نروج (موسيقي في)
Norway - Norvège
الموسيقى
يبدأ تاريخ الموسيقى النروجية مع عازفي الهارب والقيثارة وبعض آلات النفخ البدائية التي كان الشعراء الجوالون يعزفون عليها وهم يقصون حكاياتهم عن بطولات مقاتلي الفايكنغ وأساطير الشمال الاسكندناڤي التي أثّرت في القرن التاسع عشر في ڤاغنر Wagner، ومع مجيء المسيحية وصلت التراتيل الغريغورية [ر. الغريغوري (الغناء ـ)] إلى النروج وبقية البلاد الاسكندناڤية، ولكنها لم تؤد كما في البلاد القريبة إلى روما لولادة موسيقى نروجية مستقلة، كما تأخر وصول الفن الجديد بعد ذلك أو الذي سمي في فرنسا Arts Nova إلى الشمال عامة، وبقيت الموسيقى النروجية ممثّلة ببعض الأغاني الشعبية التي كان العامة يحفظونها، ويتناقلونها عبر الأجيال، ويغنونها في الحانات أو في الاحتفالات الدينية سواء منها الوثنية القديمة أم المسيحية، وحدث تغيير طفيف عليها بعد دخول البروتستنتية إلى البلاد حيث ألّف موسيقيون مجهولون بعض الأغاني اللوثرية، وبما أن النروج خضعت منذ عام 1380 وإلى أكثر من أربعة قرون للدنمارك فإن الموسيقى النروجية اندمجت بالموسيقى الدنماركية؛ وأصبحت جزءاً منها، ولم تستقل عنها إلا مع مجيء القرن التاسع عشر وظهور النزعة القومية بوساطة أساتذة متميزين، كان من بينهم المؤلفون الوطنيون النروجيون الأوائل، مثل أوليه بورنيمان بول Ole Bornemann Bullت(1810ـ1880) الذي كان عازف كمان بارع، ألّف حوارية [ر] (كونشرتو) للكمان من مقام لا الكبير وبعض الأعمال الصغيرة الأخرى، ثم هالفدان كييرول Halfdan Kjerulت(1815ـ1868) الذي كان أول المؤلفين النروجيين الوطنيين، ألف أعمالاً صغيرة للبيانو وعدداً كبيراً من الأغاني Lied النروجية، ولكن القفزة الكبيرة تحققت على يد المؤلفين الرومنسيين الذين تأثروا في البداية بأساتذة المدرسة النمساوية - الألمانية قبل أن يجدوا لنفسهم خطّاً مستقلاً، مثل ريكارد نوردراك Rikard Nordraak ت(1842ـ1866) الذي اقتبست النروج من أعماله نشيدها الوطني، ويوهان سيفيرين سفيندسن Johann Severin Svendsen ت(1840ـ1911) الذي قام بتنقيح الأغاني الشعبية النروجية والسويدية والإيسلندية، وألّف أربع رابسوديات نروجية وسمفونيتين، وحاول تأسيس مدرسة نروجية مستقلة، وسمي عام 1833 قائداً لفرقة البلاط في كودان، ثم إدڤارد غريغ Edvard Griegت(1843ـ1907) أكبر المؤلفين النروجيين على الإطلاق، والذي أسس عام 1867 الأكاديمية النروجية للموسيقى، وحاول أن يتخلص ـ مثل سفيندسن ـ من تأثيرات أساتذة المدرسة الرومنسية الألمانية التي طبعت أعماله الأولى بتأليفه مصنفات استغل فيها الأعمال المسرحية للأدباء النروجيين، مثل متتابعتي «بيرجنت» Peer Gynt للأوركسترا، عن عمل الأديب النروجي هنريك إبسن [ر] Henrik Ibsen الذي يحمل الاسم نفسه، وتابع كريستيان سيندينغ Christian Sinding ت(1856ـ1941) خط غريغ، وحاول أيضاً تأليف أعمال نروجية مستقلة عن تأثيرات المدرسة الألمانية، وحققت مصنفاته شعبية كبيرة في البلاد الاسكندناڤية، ولكن الموسيقى النروجية لم تتحرر تحرراً كاملاً من تأثيرات المدارس المحيطة بها ولاسيما المدرسة الألمانية إلا مع بداية القرن العشرين ومع ظهور جيل جديد من المؤلفين كان أشهرهم فارتين ڤالين Fartein Valenت(1887ـ1952) الذي تأثر في بداية حياته بأعمال برامز Brahms، ثم وقع تحت تأثير أساتذة المدرسة النمساوية وموسيقى الاثني عشر صوتاً [ر. الموسيقى] قبل أن يجد لنفسه خطاً مستقلاً في عملين متميزين جداً، يعدان اليوم من أفضل المصنفات التي عرفتها المدرسة النروجية، الأول هو «سونيت» Sonetت(1932) عن نص لميكلانجلو، والثاني حوارية الكمان لعام 1940، وتأثر مواطنه دافيد مونراد يوهانسن David Monrad Johansen ت(1888ـ1974) بغريغ، واتخذ لنفسه خطاً وطنياً، ولكنه لم يستطع التخلص من تأثيرات الرومنسية، أما جيل المؤلفين الذي ظهر بين الحربين العالميتين مثل لودفيغ إرغنس ينسن Ludvig Irgens Jensen ت(1894ـ1969) وهارالد سافيرود Harald Sæverud ت(1897ـ1992)؛ فقد كان أكثر إصراراً على إيجاد مدرسة نروجية خالصة للموسيقى، فتبلورت في النصف الثاني من القرن العشرين مدرسة نروجية مستقلة، استغل أساتذتها تقنيات مختلفة في التأليف ـ ولاسيما الموسيقى اللحنية وموسيقى الاثني عشر صوتاًـ بطابع شخصي، وأشهر هؤلاء الأساتذة غاير تفيت Geirr Tveittت(1908ـ1981) ويوهان كڤاندال Johan Kvandalت(1919ـ1999) وراغنار سودرليند Ragnar Söderlind ت(1945).
زيد الشريف
Norway - Norvège
الموسيقى
يبدأ تاريخ الموسيقى النروجية مع عازفي الهارب والقيثارة وبعض آلات النفخ البدائية التي كان الشعراء الجوالون يعزفون عليها وهم يقصون حكاياتهم عن بطولات مقاتلي الفايكنغ وأساطير الشمال الاسكندناڤي التي أثّرت في القرن التاسع عشر في ڤاغنر Wagner، ومع مجيء المسيحية وصلت التراتيل الغريغورية [ر. الغريغوري (الغناء ـ)] إلى النروج وبقية البلاد الاسكندناڤية، ولكنها لم تؤد كما في البلاد القريبة إلى روما لولادة موسيقى نروجية مستقلة، كما تأخر وصول الفن الجديد بعد ذلك أو الذي سمي في فرنسا Arts Nova إلى الشمال عامة، وبقيت الموسيقى النروجية ممثّلة ببعض الأغاني الشعبية التي كان العامة يحفظونها، ويتناقلونها عبر الأجيال، ويغنونها في الحانات أو في الاحتفالات الدينية سواء منها الوثنية القديمة أم المسيحية، وحدث تغيير طفيف عليها بعد دخول البروتستنتية إلى البلاد حيث ألّف موسيقيون مجهولون بعض الأغاني اللوثرية، وبما أن النروج خضعت منذ عام 1380 وإلى أكثر من أربعة قرون للدنمارك فإن الموسيقى النروجية اندمجت بالموسيقى الدنماركية؛ وأصبحت جزءاً منها، ولم تستقل عنها إلا مع مجيء القرن التاسع عشر وظهور النزعة القومية بوساطة أساتذة متميزين، كان من بينهم المؤلفون الوطنيون النروجيون الأوائل، مثل أوليه بورنيمان بول Ole Bornemann Bullت(1810ـ1880) الذي كان عازف كمان بارع، ألّف حوارية [ر] (كونشرتو) للكمان من مقام لا الكبير وبعض الأعمال الصغيرة الأخرى، ثم هالفدان كييرول Halfdan Kjerulت(1815ـ1868) الذي كان أول المؤلفين النروجيين الوطنيين، ألف أعمالاً صغيرة للبيانو وعدداً كبيراً من الأغاني Lied النروجية، ولكن القفزة الكبيرة تحققت على يد المؤلفين الرومنسيين الذين تأثروا في البداية بأساتذة المدرسة النمساوية - الألمانية قبل أن يجدوا لنفسهم خطّاً مستقلاً، مثل ريكارد نوردراك Rikard Nordraak ت(1842ـ1866) الذي اقتبست النروج من أعماله نشيدها الوطني، ويوهان سيفيرين سفيندسن Johann Severin Svendsen ت(1840ـ1911) الذي قام بتنقيح الأغاني الشعبية النروجية والسويدية والإيسلندية، وألّف أربع رابسوديات نروجية وسمفونيتين، وحاول تأسيس مدرسة نروجية مستقلة، وسمي عام 1833 قائداً لفرقة البلاط في كودان، ثم إدڤارد غريغ Edvard Griegت(1843ـ1907) أكبر المؤلفين النروجيين على الإطلاق، والذي أسس عام 1867 الأكاديمية النروجية للموسيقى، وحاول أن يتخلص ـ مثل سفيندسن ـ من تأثيرات أساتذة المدرسة الرومنسية الألمانية التي طبعت أعماله الأولى بتأليفه مصنفات استغل فيها الأعمال المسرحية للأدباء النروجيين، مثل متتابعتي «بيرجنت» Peer Gynt للأوركسترا، عن عمل الأديب النروجي هنريك إبسن [ر] Henrik Ibsen الذي يحمل الاسم نفسه، وتابع كريستيان سيندينغ Christian Sinding ت(1856ـ1941) خط غريغ، وحاول أيضاً تأليف أعمال نروجية مستقلة عن تأثيرات المدرسة الألمانية، وحققت مصنفاته شعبية كبيرة في البلاد الاسكندناڤية، ولكن الموسيقى النروجية لم تتحرر تحرراً كاملاً من تأثيرات المدارس المحيطة بها ولاسيما المدرسة الألمانية إلا مع بداية القرن العشرين ومع ظهور جيل جديد من المؤلفين كان أشهرهم فارتين ڤالين Fartein Valenت(1887ـ1952) الذي تأثر في بداية حياته بأعمال برامز Brahms، ثم وقع تحت تأثير أساتذة المدرسة النمساوية وموسيقى الاثني عشر صوتاً [ر. الموسيقى] قبل أن يجد لنفسه خطاً مستقلاً في عملين متميزين جداً، يعدان اليوم من أفضل المصنفات التي عرفتها المدرسة النروجية، الأول هو «سونيت» Sonetت(1932) عن نص لميكلانجلو، والثاني حوارية الكمان لعام 1940، وتأثر مواطنه دافيد مونراد يوهانسن David Monrad Johansen ت(1888ـ1974) بغريغ، واتخذ لنفسه خطاً وطنياً، ولكنه لم يستطع التخلص من تأثيرات الرومنسية، أما جيل المؤلفين الذي ظهر بين الحربين العالميتين مثل لودفيغ إرغنس ينسن Ludvig Irgens Jensen ت(1894ـ1969) وهارالد سافيرود Harald Sæverud ت(1897ـ1992)؛ فقد كان أكثر إصراراً على إيجاد مدرسة نروجية خالصة للموسيقى، فتبلورت في النصف الثاني من القرن العشرين مدرسة نروجية مستقلة، استغل أساتذتها تقنيات مختلفة في التأليف ـ ولاسيما الموسيقى اللحنية وموسيقى الاثني عشر صوتاًـ بطابع شخصي، وأشهر هؤلاء الأساتذة غاير تفيت Geirr Tveittت(1908ـ1981) ويوهان كڤاندال Johan Kvandalت(1919ـ1999) وراغنار سودرليند Ragnar Söderlind ت(1945).
زيد الشريف