مدينة هابو Medinet Habu هي بأقصى جنوب مقبرة طيبة بالضفة الغربية لنهر النيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدينة هابو Medinet Habu هي بأقصى جنوب مقبرة طيبة بالضفة الغربية لنهر النيل

    هابو (مدينه موتي)

    Habu - Habu

    هابو (مدينة الموتى ـ)
    مدينة هابو Medinet Habu هي التسمية الحديثة للقطاع الواقع في أقصى جنوب مقبرة طيبة على الضفة الغربية لنهر النيل، وهي ترتبط مع النهر بقناة مائية قديمة. يقوم فيها مجمع ديني كبير يضم العديد من المعابد من عصر الدولة الحديثة، المسماة بمعابد الموتى التي بنيت في عهد الأسرات الحاكمة من الأسرة الثامنة عشرة حتى الأسرة العشرين (1550-1070ق.م).
    نُقبت المدينة منذ منتصف القرن التاسع عشر من قبل مارييت Mariette من مصلحة صيانة الأوابد في مصر، وتابع آخرون العمل في النصف الثاني من القرن نفسه حتى مطلع القرن العشرين، كما جرت فيها بين أعوام 1927-1933 مواسم تنقيب نظامية من قبل المعهد الشرقي Oriental Institute التابع لجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتجددت هذه الأعمال في الخمسينات من القرن الماضي من قبل المعهد نفسه.
    المعبد الأهم في مدينة هابو هو المعبد الذي بناه الفرعون رمسيس الثالث Ramses III مؤسس الأسرة العشرين وآخر فرعون كبير في المملكة الحديثة (1185-1153ق.م)، والذي أُطلق عليه تسمية «بيت المليون سنة»، وقد شيّده وفق مخطط معماري فريد وأصيل أصبح النموذج لفن العمارة الدينية في طيبة، وهو يشبه معبد رمسيس الثاني الشهير المسمى رامسيوم Ramesseum ولكنه يتجاوزه حجماً، وهو أكبر معبد معروف من نوعه في مصر القديمة، وتبلغ أبعاده 210×315م. يتم دخول المعبد عبر بوابة مهيبة Pylon هي برج دفاعي صغير من النوع المعروف في بلاد الشام المسمى ميغدول Migdol، مما أعطى البناء طابعاً عسكرياً إضافة إلى طابعه المدني،

    مدينة هابو: معبد رمسيس الثالث
    ودلّ على التأثيرات المعمارية المتبادلة بين وادي النيل وبلاد الشام. تؤدي هذه البوابة - البرج - إلى قاعة أولى تحيط بها صفوف من الأعمدة، وهي تقود إلى قاعة كبرى ثانية، تحيط بها الأروقة من جهاتها الأربعة، تلي ذلك عدة باحات ثم ثلاثة هياكل متجاورة. الهيكل الأول مخصص لإله الشمس آمون Amon والهيكل الثاني لزوجته موت Mout، في حين خصص الهيكل الثالث لإبنهما خنصو Khensu إله القمر. ضم المعبد تماثيل ضخمة، وزخارف جميلة ومتنوعة، وفيه جناح الحريم واستراحة الملك التي احتوت على صور للملك يلهو مع النساء اللاتي دبرن محاولة لاغتياله في هذا الجناح. لكن من أهم ما كشف في المعبد نصوص هيروغليفية مهمة وخاصة تلك التي تتحدث عن حملات الفرعون رمسيس الثالث ضد شعوب البحر والتي تضمنت وصفاً لهذه الشعوب وأصلها وشكلها ولباسها وتسليحها، بما في ذلك وصف للمعركة البحرية الحاسمة التي قادها الفرعون المصري ضدهم، ويظهر فيها وهو يحطم جنودهم وعرباتهم وقد أفلح الفنان في تصوير ملامح الجنود المرتزقة والأسرى من مختلف الشعوب التي شاركت في القتال، وهذا هو الأثر الوحيد المعروف حتى اليوم في وصف معركة بحرية في مصر القديمة. وتُعدّ هذه الكتابات والأشكال التي رُسمت على جدران المعبد وأعمدته أهم مصدر مصري عن هذه الشعوب، وهناك المشاهد التي تصور الملك يصطاد الثيران والحمير الوحشية والماعز الجبلي، إضافة إلى حروب الملك في مناطق النوّبة. خضع هذا المعبد لتعديلات كثيرة في العصور اللاحقة، ويقوم بالقرب منه قصر ملكي تتوسطه قاعة للعرش وقاعة للاستقبال.

    بوابة المعبد

    نحت بارز على بوابة المعبد
    تضمنت مدينة هابو معابد أخرى أقدم، بُنيت للرب آمون من قبل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وخاصة معبد الملكة حتشبسوت Hatshepsut ت1497-1457ق.م، ومعبد تحوتمس الثالث Thutmose III ت1479-1424ق.م، مع الإشارة إلى محاور ارتباط بين معابد مدينة هابو ومعابد الكرنك والدير البحري المجاورة. وفي المدينة مقابر مهمة لملوك الأسرة الحديثة وأمكنة إقامة الرسميين والكهنة، إضافة إلى المشاغل والمخازن وغير ذلك من المنشآت التي جعلت منها أهم مركز إداري وديني في ذلك العهد. بعد نهاية الأسرة العشرين دُمرت المدينة، وخاصة معبد رمسيس الثالث تدميراً كبيراً بما في ذلك الأسوار والبوابة ثم أُعيد ترميمها لاحقاً، وشغل الكهنة والملوك المعبد وقصره وجعلوه مقراً لهم، واستمرت الحال كذلك في العصور الفارسية والبطلمية ثم توسعت المدينة في العصور الرومانية، وتجاوزت حدود أسوارها القديمة، وتابعت حياتها في العصور المسيحية الأولى وحملت اسم جامت Djamet حيث سكن المعبد وحُوِّل مبنى فنائه الثاني إلى كنيسة، كما أُقيمت فيها كنائس عديدة أخرى. وفي القرن التاسع هُجرت المدينة ونزح سكانها.
    سـلطان محيـسن

يعمل...
X