نزف (معلومات عامه)
Bleeding / Hemorrhage - Hémorragie
النزف (معلومات عامة)
يقصد بالنزف خروج الدم من أحد الأوعية (الشرايين أو الأوردة) على اختلاف أحجامها. ويخرج الدم من الأوعية في الحالات الآتية:
1ـ عندما يتمزق الوعاء بسبب تعرض إحدى نواحي الجسم لجروح رضية أو حادة يتدفق الدم الصادر عن الوعاء المتمزق إلى خارج الجسم، أو ينسكب في أحد الأجواف الطبيعية كجوف الصفاق أو جوف الجنب، أو في لمعة أحد السبل tract كالسبيل الهضمي أو الطرق التنفسية، ويتظاهر حينئذ بنزف هضمي في الحالة الأولى، أو بنفث دموي في الحالة الثانية، أو أنه يتظاهر ببيلة دموية عندما ينسكب ضمن المسالك البولية. إذا خرج الدم من الوعاء المتمزق ولم يكن أمامه مجال للمرور إلى خارج الجسم أو الدخول إلى أحد الأجواف أو السبل الطبيعية تجمع حول الوعاء المتمزق آخذاً شكل كتلة تدعى الورم الدموي، أو ارتشح ضمن الأنسجة المحيطة بالوعاء المتمزق فأحدث تبدلاً في لون الأنسجة متفاوت الاتساع يظهر جلياً في الجلد بصورة خاصة، ويأخذ لوناً مزرقاً يدعى الكدمات edema. يخف لون الكدمات تدريجياً إلى أن يزول بعد نحو أسبوعين من حدوثه. أما الكدمات التي تتشكل في الأحشاء المختلفة فلا ترى إلا في أثناء العمل الجراحي الذي تتطلبه حالة المريض أو بعد الوفاة في أثناء فتح الجثة. إذا كانت كمية الدم المرتشح زهيدة جداً أخذ الدم النازف شكل بقع صغيرة تشبه النمشات lentigo تدعى الحبرات petechiae، وقد تتصل الحبرات بعضها ببعض مشكلة الفرفريات purpura. تحدث الحبرات والفرفريات عند وجود اضطراب في الصفيحات الدموية أو آفة في الأوعية الدموية.
تختلف كمية الدم النازف باختلاف حجم الوعاء المصاب. يؤدي تمزق الأوعية الكبيرة إلى نزف غزير يتجلى بأشكال مختلفة باختلاف المكان الذي ينسكب فيه الدم. وقد يؤدي النزف إلى ظهور صدمة إذا تجاوزت كمية الدم المفقود اللتر الواحد بسبب نقص حجم الدم. وقد تنتهي الصدمة بالوفاة إذا بلغت كمية الدم النازف لترين أو أكثر. ولسرعة النزف أهمية كبيرة في تحديد النتائج التي تترتب عليه، فكثيراً ما يتحمل الشخص النزف الغزير إذا كان تدفقه بطيئاً يمتد على مدى عدة ساعات أو أيام. أما النزف الغزير الذي يحدث بسرعة فكثيراً ما يؤدي إلى الصدمة النزفية وأحياناً إلى الوفاة. قد يتوقف النزف بعد وقت قصير نسبياً من حدوثه تلقائياً أو بعد العلاج، وقد يستمر مدة طويلة جداً وبكميات زهيدة لا تلفت النظر، ولا تسبب أعراضاً مرضية واضحة، لكنه ينتهي في آخر الأمر إلى حدوث فقر الدم الذي يتظاهر بأعراضه المعروفة. يحدث ذلك على نحو خاص في أورام الأنبوب الهضمي، ويُكشف حدوث النزف الهضمي المزمن في هذه الحالات عن طريق تحرّي الدم في البراز بالطرق المخبرية.
2ـ عند وجود عيب في جدار الأوعية خلقي أو مكتسب: تتصف النزوف في هذه الحالات بإصابتها الجلد خاصة، وينجم عنها ظهور الفرفريات والكدمات، أو أنها تصيب الأغشية المخاطية كغشاء الأنف والرحم، في حين يندر أن تصيب الأعضاء الداخلية. يتوضع السبب الرئيس الذي يهيىء لحدوث هذه النزوف في بطانة الأوعية الشعرية، وينجم عنه زيادة هشاشة الأوعية ونفوذيتها، ومنه حدوث النزف. تحدث العيوب المكتسبة في الأوعية في حالات متعددة: منها الأخماج والأدوية وفرط التحسس (الفرفرية التأقانية) والأمراض الجهازية كالذئبة lupus والتهاب الشرايين. وتبقى الفحوص المخبرية الدموية في هذه الحالات ضمن الحدود السوية.
3ـ عند وجود عيب في الصفيحات الدموية التي تعمل عادة على إرقاء النزف: قد يكون العيب المشار إليه كميّاً وفيه يكون عدد الصفيحات دون الحد السوي، أو يكون العيب كيفيّاً وعندها يكون عدد الصفيحات سويّاً لكنّ وظيفتها مضطربة. يُشاهد نقص الصفيحات في الإصابة بعدد من الأمراض ولاسيما أمراض الدم الخبيثة والسرطانات، أو عند تناول بعض الأدوية أو التعرض لمواد كيميائية، وقد يكون سببها مناعياً وتدعى حينئذ نقص الصفيحات المناعي أو فرفرية نقص الصفيحات المناعية. أما العيوب الكيفية في الصفيحات أو ما يسمى اعتلال الصفيحات فهي نادرة وتكون خلقية كما في المرض المسمى داء ويلبراند Willebrand، أو مكتسبة نتيجة تناول بعض الأدوية ومنها الأسبيرين، الذي شاع استعماله للوقاية من خثرات الأوعية القلبية والدماغية. تشبه صفات النزوف في أمراض الصفيحات إلى حد بعيد صفات النزوف الناجمة عن عيوب في جدار الأوعية.
4ـ عند وجود عوز في أحد عوامل تخثر الدم: يتصف النزف في هذه الحالات بكونه غزير المقدار يصيب النسج العميقة والعضلات والمفاصل، وقلما يصيب الجلد والأغشية المخاطية. قد يكون العوز المشار إليه وراثياً كما هي الحال في داء الناعور hemophilia، أو مكتسباً كما هو الأمر في أمراض الكبد ولاسيما تشمع الكبد. تكشف الفحوص المخبرية في هذه الحالات وجود العوز في أحد عوامل التخثر.
تختلف معالجة النزف باختلاف السبب الذي أدى إليه. وفي كل حال إذا كان الدم النازف جسيماً وجب إنعاش المريض بادئ الأمر بإعطائه الدم أو أحد السوائل الأخرى المتوافرة زرقاً في الوريد للحفاظ على حجم كتلة الدم، ثم يعمد بعد ذلك إلى معالجة الآفة المرضية المسببة للنزف، ويتم ذلك بخياطة الجرح بعد ربط الوعاء المتمزق أو رتق الوعاء النازف بالحرارة الموضعية أو التخثير الكهربي. وقد يتطلب الأمر استئصال الآفة النازفة في بعض الحالات. أما النزوف التي تنجم عن آفات معممة في الأوعية أو عن خلل في الصفيحات أو نقص عوامل التخثر فتعالج حسب الحالة، ومن الأمثلة على ذلك معالجة داء الناعور بإعطاء العامل الثامن وتكرار ذلك للوقاية من عودة النزف.
زياد درويش
Bleeding / Hemorrhage - Hémorragie
النزف (معلومات عامة)
يقصد بالنزف خروج الدم من أحد الأوعية (الشرايين أو الأوردة) على اختلاف أحجامها. ويخرج الدم من الأوعية في الحالات الآتية:
تختلف كمية الدم النازف باختلاف حجم الوعاء المصاب. يؤدي تمزق الأوعية الكبيرة إلى نزف غزير يتجلى بأشكال مختلفة باختلاف المكان الذي ينسكب فيه الدم. وقد يؤدي النزف إلى ظهور صدمة إذا تجاوزت كمية الدم المفقود اللتر الواحد بسبب نقص حجم الدم. وقد تنتهي الصدمة بالوفاة إذا بلغت كمية الدم النازف لترين أو أكثر. ولسرعة النزف أهمية كبيرة في تحديد النتائج التي تترتب عليه، فكثيراً ما يتحمل الشخص النزف الغزير إذا كان تدفقه بطيئاً يمتد على مدى عدة ساعات أو أيام. أما النزف الغزير الذي يحدث بسرعة فكثيراً ما يؤدي إلى الصدمة النزفية وأحياناً إلى الوفاة. قد يتوقف النزف بعد وقت قصير نسبياً من حدوثه تلقائياً أو بعد العلاج، وقد يستمر مدة طويلة جداً وبكميات زهيدة لا تلفت النظر، ولا تسبب أعراضاً مرضية واضحة، لكنه ينتهي في آخر الأمر إلى حدوث فقر الدم الذي يتظاهر بأعراضه المعروفة. يحدث ذلك على نحو خاص في أورام الأنبوب الهضمي، ويُكشف حدوث النزف الهضمي المزمن في هذه الحالات عن طريق تحرّي الدم في البراز بالطرق المخبرية.
2ـ عند وجود عيب في جدار الأوعية خلقي أو مكتسب: تتصف النزوف في هذه الحالات بإصابتها الجلد خاصة، وينجم عنها ظهور الفرفريات والكدمات، أو أنها تصيب الأغشية المخاطية كغشاء الأنف والرحم، في حين يندر أن تصيب الأعضاء الداخلية. يتوضع السبب الرئيس الذي يهيىء لحدوث هذه النزوف في بطانة الأوعية الشعرية، وينجم عنه زيادة هشاشة الأوعية ونفوذيتها، ومنه حدوث النزف. تحدث العيوب المكتسبة في الأوعية في حالات متعددة: منها الأخماج والأدوية وفرط التحسس (الفرفرية التأقانية) والأمراض الجهازية كالذئبة lupus والتهاب الشرايين. وتبقى الفحوص المخبرية الدموية في هذه الحالات ضمن الحدود السوية.
3ـ عند وجود عيب في الصفيحات الدموية التي تعمل عادة على إرقاء النزف: قد يكون العيب المشار إليه كميّاً وفيه يكون عدد الصفيحات دون الحد السوي، أو يكون العيب كيفيّاً وعندها يكون عدد الصفيحات سويّاً لكنّ وظيفتها مضطربة. يُشاهد نقص الصفيحات في الإصابة بعدد من الأمراض ولاسيما أمراض الدم الخبيثة والسرطانات، أو عند تناول بعض الأدوية أو التعرض لمواد كيميائية، وقد يكون سببها مناعياً وتدعى حينئذ نقص الصفيحات المناعي أو فرفرية نقص الصفيحات المناعية. أما العيوب الكيفية في الصفيحات أو ما يسمى اعتلال الصفيحات فهي نادرة وتكون خلقية كما في المرض المسمى داء ويلبراند Willebrand، أو مكتسبة نتيجة تناول بعض الأدوية ومنها الأسبيرين، الذي شاع استعماله للوقاية من خثرات الأوعية القلبية والدماغية. تشبه صفات النزوف في أمراض الصفيحات إلى حد بعيد صفات النزوف الناجمة عن عيوب في جدار الأوعية.
4ـ عند وجود عوز في أحد عوامل تخثر الدم: يتصف النزف في هذه الحالات بكونه غزير المقدار يصيب النسج العميقة والعضلات والمفاصل، وقلما يصيب الجلد والأغشية المخاطية. قد يكون العوز المشار إليه وراثياً كما هي الحال في داء الناعور hemophilia، أو مكتسباً كما هو الأمر في أمراض الكبد ولاسيما تشمع الكبد. تكشف الفحوص المخبرية في هذه الحالات وجود العوز في أحد عوامل التخثر.
تختلف معالجة النزف باختلاف السبب الذي أدى إليه. وفي كل حال إذا كان الدم النازف جسيماً وجب إنعاش المريض بادئ الأمر بإعطائه الدم أو أحد السوائل الأخرى المتوافرة زرقاً في الوريد للحفاظ على حجم كتلة الدم، ثم يعمد بعد ذلك إلى معالجة الآفة المرضية المسببة للنزف، ويتم ذلك بخياطة الجرح بعد ربط الوعاء المتمزق أو رتق الوعاء النازف بالحرارة الموضعية أو التخثير الكهربي. وقد يتطلب الأمر استئصال الآفة النازفة في بعض الحالات. أما النزوف التي تنجم عن آفات معممة في الأوعية أو عن خلل في الصفيحات أو نقص عوامل التخثر فتعالج حسب الحالة، ومن الأمثلة على ذلك معالجة داء الناعور بإعطاء العامل الثامن وتكرار ذلك للوقاية من عودة النزف.
زياد درويش