نظريه
Theory - Théorie
النظرية
النظرية theory تصور أو فرض علمي يربط عدة قوانين بعضها ببعض، ويردها إلى مبدأ واحد، يستنبط منه أحكاماً وقواعد، له قيمة التعريف على نحو ما، يتسم بالعمومية، وينتظم علماً أو عدة علوم، ويقدم منهجاً للبحث والتفسير، ويربط النتائج بالمبادئ. وللنظرية اصطلاحاً عدد من المعاني المختلفة باختلاف الفرع الذي تستخدم فيه هذه الكلمة.
فالنظرية عند الفلاسفة تركيب عقلي، مؤلف من تصورات منسقة، تهدف إلى ربط النتائج بالمبادئ والإجابة عن مشكلة فلسفية معيّنة. فالنظرية الفلسفية مكونة من عدد مترابط من الحجج، يدعم بها الفيلسوف وجهة نظره تجاه عدد من القضايا الفلسفية التي يثيرها الذهن، على سبيل المثال حول طبيعة الوجود والإنسان والحياة والمعرفة والحرية والتطور والعلل واليقين والاحتمال ونحو ذلك. ويكوّن مجموع هذه النظريات الفلسفية المترابطة كلاً عضوياً يحدد المذهب الفلسفي لذاك الفيلسوف.
كما تطلق النظرية على ما يقابل الممارسة العملية practice في مجال الواقع حينما تدل على المعرفة الخالية من الغرض، المتجردة من التطبيقات العملية (أي المعرفة الافتراضية غير المحققة). وعلى اختلاف النظرية عن الممارسة، فإنها مرتبطة بها، فالممارسة جزء لا يتجزأ من كل نظرية، ومعيار صدقها، فكلاهما مقولتان تبرزان الجانبين الروحي والمادي لمعرفة العالم الموضوعي؛ النظرية بوصفها نسق من المعرفة الإنسانية المعممة والممارسة بوصفها النشاط العملي الاجتماعي. والنظرية بهذا المعنى هي المحمل الكلي لمعرفة الناس وتفسيرهم الجوانب المختلفة للواقع، والممارسة هي نشاطهم لدعم الوجود وتطور المجتمع.
وقد تطلق النظرية على ما يقابل المعرفة العلمية حينما تدل على ما هو موضوع تصور منهجي منظم ومتناسق - كالرأي أو الفرضية - تابع في صورته لبعض المواضعات العلمية التي يجهلها عامة الناس، وهنا لا يستوجب أن تكون النظرية مبنية على حقائق.
أما في المجال العلمي (العلوم التجريبية) فتشير النظرية إلى نموذج مقترح لشرح ظاهرة أو ظواهر معيّنة بإمكانها التنبؤ بأحداث مستقبلية، ويمكن نقدها، أي تقدم شرحاً لآلية حدوث الظواهر الطبيعية بشرط تحقق حدوث هذه الظاهرة وعدم وجود نزاع في حدوثها، وتكون عموماً عرضة للصواب أوالخطأ والنقد والتطوير، بيد أن التماسك المنطقي والرياضي للنظرية وشرحها لأكبر عدد ممكن من النتائج التجريبية يدعم النظرية، و يعطيها تأكيداً أكثر فأكثر.
وتزداد النظرية صحة، إما حينما تقدم تنبؤات بشأن ظواهر غير مثبتة، لكن يتم إثباتها لاحقاً بالتجارب، فنظرية النسبية العامة مثلاً تنبأت بانحرافات دقيقة في مدار الكوكب عطارد لم تكن مرصودة بعد، وتم التحقق من ذلك بعد ظهور النظرية مما أعطاها مصداقية أكبر؛ وإما حينما تبرهن النظرية على خطأ نظرية ما، كخطأ نظرية أرسطو (مركزية الأرض) بأن الأرض هي مركز الكون وأن الكواكب والنجوم تدور حول الأرض، وثبوت صحة نظرية فيلاكوس Philacus بأن الشمس هي المركز (مركزية الشمس).
وهذا ما يتضح من الإلمام بنظريات بطلميوس Ptolemy وكوبرنيكوس Copernicus وكبلر Kepler في علم الفلك، وغاليلو Galileo ونيوتن Newton وبلانك Planck وآينشتاين Einstein في علمي الطبيعة والفلك.
سوسن بيطار
Theory - Théorie
النظرية
النظرية theory تصور أو فرض علمي يربط عدة قوانين بعضها ببعض، ويردها إلى مبدأ واحد، يستنبط منه أحكاماً وقواعد، له قيمة التعريف على نحو ما، يتسم بالعمومية، وينتظم علماً أو عدة علوم، ويقدم منهجاً للبحث والتفسير، ويربط النتائج بالمبادئ. وللنظرية اصطلاحاً عدد من المعاني المختلفة باختلاف الفرع الذي تستخدم فيه هذه الكلمة.
فالنظرية عند الفلاسفة تركيب عقلي، مؤلف من تصورات منسقة، تهدف إلى ربط النتائج بالمبادئ والإجابة عن مشكلة فلسفية معيّنة. فالنظرية الفلسفية مكونة من عدد مترابط من الحجج، يدعم بها الفيلسوف وجهة نظره تجاه عدد من القضايا الفلسفية التي يثيرها الذهن، على سبيل المثال حول طبيعة الوجود والإنسان والحياة والمعرفة والحرية والتطور والعلل واليقين والاحتمال ونحو ذلك. ويكوّن مجموع هذه النظريات الفلسفية المترابطة كلاً عضوياً يحدد المذهب الفلسفي لذاك الفيلسوف.
كما تطلق النظرية على ما يقابل الممارسة العملية practice في مجال الواقع حينما تدل على المعرفة الخالية من الغرض، المتجردة من التطبيقات العملية (أي المعرفة الافتراضية غير المحققة). وعلى اختلاف النظرية عن الممارسة، فإنها مرتبطة بها، فالممارسة جزء لا يتجزأ من كل نظرية، ومعيار صدقها، فكلاهما مقولتان تبرزان الجانبين الروحي والمادي لمعرفة العالم الموضوعي؛ النظرية بوصفها نسق من المعرفة الإنسانية المعممة والممارسة بوصفها النشاط العملي الاجتماعي. والنظرية بهذا المعنى هي المحمل الكلي لمعرفة الناس وتفسيرهم الجوانب المختلفة للواقع، والممارسة هي نشاطهم لدعم الوجود وتطور المجتمع.
وقد تطلق النظرية على ما يقابل المعرفة العلمية حينما تدل على ما هو موضوع تصور منهجي منظم ومتناسق - كالرأي أو الفرضية - تابع في صورته لبعض المواضعات العلمية التي يجهلها عامة الناس، وهنا لا يستوجب أن تكون النظرية مبنية على حقائق.
أما في المجال العلمي (العلوم التجريبية) فتشير النظرية إلى نموذج مقترح لشرح ظاهرة أو ظواهر معيّنة بإمكانها التنبؤ بأحداث مستقبلية، ويمكن نقدها، أي تقدم شرحاً لآلية حدوث الظواهر الطبيعية بشرط تحقق حدوث هذه الظاهرة وعدم وجود نزاع في حدوثها، وتكون عموماً عرضة للصواب أوالخطأ والنقد والتطوير، بيد أن التماسك المنطقي والرياضي للنظرية وشرحها لأكبر عدد ممكن من النتائج التجريبية يدعم النظرية، و يعطيها تأكيداً أكثر فأكثر.
وتزداد النظرية صحة، إما حينما تقدم تنبؤات بشأن ظواهر غير مثبتة، لكن يتم إثباتها لاحقاً بالتجارب، فنظرية النسبية العامة مثلاً تنبأت بانحرافات دقيقة في مدار الكوكب عطارد لم تكن مرصودة بعد، وتم التحقق من ذلك بعد ظهور النظرية مما أعطاها مصداقية أكبر؛ وإما حينما تبرهن النظرية على خطأ نظرية ما، كخطأ نظرية أرسطو (مركزية الأرض) بأن الأرض هي مركز الكون وأن الكواكب والنجوم تدور حول الأرض، وثبوت صحة نظرية فيلاكوس Philacus بأن الشمس هي المركز (مركزية الشمس).
وهذا ما يتضح من الإلمام بنظريات بطلميوس Ptolemy وكوبرنيكوس Copernicus وكبلر Kepler في علم الفلك، وغاليلو Galileo ونيوتن Newton وبلانك Planck وآينشتاين Einstein في علمي الطبيعة والفلك.
سوسن بيطار