نباتات متسلقه
Creeping plants - Plantes grimpantes
النباتات المتسلقة
النباتات المتسلقة plantes grimpantes هي نباتات تتطلب مساند أو دعائم؛ لينتصب قوامها. وهي تمثل ما يعادل 25% من مجموع النباتات المدارية المتخشبة المسماة عرائش lianes. فمن هذه النباتات المنتشرة في الوطن العربي على سبيل المثال: الظيان Clematis وزهرة الآلام Passiflora (المعروفة في عامية دمشق بالساعة) والعشقة Hedera والجنجل أوحشيشة الدينار Humulus والكشوث Cuscuta واللافConvolvulus وعدد كبير من أنواع الفصيلة الفولية Fabaceae، مثل الجلبان Lathyrus، وهي التي تتسلق بالتعلق بالحوامل الحية أو الميتة، أو بتكوين أعضاء مساعدة على التسلق، أو بالالتفاف بحركات دورانية حول الحامل. يجري التسلق بوساطة تشكيلات بشرية أو جذور عارضة أو بالتعرش أو بالمحاليق التي تلتف حول المساند.
التسلق بوساطة تشكيلات بشرية أو جذور عارضة
يتسلق نبات الغاليوم اللصوق Galium aparine بوساطة أوبار صلبة صادرة عن خلايا البشرة، أما الورد Rosa والعليق Rubus (أو توت السياج) فيستخدمان للتسلق أشواكاً أو شويكات بشرية. وتستخدم العشقة (أو حبل المساكين) الجذور العارضة أظافرَ تثبت النبات على الجدران أو على النبات الحامل من دون الوصول إلى نسجه القشرية، وهكذا تبدأ العلاقة بسيطة بين العشقة وحاملها النباتي، ثم تصبح العشقة مغذية لنباتها الحامل إذا كان حياً: فالعشقة تعيق النمو العرضي للجذع الحامل وأغصانه، كما تتحول إلى نبات طفيلي عندما تسيطر أوراقها على قمة النبات الحامل حاجبة النور عنه. وتتسلق الخميسة Parthenocissus بفروع صغيرة تحولت نهاياتها إلى محاجم تثبيت.
التسلق بالالتفاف
يُوَجه التسلق بالالتفاف بتوزع الأكسينات [ر: الأكسين] أو هرمونات النمو التي تعمل على تطاول الجدران الخلوية للسوق الملتفة البعيدة عن حوامل النباتات الملتفة وتقاصر جدران تلك الخلايا الملامسة لحوامل النبات، وتُسمى النهاية الموجهة للحركة الدورانية بالسوط.
يرى بعض الباحثين وجود علاقة بين النبات وحامله؛ لأن الالتفاف يحدث كلما وجد الحامل، ولا علاقة لذلك بحركات النمو، الأمر الذي يتطلب زيادة في الدراسات. فسرعة مدار السوط تصل إلى20سم في الساعة. وتلتف الفاصولياء وكثير غيرها من النباتات الملتفة بحركة موجهة عكس عقارب الساعة، في حين تتوجه دورانات الجنجل أو حشيشة الدينار والتاموس Tamus باتجاه عقارب الساعة. وهنالك عدد قليل من النباتات غير محددة الوجهة الدورانية كالصلان الحلو المرّ Solanum dulcamara.
التسلق بالتعريش
أغلب النباتات الملتفة في المناطق المعتدلة عشبية (مثل اللاف Convolvulus والكشوث وعدد كبير من نباتات الفصيلة الفولية)، تبقى هذه النبتات مستلقية على التربة إذا لم تجد مسنداً، على عكس النباتات الملتفة المدارية التي معظمها متخشب أو عرائشي تحوي في نسجها الثانوية بنيات غير نظامية. وهكذا تُمْكِن مشاهدة - على المقطع العرضي لسوق الفصيلة البغنونية Bignoniaceae - بنيات لحائية محاطة بالخشب؛ لأن النسيج المُوَلِّدَ الثانوي يتوقف عن تكوين البنية النظامية بعد السنة الأولى، ويُوَلِّد بُنية لحائية غزيرة. وتتكون في الفصيلة المينيسبيرمية Menispermaceae بنيات لحائية مسطحة. ويحمل بعض أغصان أجناس الفصيلة الصابونية Sapindaceae كالبولينيا Paullinia كتلاً مستديرة تظهر في بعض جوانبها نتيجة تكوين نسج مولدة إضافية بعد سنواتها الأولى. وتُكَوِّن بعض أنواع الفصيلة المالبيغية Malpighiaceae نسجاً مولدة قوسية.
تسلق النباتات بالمحاليق المُلْتَفَّة
من النباتات المتسلقة ما تستخدم محاليق بالغة التخصص، بعضها ناتج من فروع مُحَوَّرة من أصول ساقية البنية التشريحية، إضافة إلى تفرعها وحملها أوراقاً ضامرة، كما في نبات العنب Vitis vinifera، وبعضها الآخر محوَّر من أصول ورقية كاملة أو من تحور بعض الوريقات. ففي الجلبان الأفاكي Lathyrus aphaca تتحور الورقة كلها إلى محلاق، وتنمو أذناتها للقيام بوظيفة التركيب الضوئي. وفي أنواع أخرى من الجلبان والحمص Cicer تتحور الوريقات إلى محاليق، ويتحوَّر معلاق الورقة في النيبانتيسNepenthes [ر. النباتات اللاحمة] والكليماتيس Clematis إلى محلاق، كما تتحور الأذنات إلى محاليق في السميلاكس Smilax.
يأخذ المحلاق في الحالات جميعها شكل خيط متطاول مزود منذ بداية تكوينه بقدرة دوران تمكنه من الالتفاف كلما وجد مادة صالحة تقرب النبات من مسنده، ويُعَدَّلُ الدوران في الاتجاه الأول بدوران آخر في الاتجاه الآخر.
وتقوم في كل الحالات ـ كما في جميع الحالات السابقة ـ قمة المحلاق بتوجيه الحركات الالتفافية التي تكون ذاتية الإدارة autonomie. ويعتقد عدد من الباحثين وجود انجذابات أرضية جانبية مماثلة للانجذابات الأرضية النظامية، في حين يعتقد بعضهم الآخر بدور الدعامات أو المساند المجاورة للمحلاق، فحركة محاليق نبات زهرة الآلام تنشط سرعة امتداد النبات. وقد تمكن بعض الباحثين من إظهار وجود بعض الخلايا القادرة على الرد على المنبهات اللمسية الضوئية المنظمة للدوران حول المساند في النبات الأمريكي إقريمي القرب Eccremocarpus. ويَحمل بعض خلايا بشرة الفصيلة القرعية نقاطاً ذات خصائص ضوئية مُتَحسِّسَة لمسية تُوجه الحركة الدورانية للمحلاق في أحد الاتجاهين.
ويعتقد أخيراً أن الأعضاء ذات النمو السريع هي وحدها التي تحدد هذه الخصائص المختلفة، وأن للجبيريلنات gibberellins دوراً مهماً في تنظيم هذه الحركات.
أنور الخطيب
Creeping plants - Plantes grimpantes
النباتات المتسلقة
النباتات المتسلقة plantes grimpantes هي نباتات تتطلب مساند أو دعائم؛ لينتصب قوامها. وهي تمثل ما يعادل 25% من مجموع النباتات المدارية المتخشبة المسماة عرائش lianes. فمن هذه النباتات المنتشرة في الوطن العربي على سبيل المثال: الظيان Clematis وزهرة الآلام Passiflora (المعروفة في عامية دمشق بالساعة) والعشقة Hedera والجنجل أوحشيشة الدينار Humulus والكشوث Cuscuta واللافConvolvulus وعدد كبير من أنواع الفصيلة الفولية Fabaceae، مثل الجلبان Lathyrus، وهي التي تتسلق بالتعلق بالحوامل الحية أو الميتة، أو بتكوين أعضاء مساعدة على التسلق، أو بالالتفاف بحركات دورانية حول الحامل. يجري التسلق بوساطة تشكيلات بشرية أو جذور عارضة أو بالتعرش أو بالمحاليق التي تلتف حول المساند.
التسلق بوساطة تشكيلات بشرية أو جذور عارضة
يتسلق نبات الغاليوم اللصوق Galium aparine بوساطة أوبار صلبة صادرة عن خلايا البشرة، أما الورد Rosa والعليق Rubus (أو توت السياج) فيستخدمان للتسلق أشواكاً أو شويكات بشرية. وتستخدم العشقة (أو حبل المساكين) الجذور العارضة أظافرَ تثبت النبات على الجدران أو على النبات الحامل من دون الوصول إلى نسجه القشرية، وهكذا تبدأ العلاقة بسيطة بين العشقة وحاملها النباتي، ثم تصبح العشقة مغذية لنباتها الحامل إذا كان حياً: فالعشقة تعيق النمو العرضي للجذع الحامل وأغصانه، كما تتحول إلى نبات طفيلي عندما تسيطر أوراقها على قمة النبات الحامل حاجبة النور عنه. وتتسلق الخميسة Parthenocissus بفروع صغيرة تحولت نهاياتها إلى محاجم تثبيت.
التسلق بالالتفاف
يُوَجه التسلق بالالتفاف بتوزع الأكسينات [ر: الأكسين] أو هرمونات النمو التي تعمل على تطاول الجدران الخلوية للسوق الملتفة البعيدة عن حوامل النباتات الملتفة وتقاصر جدران تلك الخلايا الملامسة لحوامل النبات، وتُسمى النهاية الموجهة للحركة الدورانية بالسوط.
يرى بعض الباحثين وجود علاقة بين النبات وحامله؛ لأن الالتفاف يحدث كلما وجد الحامل، ولا علاقة لذلك بحركات النمو، الأمر الذي يتطلب زيادة في الدراسات. فسرعة مدار السوط تصل إلى20سم في الساعة. وتلتف الفاصولياء وكثير غيرها من النباتات الملتفة بحركة موجهة عكس عقارب الساعة، في حين تتوجه دورانات الجنجل أو حشيشة الدينار والتاموس Tamus باتجاه عقارب الساعة. وهنالك عدد قليل من النباتات غير محددة الوجهة الدورانية كالصلان الحلو المرّ Solanum dulcamara.
التسلق بالتعريش
أغلب النباتات الملتفة في المناطق المعتدلة عشبية (مثل اللاف Convolvulus والكشوث وعدد كبير من نباتات الفصيلة الفولية)، تبقى هذه النبتات مستلقية على التربة إذا لم تجد مسنداً، على عكس النباتات الملتفة المدارية التي معظمها متخشب أو عرائشي تحوي في نسجها الثانوية بنيات غير نظامية. وهكذا تُمْكِن مشاهدة - على المقطع العرضي لسوق الفصيلة البغنونية Bignoniaceae - بنيات لحائية محاطة بالخشب؛ لأن النسيج المُوَلِّدَ الثانوي يتوقف عن تكوين البنية النظامية بعد السنة الأولى، ويُوَلِّد بُنية لحائية غزيرة. وتتكون في الفصيلة المينيسبيرمية Menispermaceae بنيات لحائية مسطحة. ويحمل بعض أغصان أجناس الفصيلة الصابونية Sapindaceae كالبولينيا Paullinia كتلاً مستديرة تظهر في بعض جوانبها نتيجة تكوين نسج مولدة إضافية بعد سنواتها الأولى. وتُكَوِّن بعض أنواع الفصيلة المالبيغية Malpighiaceae نسجاً مولدة قوسية.
تسلق النباتات بالمحاليق المُلْتَفَّة
من النباتات المتسلقة ما تستخدم محاليق بالغة التخصص، بعضها ناتج من فروع مُحَوَّرة من أصول ساقية البنية التشريحية، إضافة إلى تفرعها وحملها أوراقاً ضامرة، كما في نبات العنب Vitis vinifera، وبعضها الآخر محوَّر من أصول ورقية كاملة أو من تحور بعض الوريقات. ففي الجلبان الأفاكي Lathyrus aphaca تتحور الورقة كلها إلى محلاق، وتنمو أذناتها للقيام بوظيفة التركيب الضوئي. وفي أنواع أخرى من الجلبان والحمص Cicer تتحور الوريقات إلى محاليق، ويتحوَّر معلاق الورقة في النيبانتيسNepenthes [ر. النباتات اللاحمة] والكليماتيس Clematis إلى محلاق، كما تتحور الأذنات إلى محاليق في السميلاكس Smilax.
يأخذ المحلاق في الحالات جميعها شكل خيط متطاول مزود منذ بداية تكوينه بقدرة دوران تمكنه من الالتفاف كلما وجد مادة صالحة تقرب النبات من مسنده، ويُعَدَّلُ الدوران في الاتجاه الأول بدوران آخر في الاتجاه الآخر.
وتقوم في كل الحالات ـ كما في جميع الحالات السابقة ـ قمة المحلاق بتوجيه الحركات الالتفافية التي تكون ذاتية الإدارة autonomie. ويعتقد عدد من الباحثين وجود انجذابات أرضية جانبية مماثلة للانجذابات الأرضية النظامية، في حين يعتقد بعضهم الآخر بدور الدعامات أو المساند المجاورة للمحلاق، فحركة محاليق نبات زهرة الآلام تنشط سرعة امتداد النبات. وقد تمكن بعض الباحثين من إظهار وجود بعض الخلايا القادرة على الرد على المنبهات اللمسية الضوئية المنظمة للدوران حول المساند في النبات الأمريكي إقريمي القرب Eccremocarpus. ويَحمل بعض خلايا بشرة الفصيلة القرعية نقاطاً ذات خصائص ضوئية مُتَحسِّسَة لمسية تُوجه الحركة الدورانية للمحلاق في أحد الاتجاهين.
ويعتقد أخيراً أن الأعضاء ذات النمو السريع هي وحدها التي تحدد هذه الخصائص المختلفة، وأن للجبيريلنات gibberellins دوراً مهماً في تنظيم هذه الحركات.
أنور الخطيب