«أوراق من وجع الغربة»… تروي رحلة شوق وألم
مايا سلامي
كتاب «أوراق من وجع الغربة»، تأليف الإعلامي سعد اللـه بركات، من أدب المذكرات، وهدف الكاتب من خلاله إلى تصوير المعاناة والآلام التي قاساها في غربته عن وطنه ومدينته، فكانت أولى ورقاته بمنزلة استشعار الغربة قبل معايشتها حيث كتبها قبل سنوات من الاغتراب وهي تحاكي مشاعره خلال بعض زياراته.
وجاء في مقدمة الكتاب: «من إعداديتها الخاصة قذفت بي يافعاً رياح العلم والعمل إلى حمص فدمشق، فأبهرتني أنوارهما قبل أن تبهراني بنور علم ونهر معرفة، قبست ونهلت منهما ما استطعت مزاوجاً مع عمل شاق في مجالين مهمين من مهن المتاعب، الإعلام والتعليم، وبعد 45 عاماً عدت إلى صدد على أمل إرواء الغليل حاملاً إجازتين في الصحافة واللغة العربية ودبلوماً في التأهيل التربوي، فضلاً عن تجربة عمل غنية في واحدة من أهم مؤسسات الإعلام ومجالاته أي المرئي والمسموع، إضافة إلى الكتابة الصحفية في دوريات محلية وعربية واغترابية.
وبعدما قذفت بي رياح الغربة على غير موعد، وبعيداً بعيداً وعبر المحيط تراني أعود إليها، متأبطاً هذه المرة أوراقاً أودعت سطورها زفرات من لواعج وجعين، وجع غربة ووجع وطن.
لست بأديب ولا بشاعر، ولكن البعاد حرك فيّ شجوناً وجدتها تنساب عفو الخاطر، وها أنا أستميحكم عذراً، فما كتبت لأنكأ جراحاً ولا لنذرف دمعة وإن كانت بينكم ومع القراء مجبورة الخاطر تجد من يواسيها».
تحية وفاء
وفي بداية أوراقه يوجه الكاتب تحية وفاء إلى أهالي كل من زيدل وفيروزة والشعيرات والبيضا، إضافة إلى الحميرة ودير عطية، لما عرفوا به من شهامة وطنية بامتياز، وأخوة حقيقية إلى حد الإعجاز، حين ادلهم الخطر وعزت لحظات النجاة للبشر. فيقول:
ما جئت إليكم لأقلب مواجع بل جئت لأحييكم..
لأحيّ أهل زيدل وفيروزة..
أهل الشعيرات والبيضا.. كما الحميرة ودير عطية..
يا فيروزة العز في تاج شامها
يا درة حمص العدية..
يا زيدلاً ندية.. من ناسك أحلى هدية
أحلى صبية..
يا زيدل الميماس.. بالمحبة وللمحبة نرفع الكاس..
لأغصان وجذور….
أشواق كبيرة
ويكشف الإعلامي سعد اللـه بركات عن أشواقه الكبيرة للشام وصروحها وأوابدها وشوارعها أثناء إقامته في كولومبيا، حيث يذكر: «مثل قطرة ماء تتعشق ذرات الثرى يشدني الحنين عاجلاً إليك يا شام، إلى عبق شوارعك والأزقة، إلى ساحاتك وهي تغفو على كتف قاسيون فتستنهض معه بأسمائها التاريخ بسمو شموخه، إلى صروحك والأوابد تقص حكايات الحضارة وأبجديتها التليدة وكل ما تراه عيني من معالم لا تغنيني عن كنوزك والدرر».
كما يعبر عن حنينه لصدد التي حملها في قلبه أينما ذهب وبقيت ذكراها حاضرة في باله يشاهد صوراً منها في كل مكان تقع عليه ناظراه، وهنا يقول: « أشتاق إليك يا صدد فما غادرتك مرة إلا وعددت الأيام والساعات وتراني هذه المرة أعدها بالدقائق والثواني، فعلى أجنحة الشوق تلتهب المشاعر والأماني.. على أجنحة الشوق أحملك أيقونة بين الضلوع وأطوف بها مع الذكرى، وأعود إليك وقد أيقنت مجدداً أن كأساً من المتة في فيء عرائش العنب التي ربيتها يوماً بيوم سيظل يحملني إليك على أمل أن استظل بها إلى جانب بيت ابتنيناه…».
وداع أمه
ويوثق الكاتب في أوراقه بدايات اغترابه ولحظات وداع أمه وبلدته القاسية والتي كانت في عصر يوم أربعاء من عام 2012، فيوضح: «يوم ودعت أم سعد اللـه خلسة تماسكت ولا أدري كيف غالبت دموعي، لكن ما أخفيته عنها بذريعة سفرة قصيرة لرؤية الأولاد والحفيد بدت وكأنها تحس به أو أنها لا تشأ تخيله، أليس قلب الأم دليلها كما يقال؟.
مايا سلامي
كتاب «أوراق من وجع الغربة»، تأليف الإعلامي سعد اللـه بركات، من أدب المذكرات، وهدف الكاتب من خلاله إلى تصوير المعاناة والآلام التي قاساها في غربته عن وطنه ومدينته، فكانت أولى ورقاته بمنزلة استشعار الغربة قبل معايشتها حيث كتبها قبل سنوات من الاغتراب وهي تحاكي مشاعره خلال بعض زياراته.
وجاء في مقدمة الكتاب: «من إعداديتها الخاصة قذفت بي يافعاً رياح العلم والعمل إلى حمص فدمشق، فأبهرتني أنوارهما قبل أن تبهراني بنور علم ونهر معرفة، قبست ونهلت منهما ما استطعت مزاوجاً مع عمل شاق في مجالين مهمين من مهن المتاعب، الإعلام والتعليم، وبعد 45 عاماً عدت إلى صدد على أمل إرواء الغليل حاملاً إجازتين في الصحافة واللغة العربية ودبلوماً في التأهيل التربوي، فضلاً عن تجربة عمل غنية في واحدة من أهم مؤسسات الإعلام ومجالاته أي المرئي والمسموع، إضافة إلى الكتابة الصحفية في دوريات محلية وعربية واغترابية.
وبعدما قذفت بي رياح الغربة على غير موعد، وبعيداً بعيداً وعبر المحيط تراني أعود إليها، متأبطاً هذه المرة أوراقاً أودعت سطورها زفرات من لواعج وجعين، وجع غربة ووجع وطن.
لست بأديب ولا بشاعر، ولكن البعاد حرك فيّ شجوناً وجدتها تنساب عفو الخاطر، وها أنا أستميحكم عذراً، فما كتبت لأنكأ جراحاً ولا لنذرف دمعة وإن كانت بينكم ومع القراء مجبورة الخاطر تجد من يواسيها».
تحية وفاء
وفي بداية أوراقه يوجه الكاتب تحية وفاء إلى أهالي كل من زيدل وفيروزة والشعيرات والبيضا، إضافة إلى الحميرة ودير عطية، لما عرفوا به من شهامة وطنية بامتياز، وأخوة حقيقية إلى حد الإعجاز، حين ادلهم الخطر وعزت لحظات النجاة للبشر. فيقول:
ما جئت إليكم لأقلب مواجع بل جئت لأحييكم..
لأحيّ أهل زيدل وفيروزة..
أهل الشعيرات والبيضا.. كما الحميرة ودير عطية..
يا فيروزة العز في تاج شامها
يا درة حمص العدية..
يا زيدلاً ندية.. من ناسك أحلى هدية
أحلى صبية..
يا زيدل الميماس.. بالمحبة وللمحبة نرفع الكاس..
لأغصان وجذور….
أشواق كبيرة
ويكشف الإعلامي سعد اللـه بركات عن أشواقه الكبيرة للشام وصروحها وأوابدها وشوارعها أثناء إقامته في كولومبيا، حيث يذكر: «مثل قطرة ماء تتعشق ذرات الثرى يشدني الحنين عاجلاً إليك يا شام، إلى عبق شوارعك والأزقة، إلى ساحاتك وهي تغفو على كتف قاسيون فتستنهض معه بأسمائها التاريخ بسمو شموخه، إلى صروحك والأوابد تقص حكايات الحضارة وأبجديتها التليدة وكل ما تراه عيني من معالم لا تغنيني عن كنوزك والدرر».
كما يعبر عن حنينه لصدد التي حملها في قلبه أينما ذهب وبقيت ذكراها حاضرة في باله يشاهد صوراً منها في كل مكان تقع عليه ناظراه، وهنا يقول: « أشتاق إليك يا صدد فما غادرتك مرة إلا وعددت الأيام والساعات وتراني هذه المرة أعدها بالدقائق والثواني، فعلى أجنحة الشوق تلتهب المشاعر والأماني.. على أجنحة الشوق أحملك أيقونة بين الضلوع وأطوف بها مع الذكرى، وأعود إليك وقد أيقنت مجدداً أن كأساً من المتة في فيء عرائش العنب التي ربيتها يوماً بيوم سيظل يحملني إليك على أمل أن استظل بها إلى جانب بيت ابتنيناه…».
وداع أمه
ويوثق الكاتب في أوراقه بدايات اغترابه ولحظات وداع أمه وبلدته القاسية والتي كانت في عصر يوم أربعاء من عام 2012، فيوضح: «يوم ودعت أم سعد اللـه خلسة تماسكت ولا أدري كيف غالبت دموعي، لكن ما أخفيته عنها بذريعة سفرة قصيرة لرؤية الأولاد والحفيد بدت وكأنها تحس به أو أنها لا تشأ تخيله، أليس قلب الأم دليلها كما يقال؟.