استقى الأدب النروِجي Norsk Litteratur موضوعاته من الكتابات باللغة الإيسلندية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استقى الأدب النروِجي Norsk Litteratur موضوعاته من الكتابات باللغة الإيسلندية

    نروج (ادب في)

    Norway - Norvège

    الأدب

    استقى الأدب النروِجي Norsk Litteratur كثيراً من موضوعاته من الكتابات باللغة الإيسلندية[ر: إيسلندة اللغة والأدب] التي دوِّنت بها مآثر الأبطال والملوك النروِجيين في كتب الإدّا[ر]، وفي الساغا[ر] التي قدَّم فيها مؤلفها سنورّي ستورلَسون Snorri Sturlason تاريخاً لملوك النروِج نحو عام 1230. إلا أن النروِجي توربيورن هورنكلوڤي Thorbjörn Hornklovi كان قد كتب قبل ذلك بقرنين «قصيدة هارالد» Haraldskvædi، ثم كتب كاتب مجهول «قصيدة الرؤيا» Draumkvædi نحو 1200 بأسلوب البالادة[ر] وعلى غرار مثيلاتها في بدايات الآداب المكتوبة باللغات المحلية في أنحاء القارة الأوربية.
    أمْلت روابط النروِجيين الوثيقة مع بقية الشعوب الاسكندناڤية تأثر الأدب النروِجي بمحيطه، فقد خضعت البلاد للتاج الدنماركي وقتاً طويلاً؛ مما حدا بالعديد من الأدباء الكتابة باللغة الدنماركية حتى حصول البلاد على الاستقلال عام 1814، علماً بأن اللغات الاسكندناڤية[ر] كافة ما هي إلا لهجات انبثقت عن لغة أصلية واحدة. وكان لتأثير الجيران السويديين أيضاً دوره؛ إذ لم تنفصم عرى الاتحاد بين البلدين إلا في عام 1905.
    كانت هناك محاولات جاهدة على فترات متباعدة لتأسيس أدب باللغة المحلية، فكتبت دورْتِه إنغلبرِتسداتر Dorthe Engelbretsdatter ت(1634ـ1716) «مزامير» Psalm باللغة التي عُرفت لاحقاً بالنروِجية الجديدة Landsmål أو Ny Norsk وصارت اللغة الرسمية بدءاً من عام 1885، وبها كُتب أدب البلاد، سوى بعض الاستثناءات مثل لودِڤيغ هولبرغ Ludvig Holberg ت(1684ـ1754) المولود في النروِج إلا أنه انتمى إلى الثقافة الدنماركية وكتب بلغتها [ر. الأدب الدنماركي]، وأيضاً الشاعر الطليعي يوهان سباستيان ڤِلهافن J.S.Welhaven ت(1708ـ1873). ويمكن عدّ بيتر داس Petter Dass ت(1647ـ1708) في ديوانه «بوق نوردلَند» Nordlands Trompet في أوائل شعراء الطبيعة الشعبيين، وماورِتس هانسن Maurits Hansen أول روائي نروِجي كتب في عشرينيات القرن التاسع عشر وثلاثينياته. كذلك كان هنريك ڤِرغِلند Henrik Wergeland ت(1808ـ1845) في أوائل الشعراء الوطنيين، وكتب في الأجناس الأدبية كافة، وكانت أخته كاميلا كولّيت Camilla Collett بروايتها «ابنة أمتْماندِن» Amtmandens Døttre ت(1855) أول من كتب في الأدب النسائي.
    حل عصر النهضة في الأدب النروِجي على يد كتاب كبار مثل هنريك إبسن[ر] وبيورنشيرنه بيورنسون[ر] ويوناس لي[ر] والروائي ألكسندر كيلاند Alexander Kielland ت(1849ـ1906) والروائية الطبيعية أمالييه سكرام Amalie Skram ت(1846ـ1905) التي كتبت «أناس هيليمير» Hellemyrsfolket ت(1887ـ1888)، وأيضاً الكاتب كنوت همسُن [ر]. وقد قام آرنِه غاربورغ Arne Garborg ت(1851ـ1924) بدور مهم في إعطاء الزخم للرواية الواقعية[ر] ثم الانطباعية [ر]، وكتب الشعر أيضاً ممجداً العادات والتقاليد واللغة المحلية كما في ديوان «هاوغتوسّا» Haugtussa ت(1895). وكتب كل من يوهان بوير[ر] وألفريد هاوغه Alfred Hauge بأسلوب الواقعية عن المهاجرين النروِجيين إلى الولايات المتحدة عند نهاية القرن التاسع عشر. أما كريستوفر أُبدال Kristofer Uppdal ت(1878ـ1961) فقد كتب سلسلة روايات عن مدّ سكة الحديد في البلاد بعنوان «الرقص عبر الظلال» Danse gjenom skuggheimen ت(1911ـ1924)، وكتب يوهان فالكبِرغِت Johan Falkberget عن تاريخ الطبقة العاملة وعمال المناجم خاصة. وكان ماتّي آيكيو Matti Aikio أول من كتب حول حياة سكان البلاد الأصليين، وهم شعب اللاب Lapp أو السامه Same، الذي كان أول من استوطن أقصى شمالي شبه الجزيرة الاسكندناڤية.
    ظهر في حقبة ما بين الحربين العالميتين كتّاب مثل آلف لارسن Alf Larsen، وسيغريد أُندسِت [ر. أونسيت] Sigrid Undset المحافظة ونقيضتها المتحررة نيني رول آنكر Nini Roll Anker ت(1873ـ1942)، وأيضاً إنغبورغ رِفلنغ هاغن Ingeborg Refling Hagen، التي كتبت بأسلوب الطبيعية عن مشكلات النساء، وكورا ساندِل Cora Sandell ت(1880ـ1974) التي كتبت ثلاثية «ألبرتِه»Alberte ت(1926ـ1939)، وكانت تجريبية في كتاباتها النقدية عن معاصرَيها نوردال غريغ[ر] وأكسل ساندِموسه[ر]. أما في شعر تلك الفترة فقد كان الشاعر الطليعي آرنولف أوڤَرلَند Arnulf Øverland ت(1889ـ1968) منادياً بالثورة على الظلم الاجتماعي ومطالباً بالتغيير، وكتبت رِفلنغ هاغن وإنغر هاغِروب Inger Hagerup في الشعر النسائي، وكان إميل بويسون Emil Boyson مقلداً للشعر الرمزي الفرنسي. كتب يوهان بورغن[ر] الرواية والقصة القصيرة، إلا أن تارييه ڤيساس Tarjei Vesaas ت(1897ـ1970)، الذي كتب في الأجناس الأدبية كلها، كان الأهم في روايته «كيمن» Kimen ت(1940)عن الاحتلال النازي.
    أما في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية فقد برز كتّاب مثل يوهانس هيغِّلاند Johannes Heggeland الذي عالج مشكلات الطبقة العاملة، وينس بيورنِبو Jens Bjørneboe ـ ت(1920) الذي كتب عدداً من الروايات النقدية والتحريضية، مثل «لحظة الحرية» Frihetens oyeblikk ت(1966). وبرز في ثمانينيات القرن العشرين كتّاب شباب، منهم يان كيرستاد Jan Kjærstad والروائي التجريبي كيارتان فلوغستاد Kjartan Fløgstad، وكل من إدڤارد هْويم Edvard Hoem وداغ سولستاد Dag Solstad اللذين عالجا مسائل معاصرة، وعددٌ ممن كتبوا في السيرة[ر] ومنهم إسبن هاڤاردزهولم Espen Haavardsholm الذي كتب سيرة أكسل ساندِموسه، وفي أدب الأطفال ومنهم آلف برويسن Alf Prøysen.
    ظهرت مع نهاية القرن السابع عشر بوادر المسرح النروِجي مع تأسيس فرق مسرحية في كل من كريستيانيا (أوسلو) وبرغن Bergen، و كتب يوهان نوردال برون Johan Nordahl Brun مسرحيته المأساوية «زارين» Zarine ت(1722) مستلهماً فولتير[ر]. وحين احترق أول مسرح محترف أسسه السويدي يوهان بيتر سترومبري Johan Peter Strömberg قام «مسرح كريستيانيا» Kristiania Theater على أنقاضه في عام 1837 وكان لودفيغ هولبرغ أول كتّابه.
    ظل التأثير الثقافي الدنماركي واضحاً في القرن التاسع عشر باستقدام ممثلين ومخرجين دنماركيين. ثم استقدم أولِه بول Ole Bull مدير «المسرح النروِجي» Det Norske Theater كلاً من إبسن وبيورنسون كتاباً ومخرجين. بيد أن هذا المسرح ما لبث أن توقف عن العرض في عام 1863. وأخذ «مسرح كريستيانيا» الدور الرئيس بعرضه المسرحيات المكتوبة باللغة النروِجية الجديدة، ثم حل محله في عام 1899 «المسرح القومي» National Theatret الذي لايزال يشغل المرفق ذاته حتى اليوم. كذلك تأسس «المسرح النروِجي» Det Norske Teatret عام 1913، وافتتحت مسارح في عدد من المدن الأخرى مثل تروندهيم Trondheim ت(1911) وستاڤانغر Stavanger ت(1913).
    قدّم غُنَّار هيبرغ Gunnar Heiberg مسرحيته «الشرفة» Balkonenت(1894)، كما قدم همسن «لعبة الحياة» Livets Spil عام 1896 محاكياً تشيخوف[ر]، وكانت الجزء الثاني من ثلاثية أخرجها ستانسلافسكي[ر] في موسكو عام 1907. كذلك قام نوردال غريغ ببعض التجديد متأثراً بالمسرح الروسي، وكانت هناك محاولات تعبيرية على يد رونالد فانغن Ronald Fangen في عشرينيات القرن العشرين.
    لم يتم التحرر من تأثير إبسن إلا في ستينيات القرن العشرين وبتأثير بريشت[ر] ومسرح العبث [ر]. وظهر كتّاب مثل ينس بيورنِبو، وغيورغ يوهانِسِّن Georg Johanessen الذي كان رائد المسرح الساخر وقدم «كاساندرا» Kassandra ت(1968)، وكتب كلاوس هاغِروب Klaus Hagerup في المسرح التحريضي، كما كتب بيورن فيك Bjørn Vik عدة مسرحيات، منها «فصلان لمهرجين» To akter for to klowner ت(1974). ومع قدوم التلفزيون عام 1960 تراجع دور المسرح؛ إلا أن «المسرح الوطني» Riksteatern أخذ الدور الرئيس في محاولة التواصل مع المشاهدين في طول البلاد وعرضها. كذلك ظهر مسرح محلي باللغة السامية (لغة سكان البلاد الأصليين) في عام 1980. ومن كتّاب المسرح المعاصر يُذكر ماريت توسفيك Marit Tusvik وأولا باور Ola Bauer، ومن المخرجين سْتين ڤنغِه Stein Winge وتيريِه ميرلي Terje Mærli.
    طارق علوش
يعمل...
X