مقدمة
أحرز الفن الفوتوغرافي تطوراً كبيراً منذ أن برز إلى الوجود في أواخر القرن الثامن عشر إلى الآن. ومع هذا لا يزال متأخراً بعض الشيء في الوطن العربي رغم توفر المعدات والوسائل اللازمة على الساحة العربية. وهذا الكتاب يسد بعض النقص في مكتبتنا العربية إلى كتب تتحدث عن هذا الفن العظيم ، فما أقل الكتب التي تناولت فن التصوير بالحديث الجاد والموضوعي لخدمة الهواة الذين يزداد عددهم باستمرار وهو بمثابة مرجع بسيط عام وشامل لكل مواضيع التصوير وتقنياته يستفيد منه الهاوي الذي لا يملك إلا النزر اليسير من المعلومات كما يجد فيه المحترف بعض المعلومات الجديدة التي قد يجهلها .
لقد عمدت إلى وضع المصطلحات الانكليزية الخاصة بالتصوير الى جانب ترجمتها العربية أينما وردت في فصول الكتاب لزيادة الفائدة منه ولكي تكون بمثابة مرجع للهاوي إذا أراد قراءة كتب التصوير الأجنبية أو أراد شراء بعض الملحقات الفوتوغرافية التي يعرف بعضها بتسمياتها الأجنبية فقط في مخازن التصوير التصوير أخيراً لا أبالغ إن قلت ان هذا هو اول كتاب شامل يصدر عن الفوتوغرافي في بلدنا الحبيب سورية ويتحدث عن هذا الفن بشكل جدي وبناء وسيتبعه كتب اخرى إن شاء الله .
المترجم محمد طريف فرعون
الفصل الأول
_ ماهي الكاميرا :
لكي يكون الحرفي ماهراً في حرفته يجب عليه ان يكون ملماً بوظيفة كل أدواته بشكل جيد . وكونك مصوراً هاوياً يحتم عليك الالمام بعمل كاميرتك مثلما يحتم على الحرفي الالمام بعمل ادواته . كما يحتم عليك تفهم عمل كل معداتك الفوتوغرافية حتى تصبح مصوراً ناجحاً وهذا ما نطمح اليه من خلال هذا الكتاب .
حتى لو كنت تمتلك كاميرا فيلم خرطوشة يجب عليك ان تتعلم كيفية استعمالها بالشكل الصحيح ، وستدهش اذا علمت العدد الكبير من الاشخاص الذين يرتكبون اخطاء في التصوير حتى مع هذه الكاميرا البسيطة . فهم : غالباً ما يبالغون في الاقتراب من الموضوع او يستعملون الفلاش لمسافات بعيدة تخرج عن نطاق قدرته . حتى ان بعضهم يرتكب اخطاء مضحكة مثل نسيانهم غطاء العدسة مثبتاً عليها عند الالتقاط . كل هذه الاخطاء تحدث بسبب ظنهم انهم يفهمون كاميراتهم بشكل جيد .
مهما كان نوع الكاميرا الذي تمتلكها فيجب ان تتدرب جيداً على كافة وظائفها حتى لا تفاجأ بصور مخيبة للآمال . وعندما تصبح على معرفة تامة بكافة وظائفها سوف يكون تركيزك على الجزء الاهم من عملية الالتقاط - وهو الموضوع - اكبر وبالتالي سوف تحصل على صور موفقة . حتى الاحداث الخاطفة التي تحدث على نحو غير متوقع سوف يكون بإمكانك التقاطها آلياً وبدون تردد
كيف يمكن لمصور الأحداث الرياضية ان يصور احداث مفاجئة كسقوط احد الفرسان عن ظهر جواده او تحطم سيارة سباق مسرعة إذا لم يكن يمتلك استجابة سريعة للأحداث وتدريباً جيداً يمكنه من القيام بذلك . إن أحدنا سوف يقف مشدوهاً بلا حراك لدى رؤيته مثل هذه الاحداث وعندما يصحو من دهشته ويهم بالتصوير يكون الحدث قد فاته ويخسر تلك اللقطة المثيرة .
هذا هو الفرق بيننا وبين المصور الذي يعلم تماماً كيف تعمل كاميرته . سوف تصبح هوايتك ممتعة اكثر عندما تعرف تماماً كيف تستخدم هذه العلبة السوداء الصغيرة التي بين يديك .
نعم ، ان الكاميرا في الحقيقة عبارة عن علبة محكمة الاغلاق مزودة بفتحة ثبت عليها آلية معينة لتسمح لمقدار معين من الضوء فقط بالمرور عبر الفتحة . هذه الآلية تشبه الباب في فتحه واغلاقه ويطلق عليها اسم «المغلاق» . عندما يفتح المغلاق يدخل الضوء المنعكس عن الموضوع عبر الفتحة ليقع على طبقة حساسة للضوء تدعى الفيلم. يتعرض الفيلم للضوء فتتشكل الصورة التي لا تكون مرئية في هذه المرحلة ، بل تصبح مرئية خلال مرحلة التظهير
كان المغلاق في بداية العهد بالتصوير الفوتوغرافي يشبه غطاء العدسة إلى حد بعيد . وكانت الأفلام قليلة الحساسية لدرجة انها كانت تتطلب عدة دقائق ليتم تعريضها للضوء. وكان على المصور ان ينبه الاشخاص الذين يصورهم باستمرار ان يبقوا بلا حراك طوال فترة التعريض .
لقد تطورت الوسائل منذ ذلك الوقت واصبحت عملية الالتقاط الان تستغرق اجزاء من الثانية فقط وبإمكان اكثر المواضيع حركة ان يظهر بلا حراك على الفيلم في الوقت الحاضر
توجد ثلاثة انواع من المغاليق في الكاميرات الحديثة الآن . ففي الانواع البسيطة منها يكون المغلاق عبارة عن صفيحة معدنية وحيدة موضوعة خلف العدسة تماماً ولها سرعات قليلة لكنها ذات قدرات لابأس بها . وفي الكاميرات الأكثر تطوراً يستخدم نوع من احد النوعين التاليين : ١ - صفيحة معدنية رقيقة او مغلاق بين العدسات. ۲ - مغلاق المسطح البؤري . المغلاق الاول مؤلف من مجموعة من الصفيحات المعدنية الرقيقة متراكبة فوق بعضها بشكل دائري وموضوعة داخل اسطوانة العدسة نفسها ، أي بين عناصرها . يتميز بدقته العالية . وعادة ماتكون سرعته القصوى ١/٥٠٠ من الثانية هذا المغلاق
اما مغلاق المسطح البؤري فيكون عادةً امام الفيلم مباشرة وتزود به الكاميرات القابلة لتغيير عدساتها وذلك حتى لا نكون بحاجة الى شراء مغلاق جديد مع كل عدسة نشتريها . وبصرف النظر عن الانواع المختلفة التي ظهرت من هذا المغلاق في الاسواق فجميعها مصنوعة من قماش القنب المعامل كيميائياً . وجميعها تعمل كعمل ستارة النافذة - افقياً فقط - وعلى الستارة يوجد شق قابل للتعديل يمر أمام الفيلم عند كبس زر المغلاق فيتعرض الفيلم للضوء . يحدد عرض الشق بسرعة المغلاق المستعملة ، فسرعة المغلاق الأبطأ تحتاج الى عرض اكبر للشق ، والعكس صحيح.
المعدن والنوع الذي ظهر مؤخراً من المغاليق يشبه المقصلة فهو مصنوع من ويفتح عمودياً ، الا انه يشبه شقيقه القماشي فيما عدا ذلك من الوظائف .
أحرز الفن الفوتوغرافي تطوراً كبيراً منذ أن برز إلى الوجود في أواخر القرن الثامن عشر إلى الآن. ومع هذا لا يزال متأخراً بعض الشيء في الوطن العربي رغم توفر المعدات والوسائل اللازمة على الساحة العربية. وهذا الكتاب يسد بعض النقص في مكتبتنا العربية إلى كتب تتحدث عن هذا الفن العظيم ، فما أقل الكتب التي تناولت فن التصوير بالحديث الجاد والموضوعي لخدمة الهواة الذين يزداد عددهم باستمرار وهو بمثابة مرجع بسيط عام وشامل لكل مواضيع التصوير وتقنياته يستفيد منه الهاوي الذي لا يملك إلا النزر اليسير من المعلومات كما يجد فيه المحترف بعض المعلومات الجديدة التي قد يجهلها .
لقد عمدت إلى وضع المصطلحات الانكليزية الخاصة بالتصوير الى جانب ترجمتها العربية أينما وردت في فصول الكتاب لزيادة الفائدة منه ولكي تكون بمثابة مرجع للهاوي إذا أراد قراءة كتب التصوير الأجنبية أو أراد شراء بعض الملحقات الفوتوغرافية التي يعرف بعضها بتسمياتها الأجنبية فقط في مخازن التصوير التصوير أخيراً لا أبالغ إن قلت ان هذا هو اول كتاب شامل يصدر عن الفوتوغرافي في بلدنا الحبيب سورية ويتحدث عن هذا الفن بشكل جدي وبناء وسيتبعه كتب اخرى إن شاء الله .
المترجم محمد طريف فرعون
الفصل الأول
_ ماهي الكاميرا :
لكي يكون الحرفي ماهراً في حرفته يجب عليه ان يكون ملماً بوظيفة كل أدواته بشكل جيد . وكونك مصوراً هاوياً يحتم عليك الالمام بعمل كاميرتك مثلما يحتم على الحرفي الالمام بعمل ادواته . كما يحتم عليك تفهم عمل كل معداتك الفوتوغرافية حتى تصبح مصوراً ناجحاً وهذا ما نطمح اليه من خلال هذا الكتاب .
حتى لو كنت تمتلك كاميرا فيلم خرطوشة يجب عليك ان تتعلم كيفية استعمالها بالشكل الصحيح ، وستدهش اذا علمت العدد الكبير من الاشخاص الذين يرتكبون اخطاء في التصوير حتى مع هذه الكاميرا البسيطة . فهم : غالباً ما يبالغون في الاقتراب من الموضوع او يستعملون الفلاش لمسافات بعيدة تخرج عن نطاق قدرته . حتى ان بعضهم يرتكب اخطاء مضحكة مثل نسيانهم غطاء العدسة مثبتاً عليها عند الالتقاط . كل هذه الاخطاء تحدث بسبب ظنهم انهم يفهمون كاميراتهم بشكل جيد .
مهما كان نوع الكاميرا الذي تمتلكها فيجب ان تتدرب جيداً على كافة وظائفها حتى لا تفاجأ بصور مخيبة للآمال . وعندما تصبح على معرفة تامة بكافة وظائفها سوف يكون تركيزك على الجزء الاهم من عملية الالتقاط - وهو الموضوع - اكبر وبالتالي سوف تحصل على صور موفقة . حتى الاحداث الخاطفة التي تحدث على نحو غير متوقع سوف يكون بإمكانك التقاطها آلياً وبدون تردد
كيف يمكن لمصور الأحداث الرياضية ان يصور احداث مفاجئة كسقوط احد الفرسان عن ظهر جواده او تحطم سيارة سباق مسرعة إذا لم يكن يمتلك استجابة سريعة للأحداث وتدريباً جيداً يمكنه من القيام بذلك . إن أحدنا سوف يقف مشدوهاً بلا حراك لدى رؤيته مثل هذه الاحداث وعندما يصحو من دهشته ويهم بالتصوير يكون الحدث قد فاته ويخسر تلك اللقطة المثيرة .
هذا هو الفرق بيننا وبين المصور الذي يعلم تماماً كيف تعمل كاميرته . سوف تصبح هوايتك ممتعة اكثر عندما تعرف تماماً كيف تستخدم هذه العلبة السوداء الصغيرة التي بين يديك .
نعم ، ان الكاميرا في الحقيقة عبارة عن علبة محكمة الاغلاق مزودة بفتحة ثبت عليها آلية معينة لتسمح لمقدار معين من الضوء فقط بالمرور عبر الفتحة . هذه الآلية تشبه الباب في فتحه واغلاقه ويطلق عليها اسم «المغلاق» . عندما يفتح المغلاق يدخل الضوء المنعكس عن الموضوع عبر الفتحة ليقع على طبقة حساسة للضوء تدعى الفيلم. يتعرض الفيلم للضوء فتتشكل الصورة التي لا تكون مرئية في هذه المرحلة ، بل تصبح مرئية خلال مرحلة التظهير
كان المغلاق في بداية العهد بالتصوير الفوتوغرافي يشبه غطاء العدسة إلى حد بعيد . وكانت الأفلام قليلة الحساسية لدرجة انها كانت تتطلب عدة دقائق ليتم تعريضها للضوء. وكان على المصور ان ينبه الاشخاص الذين يصورهم باستمرار ان يبقوا بلا حراك طوال فترة التعريض .
لقد تطورت الوسائل منذ ذلك الوقت واصبحت عملية الالتقاط الان تستغرق اجزاء من الثانية فقط وبإمكان اكثر المواضيع حركة ان يظهر بلا حراك على الفيلم في الوقت الحاضر
توجد ثلاثة انواع من المغاليق في الكاميرات الحديثة الآن . ففي الانواع البسيطة منها يكون المغلاق عبارة عن صفيحة معدنية وحيدة موضوعة خلف العدسة تماماً ولها سرعات قليلة لكنها ذات قدرات لابأس بها . وفي الكاميرات الأكثر تطوراً يستخدم نوع من احد النوعين التاليين : ١ - صفيحة معدنية رقيقة او مغلاق بين العدسات. ۲ - مغلاق المسطح البؤري . المغلاق الاول مؤلف من مجموعة من الصفيحات المعدنية الرقيقة متراكبة فوق بعضها بشكل دائري وموضوعة داخل اسطوانة العدسة نفسها ، أي بين عناصرها . يتميز بدقته العالية . وعادة ماتكون سرعته القصوى ١/٥٠٠ من الثانية هذا المغلاق
اما مغلاق المسطح البؤري فيكون عادةً امام الفيلم مباشرة وتزود به الكاميرات القابلة لتغيير عدساتها وذلك حتى لا نكون بحاجة الى شراء مغلاق جديد مع كل عدسة نشتريها . وبصرف النظر عن الانواع المختلفة التي ظهرت من هذا المغلاق في الاسواق فجميعها مصنوعة من قماش القنب المعامل كيميائياً . وجميعها تعمل كعمل ستارة النافذة - افقياً فقط - وعلى الستارة يوجد شق قابل للتعديل يمر أمام الفيلم عند كبس زر المغلاق فيتعرض الفيلم للضوء . يحدد عرض الشق بسرعة المغلاق المستعملة ، فسرعة المغلاق الأبطأ تحتاج الى عرض اكبر للشق ، والعكس صحيح.
المعدن والنوع الذي ظهر مؤخراً من المغاليق يشبه المقصلة فهو مصنوع من ويفتح عمودياً ، الا انه يشبه شقيقه القماشي فيما عدا ذلك من الوظائف .
تعليق