مهرجان تسالونيك الوثائقي يختزن أسرار زمن المآسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهرجان تسالونيك الوثائقي يختزن أسرار زمن المآسي

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٣١٦_١٣٣٨٠٦.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	82.0 كيلوبايت 
الهوية:	83867 هوفيك حبشيان
    تسالونيك مدينة عمرها أكثر من 23 قرناً، وهذا التاريخ الغني لا يترك مناسبة من دون أن يطل برأسه من بين حطام الزمن. على رغم الحيوية التي تفاجئك في كل حي تمر به، فهي أيضاً هادئة ومتناغمة بسبب البحر والإطلالة البانورامية عليه. يكفي أن يبتعد الإنسان من ميدان أرسطوتيلوس والأحياء الموازية له والمتفرعة منه، كي يجد نفسه في قرية "متوسطية" حيث شجرة تظلل مقهى وتزقزق فوقها العصافير. لا يمكن فصل تسالونيك عن فكرة التبادل بين الحضارات منذ أن سماها كاساندروس، ملك مقدونيا، على اسم زوجته. ومن هنا كوزموبوليتها، إذ إن سكانها خليط من حضارات مختلفة، مما يجعلها معبراً ونقطة لقاء بين الديانات والثقافات. هذه بقعة جغرافية معلقة بين تقاليد شرقية وانتماء أوروبي.

    تشتهر المدينة بمهرجانين كبيرين، أحدهما متخصص بالأفلام الوثائقية، يُعقد في شهر مارس (آذار) من كل عام، ويُعتبر ثاني أهم تظاهرة للفيلم التسجيلي في أوروبا، باعتبار أن الأهم هو مهرجان أمستردام. هذا المهرجان الذي أقيم هذا العام من 2 إلى 12 الجاري، تتأرجح هويته بين رد الاعتبار إلى السائد من الإنتاجات البصرية وفتح نافذة على العالم السفلي للسينما الوثائقية والذي يتجسد بصرياً في الملصقات التي توزع على الجدران في كل دورة. في إحدى الدورات الماضية، كان الملصق عبارة عن مجموعة عود ثقاب على خلفية بيضاء، وكأن الهدف منه إشعال العالم بأفكار جديدة محورها الفيلم الوثائقي. أما هذا العام، فالدورة الخامسة والعشرون من المهرجان اقترحت على ملصقها الدعوة الآتية إلى الجمهور: "مشاهدة بانتباه وحرص"
    كان المهرجان أصغر حجماً عندما عقدت دورته الأولى في 1999. اليوم يشهد إقبالاً لافتاً من الجمهور ويشارك فيه المخرجون وتغطيه الصحافة. كان الهدف من تأسيسه هو توفير مصدر مواز للمعلومات. فالقائمون عليه يعتبرون اليونان من البلدان المحافظة والملتزمة بالأخبار الصادرة عن الصحف المحلية والوكالات ومحطات التلفزة الوطنية. وبما أن وسائل الإعلام هذه تخضع لمنطق التلاعب والمراوغة، فولدت فكرة إعطاء الكلمة لمَن يذهب عن البحث في دهاليز الحقيقة بكل تعقيداتها، بعيداً من منطق الأسود والأبيض. عندما أسس الراحل ديمتري أيبيديس المهرجان، كان له الكثير من الهواجس المتعلقة بالفيلم الوثائقي، ماضيه وحاضره ومستقبله. والمهرجان خلاصة هذه الهواجس وعبّر عنها من خلال الدورات الـ25 التي أقيمت إلى الآن.

    يتوه المشاهد داخل الكم الهائل من الأفلام التي يعرضها المهرجان ولا يعرف كيف يختار، وبناء على أي معيار يستند، ليختار هذا بدلاً من ذاك. هذه معضلة دائمة في تظاهرات الفيلم الوثائقي، بحيث نجد أنفسنا أمام أسماء جديدة لا نعرف الكثير عن قدراتها، فنعتمد في معظم الأحيان على ذائقة المبرمجين.
يعمل...
X