كلمة العدد
مع بداية السنة الثالثة لإنطلاقة مجلتنا سؤال نطرحه على انفسنا وقد يطرحه الكثير من القراء معنا هل فعلا ، فن التصوير ، تضعكم على طريق الاحتراف ؟
منذ البداية قلنا إننا نحتاج إلى وقت وقد يكون غير قصير في القاء الضوء على ما نعتبره ثقافة الفن الفوتوغرافي وإيضاح هذا المفهوم وإيصاله لقاعدة كبيرة لتكوين رؤية مستقبلية وصلبة ننظر من خلالها للتصوير كمادة فنية ، لا مجرد مادة مهنية فقط .
فمفهومنا للإحتراف يتعدى مفهوم الكلمة ، باعتبار أن كل فنان ضوئي هو محترف ، وليس الإحتراف حكرا على مصوري الصحافة وحدهم ، بل أكثر من ذلك إن كل مصور هاوي أو مبتديء له انتاج فني مميز هو براينا أيضاً محترف .. فليس الاحتراف وقفاً على كمية ونوعية آلات التصوير وإكسسواراتها التي يستعملها المحترف فهي لا تجعل منه فناناً معطاء ولا هو بالقدر من اي هاو مبتديء ، خط صغير يفصل بين الواحد والآخر سعة الإطلاع التي هي جزء مهم من ثقافة المصور مهما كان نوع الموضوع واهميته إنطلاقاً من تقنيات التصوير إلى فنونه وتاريخه .
وملاحقة لكل جديد في عالم الصناعة المتخصصة في هذا المجال .
من هنا نعتبر أننا خلال السنتين الماضيتين وبعد أربعة وعشرين عدداً اعطينا لكل متتبع ، ما يشكل له الأرضية الثقافية التي تعتبر مرجعاً أساسياً في هذا الفن .
ومع هذا العدد نبدأ بسلسلة منهجية ومتخصصة بعنوان - فن التصوير .. المباديء والمنهاج ، ومع الدرس الأول نكون أمام دراسة تمهيدية تقتصر على أهمية النظر والرؤية وكيفية اختبار المواضيع والدراسة ستطول لتشمل الكاميرات والعدسات ووظائفها مروراً بالغرفة السوداء وعملية الطباعة وبعدها إلى المواضيع الفنية كزاوية الالتقاط والإضاءة والمرشحات ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة إختصاصية من تصویر طبيعة إلى التصوير الرياضي والصناعي - والموديل والبورتريه الخ هذه الدراسة تعتمد على المنهاج الاكاديمي لمعهد نيويورك للتصوير إضافة لخبرتنا الذاتية .
إذن المرحلة قد تطول وستشتمل على مواد إختبار للقراء الراغبين . وسينال على أساسها المتتبعون - إفادة تقدير ، نسبة لعلاماتهم واستيعابهم ... لذا نرجوا من قرائنا الامعان والاستيعاب لكل ما سيمر معنا عبر صفحات المجلة .
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه : فريد ظفور
البحث عن فلسفة الضوء
- علمتنا الصحافة أن الصورة نصف الخبر ، وقيل لنا : أن ترى خيرلك الف مرة من أن تسمع .
كما قيل : التذكار شكل من اشكال اللقاء ، والصورة نصف المشاهدة ، فمن خلالها نرجع بشريط ذكرياتنا إلى الوراء لنقرا الماضي والحاضر والمستقبل .
كل شيء في كفة ميزان والصورة الفوتوغرافية في الكفة الثانية ، تُرجح وتتفوق .
كالصاعقة المذهلة إنقضت الصورة لتحتل الدرك الأول في حياتنا اليومية ... كرغيف الخبزتماماً ، وكالسيل العرم إنطلقت تغزو العلم والعالم .
كالبرق الساطع لفتت أنظار العالم إليها ، منذ بدأت قامة الصورة الضوئية تنمو ، ومنذ تطاولت ، لتسرق منا فراغنا غير المجلات والصحف والكتب وبواسطة التلفزيون والسينما والفيديو .
والصورة بحد ذاتها لا شيء . وليس المهم أن تقول أنها جيدة أو سيئة ، تعجبني أو لا تعجبني ، المهم منهجية وفلسفة الصورة وطريقة تعبيرها باللون أو بالكادر او بالحركة أو بالبعد الثالث ، وليس بالتعبير وحده ، بل بما تهدف إليه هذه الصورة ، وما مدى علاقتها بالناس الذين نحن منهم .
الهدف هو اللغة الفنية الراقدة فينا حيناً والمتيقظة أحياناً أخرى ، فالراحة والإسترخاء الجمالي ، علة نعاني الكثير منها ، وحربنا الضروس ضدها ضرورة حياتية ملحة ، إنه لمن المهم أن نكون مصورين ضوئيين ، لكن الأهم أن نتحول إلى فنانين نقول شيئا من خلال الصورة .
قليلون هم الذين حرروا الصورة السائدة والشائعة من براثن البلادة والإنحطاط الفني ، وأهم شيء نعمله هو تأسيس
عالم منبثق من اللغة الضوئية المالوفة الممتدة من أرض ومناخ وطننا العربي - عالم يقول لغة علمية عملية طازجة مبتكرة ، نحاول أن نبني من خلالهاكوناً ضوئيا منسجماً على أساس توظيف مادة التصوير وتنسيقها مع الذوق السائد .
وبحثنا عن أسلوب فني مميز يتضمن طموحنا للوصول إلى الجماهير المتعطشة لهذا الفن ، بالإقتراب الفكري وتناول الموضوعات الجديدة المتواصلة مع جذورنا وإنتماءاتنا الحضارية .
إن إنتشاء ، فن التصوير » وبلوغه غايته في تغيير وجدان وأذواق الناس ، هو في أن نكف عن حصر التصوير ضمن فئة معينة من الناس ، وترك الشريحة الجماهيرية بعيدة عنه .
الانتشار هو في تحول التصوير إلى ضرورة لدى عامة الناس ، اي أن يخرج المصور الضوئي باعماله للناس في كل الأمكنة لأن للصورة صوتاً أقوى من الكلمة ، فهي تحاول كشف الحقيقة وإسقاط الغيبية عنها .
انها تعبر عن الإعلان بان الوعد سيصبح حقيقة ، ودور الصورة لم يعد للترفيه والتزيين ، وليس حكراً على الأباطرة والملوك والرؤساء ... ولا من أجل حالة جمالية خاصة ، بل اصبحت للجماهير التي تشارك بالحدث وبالصورة والتي تنطلق منها وإليها ، وكما أن الخبر ضروري للجسد ، فالصورة ضرورية للروح وللجمال وللفن .
فلنعزز مسيرة الصورة بفضل أعينكم وعدساتكم ، ولتظل أغانيكم تنشد أناشيد الصورة وفلسفة الضوء بتدرجاته العادية الرمادية والملونة لتبني لبنة الحياة وصرح الحضارة والإنسانية ....
مع بداية السنة الثالثة لإنطلاقة مجلتنا سؤال نطرحه على انفسنا وقد يطرحه الكثير من القراء معنا هل فعلا ، فن التصوير ، تضعكم على طريق الاحتراف ؟
منذ البداية قلنا إننا نحتاج إلى وقت وقد يكون غير قصير في القاء الضوء على ما نعتبره ثقافة الفن الفوتوغرافي وإيضاح هذا المفهوم وإيصاله لقاعدة كبيرة لتكوين رؤية مستقبلية وصلبة ننظر من خلالها للتصوير كمادة فنية ، لا مجرد مادة مهنية فقط .
فمفهومنا للإحتراف يتعدى مفهوم الكلمة ، باعتبار أن كل فنان ضوئي هو محترف ، وليس الإحتراف حكرا على مصوري الصحافة وحدهم ، بل أكثر من ذلك إن كل مصور هاوي أو مبتديء له انتاج فني مميز هو براينا أيضاً محترف .. فليس الاحتراف وقفاً على كمية ونوعية آلات التصوير وإكسسواراتها التي يستعملها المحترف فهي لا تجعل منه فناناً معطاء ولا هو بالقدر من اي هاو مبتديء ، خط صغير يفصل بين الواحد والآخر سعة الإطلاع التي هي جزء مهم من ثقافة المصور مهما كان نوع الموضوع واهميته إنطلاقاً من تقنيات التصوير إلى فنونه وتاريخه .
وملاحقة لكل جديد في عالم الصناعة المتخصصة في هذا المجال .
من هنا نعتبر أننا خلال السنتين الماضيتين وبعد أربعة وعشرين عدداً اعطينا لكل متتبع ، ما يشكل له الأرضية الثقافية التي تعتبر مرجعاً أساسياً في هذا الفن .
ومع هذا العدد نبدأ بسلسلة منهجية ومتخصصة بعنوان - فن التصوير .. المباديء والمنهاج ، ومع الدرس الأول نكون أمام دراسة تمهيدية تقتصر على أهمية النظر والرؤية وكيفية اختبار المواضيع والدراسة ستطول لتشمل الكاميرات والعدسات ووظائفها مروراً بالغرفة السوداء وعملية الطباعة وبعدها إلى المواضيع الفنية كزاوية الالتقاط والإضاءة والمرشحات ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة إختصاصية من تصویر طبيعة إلى التصوير الرياضي والصناعي - والموديل والبورتريه الخ هذه الدراسة تعتمد على المنهاج الاكاديمي لمعهد نيويورك للتصوير إضافة لخبرتنا الذاتية .
إذن المرحلة قد تطول وستشتمل على مواد إختبار للقراء الراغبين . وسينال على أساسها المتتبعون - إفادة تقدير ، نسبة لعلاماتهم واستيعابهم ... لذا نرجوا من قرائنا الامعان والاستيعاب لكل ما سيمر معنا عبر صفحات المجلة .
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه : فريد ظفور
البحث عن فلسفة الضوء
- علمتنا الصحافة أن الصورة نصف الخبر ، وقيل لنا : أن ترى خيرلك الف مرة من أن تسمع .
كما قيل : التذكار شكل من اشكال اللقاء ، والصورة نصف المشاهدة ، فمن خلالها نرجع بشريط ذكرياتنا إلى الوراء لنقرا الماضي والحاضر والمستقبل .
كل شيء في كفة ميزان والصورة الفوتوغرافية في الكفة الثانية ، تُرجح وتتفوق .
كالصاعقة المذهلة إنقضت الصورة لتحتل الدرك الأول في حياتنا اليومية ... كرغيف الخبزتماماً ، وكالسيل العرم إنطلقت تغزو العلم والعالم .
كالبرق الساطع لفتت أنظار العالم إليها ، منذ بدأت قامة الصورة الضوئية تنمو ، ومنذ تطاولت ، لتسرق منا فراغنا غير المجلات والصحف والكتب وبواسطة التلفزيون والسينما والفيديو .
والصورة بحد ذاتها لا شيء . وليس المهم أن تقول أنها جيدة أو سيئة ، تعجبني أو لا تعجبني ، المهم منهجية وفلسفة الصورة وطريقة تعبيرها باللون أو بالكادر او بالحركة أو بالبعد الثالث ، وليس بالتعبير وحده ، بل بما تهدف إليه هذه الصورة ، وما مدى علاقتها بالناس الذين نحن منهم .
الهدف هو اللغة الفنية الراقدة فينا حيناً والمتيقظة أحياناً أخرى ، فالراحة والإسترخاء الجمالي ، علة نعاني الكثير منها ، وحربنا الضروس ضدها ضرورة حياتية ملحة ، إنه لمن المهم أن نكون مصورين ضوئيين ، لكن الأهم أن نتحول إلى فنانين نقول شيئا من خلال الصورة .
قليلون هم الذين حرروا الصورة السائدة والشائعة من براثن البلادة والإنحطاط الفني ، وأهم شيء نعمله هو تأسيس
عالم منبثق من اللغة الضوئية المالوفة الممتدة من أرض ومناخ وطننا العربي - عالم يقول لغة علمية عملية طازجة مبتكرة ، نحاول أن نبني من خلالهاكوناً ضوئيا منسجماً على أساس توظيف مادة التصوير وتنسيقها مع الذوق السائد .
وبحثنا عن أسلوب فني مميز يتضمن طموحنا للوصول إلى الجماهير المتعطشة لهذا الفن ، بالإقتراب الفكري وتناول الموضوعات الجديدة المتواصلة مع جذورنا وإنتماءاتنا الحضارية .
إن إنتشاء ، فن التصوير » وبلوغه غايته في تغيير وجدان وأذواق الناس ، هو في أن نكف عن حصر التصوير ضمن فئة معينة من الناس ، وترك الشريحة الجماهيرية بعيدة عنه .
الانتشار هو في تحول التصوير إلى ضرورة لدى عامة الناس ، اي أن يخرج المصور الضوئي باعماله للناس في كل الأمكنة لأن للصورة صوتاً أقوى من الكلمة ، فهي تحاول كشف الحقيقة وإسقاط الغيبية عنها .
انها تعبر عن الإعلان بان الوعد سيصبح حقيقة ، ودور الصورة لم يعد للترفيه والتزيين ، وليس حكراً على الأباطرة والملوك والرؤساء ... ولا من أجل حالة جمالية خاصة ، بل اصبحت للجماهير التي تشارك بالحدث وبالصورة والتي تنطلق منها وإليها ، وكما أن الخبر ضروري للجسد ، فالصورة ضرورية للروح وللجمال وللفن .
فلنعزز مسيرة الصورة بفضل أعينكم وعدساتكم ، ولتظل أغانيكم تنشد أناشيد الصورة وفلسفة الضوء بتدرجاته العادية الرمادية والملونة لتبني لبنة الحياة وصرح الحضارة والإنسانية ....
تعليق