجه باللغة الروسية في ديوانين كان أولهما «قصائد» Poems ت(1916) ولمّا يبلغ السابعة عشرة، وكان الثاني بعنوان «مسارين» Two Pathsت(1919). وفي أثناء إقامة العائلة في باريس وبرلين بين عامي 1922ـ1940 نشر أولى رواياته بعنوان «ماشِنكا» Mashenka ت(1926) التي كانت سيرة ذاتية حول طفولته ما قبل مغادرته روسيا. أما روايتاه «اختيار، بنت، شب» King, Queen, Knave ت(1928) و«الدفاع» The Defense ت(1930) فقد شهرتاه بين مواطنيه في المغترب.
بدأ نابوكوڤ الكتابة باللغة الإنكليزية مع روايته «حياة سباستيان نايت الحقيقية» The Real Life of Sebastian Knight ت(1941) لكن كتاباته بكلتا اللغتين لم تلقَ كبير اهتمام إلا مع نشره رواية «لوليتا» (1955) التي ضمنت له الثروة والشهرة العالمية. وتحكي الرواية قصة همبرت همبرت Humbert Humbertـ وهو أستاذ جامعي كهل ـ وإغواءه أو اغتصابه ابنة زوجته دولوريس هيز Dolores Haze التي لا تتجاوز الرابعة عشرة، وتبعات ذلك والذل والاحتقار الذي عاناه. وموضوع «اغتصاب الطفولة» بأبعاده النفسية الفريدوية والسادوـ مازوخية هو ما شهر الرواية، لا لعمقٍ فيها بل لهذا الموضوع الذي شدّ جمهور القراء العريض في خمسينيات القرن العشرين، ويعدّها بعض النقاد مؤلفاً مشوهاً.
أما روايات نابوكوڤ «دليل قاطع» Conclusive Evidenceت(1951) التي أعاد كتابتها ونشرها لاحقاً بعنوان «تكلمي يا ذاكرة» Speak, Memory ت(1967)، و«بْنين» Pnin ت(1977) التي تعدّ أفضل ما كتب فتروي أحداثاً من سيرته الذاتية. وتعد قصصه القصيرة باللغة الروسية التي ترجمت لاحقاً تحت إشرافه إلى الإنكليزية أيضاً من أفضل نتاجه، ومنها مجموعات «دزينة نابوكوڤ» Nabokov’s Dozen و«تحطيم الطغاة» Tyrants Destroyed ت(1975) و«قصص ڤـلاديمير نابوكوڤ» The Stories of Vladimir Nabokov ت(1995). ترجم نابوكوڤ كذلك مؤلف بوشكين الضخم «يفغيني أونيغِن» Eugene Onegin عام 1964 مع تعليقاته وشروحاته.
تتفاوت آراء نقاد نابوكوڤ ودارسيه؛ فبعضهم يرفع من شأنه مثل أندرو فيلد Andrew Field، وأكثر نقاده الروس إيجابية فلاديسلاف خوداسيفتش Vladislav Khodasevich، وهناك آخرون يحقّرون نتاجه مثل مارتن سيمور سميث Martin Seymour-Smith الذي يرى أن الكاتب قد فقد هويته الروسية وذلك «التقليد الشعري الروسي العريق» وفي الوقت ذاته لم يتمكن من اللغة الإنكليزية ولم يتكيّف مع الاغتراب، ويرى أيضاً أنه لا يمكن الأخذ على محمل الجد روايةً مثل «آدا» Adaت(1969)، وهي أطول روايات نابوكوڤ وأعقدها، في حين يرى آخرون فيها «رائعة» الكاتب. كذلك لم يتمثل نابوكوڤ تقاليد مواطنه غوغول [ر] في الرواية فتهجم على العملاق في مؤلفه «نيكولاي غوغول» Nikolai Gogol ت(1944).
تتميز كتابات نابوكوڤ بأسلوب مزاجي وصعوبة مصطنعة وبادعاء العمق وبالنّفّجيةSnobbisn (التفاخر بما لايملك المرء والاعجاب بكل شيء شائع) أو ازدراء الآخر، ولكن من غير الممكن إنكار شهرته الواسعة وشعبيته بين مواطنيه الروس في المهجر.
طارق علوش
Nabokov (Vladimir-) - Nabokov (Vladimir-)
نابوكوڤ (ڤلاديمير ـ)
(1899 ـ 1977)
يعدّ الكاتب الروسي ـ الأمريكي ڤلاديمير نابوكوڤ Vladimir Nabokov أحد أدباء المهجر الروس. وُلد في مدينة سان بطرسبورغ لعائلة أرستقراطية ما لبثت أن غادرت روسيا مع ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، ولا يُعرف كثير عن التعليم الذي حصّله هناك. استقرت العائلة مدة من الزمن في إنكلترا حيث درس نابوكوڤ في جامعة كمبردج، وتخرج فيها عام 1922، وهو تحصيل شكك الكاتب ذاته في أهليته له. ثم تنقل بين بلدان أوربية عدة، واستقر أخيراً في الولايات المتحدة وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1945، وعمل أستاذاً للأدب الروسي في جامعة كورنيل Cornell في ولاية نيويورك. وبعد النجاح المادي الذي لاقته روايته «لوليتا» Lolita غادر الولايات المتحدة ليستقر في مدينة مونترو Montreux في سويسرا حتى وفاته هناك.
بدأ نابوكوڤ الكتابة باللغة الإنكليزية مع روايته «حياة سباستيان نايت الحقيقية» The Real Life of Sebastian Knight ت(1941) لكن كتاباته بكلتا اللغتين لم تلقَ كبير اهتمام إلا مع نشره رواية «لوليتا» (1955) التي ضمنت له الثروة والشهرة العالمية. وتحكي الرواية قصة همبرت همبرت Humbert Humbertـ وهو أستاذ جامعي كهل ـ وإغواءه أو اغتصابه ابنة زوجته دولوريس هيز Dolores Haze التي لا تتجاوز الرابعة عشرة، وتبعات ذلك والذل والاحتقار الذي عاناه. وموضوع «اغتصاب الطفولة» بأبعاده النفسية الفريدوية والسادوـ مازوخية هو ما شهر الرواية، لا لعمقٍ فيها بل لهذا الموضوع الذي شدّ جمهور القراء العريض في خمسينيات القرن العشرين، ويعدّها بعض النقاد مؤلفاً مشوهاً.
أما روايات نابوكوڤ «دليل قاطع» Conclusive Evidenceت(1951) التي أعاد كتابتها ونشرها لاحقاً بعنوان «تكلمي يا ذاكرة» Speak, Memory ت(1967)، و«بْنين» Pnin ت(1977) التي تعدّ أفضل ما كتب فتروي أحداثاً من سيرته الذاتية. وتعد قصصه القصيرة باللغة الروسية التي ترجمت لاحقاً تحت إشرافه إلى الإنكليزية أيضاً من أفضل نتاجه، ومنها مجموعات «دزينة نابوكوڤ» Nabokov’s Dozen و«تحطيم الطغاة» Tyrants Destroyed ت(1975) و«قصص ڤـلاديمير نابوكوڤ» The Stories of Vladimir Nabokov ت(1995). ترجم نابوكوڤ كذلك مؤلف بوشكين الضخم «يفغيني أونيغِن» Eugene Onegin عام 1964 مع تعليقاته وشروحاته.
تتفاوت آراء نقاد نابوكوڤ ودارسيه؛ فبعضهم يرفع من شأنه مثل أندرو فيلد Andrew Field، وأكثر نقاده الروس إيجابية فلاديسلاف خوداسيفتش Vladislav Khodasevich، وهناك آخرون يحقّرون نتاجه مثل مارتن سيمور سميث Martin Seymour-Smith الذي يرى أن الكاتب قد فقد هويته الروسية وذلك «التقليد الشعري الروسي العريق» وفي الوقت ذاته لم يتمكن من اللغة الإنكليزية ولم يتكيّف مع الاغتراب، ويرى أيضاً أنه لا يمكن الأخذ على محمل الجد روايةً مثل «آدا» Adaت(1969)، وهي أطول روايات نابوكوڤ وأعقدها، في حين يرى آخرون فيها «رائعة» الكاتب. كذلك لم يتمثل نابوكوڤ تقاليد مواطنه غوغول [ر] في الرواية فتهجم على العملاق في مؤلفه «نيكولاي غوغول» Nikolai Gogol ت(1944).
تتميز كتابات نابوكوڤ بأسلوب مزاجي وصعوبة مصطنعة وبادعاء العمق وبالنّفّجيةSnobbisn (التفاخر بما لايملك المرء والاعجاب بكل شيء شائع) أو ازدراء الآخر، ولكن من غير الممكن إنكار شهرته الواسعة وشعبيته بين مواطنيه الروس في المهجر.
طارق علوش