هلينيه (حضاره)
Hellenistic civilization - Epoque hellénistique
الهلّينية (الحضارة ـ)
يطلق تعبير الهلّينية Hellenism على واحدة من الحضارات التي عرفتها بلاد اليونان في تاريخها، وهي الحضارة الثانية في الترتيب الزمني بعد الحضارة الإيجية (2100- 1000ق.م)[ر] وقبل حضارة العصر الهلنستي (332-30ق.م)[ر]، وهي واحدة من التسميات التي أطلقها المؤرخون المعاصرون على هذه الحضارة اعتماداً على ما أطلقه اليونانيون القدامى على أنفسهم تيمناً بجدهم الأسطوري هيلين Hellen وببلادهم التي عرفت باسم بلاد هيلاس Hellas أو الهيلاد Hellad، إضافة إلى تسمية حضارة دولة المدينة City-State (Polis) لارتباط هذه الحضارة سياسياً وحضارياً بعدد من المدن التي كانت كل واحدة منها مع ريفها تعدّ دولة بكل معاني الكلمة، وكذلك حضارة العصر الكلاسيكي Classical (وتعني أصوليّاً أوقديماً) وهي تسمية أطلقها المؤرخون الأوربيون والغربيون عموماً على هذه الحضارة؛ إذ عدّوا أنفسهم ورثة هذه الحضارة التي تميزت بإنجازاتها التاريخية الرائعة.
ويمتد تاريخ هذه الحضارة من بداية الألف الأول قبل الميلاد، وهو تاريخ ترسيخ المدن الدول نفسها دولاً مستقلة في العرف السياسي الإغريقي، وينتهي بظهور الإسكندر المقدوني[ر] منتصف القرن الرابع قبل الميلاد عندما بدأ تأسيس الدول الإغريقية الكبرى خارج بلاد اليونان.
وتتميز هذه الفترة سياسياً بظهور مجموعة من المدن التي كانت تتناحر غالباً فيما بينها لأسباب اقتصادية أو خارجية، في حين تتفق أحياناً للدفاع عن حريتها الذاتية وأسلوب حياتها ضد القوى الخارجية أو لإقامة شعائر دياناتها وأعيادها واحتفالاتها الرياضية المرتبطة بهذه الشعائر أو المستقلة عنها.
وتعدّ أثينا وإسبرطة وطيبة وكورنثه وميغارا وأرغوس ودلفي إضافة إلى عدد من مدن جزر البحر الإيجي وغيرها في الداخل أبرز هذه المدن الدول التي كان لها تاريخها الخاص، واشتهر منها كل من أثينا وإسبرطة أكثر من غيرها. وقد عانت دول المدن في العصر الهلّيني حربين أولاهما مع الفرس، وهي الحروب الفارسية[ر] وثانيتهما بين معسكر أثينا من جهة ومعسكر إسبرطة من جهة أخرى، وهي حرب البلوبونيز[ر] كما عرفت هذه الدول نتيجة معاناتها السياسية والاقتصادية عدداً من أشكال الحكومات أبرزها الملكي و«الأرستقراطي والأوتوقراطي والثيوقراطي والأوليغاركي».
وقد شهد العصر الهلّيني تطوراً بارزاً في عدد من العلوم والفنون؛ ولاسيّما في الفلسفة والمسرح والنحت، كما ظهر علماء وفنانون ونحاتون ومهندسون بهروا العالم القديم ومايزالون حتى اليوم أمثال الطبيب هبوقراطس[ر] والمهندس هيبوداموس[ر] Hippodamos الملطي، والمؤرخان هيرودوت[ر] وثوكوديدس[ر]، والفلاسفة سقراط[ر] وأفلاطون[ر] وأرسطو[ر]، والمسرحيّين أيسخولوس[ر] Aeschylos وسوفوكلس[ر] ويوريبيدس[ر] وأريستوفانيس[ر]، والنحّاتين فيدياس[ر] ولوسيبيوس[ر] ومورون[ر] وبراكسيتلس[ر] وغيرهم.
وفي العصر الهلّيني ارتبطت الحياة الاجتماعية بالديانة وولدت فكرة عيد الإله المصحوب بألعاب رياضية احتفالية، ومن هذه الفكرة عرف الإغريق عدداً من الأعياد لعل أبرزها الألعاب الأولمبية التي عقدت أول مرّة سنة 776ق.م على شرف كبير آلهة الأولمب، وسميت باسمها.
ويعزى إلى هذا العصر تطويره مجموعة أنظمة سياسية في المدن الدول الحرة وصولاً إلى النظام الشعبي أو «الديمقراطي»، وهو النظام الذي عدّه المؤرخون المعاصرون أفضل نظام ارتضاه مواطنو ذلك العصر، واتفقوا على صلاحه مقارنة بالأنظمة المعمول بها في ذلك العصر، وأبرزها الملكية المطلقة، وهي «ديمقراطية» تعتمد أساساً مفهوم مشاركة كل مواطن قادر في التوجيه أو المساعدة أو تنفيذ سياسة بلده الداخلية أو الخارجية؛ إذ كان المفهوم السائد أنه لا خيار للمواطن في المشاركة في حكم وطنه وأنه لا خير في المواطن الذي يعزف عن هذه المشاركة.
مفيد رائف العابد
Hellenistic civilization - Epoque hellénistique
الهلّينية (الحضارة ـ)
يطلق تعبير الهلّينية Hellenism على واحدة من الحضارات التي عرفتها بلاد اليونان في تاريخها، وهي الحضارة الثانية في الترتيب الزمني بعد الحضارة الإيجية (2100- 1000ق.م)[ر] وقبل حضارة العصر الهلنستي (332-30ق.م)[ر]، وهي واحدة من التسميات التي أطلقها المؤرخون المعاصرون على هذه الحضارة اعتماداً على ما أطلقه اليونانيون القدامى على أنفسهم تيمناً بجدهم الأسطوري هيلين Hellen وببلادهم التي عرفت باسم بلاد هيلاس Hellas أو الهيلاد Hellad، إضافة إلى تسمية حضارة دولة المدينة City-State (Polis) لارتباط هذه الحضارة سياسياً وحضارياً بعدد من المدن التي كانت كل واحدة منها مع ريفها تعدّ دولة بكل معاني الكلمة، وكذلك حضارة العصر الكلاسيكي Classical (وتعني أصوليّاً أوقديماً) وهي تسمية أطلقها المؤرخون الأوربيون والغربيون عموماً على هذه الحضارة؛ إذ عدّوا أنفسهم ورثة هذه الحضارة التي تميزت بإنجازاتها التاريخية الرائعة.
ويمتد تاريخ هذه الحضارة من بداية الألف الأول قبل الميلاد، وهو تاريخ ترسيخ المدن الدول نفسها دولاً مستقلة في العرف السياسي الإغريقي، وينتهي بظهور الإسكندر المقدوني[ر] منتصف القرن الرابع قبل الميلاد عندما بدأ تأسيس الدول الإغريقية الكبرى خارج بلاد اليونان.
وتتميز هذه الفترة سياسياً بظهور مجموعة من المدن التي كانت تتناحر غالباً فيما بينها لأسباب اقتصادية أو خارجية، في حين تتفق أحياناً للدفاع عن حريتها الذاتية وأسلوب حياتها ضد القوى الخارجية أو لإقامة شعائر دياناتها وأعيادها واحتفالاتها الرياضية المرتبطة بهذه الشعائر أو المستقلة عنها.
وتعدّ أثينا وإسبرطة وطيبة وكورنثه وميغارا وأرغوس ودلفي إضافة إلى عدد من مدن جزر البحر الإيجي وغيرها في الداخل أبرز هذه المدن الدول التي كان لها تاريخها الخاص، واشتهر منها كل من أثينا وإسبرطة أكثر من غيرها. وقد عانت دول المدن في العصر الهلّيني حربين أولاهما مع الفرس، وهي الحروب الفارسية[ر] وثانيتهما بين معسكر أثينا من جهة ومعسكر إسبرطة من جهة أخرى، وهي حرب البلوبونيز[ر] كما عرفت هذه الدول نتيجة معاناتها السياسية والاقتصادية عدداً من أشكال الحكومات أبرزها الملكي و«الأرستقراطي والأوتوقراطي والثيوقراطي والأوليغاركي».
وقد شهد العصر الهلّيني تطوراً بارزاً في عدد من العلوم والفنون؛ ولاسيّما في الفلسفة والمسرح والنحت، كما ظهر علماء وفنانون ونحاتون ومهندسون بهروا العالم القديم ومايزالون حتى اليوم أمثال الطبيب هبوقراطس[ر] والمهندس هيبوداموس[ر] Hippodamos الملطي، والمؤرخان هيرودوت[ر] وثوكوديدس[ر]، والفلاسفة سقراط[ر] وأفلاطون[ر] وأرسطو[ر]، والمسرحيّين أيسخولوس[ر] Aeschylos وسوفوكلس[ر] ويوريبيدس[ر] وأريستوفانيس[ر]، والنحّاتين فيدياس[ر] ولوسيبيوس[ر] ومورون[ر] وبراكسيتلس[ر] وغيرهم.
وفي العصر الهلّيني ارتبطت الحياة الاجتماعية بالديانة وولدت فكرة عيد الإله المصحوب بألعاب رياضية احتفالية، ومن هذه الفكرة عرف الإغريق عدداً من الأعياد لعل أبرزها الألعاب الأولمبية التي عقدت أول مرّة سنة 776ق.م على شرف كبير آلهة الأولمب، وسميت باسمها.
ويعزى إلى هذا العصر تطويره مجموعة أنظمة سياسية في المدن الدول الحرة وصولاً إلى النظام الشعبي أو «الديمقراطي»، وهو النظام الذي عدّه المؤرخون المعاصرون أفضل نظام ارتضاه مواطنو ذلك العصر، واتفقوا على صلاحه مقارنة بالأنظمة المعمول بها في ذلك العصر، وأبرزها الملكية المطلقة، وهي «ديمقراطية» تعتمد أساساً مفهوم مشاركة كل مواطن قادر في التوجيه أو المساعدة أو تنفيذ سياسة بلده الداخلية أو الخارجية؛ إذ كان المفهوم السائد أنه لا خيار للمواطن في المشاركة في حكم وطنه وأنه لا خير في المواطن الذي يعزف عن هذه المشاركة.
مفيد رائف العابد