تويت
قصتي مع كلية الفنون الجميلة ..
في عام 1979 سجلت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق .. ذهبت إليها في اليوم الأول وأنا أرسم في خيالي صوراً جميلة عنها.. باعتبار أنها فنون جميلة .. تخيلت أن أرى الفتيات الجميلات ? والورود والمناظر الخلابة ..
دخلت إليها وبراءة الأطفال على وجهي .. وعند المدخل فوجئت بخروج كائن غريب .. ثم تبعه كائن آخر .. ثم آخر .. كانت الوجوه عبارة عن كتلة من الشعر يتصل فيها الرأس باللحية وفي وسطه سيجارة مشتعلة يخرج الدخان منها بشكل دائم مثل القطار البخاري ..
تذكرت وقتها مسلسل (ماوكلي فتى الأدغال) .. كان شكلهم وكأنهم من العصر الحجري يتحركون ببطء ويستديرون كأنهم كتلة واحدة ليس لها رقبة..
وقفت مشدوهاً لا أعرف ماذا افعل ..
وفي تلك اللحظة مر بقربي شاب له شنب خفيف وبعض الشعر على لحيته فسألته : عفواً يازميل أريد أن أسألك ماهذه الكائنات ؟
فقال لي : أنا لست رجل .. أنا طالبة هنا في الكلية .. بس انت شايفني حالياً بدون فلاتر تيك توك ? وهدول اللي شايفهم هم طلاب سنة رابعة وخامسة ..
فقلت لها : طيب ليش هيك شكلهم ؟
فقالت لي : إذا ماعملوا هيك بشكلهم مابيصيرو فنانين .. يعني لو حلقو ورتبو حالهم بيبطلو يعرفو يرسمو .. ثم ابتسمت وهي تفتل شاربها بيدها على طريقة العكيد أبو شهاب في باب الحارة.. وتخلت عني ?
الكاريكاتير المرفق رسمته في بداية عام 1980 كتخليد لتلك اللحظة الأسطورية .. ونشر في صحيفة الجامعة وجريدة الثورة وقتذاك ..
خالد جلل 2023