نابالم
Napalm - Napalm
النابالم
النابالم napalm مستحضر من سوائل قابلة للاشتعال، تغلب عليه صفة البنزين الهلامي jellied gasoline ويستخدم سلاحاً في الأعمال القتالية. والنابالم مادة كثيفة تشكل عند مزجها بالبنزين هلاماً لزجاً سريع الاشتعال بطيء الاحتراق يلتصق بالسطوح، وتصل درجة حرارته إلى أكثر من 1100ْم. ويستخدم في قاذفات اللهب [ر] والقذائف الحارقة وقنابل الطائرات.
ابتكر النابالم في الولايات المتحدة على يد فريق من أساتذة جامعة هارفرد بإشراف لويس فيزر Louis Fieser. والنابالم تسمية منحوتة من مختصرين كيمياويين Na دلالة على حمض النفطين naphthenic acid و palm دلالة على حمض النخيلات.
لمحة تاريخية
الاحتراق عملية كيمياوية فيزيائية معقدة، عرفّها العالم الكيميائي الفرنسي لاڤوازيه [ر] Lavoisier بأنها اتحاد المادة المحترقة بأكسجين الهواء. وقد تكون مادة الكبريت sulfur من أولى المواد الحارقة التي استخدمت في الحروب إلى جانب النفط.
استخدم النفط في مقذوفات المنجنيق catapult التي كانت تصنع من كتل قماشية مغموسة بالنفط الخام أو القطران tar وترمى بها القلاع والسفن وتراتيب القتال، كما كان النفط والزيت الحار يصب من أبراج القلاع على المهاجمين وقوات الحصار. وقد يصل ارتفاع ألسنة اللهب إلى نحو 80م ودرجة الحرارة إلى 1000 ْمئوية، وتتعلق سرعة الاشتعال بسرعة تبخر هذه المواد، فالأبخرة هي التي تشتعل وليس السائل.
تطور استخدام المواد الحارقة في العهد البيزنطي بابتكار النار الإغريقية التي هي مزيج خاص من المواد الحارقة استخدم في الفترة من القرن السابع حتى القرن الخامس عشر لإحراق السفن المعادية. وكانت النار الإغريقية تتألف على الأغلب من نترات البوتاسيوم potassium nitrate أو نترات الصوديوم sodium nitrate والنطرون niter والكبريت والقطران والزفت pitch. وتجدر الإشارة إلى أن البوتاسيوم والصوديوم قابلان للاشتعال تلقائياً في الهواء. وهما يخزنان في الكيروسين [ر] kerosine ضمن أوعية فولاذية محكمة بعيداً عن الماء.
في مطلع القرن العشرين كان للألمان إبان الحرب العالمية الأولى قصب السبق في ابتكار سلاح جديد للمشاة تمثل بقذف وقود سائل ملتهب من معدات مبتكرة على طواقم الأسلحة المعادية والمنعات الدفاعية والخنادق، مما دفع بقية الجيوش المتحاربة إلى اقتباس ذلك.
دخل النابالم التطبيقات العسكرية بدءاً من عام 1942 واستخدمه الطيران الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب كوريا (1950ـ1953)، وفي الحرب الڤييتنامية ـ الأمريكية (1965ـ1975). كذلك استخدم في الحروب المحلية، فاستخدمته إسرائيل في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، واستخدم النابالم في الحرب العراقية ـ الإيرانية بين عامي 1980ـ 1988، واستخدمته قوات التحالف ضد العراقيين عام 2003.
التركيب الكيمياوي
النابالم مزيج من البنزين gasoline ومواد مكثفة قابلة للاشتعال thickening agents. تمثلت بدايةً بالصابونيات soaps ونخيلات الألمنيوم والمغنزيوم aluminium and magnesium palmitates والاستيرات stearates. وبحسب كمية المكثِّفات المضافة تراوح لزوجة النابالم بين القطر السائل المعروف والهلام المطاطي المكثف. وتساعد ماءات الفحم بمختلف سلاسلها على جعل النابالم مادة رافضة للماء hydrophobic ومقاومة للبلل، مما يجعلها عسيرة على الإطفاء. إضافة إلى أن تميز الوقود المكثف بالارتداد عن السطوح يزيد من تأثير النابالم في المناطق المعمورة. وهناك نوعان من النابالم: نابالم ذو مكثِّف يقوم على صابون الألمنيوم ومكثف تعددي polymeric أساسه الزيت. ويستخدم الجيش الأمريكي ثلاثة أنواع من المكثِّفات تحمل العلامات الرمزية M4, M2, M1.
يمتاز النابالم «ب» napalm B الحديث ـ ويسمى أيضاً النابالم الممتاز ـ بأنه مزيج من البنزين المخفف الأوكتان مع إضافة مادة البنزن benzene والبوليسترين polystyrene. وقد استخدم هذا النوع من النابالم في حرب ڤييتنام، وعلى نقيض النابالم التقليدي الذي يحترق لمدة 15ـ30 ثانية يستمر احتراق النابالم «ب» مدة تزيد على 10 دقائق مشكلاً فقاعات نارية أقل عدداً، تلتصق على السطوح، وتؤدي إلى نتائج تدميرية أكبر. ويتميز النابالم الأخير بأنه لا يشتعل بسهولة مما يقلل من عدد الحوادث الطارئة، ويعطي عند احتراقه رائحة مميزة.
تصل درجة حرارة احتراق النابالم إلى أكثر من 1200ْمئوية ويمكن إضافة مواد أخرى لتحسينه مثل مسحوق الألمنيوم aluminium أو المغنيزيوم magnesium، أو الفسفورphosphorus.
استعمالات النابالم ووسائط قذفه
يستعمل النابالم (بكثافة 5%) من قاذفات اللهب لإحراق العتاد والسلاح والطواقم ومخزونات المواد المختلفة، واشعال الحرائق في نقاط الاستناد والخنادق والمنعات والمخابئ الخفيفة بقذف السائل الحارق من خلال كوى الرمي ومنافذ التهوية. وتعزز مفارز اقتحام المناطق المحصنة بقاذفات اللهب المحمولة على الظهر أو المركبة على هياكل الدبابات والمزنجرات، ويستخدم النابالم (بكثافة 12%) في قنابل النابالم المسقطة من الطائرات لقصف الأهداف المعادية في المؤخرة وإحراق المنشآت المهمة وخصوصاً مستودعات الأعتدة والذخيرة والتموين والزيوت وكذلك أرتال الإمدادات.
القوانين الناظمة لاستخدام النابالم
إن الموت حرقاً هو من أقسى ما يتعرض له الإنسان من أخطار. ولما كان النابالم شديد الاشتعال فقد صُنِّف مع الأسلحة الكيمياوية الممنوعة والأسلحة الفتاكة على شاكلة القنبلة الفراغية fuel-air bomb لوجود المادة النفطية أيضاً، ومن ثم أصبح نوعاً من أسحلة التدمير الشامل[ر] وكذلك من الأسلحة التقليدية المحرّمة دولياً بموجب اتفاقيات جنيڤ. كما خضع استخدام النابالم لمعاهدات منع استخدام الأسلحة التي لها آثار مشوهة في جسم الإنسان كالرصاص المتفجر والألغام المضادة للأشخاص.
هاني صوفي
Napalm - Napalm
النابالم
النابالم napalm مستحضر من سوائل قابلة للاشتعال، تغلب عليه صفة البنزين الهلامي jellied gasoline ويستخدم سلاحاً في الأعمال القتالية. والنابالم مادة كثيفة تشكل عند مزجها بالبنزين هلاماً لزجاً سريع الاشتعال بطيء الاحتراق يلتصق بالسطوح، وتصل درجة حرارته إلى أكثر من 1100ْم. ويستخدم في قاذفات اللهب [ر] والقذائف الحارقة وقنابل الطائرات.
ابتكر النابالم في الولايات المتحدة على يد فريق من أساتذة جامعة هارفرد بإشراف لويس فيزر Louis Fieser. والنابالم تسمية منحوتة من مختصرين كيمياويين Na دلالة على حمض النفطين naphthenic acid و palm دلالة على حمض النخيلات.
لمحة تاريخية
الاحتراق عملية كيمياوية فيزيائية معقدة، عرفّها العالم الكيميائي الفرنسي لاڤوازيه [ر] Lavoisier بأنها اتحاد المادة المحترقة بأكسجين الهواء. وقد تكون مادة الكبريت sulfur من أولى المواد الحارقة التي استخدمت في الحروب إلى جانب النفط.
استخدم النفط في مقذوفات المنجنيق catapult التي كانت تصنع من كتل قماشية مغموسة بالنفط الخام أو القطران tar وترمى بها القلاع والسفن وتراتيب القتال، كما كان النفط والزيت الحار يصب من أبراج القلاع على المهاجمين وقوات الحصار. وقد يصل ارتفاع ألسنة اللهب إلى نحو 80م ودرجة الحرارة إلى 1000 ْمئوية، وتتعلق سرعة الاشتعال بسرعة تبخر هذه المواد، فالأبخرة هي التي تشتعل وليس السائل.
تطور استخدام المواد الحارقة في العهد البيزنطي بابتكار النار الإغريقية التي هي مزيج خاص من المواد الحارقة استخدم في الفترة من القرن السابع حتى القرن الخامس عشر لإحراق السفن المعادية. وكانت النار الإغريقية تتألف على الأغلب من نترات البوتاسيوم potassium nitrate أو نترات الصوديوم sodium nitrate والنطرون niter والكبريت والقطران والزفت pitch. وتجدر الإشارة إلى أن البوتاسيوم والصوديوم قابلان للاشتعال تلقائياً في الهواء. وهما يخزنان في الكيروسين [ر] kerosine ضمن أوعية فولاذية محكمة بعيداً عن الماء.
في مطلع القرن العشرين كان للألمان إبان الحرب العالمية الأولى قصب السبق في ابتكار سلاح جديد للمشاة تمثل بقذف وقود سائل ملتهب من معدات مبتكرة على طواقم الأسلحة المعادية والمنعات الدفاعية والخنادق، مما دفع بقية الجيوش المتحاربة إلى اقتباس ذلك.
دخل النابالم التطبيقات العسكرية بدءاً من عام 1942 واستخدمه الطيران الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب كوريا (1950ـ1953)، وفي الحرب الڤييتنامية ـ الأمريكية (1965ـ1975). كذلك استخدم في الحروب المحلية، فاستخدمته إسرائيل في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، واستخدم النابالم في الحرب العراقية ـ الإيرانية بين عامي 1980ـ 1988، واستخدمته قوات التحالف ضد العراقيين عام 2003.
التركيب الكيمياوي
النابالم مزيج من البنزين gasoline ومواد مكثفة قابلة للاشتعال thickening agents. تمثلت بدايةً بالصابونيات soaps ونخيلات الألمنيوم والمغنزيوم aluminium and magnesium palmitates والاستيرات stearates. وبحسب كمية المكثِّفات المضافة تراوح لزوجة النابالم بين القطر السائل المعروف والهلام المطاطي المكثف. وتساعد ماءات الفحم بمختلف سلاسلها على جعل النابالم مادة رافضة للماء hydrophobic ومقاومة للبلل، مما يجعلها عسيرة على الإطفاء. إضافة إلى أن تميز الوقود المكثف بالارتداد عن السطوح يزيد من تأثير النابالم في المناطق المعمورة. وهناك نوعان من النابالم: نابالم ذو مكثِّف يقوم على صابون الألمنيوم ومكثف تعددي polymeric أساسه الزيت. ويستخدم الجيش الأمريكي ثلاثة أنواع من المكثِّفات تحمل العلامات الرمزية M4, M2, M1.
يمتاز النابالم «ب» napalm B الحديث ـ ويسمى أيضاً النابالم الممتاز ـ بأنه مزيج من البنزين المخفف الأوكتان مع إضافة مادة البنزن benzene والبوليسترين polystyrene. وقد استخدم هذا النوع من النابالم في حرب ڤييتنام، وعلى نقيض النابالم التقليدي الذي يحترق لمدة 15ـ30 ثانية يستمر احتراق النابالم «ب» مدة تزيد على 10 دقائق مشكلاً فقاعات نارية أقل عدداً، تلتصق على السطوح، وتؤدي إلى نتائج تدميرية أكبر. ويتميز النابالم الأخير بأنه لا يشتعل بسهولة مما يقلل من عدد الحوادث الطارئة، ويعطي عند احتراقه رائحة مميزة.
تصل درجة حرارة احتراق النابالم إلى أكثر من 1200ْمئوية ويمكن إضافة مواد أخرى لتحسينه مثل مسحوق الألمنيوم aluminium أو المغنيزيوم magnesium، أو الفسفورphosphorus.
استعمالات النابالم ووسائط قذفه
يستعمل النابالم (بكثافة 5%) من قاذفات اللهب لإحراق العتاد والسلاح والطواقم ومخزونات المواد المختلفة، واشعال الحرائق في نقاط الاستناد والخنادق والمنعات والمخابئ الخفيفة بقذف السائل الحارق من خلال كوى الرمي ومنافذ التهوية. وتعزز مفارز اقتحام المناطق المحصنة بقاذفات اللهب المحمولة على الظهر أو المركبة على هياكل الدبابات والمزنجرات، ويستخدم النابالم (بكثافة 12%) في قنابل النابالم المسقطة من الطائرات لقصف الأهداف المعادية في المؤخرة وإحراق المنشآت المهمة وخصوصاً مستودعات الأعتدة والذخيرة والتموين والزيوت وكذلك أرتال الإمدادات.
القوانين الناظمة لاستخدام النابالم
إن الموت حرقاً هو من أقسى ما يتعرض له الإنسان من أخطار. ولما كان النابالم شديد الاشتعال فقد صُنِّف مع الأسلحة الكيمياوية الممنوعة والأسلحة الفتاكة على شاكلة القنبلة الفراغية fuel-air bomb لوجود المادة النفطية أيضاً، ومن ثم أصبح نوعاً من أسحلة التدمير الشامل[ر] وكذلك من الأسلحة التقليدية المحرّمة دولياً بموجب اتفاقيات جنيڤ. كما خضع استخدام النابالم لمعاهدات منع استخدام الأسلحة التي لها آثار مشوهة في جسم الإنسان كالرصاص المتفجر والألغام المضادة للأشخاص.
هاني صوفي