تويت
نحاس (احمد محمد)
Al-Nahhas (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Nahhas (Ahmad ibn Mohammad-)
النحاس (أحمد بن محمد ـ)
(… ـ 338هـ/… ـ950م)
أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، نحوي مشهور، وأديب، ومفسر.
ولد في مصر، وبها نشأ وتلقى علومه الأولى على يد طائفة من علمائها، أبرزهم محمد بن الوليد بن ولاد المصري التميمي النحوي (ت298هـ)، وبكر بن سهل الدمياطي المحدّث (ت289هـ)، والحسن بن غُلَيْب الأزدي المصري (ت290هـ)، ولم يكتف النحاس بما حصله من علم في موطن نشأته، فارتحل إلى بغداد عاصمة الخلافة آنذاك وقبلة الطلاب والعلماء، فنهل علوم العربية والقرآن والحديث من أشهر علمائها، وأغلب الظن أن ارتحاله إلى بغداد كان بُعَيْدَ وفاة المبرد (ت285هـ) بقليل، فأخذ النحو عن أصحابه البصريين وفي مقدمتهم الزجّاج (ت316هـ) الذي قرأ عليه كتاب سيبويه ولازمه مدة، وأخذ الأدب والنحو وشيئاً من المرويات عن الأخفش الأصغر (ت315هـ) وابن كيسان (ت299هـ)، وتتلمذ أيضاً على أصحاب ثعلب الكوفي ( ت290هـ) من أمثال نِفْطَويه (ت323هـ) وأبي بكر بن شقير البغدادي (ت315هـ) وأبي بكر بن الأنباري (ت328هـ) وابن رستم الطبري (ت304هـ). وذُكِرَ أيضاً أنه أخذ القراءات عن ابن شنبوذ (ت328هـ) والداجوني (ت324هـ)، والحديث عن النسائي (ت303هـ) والبغوي (ت317هـ).
وفي طريق عودته إلى مصر مر بالكوفة والأنبار والرملة وغزة وسمع من علماء هذه المدن. ولم تشر المصادر إلى المدة التي قضاها النحاس في رحلته العلمية.
ومهما يكن فقد استقر به المطاف في بلده مصر متصدراً للتدريس والإملاء، وأغلب الظن أن صلته بأستاذه الأخفش الأصغر لم تنقطع بعد عودته إلى مصر؛ لأن هذا الأخير ارتحل إليها سنة 287هـ وأقام بها مدرساً حتى 300هـ، وهو ما يفسر لنا كثرة ما رواه النحاس سماعاً عن الأخفش هذا في النحو والتفسير والأدب.
حظي النحاس في مصر بشهرة واسعة، وكان واسع العلم غزير الرواية كثير التأليف متواضعاً لايتكبر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر ويناقشهم عما أشكل عليه في تأليفاته، ولشهرته أقبل عليه طلبة العلم من مصر وغيرها ولاسيما الأندلس، وعن طريق الأندلسيين انتشرت مصنفاته وروايته لبعض الكتب في بلادهم، ومن أشهر تلامذته أبو بكر الإدفوي المصري (ت388هـ) الذي لازمه وروى عنه مصنفاته، ومحمد بن يحيى الأزدي الرباحي النحوي (ت358هـ) من سكان قرطبة وهو الذي حمل عن النحاس كتاب سيبويه روايةً ودرّسه لطلابه في قرطبة، وظل نحاة الأندلس من بعده يتوارثون رواية نسخته المضبوطة، وبذلك كان للنحاس فضل بث دراسة كتاب سيبويه في الأندلس وما رافق ذلك من نهضة الدراسات النحوية، ومنهم أيضاً محمد بن مفرج المعافري القرطبي، (ت371هـ) روى عن النحاس بعض تصانيفه كالمعاني وإعراب القرآن والناسخ والمنسوخ، وحملها إلى الأندلس، ومنذر بن سعيد البلوطي القرطبي (ت335هـ)، وأبو بكر بن إسحاق بن منذر القرطبي (ت367هـ)،وموسى بن الحسين السكري، وهو نحويّ حاذق لازم النحاس، وحكم بن محمد بن أبي إسحاق التمار البصري، روى عنه كتابيه: «الوقف والابتداء»، و«الناسخ والمنسوخ»، وأبو عبد الله الصقلي النحوي (ت386هـ) وغيرهم.
وقد سلفت الإشارة إلى أن النحاس كان كثير التأليف، مصنفاته تزيد على الخمسين، وهذه المصنفات تُظهر سعة ثقافته في النحو والأدب وعلوم القرآن والحديث.
وتحسن الإشارة إلى أن النحاس كان في نحوه ذا نزعة بصرية واضحة، لكنه لم يُعْرض عن حكاية أقوال الكوفيين والأخذ ببعض توجيهاتهم أحياناً، وقد عده شوقي ضيف في أعلام ما أَسماه (المدرسة المصرية) التي قفت أثر المدرسة البغدادية التي درجت على الانتخاب من مذاهب البصريين والكوفيين ما تراه مناسباً.
وآثاره المطبوعة هي : «معاني القرآن» و«إعراب القرآن» و«التفاحة في النحو» و«شرح القصائد التسع المشهورات» و«الناسخ والمنسوخ».
وأشهر مصنفاته كتاباه: «معاني القرآن»، و«إعراب القرآن»، وقد وصفها صاحب الإنباه بقوله: «هما كتابان جليلان أغنيا عما صنف قبلهما في معناهما». والنحاس ـ فيما انتهى إلينا ـ أول من فصل بين المعاني والإعراب بعد أن درج سابقوه على المزج بينهما، وآخرهم شيخه الزجّاج الذي صنف كتابه المشهور «معاني القرآن وإعرابه»، وقد وصف النحاس صنيعه في كلا الكتابين، فقال في مقدمة المعاني: «قصدت في هذا الكتاب تفسير المعاني والغريب وأحكام القرآن والناسخ والمنسوخ عن المتقدمين من الأئمة... وأبيّن تصريف الكلمة واشتقاقها إن علمت ذلك، وآتي من القراءات بما يحتاج إلى تفسير معناه...» والكتاب مطبوع في ستة مجلدات وقال في مقدمة الإعراب «هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله إعراب القرآن، والقراءات التي تحتاج إلى أن يُبيّن إعرابها والعلل فيها، ولا أخليه من اختلاف النحويين وما يُحتاج إليه من المعاني... وقصدنا في هذا الكتاب الإعراب». والكتاب مطبوع في خمسة مجلدات.
وأما «التفاحة في النحو»، فهو من المختصرات النحوية خاطب به النحاس المبتدئين نائياً به عن خلافات النحويين ومناقشاتهم.
وشرح القصائد التسع المشهورات هو شرح لما عرف باسم المعلقات السبع مضافاً إليها قصيدتا الأعشى والنابغة، وقد غلب عليه الطابع اللغوي ولم يخل من بعض التوجيهات الإعرابية.
ونقل السخاوي في «سفر السعادة» مسائل جرت بين النحاس وبين معاصره ومنافسه أبي العباس بن ولاد المصري (ت332هـ) وبُعِثَ قولهما إلى ابن بدر ببغداد.
توفي النحاس في مصر غرقاً في النيل، وذلك أنه «جلس على درج المقياس بمصر على شاطئ النيل وهو في مدّه وزيادته، ومعه كتاب العروض وهو يُقطّع منه بحراً، فسمعه بعض العوام، فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد، فتغلو الأسعار، ثم دفعه برجله، فذهب في المد، فلم يُوقف له على خبر».
نبيل أبو عمشة
Al-Nahhas (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Nahhas (Ahmad ibn Mohammad-)
النحاس (أحمد بن محمد ـ)
(… ـ 338هـ/… ـ950م)
أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، نحوي مشهور، وأديب، ومفسر.
ولد في مصر، وبها نشأ وتلقى علومه الأولى على يد طائفة من علمائها، أبرزهم محمد بن الوليد بن ولاد المصري التميمي النحوي (ت298هـ)، وبكر بن سهل الدمياطي المحدّث (ت289هـ)، والحسن بن غُلَيْب الأزدي المصري (ت290هـ)، ولم يكتف النحاس بما حصله من علم في موطن نشأته، فارتحل إلى بغداد عاصمة الخلافة آنذاك وقبلة الطلاب والعلماء، فنهل علوم العربية والقرآن والحديث من أشهر علمائها، وأغلب الظن أن ارتحاله إلى بغداد كان بُعَيْدَ وفاة المبرد (ت285هـ) بقليل، فأخذ النحو عن أصحابه البصريين وفي مقدمتهم الزجّاج (ت316هـ) الذي قرأ عليه كتاب سيبويه ولازمه مدة، وأخذ الأدب والنحو وشيئاً من المرويات عن الأخفش الأصغر (ت315هـ) وابن كيسان (ت299هـ)، وتتلمذ أيضاً على أصحاب ثعلب الكوفي ( ت290هـ) من أمثال نِفْطَويه (ت323هـ) وأبي بكر بن شقير البغدادي (ت315هـ) وأبي بكر بن الأنباري (ت328هـ) وابن رستم الطبري (ت304هـ). وذُكِرَ أيضاً أنه أخذ القراءات عن ابن شنبوذ (ت328هـ) والداجوني (ت324هـ)، والحديث عن النسائي (ت303هـ) والبغوي (ت317هـ).
وفي طريق عودته إلى مصر مر بالكوفة والأنبار والرملة وغزة وسمع من علماء هذه المدن. ولم تشر المصادر إلى المدة التي قضاها النحاس في رحلته العلمية.
ومهما يكن فقد استقر به المطاف في بلده مصر متصدراً للتدريس والإملاء، وأغلب الظن أن صلته بأستاذه الأخفش الأصغر لم تنقطع بعد عودته إلى مصر؛ لأن هذا الأخير ارتحل إليها سنة 287هـ وأقام بها مدرساً حتى 300هـ، وهو ما يفسر لنا كثرة ما رواه النحاس سماعاً عن الأخفش هذا في النحو والتفسير والأدب.
حظي النحاس في مصر بشهرة واسعة، وكان واسع العلم غزير الرواية كثير التأليف متواضعاً لايتكبر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر ويناقشهم عما أشكل عليه في تأليفاته، ولشهرته أقبل عليه طلبة العلم من مصر وغيرها ولاسيما الأندلس، وعن طريق الأندلسيين انتشرت مصنفاته وروايته لبعض الكتب في بلادهم، ومن أشهر تلامذته أبو بكر الإدفوي المصري (ت388هـ) الذي لازمه وروى عنه مصنفاته، ومحمد بن يحيى الأزدي الرباحي النحوي (ت358هـ) من سكان قرطبة وهو الذي حمل عن النحاس كتاب سيبويه روايةً ودرّسه لطلابه في قرطبة، وظل نحاة الأندلس من بعده يتوارثون رواية نسخته المضبوطة، وبذلك كان للنحاس فضل بث دراسة كتاب سيبويه في الأندلس وما رافق ذلك من نهضة الدراسات النحوية، ومنهم أيضاً محمد بن مفرج المعافري القرطبي، (ت371هـ) روى عن النحاس بعض تصانيفه كالمعاني وإعراب القرآن والناسخ والمنسوخ، وحملها إلى الأندلس، ومنذر بن سعيد البلوطي القرطبي (ت335هـ)، وأبو بكر بن إسحاق بن منذر القرطبي (ت367هـ)،وموسى بن الحسين السكري، وهو نحويّ حاذق لازم النحاس، وحكم بن محمد بن أبي إسحاق التمار البصري، روى عنه كتابيه: «الوقف والابتداء»، و«الناسخ والمنسوخ»، وأبو عبد الله الصقلي النحوي (ت386هـ) وغيرهم.
وقد سلفت الإشارة إلى أن النحاس كان كثير التأليف، مصنفاته تزيد على الخمسين، وهذه المصنفات تُظهر سعة ثقافته في النحو والأدب وعلوم القرآن والحديث.
وتحسن الإشارة إلى أن النحاس كان في نحوه ذا نزعة بصرية واضحة، لكنه لم يُعْرض عن حكاية أقوال الكوفيين والأخذ ببعض توجيهاتهم أحياناً، وقد عده شوقي ضيف في أعلام ما أَسماه (المدرسة المصرية) التي قفت أثر المدرسة البغدادية التي درجت على الانتخاب من مذاهب البصريين والكوفيين ما تراه مناسباً.
وآثاره المطبوعة هي : «معاني القرآن» و«إعراب القرآن» و«التفاحة في النحو» و«شرح القصائد التسع المشهورات» و«الناسخ والمنسوخ».
وأشهر مصنفاته كتاباه: «معاني القرآن»، و«إعراب القرآن»، وقد وصفها صاحب الإنباه بقوله: «هما كتابان جليلان أغنيا عما صنف قبلهما في معناهما». والنحاس ـ فيما انتهى إلينا ـ أول من فصل بين المعاني والإعراب بعد أن درج سابقوه على المزج بينهما، وآخرهم شيخه الزجّاج الذي صنف كتابه المشهور «معاني القرآن وإعرابه»، وقد وصف النحاس صنيعه في كلا الكتابين، فقال في مقدمة المعاني: «قصدت في هذا الكتاب تفسير المعاني والغريب وأحكام القرآن والناسخ والمنسوخ عن المتقدمين من الأئمة... وأبيّن تصريف الكلمة واشتقاقها إن علمت ذلك، وآتي من القراءات بما يحتاج إلى تفسير معناه...» والكتاب مطبوع في ستة مجلدات وقال في مقدمة الإعراب «هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله إعراب القرآن، والقراءات التي تحتاج إلى أن يُبيّن إعرابها والعلل فيها، ولا أخليه من اختلاف النحويين وما يُحتاج إليه من المعاني... وقصدنا في هذا الكتاب الإعراب». والكتاب مطبوع في خمسة مجلدات.
وأما «التفاحة في النحو»، فهو من المختصرات النحوية خاطب به النحاس المبتدئين نائياً به عن خلافات النحويين ومناقشاتهم.
وشرح القصائد التسع المشهورات هو شرح لما عرف باسم المعلقات السبع مضافاً إليها قصيدتا الأعشى والنابغة، وقد غلب عليه الطابع اللغوي ولم يخل من بعض التوجيهات الإعرابية.
ونقل السخاوي في «سفر السعادة» مسائل جرت بين النحاس وبين معاصره ومنافسه أبي العباس بن ولاد المصري (ت332هـ) وبُعِثَ قولهما إلى ابن بدر ببغداد.
توفي النحاس في مصر غرقاً في النيل، وذلك أنه «جلس على درج المقياس بمصر على شاطئ النيل وهو في مدّه وزيادته، ومعه كتاب العروض وهو يُقطّع منه بحراً، فسمعه بعض العوام، فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد، فتغلو الأسعار، ثم دفعه برجله، فذهب في المد، فلم يُوقف له على خبر».
نبيل أبو عمشة