هلال عامر صعصعه (قبيله)
Hilal ibn Amer ibn Sasaa tribe - Tribu d’Hilal ibn Amer ibn Sasaa
هلال بن عامر بن صعصعة (قبيلة -)
هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن إلياس بن مضر.
جدّ قبيلة كبيرة من العدنانيين، اشتهرت في الجاهلية والإسلام. وقد خلف هلال أخاه ربيعة بن عامر على مجد؛ لأن في أولاده السيادة والكثرة. وقُدّر وجود هلال قريباً من سنة 215ق.هـ/414م.
أنجب هلال عشرة من البنين، هم عبد الله ونهيك وعبد مناف وصخر وشعثة وشعيثة وعائذة وناشرة ورؤيبة وربيعة. ولم يكن لبني هلال شأن عظيم في الجاهلية، فكانوا قوماً مغلبين، ولم تحتفظ ذاكرة الرواة والمؤرخين إلا بأسماء عدد قليل من أعلامهم، فذكر من زعمائهم ضمرة بن ماعز الهلالي، وربيعة بن أبي ظبيان الذي قاد بني هلال في أحد أيام حروب الفجار الآخر، وزيد بن شداد بن معاوية الذي شهد حنين مع المشركين في نفر قليل من بني هلال، و فادغ ودامغ، وكانا أخوين شريفين. وعرف من بني هلال مادر الهلالي الذي يضرب به المثل في اللؤم والبخل، فيقال: «ألأم من مادر» أو «أبخل من مادر». ومنهم رهيم بن حزن الهلالي قائل المثل «ذكرتني الطعن وكنت ناسياً» ومن رجالهم قبيصة بن المخارف الذي وفد على النبيr وولي ابنه قطن سجستان، والنزال بن سبرة؛ وله صحبة؛ وعاصم بن عبد الله بن زيد الهلالي الذي ولي خراسان سنة 116هـ، ومسعر بن كدام من أعيان الكوفة وفقهائها، وحميد بن ثور الهلالي الشاعر المشهور. ومن نسائهم المشهورات في الجاهلية ليلى بنت شعواء التي سباها عروة بن الورد، ومكثت عنده مدة مظهرة إعجابها ومحبتها، وحملته على زيارة أهلها، ثم أبت الرجوع معه، ولبابة الصغرى زوج العباس بن عبد المطلب وأم أولاده، ولبابة الكبرى أم خالد بن الوليد؛ وهما ابنتا الحارث بن حزن، وصفية بنت حزن أم أبي سفيان ابن حرب بن أمية.
ولم يكن لبني هلال أثر عظيم في الأحداث الكبرى قبل الإسلام، وكانت مشاركتهم في الوقائع والأيام تحت قيادة غيرهم، ليس لهم الحل والعقد في قيام الحروب وإنهائها، ولم يجاروا إخوتهم من ربيعة في المكانة والتأثير، فكان من ربيعة معظم قادة بني عامر وشعرائهم، لذلك لم يرد في شعر حميد بن ثور فخر بمآثر قومه ولا مدح لساداتهم. وأشهر أيام بني هلال يوم الوتدة الذي أغار فيه بنو هلال على بني نهشل، من تميم، فتصدى لهم بنو نهشل وقتلوهم، ولم ينج منهم سوى رجل واحد. وهزم بنو هلال في يومين مع الأزد. ولهم أيام أخرى ليست من كبرى أيام العرب.
سكن بنو هلال الجانب الغربي من صحراء نجد وبعض المواضع التي تدخل في الحجاز على طريق اليمن إلى مكة، وقطنوا الأودية الممتدة بين الحجاز ونجد، مثل وادي بيشة ووادي تربة ووادي جلذان شرقي الطائف وظهر تبالة على طريق اليمن، وكان لهم حرة باسمهم على الطريق من جهة تهامة، وماء بنجد يقال له البردان. وقد اعتمدوا في معيشتهم على الرعي وتتبع مساقط الغيث والغزو، فقد دفعتهم بيئتهم الفقيرة إلى الإغارة على القبائل الأخرى وقطع الطريق على القوافل المارة بأرضهم.
كان بنو هلال في الجاهلية مشركين، يشتركون مع عدة قبائل في تعظيم صنم ذي الخلصة، ومنهم سدنته، فكانوا حمساً متشددين في دينهم، وقد قتلوا مبعوث رسول اللهr إليهم، وشاركوا في مقاومة الدعوة الإسلامية. لكن بعضهم أسلم قبل بدر، ووفد بنو هلال على النبيr بعد فتح مكة وغزوة حنين، وكان منهم اثنتان من أمهات المؤمنين، هما زينب بنت خزيمة الهلالية، المعروفة بأم المساكين، وميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وبهذا افتخر عبد الله بن يزيد بن عبد الله الأصرم الهلالي، فقال:
ولكنَّني صهرُ النَّبيِّ محمَّدٍ
وخالُ بني العبَّاسِ والخالُ كالأبِ
وانضم بنو هلال في الإسلام إلى جيوش الفتح، وتفرقوا في بلاد الإسلام بطوناً شتى، فاستوطن بعضهم منطقة حوران من بلاد الشام، وسمي الجبل الذي تقع عليه بلدة صرخد باسمهم، وانتقل بعضهم إلى الجزيرة الفراتية، وشايعوا القرامطة هناك في القرن الرابع الهجري، فلما خرج القرامطة منها نقل أشياعهم من بني هلال وغيرهم إلى الصعيد المصري، وكثر إفسادهم فيه، فسلطهم المستنصر الفاطمي على إفريقيا، وقال لرؤسائهم: أعطيتكم المغرب، فساروا إليه كالجراد المنتشر، لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه، واستطاعوا هزيمة المعزّ بن باديس[ر] في تونس، فقتلوا رجاله ونهبوا أمواله، وانقسموا في المغرب إلى جذمين عظيمين زغبة ورياح. وقد رحّل الموحدون[ر] كثيراً من بني هلال إلى الأندلس، واستعان السلطان المملوكي قلاوون بمن بقي منهم في مصر على فتح دنقلة، فاستقر بعضهم في السودان.
وجاءت شهرة بني هلال عند عامة الناس من السيرة الشعبية «تغريبة بني هلال» التي تروي أحداث انتقالهم من نجد إلى صعيد مصر ثم إلى بلاد المغرب، وتصف وقائع هذا الانتقال بضرب من الخيال والمبالغة، ولاسيما في الحديث عن حياة بطلها الرئيسي أبي زيد الهلالي.
وكان بنو هلال أصحاب لغة نقية، فنالوا ثقة علماء اللغة الذين حرصوا على جمع اللغة العربية من أفواههم؛ لأنهم كانوا بعيدين عن التأثيرات الأعجمية، وظلت الفصاحة فيهم حتى وقت متأخر.
محمود سالم محمد
Hilal ibn Amer ibn Sasaa tribe - Tribu d’Hilal ibn Amer ibn Sasaa
هلال بن عامر بن صعصعة (قبيلة -)
هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن إلياس بن مضر.
جدّ قبيلة كبيرة من العدنانيين، اشتهرت في الجاهلية والإسلام. وقد خلف هلال أخاه ربيعة بن عامر على مجد؛ لأن في أولاده السيادة والكثرة. وقُدّر وجود هلال قريباً من سنة 215ق.هـ/414م.
أنجب هلال عشرة من البنين، هم عبد الله ونهيك وعبد مناف وصخر وشعثة وشعيثة وعائذة وناشرة ورؤيبة وربيعة. ولم يكن لبني هلال شأن عظيم في الجاهلية، فكانوا قوماً مغلبين، ولم تحتفظ ذاكرة الرواة والمؤرخين إلا بأسماء عدد قليل من أعلامهم، فذكر من زعمائهم ضمرة بن ماعز الهلالي، وربيعة بن أبي ظبيان الذي قاد بني هلال في أحد أيام حروب الفجار الآخر، وزيد بن شداد بن معاوية الذي شهد حنين مع المشركين في نفر قليل من بني هلال، و فادغ ودامغ، وكانا أخوين شريفين. وعرف من بني هلال مادر الهلالي الذي يضرب به المثل في اللؤم والبخل، فيقال: «ألأم من مادر» أو «أبخل من مادر». ومنهم رهيم بن حزن الهلالي قائل المثل «ذكرتني الطعن وكنت ناسياً» ومن رجالهم قبيصة بن المخارف الذي وفد على النبيr وولي ابنه قطن سجستان، والنزال بن سبرة؛ وله صحبة؛ وعاصم بن عبد الله بن زيد الهلالي الذي ولي خراسان سنة 116هـ، ومسعر بن كدام من أعيان الكوفة وفقهائها، وحميد بن ثور الهلالي الشاعر المشهور. ومن نسائهم المشهورات في الجاهلية ليلى بنت شعواء التي سباها عروة بن الورد، ومكثت عنده مدة مظهرة إعجابها ومحبتها، وحملته على زيارة أهلها، ثم أبت الرجوع معه، ولبابة الصغرى زوج العباس بن عبد المطلب وأم أولاده، ولبابة الكبرى أم خالد بن الوليد؛ وهما ابنتا الحارث بن حزن، وصفية بنت حزن أم أبي سفيان ابن حرب بن أمية.
ولم يكن لبني هلال أثر عظيم في الأحداث الكبرى قبل الإسلام، وكانت مشاركتهم في الوقائع والأيام تحت قيادة غيرهم، ليس لهم الحل والعقد في قيام الحروب وإنهائها، ولم يجاروا إخوتهم من ربيعة في المكانة والتأثير، فكان من ربيعة معظم قادة بني عامر وشعرائهم، لذلك لم يرد في شعر حميد بن ثور فخر بمآثر قومه ولا مدح لساداتهم. وأشهر أيام بني هلال يوم الوتدة الذي أغار فيه بنو هلال على بني نهشل، من تميم، فتصدى لهم بنو نهشل وقتلوهم، ولم ينج منهم سوى رجل واحد. وهزم بنو هلال في يومين مع الأزد. ولهم أيام أخرى ليست من كبرى أيام العرب.
سكن بنو هلال الجانب الغربي من صحراء نجد وبعض المواضع التي تدخل في الحجاز على طريق اليمن إلى مكة، وقطنوا الأودية الممتدة بين الحجاز ونجد، مثل وادي بيشة ووادي تربة ووادي جلذان شرقي الطائف وظهر تبالة على طريق اليمن، وكان لهم حرة باسمهم على الطريق من جهة تهامة، وماء بنجد يقال له البردان. وقد اعتمدوا في معيشتهم على الرعي وتتبع مساقط الغيث والغزو، فقد دفعتهم بيئتهم الفقيرة إلى الإغارة على القبائل الأخرى وقطع الطريق على القوافل المارة بأرضهم.
كان بنو هلال في الجاهلية مشركين، يشتركون مع عدة قبائل في تعظيم صنم ذي الخلصة، ومنهم سدنته، فكانوا حمساً متشددين في دينهم، وقد قتلوا مبعوث رسول اللهr إليهم، وشاركوا في مقاومة الدعوة الإسلامية. لكن بعضهم أسلم قبل بدر، ووفد بنو هلال على النبيr بعد فتح مكة وغزوة حنين، وكان منهم اثنتان من أمهات المؤمنين، هما زينب بنت خزيمة الهلالية، المعروفة بأم المساكين، وميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وبهذا افتخر عبد الله بن يزيد بن عبد الله الأصرم الهلالي، فقال:
ولكنَّني صهرُ النَّبيِّ محمَّدٍ
وخالُ بني العبَّاسِ والخالُ كالأبِ
وانضم بنو هلال في الإسلام إلى جيوش الفتح، وتفرقوا في بلاد الإسلام بطوناً شتى، فاستوطن بعضهم منطقة حوران من بلاد الشام، وسمي الجبل الذي تقع عليه بلدة صرخد باسمهم، وانتقل بعضهم إلى الجزيرة الفراتية، وشايعوا القرامطة هناك في القرن الرابع الهجري، فلما خرج القرامطة منها نقل أشياعهم من بني هلال وغيرهم إلى الصعيد المصري، وكثر إفسادهم فيه، فسلطهم المستنصر الفاطمي على إفريقيا، وقال لرؤسائهم: أعطيتكم المغرب، فساروا إليه كالجراد المنتشر، لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه، واستطاعوا هزيمة المعزّ بن باديس[ر] في تونس، فقتلوا رجاله ونهبوا أمواله، وانقسموا في المغرب إلى جذمين عظيمين زغبة ورياح. وقد رحّل الموحدون[ر] كثيراً من بني هلال إلى الأندلس، واستعان السلطان المملوكي قلاوون بمن بقي منهم في مصر على فتح دنقلة، فاستقر بعضهم في السودان.
وجاءت شهرة بني هلال عند عامة الناس من السيرة الشعبية «تغريبة بني هلال» التي تروي أحداث انتقالهم من نجد إلى صعيد مصر ثم إلى بلاد المغرب، وتصف وقائع هذا الانتقال بضرب من الخيال والمبالغة، ولاسيما في الحديث عن حياة بطلها الرئيسي أبي زيد الهلالي.
وكان بنو هلال أصحاب لغة نقية، فنالوا ثقة علماء اللغة الذين حرصوا على جمع اللغة العربية من أفواههم؛ لأنهم كانوا بعيدين عن التأثيرات الأعجمية، وظلت الفصاحة فيهم حتى وقت متأخر.
محمود سالم محمد