معرض فني ثانٍ للشباب في البيت الأزرق في دمشق … مدلولات رمزية وأخرى تشكيلية تعكسها اللوحات في خط فاصل بين الواقع والخيال
مصعب أيوب
المعارض الفنية تحقق الحضور والاستمرارية وتعرفنا على رؤية واتجاهات الفنانين وإبداعاتهم، ولأن الشباب عنصر مهم في المجتمع وبه ترقى الشعوب وتزدهر الأمم كان لابد من تسليط الضوء على هذه الفئة وتبني وجهات نظرها التي تعكس على اللوحات باستخدام الريشة والألوان، فأقيم معرض الفنانين الشباب الثاني برعاية وزارة الثقافة مساء الأحد عند الساعة الخامسة في معرض البيت الأزرق وسط العاصمة دمشق.
بين الواقع والخيال
لوحات متنوعة بألوان مدروسة وتفاصيل موصوفة قدمها 12 طالباً خلال المعرض معظمهم من خريجي كلية الفنون الجميلة، وكان منهم الخريج علي مجر الذي اشترك في المعرض بلوحتين عكست إحداهما التنوعات الموجودة بالمجتمع من خلال التفكير بخلق عالم موازٍ من الأحلام والخيال، حيث حاول رسم مدينة خيالية تحوي أشكالاً منتظمة وبيوتاً ومجسمات منوهاً بأنه أضاف العنصر الواقعي من أجل الموازنة بين المجردات والشكل المباشر.
وأضاف: إن ما رسمه في لوحته من أطروحات ذو مدلولات رمزية كالنقاط والوجوه والألوان المواجهة لبعض أو دلالات تشكيلية.
بينما في لوحته الثانية حاول إدخال الكتابة بطريقة غير مباشرة موضحاً أن كلمة (حلم) التي أضافها للوحة بشكل متكرر عبر من خلالها عن الشخص الذي يوقظ شخصاً آخر ويقوم بتنبيهه، مبيناً أن اللون الأحمر الذي كتب بوساطته كلمة (حلم) مقحم في اللوحة وليس ممزوجاً فيها وأساسياً.
كما أضاف: إن الفنان ليس عليه بالضرورة نسخ الطبيعة ونقلها إلى لوحة، وإنما يمكنه اعتماد الترميز في أنماط الرسم والألوان أيضاً.
أجواء أسرية
هيمى درويش خريجة كلية الفنون الجميلة وهي مشاركة بلوحة واحدة فقط أكدت أنها تسعى دائماً لتصوير الشخصيات النسائية في لوحاتها، وأنها تعمدت إعطاء نفسها الوقت الكافي لإنجاز اللوحة بعيداً عن التسرع بصنع الكثير من الطبقات في لوحتها وأبدت سعادتها العارمة باشتراكها في المعرض الذي يجمع الفن والإبداع في مكان واحد ضمن بيئة أخوية وأسرية، إضافة إلى المصالح المشتركة.
وأردفت درويش: إن الفن يجب أن يجسد الواقع برؤية تقريرية ومباشرة ويقدم بطريقة تعبيرية مبسطة ومختزلة وعفوية.
الأشكال البسيطة
طالب في السنة الأخيرة بكلية الفنون الجميلة ويدعى مجد سوسو أوضح لـ«الوطن» عن مشاركته الأولى أنه يجب على الفنان أن ينهج نهجاً مختلفاً بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار، إذ إن اللوحات التي عكست مشاهد الخراب أصبحت كثيرة ومكررة محاولاً إيصال كمية المشاعر التي عاشتها المنطقة.
فتعمد التبسيط في الأشكال بلوحته بعيداً عن التعقيد للوصول إلى أكبر عدد من الناس، واتخذ في لوحته ترميز الكثير من الكراسي التي تعطي مدلولات للراحة والاستقرار، فكثرة الكراسي تعني كثرة الناس الذين يستخدمونها كذلك أشكال صماء لبيوت بسيطة متواضعة تدل على سكانها البسطاء.
وقد استخدم سوسو الفحم في لوحته، إضافة إلى بعض الخامات كالرمل والإسمنت.
الفن يعكس يومياتنا
المشتركة همسة شلهوب خريجة قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة قدمت في لوحتها مجسماً لكرسي لتعبر فيها عن الحالات الإنسانية التي اعتبرت فيه رمزاً للمكان، وأضافت: إن الرمز المقارب لصحن الفاكهة في لوحتها يعطي انطباعاً بأن بعض الأشخاص كانوا يشغلون المكان وتركوا ما يدل عليهم.
وأكدت أن الفن يجب أن يجسد الواقع في عمل فني، ويرسم أدق التفاصيل والأبعاد، والرسم يمكن الفنان من إدخال لمسته ومشاعره في العمل الفني.
وأضافت: إنها تحتاج إلى خلق بيئة هادئة لإنجاز لوحاتها بعيداً عن الضوضاء وإن شغفها بالرسم ترعرع معها منذ الطفولة، وشجعها والداها على ذلك، وقدما لها كل العون والدعم.
الذوبان في العمل الفني
كما أعربت المشاركة سالي أرسوزي عن فرحتها العارمة بالمعرض، مؤكدة أن الفنان يعمل بجهد ويتآلف مع المنحوتة لتقوية الكتلة النحتية ويستمتع بالتمعن فيها وينفذ إلى عمقها بتراتبية.
وأوضحت أن المنحوت الذي قدمته يوحي بالمعاناة والرحيل الذي يعيشه واقعنا اليوم، حيث ركزت على مجموعة من الشخصيات، ولم تكتفِ بعدد معين وخصصت اهتمامها على الحالة النفسية التي يكسوها الانكسار والاستسلام.
كذلك وكان لها منحوت آخر يعكس حالة الهجرة والفقدان، حيث حددت شخصياتها بالمرأة التي تعاني بعد رحيل الرجل مهما كانت صفته سواء أكان زوجاً أم أباً أو صديقاً، ولاسيما بعد حالة الرحيل التي عانيناها مؤخراً.
غنى وتميز
ومن بين اللوحات المعروضة تميزت 3 لوحات للمشاركة بشرى ضبعان التي تعمل في ورشات المركز الوطني للفنون البصرية، لتؤكد أن الرسم يساعدها في تفريغ الطاقة بداخلها وهو مرآة تعكس ما يجول في صدورنا مشيرة إلى أنها تحاول التركيز دائماً على تأسيس الشخصيات في لوحاتها وملاحقة تفاصيلها وعلاماتها.
مصعب أيوب
المعارض الفنية تحقق الحضور والاستمرارية وتعرفنا على رؤية واتجاهات الفنانين وإبداعاتهم، ولأن الشباب عنصر مهم في المجتمع وبه ترقى الشعوب وتزدهر الأمم كان لابد من تسليط الضوء على هذه الفئة وتبني وجهات نظرها التي تعكس على اللوحات باستخدام الريشة والألوان، فأقيم معرض الفنانين الشباب الثاني برعاية وزارة الثقافة مساء الأحد عند الساعة الخامسة في معرض البيت الأزرق وسط العاصمة دمشق.
بين الواقع والخيال
لوحات متنوعة بألوان مدروسة وتفاصيل موصوفة قدمها 12 طالباً خلال المعرض معظمهم من خريجي كلية الفنون الجميلة، وكان منهم الخريج علي مجر الذي اشترك في المعرض بلوحتين عكست إحداهما التنوعات الموجودة بالمجتمع من خلال التفكير بخلق عالم موازٍ من الأحلام والخيال، حيث حاول رسم مدينة خيالية تحوي أشكالاً منتظمة وبيوتاً ومجسمات منوهاً بأنه أضاف العنصر الواقعي من أجل الموازنة بين المجردات والشكل المباشر.
وأضاف: إن ما رسمه في لوحته من أطروحات ذو مدلولات رمزية كالنقاط والوجوه والألوان المواجهة لبعض أو دلالات تشكيلية.
بينما في لوحته الثانية حاول إدخال الكتابة بطريقة غير مباشرة موضحاً أن كلمة (حلم) التي أضافها للوحة بشكل متكرر عبر من خلالها عن الشخص الذي يوقظ شخصاً آخر ويقوم بتنبيهه، مبيناً أن اللون الأحمر الذي كتب بوساطته كلمة (حلم) مقحم في اللوحة وليس ممزوجاً فيها وأساسياً.
كما أضاف: إن الفنان ليس عليه بالضرورة نسخ الطبيعة ونقلها إلى لوحة، وإنما يمكنه اعتماد الترميز في أنماط الرسم والألوان أيضاً.
أجواء أسرية
هيمى درويش خريجة كلية الفنون الجميلة وهي مشاركة بلوحة واحدة فقط أكدت أنها تسعى دائماً لتصوير الشخصيات النسائية في لوحاتها، وأنها تعمدت إعطاء نفسها الوقت الكافي لإنجاز اللوحة بعيداً عن التسرع بصنع الكثير من الطبقات في لوحتها وأبدت سعادتها العارمة باشتراكها في المعرض الذي يجمع الفن والإبداع في مكان واحد ضمن بيئة أخوية وأسرية، إضافة إلى المصالح المشتركة.
وأردفت درويش: إن الفن يجب أن يجسد الواقع برؤية تقريرية ومباشرة ويقدم بطريقة تعبيرية مبسطة ومختزلة وعفوية.
الأشكال البسيطة
طالب في السنة الأخيرة بكلية الفنون الجميلة ويدعى مجد سوسو أوضح لـ«الوطن» عن مشاركته الأولى أنه يجب على الفنان أن ينهج نهجاً مختلفاً بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار، إذ إن اللوحات التي عكست مشاهد الخراب أصبحت كثيرة ومكررة محاولاً إيصال كمية المشاعر التي عاشتها المنطقة.
فتعمد التبسيط في الأشكال بلوحته بعيداً عن التعقيد للوصول إلى أكبر عدد من الناس، واتخذ في لوحته ترميز الكثير من الكراسي التي تعطي مدلولات للراحة والاستقرار، فكثرة الكراسي تعني كثرة الناس الذين يستخدمونها كذلك أشكال صماء لبيوت بسيطة متواضعة تدل على سكانها البسطاء.
وقد استخدم سوسو الفحم في لوحته، إضافة إلى بعض الخامات كالرمل والإسمنت.
الفن يعكس يومياتنا
المشتركة همسة شلهوب خريجة قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة قدمت في لوحتها مجسماً لكرسي لتعبر فيها عن الحالات الإنسانية التي اعتبرت فيه رمزاً للمكان، وأضافت: إن الرمز المقارب لصحن الفاكهة في لوحتها يعطي انطباعاً بأن بعض الأشخاص كانوا يشغلون المكان وتركوا ما يدل عليهم.
وأكدت أن الفن يجب أن يجسد الواقع في عمل فني، ويرسم أدق التفاصيل والأبعاد، والرسم يمكن الفنان من إدخال لمسته ومشاعره في العمل الفني.
وأضافت: إنها تحتاج إلى خلق بيئة هادئة لإنجاز لوحاتها بعيداً عن الضوضاء وإن شغفها بالرسم ترعرع معها منذ الطفولة، وشجعها والداها على ذلك، وقدما لها كل العون والدعم.
الذوبان في العمل الفني
كما أعربت المشاركة سالي أرسوزي عن فرحتها العارمة بالمعرض، مؤكدة أن الفنان يعمل بجهد ويتآلف مع المنحوتة لتقوية الكتلة النحتية ويستمتع بالتمعن فيها وينفذ إلى عمقها بتراتبية.
وأوضحت أن المنحوت الذي قدمته يوحي بالمعاناة والرحيل الذي يعيشه واقعنا اليوم، حيث ركزت على مجموعة من الشخصيات، ولم تكتفِ بعدد معين وخصصت اهتمامها على الحالة النفسية التي يكسوها الانكسار والاستسلام.
كذلك وكان لها منحوت آخر يعكس حالة الهجرة والفقدان، حيث حددت شخصياتها بالمرأة التي تعاني بعد رحيل الرجل مهما كانت صفته سواء أكان زوجاً أم أباً أو صديقاً، ولاسيما بعد حالة الرحيل التي عانيناها مؤخراً.
غنى وتميز
ومن بين اللوحات المعروضة تميزت 3 لوحات للمشاركة بشرى ضبعان التي تعمل في ورشات المركز الوطني للفنون البصرية، لتؤكد أن الرسم يساعدها في تفريغ الطاقة بداخلها وهو مرآة تعكس ما يجول في صدورنا مشيرة إلى أنها تحاول التركيز دائماً على تأسيس الشخصيات في لوحاتها وملاحقة تفاصيلها وعلاماتها.