أبو الحسن الندوي Al-Nadawi العالم الأديب والكاتب الخطيب الشيخ العلامة.وهبة الزحيلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو الحسن الندوي Al-Nadawi العالم الأديب والكاتب الخطيب الشيخ العلامة.وهبة الزحيلي

    ندوي (حسن)

    Al-Nadawi (Abu al-Hasan-) - Al-Nadawi (Abou al-Hasan-)

    الندوي (أبو الحسن ـ)
    (1333ـ 1420هـ/1914ـ 1999م)

    أبو الحسن الندوي، العالم الأديب والكاتب الخطيب الشيخ العلامة، ولد في الهند في قرية تكيه كلان بمديرية رائي بريلي لولاية اترابرديش لأسرة نبوية هاشمية قرشية، تنتهي إلى عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية ابن عبد الله بن الحسن بن علي ابن أبي طالبt. أبوه هو العلامة السيد عبد الحي الحسني الشهير بالعلم والفضل والعفاف والتقى، وكان رزقه كفافاً. وأمه «خير النساء» حافظة القرآن الكريم، والشاعرة، التي ألفت كتابين لتوجيه النساء باسم «حسن المعاشرة» وآخر لتعليم الشؤون العائلية باسم «ذائقة» وهي بنت الشيخ الجليل السيد ضياء النبي الحسني من كبار الصالحين.
    توفي والده في السنة التاسعة وأشهر من عمره، فأصيب الشيخ الندوي باليتم، وتحول الشيخ الندوي من قريته إلى مدينة لكهنؤ مدينة العلم والثقافة، ومدينة الشعر والأدب، ومركز حركة «ندوة العلماء» ذات المنهل العذب الصافي للعلوم والمعارف والحضارة الإسلامية، ومورد العلماء والدعاة والصالحين.
    رعاه أخوه عبد العلي بعد وفاة الوالد الجليل، والتزم التزاماً شديداً بأمور خمسة هي غايات أمه، وهي أداء الصلوات الخمس مع الجماعة، واحترام الكبير مع التواضع، وترك مجالسة المستخدمين واختيار رفاق الخير، والامتناع من قراءة القصص غير المجدية، ومطالعة الكتب والرسائل البنّاءة.
    تمكن في بداية تعليمه من اللغة العربية الفصحى، وحضر بعد تعلمه العربية بنحو سنتين مؤتمر «ندوة العلماء» سنة 1926م في مدينة كانفور فتحدث مع بعض علماء العرب بالعربية وهو ابن اثني عشر عاماً، فأعجبوا به. ثم التحق بقسم اللغة العربية بجامعة لكهنؤ بإشارة من شيخه الجليل: خليل بن محمد اليماني، ونال شهادة «فاضل أدب» بتفوق، وفاز بوسام عام 1927م، ثم تعلم اللغة الأردية ما بين عامي 1927ـ1930، ثم اللغة الإنكليزية على شيخة المذكور، وتلقى دروس الأدب الإنكليزي، ثم طلبت منه أمه تحضه على تعلم محاسن اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
    انتظم طالباً في دار العلوم ندوة العلماء فقرأ كتب الحديث الستة على محدث العصر الشيخ حيدر حسن خان، وبعض تفاسير القرآن كتفسير البيضاوي، وبعض أبواب الفقه على الشيخ شبلي الفقيه وغيره. وأخيراً تتلمذ على يد أكبر علماء علوم القرآن والتفسير الشيخ أحمد علي اللاهوري، ولقي شاعر الإسلام محمد إقبال، ونقل قصائده إلى اللغة العربية.
    ثم ركز الشيخ جهوده في الدعوة والإصلاح بمؤلفات إصلاحية، وانتخب وكيلاً للشؤون التعليمية عام 1953 في «ندوة العلماء»، التي أصبح مدرسـاً للتفسـير والأدب العربي فيها، ثم اختير رئيساً عاماً لندوة العلماء سنة 1961. وبعد تأسيس «رابطة الأدب الإسلامي العالمية» انتخب الشيخ الندوي رئيساً لها عام 1981م. وانتخب بعدئذٍ عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق.
    واشتهر الشيخ شهرة كبيرة في العالم الإسلامي، وتميز بمحاضراته الشائعة في مختلف البلاد الإسلامية كالسعودية والسودان وفلسطين ومصر وسورية والأردن والهند وغيرها، متأثراً بمحاضرات الداعية الإسلامي الكبير العلامة أبي الأعلى المودودي وكتاباته. وألّف في مصر في مدى ستة أشهر كتابه: «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» وطبع في القاهرة، فعرف في الأوساط الدينية والدعوية والعلمية، والتقى قادة الجماعات والجمعيات وكبار المشايخ والعلماء والأدباء، ورحّب به الجميع، ونظموا لـه محاضرات واجتماعات وأحاديث في مصر. وفي الجملة: كان الشيخ الندوي علماً كبيراً وعالماً وأديباً وكاتباً وخطيباً، وطاف في قلب العالم العربي في رحلة دعوية مدة أربعة عشر شهراً، متفائلاً ومتحمساً ونشيطاً، وتمكن من تحقيق الوئام والسـلام بين المسـلمين وغيرهم في الهند، وكانت خطبه ومحاضراته نواة لتأسيس حركة «رسالة الإنسانية» منذ عام 1951م. وكانت له ثماني محاضرات على مدرج جامعة دمشق عام 1956م وأضيفت إليها محاضرتان عند الطبع عن الشيخ عبد القادر الجيلاني وجلال الدين الرومي، طبعت بعنوان «رجال الفكر والدعوة في الإسلام» أقام في أثنائها في دمشق ثلاثة أشهر. ثم زار تركيا سنة 1956، وأوربا سنة 1962، حتى صار رحّالة مكرماً معظماً، داعية بارزاً في الندوات والمؤتمرات الإسلامية والعلمية والأدبية في داخل الهند وخارجها.
    بلغت مؤلفاته ومحاضراته ومقالاته (181) مؤلفاً اجتهد فيها لخدمة المسلمين؛ إذ وضع الشيخ منهجاً دراسياً للأطفال والعناية بأدب الأطفال خاصة ووضع سلسـلة «قصص النبيين للأطفال» في ثلاثة أجزاء، ثم ألف الجزء الرابع، ثم ختمت بكتاب «سيرة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام» عام 1397هـ/1977م، ثم أكمل سلسلة «القراءة الراشدة» ثلاثة أجزاء عام 1944، وتبعها مجموعة أخرى من حكايات الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في لغة سهلة وأسلوب شائق باسم «قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال» واستمر الشيخ بتطوير المناهج فوضع كتاباً في «الأدب العربي بين عرض ونقد» أفاد في إنشاء ملكة التذوق للأدب بين الطلاب، وأكمل بالجزء الثالث «معلم الإنشاء» في جزأين. ووضع لجامعة عليكرة الإسلامية منهج مستوى الليسانس (بكالوريوس) والماجستير في الجامعة، وألف كتاباً باسم «إسلاميات» لايزال يدرَّس فيها، وشارك في وضع سياسة التعليم للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
    وقد غدا كتابه «مختارات من أدب العرب» ـ المطبوع في دمشق 1957 وقدمه لندوة العلماء ـ أساساً للدعوة إلى حركة الأدب الإسلامي العالمي.
    أما كتابه «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» الذي أعجب فيه كثيرون؛ فيشتمل على خمسة أبواب هي: الأول - العصر الجاهلي في فصلين، والثاني ـ من الجاهلية إلى الإسلام في أربعة فصول، والثالث ـ العصر الإسلامي في ثلاثة فصول، والرابع ـ العصر الأوربي في أربعة فصول، والخامس ـ قيادة الإسلام للعالم في فصلين أحدهما: نهضة العالم الإسلامي، والثاني: زعامة العالم العربي.
    ومن مؤلفاته الشهيرة أيضاً «الاجتهاد ونشأة المذاهب الفقهية» و«وامعتصماه» و«رجال الفكر والدعوة في الإسلام» و«الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية» و«الأركان الأربعة» و«السيرة النبوية»، و«النبوة والأنبياء في ضوء القرآن» و«الطريق إلى المدينة» و«العقيدة والعبادة والسلوك» و«نحو التربية لإسلامية الحرة» و«ربانية لا رهبانية» و«العرب والإسلام» و«إلى الإسلام من جديد» و«المدخل إلى الدراسات القرآنية» و«الصراع بين الإيمان والمادية» و«المرتضى» و«الإسلام: أثره في الحضارة وفضله على الإنسانية» و«المسلمون وقضية فلسطين» و«المسلمون في الهند» و«إذا هبَّت ريح الإيمان» و«مختارات من أدب العرب» و«روائع إقبال».
    حرص على نشر تعاليم الإسلام بإخلاص واعتدال، ومنطق وحجة وإقناع، وتعريف المسلمين من جديد بقيمة دينهم وحاجة الناس إليه، وحثهم على أن يحملوا رسالة هذا الدين من جديد للبشرية، مقدماً للناس نماذج عملية لرجالات عظام في تاريخ الإسلام، تمثلوا الإسلام في سلوكهم، وطبقوه في جميع شؤونهم وأحوالهم.
    كان لـه أثر بالغ في الهند في تعليم اللغة العربية، وبيان فضائل الإسلام وسلوكياته، وفي التأليف السلمي بين المسلمين وغير المسلمين من الهنود الهندوكيين، وأثَّر تأثيراً بالغاً في مختلف البلاد الإسلامية في توصيف شرائع الإسلام وآدابه وقيمه، بدعوة حكيمة، وتربية عالية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، بمنهج علمي رصين، وأسلوب شائق، مع بيان أسباب التخلف، وطرائق النهضة وتحقيق منطلقات الصحوة الإسلامية.
    أحبَّه الناس جميعاً من شباب ونساء وعلماء وكبار وصغار لاختياره أسلوبين:
    1ـ الخطب و المحاضرات في الأوساط الخاصة والعامة، واللقاء معهم، والتحدث إليهم.
    2ـ الكتابة والتأليف وتحرير الكتب والرسائل التي كان شعارها «إلى الإسلام من جديد» فخاطب عقول الرجال والنساء والأطفال، وشحن قلوبهم بنور العقيدة وجذوة الإيمان.
    وهبة الزحيلي
يعمل...
X