هان (ات)
Hahn (Otto-) - Hahn (Otto-)
هان (أُتو ـ)
(1879 ـ 1968)
أُتو هان Otto Hahn كيميائي وفيزيائي ألماني ولد في مدينة فرانكفورت على نهر المين بألمانيا. كان في بدايته مشتتاً بين الفن والفلسفة والعمارة إلى أن اجتذبته الصناعات الكيمياوية، حاز عام 1901 درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية من جامعة ماربورغ Marburg. وفي أثناء ذلك كان اكتشاف المواد المشعة قد أثار اهتمام كثير من الباحثين. لذلك عندما توجه هان إلى لندن لدراسة اللغة الإنكليزية بناء على طلب الشركات التي عرضت عليه العمل في الصناعة، تخلى عن العرض وانضم للعمل مع السير وليم رامزي W.Ramsay فكلفه إجراء بحث حول الراديوم[ر]. ومنذ ذلك الوقت انصرف هان كلياً إلى البحث في المواد المشعة والفيزياء النووية. وفي عام 1905 اكتشف ضمن شوائب الراديوم نظيراً مشعاً للثوريوم. وبعد عام قضاه في كندا مع رذرفورد[ر] عاد إلى ألمانيا. وكان قد درس في هذا العام انحراف جسيمات ألفا (أي نوى الهليوم) في حقل مغنطيسي كما عثر على نظير مشع للأكتينيوم، وفي عام 1907- أي بعد عام من عودته - انضمت للعمل معه الفيزيائية النمساوية ليز مايتنر Lise Meitner في مخبر الكيميائي فيشر Fischer ت(1919-1852). وظلت ترافقه طوال بقائها في ألمانيا.
وبعد خمس سنوات انتقلا إلى معهد القيصر ولهلم الجديد للكيمياء حيث ترأس هان قسماً مستقلاً لكيمياء المواد المشعة. وما إن استقر في عمله وتزوج حتى نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914، فعيّن في إحدى الفرق اختصاصياً في الحرب الكيمياوية.
استأنف هان العمل مع مايتنر بعد الحرب، وكانا من أوائل من اكتشف النظير المشع 231 للبروتكتينيوم عام 1918. كما اكتشفا ارتداد النوى التي تصدر عنها أشعة ألفا. وكانا أول من فصل مغنطيسياً أشعة بيتا (المكوَّنة من إلكترونات) عن الإلكترونات الصادرة عن الذرات، فميزا بذلك بين الإلكترونات الصادرة عن النواة وتلك الصادرة عن الذرات.
وأخيراً أتى اكتشاف الانشطار النووي [ر. الطاقة النووية]. ففي عام 1934 أثار اكتشاف فيرمي[ر] Fermi اهتمامَ هان؛ إذ اكتشف فيرمي أن رجم أثقل عنصر طبيعي (وهو اليورانيوم) بالنترونات يؤدي إلى ظهور نواتج عديدة مشعة. وكان قد سبق لرذرفورد أن رجم ذرات الآزوت بجسيمات ألفا، فلاحظ أن هناك حالات تتغير فيها نواة الآزوت، ولكنه لم يدرك على الفور أنها تحولت إلى نواة أكسجين. وكان يُعتقد في البدء أن هذه النواتج هي عناصر صنعية شبيهة بالنواة الأصلية. وفي عام 1938 هربت ليز مايتنر من المضايقات النازية لكونها يهودية، وانضم الشاب شتراسمن Strassmann (المولود عام 1902) إلى هان. وبعد دراسة متأنية تبين لهما أن أحد النواتج هو نظير مشع للباريوم. وهذا يعني أن نواة اليورانيوم لم تتحول فقط، بل انشطرت لأن نواتها تحوي 92 بروتوناً، وتحوي نواة الباريوم 56، والباريوم أخف بكثير من اليورانيوم. لكن الشيء المهم هو أن هذا الانشطار يولِّد طاقة كبيرة جداً. ففكرت القوات النازية بالاستفادة من هذه الطاقة في حربها. ولكن مايتنر ـ التي لحقت ببور[ر] Bohr في أمريكاـ أبلغت الهيئات العلمية هناك بتجارب هان، فسارعت أمريكا إلى صنع قنابل ذرية انشطارية استخدمتها سنة 1945 ضد اليابان.
وبعد سقوط برلين استدعي هان مع فريق من الفيزيائيين إلى إنكلترا. وهناك أُبلغ أنه مُنح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1944. ولدى عودته إلى ألمانيا حظي بجماهيرية واسعة وأصبح مقرباً من أول رئيس جمهورية لألمانيا الاتحادية وناطقاً باسمها في الشؤون العلمية.
وائل الأتاسي
Hahn (Otto-) - Hahn (Otto-)
هان (أُتو ـ)
(1879 ـ 1968)
وبعد خمس سنوات انتقلا إلى معهد القيصر ولهلم الجديد للكيمياء حيث ترأس هان قسماً مستقلاً لكيمياء المواد المشعة. وما إن استقر في عمله وتزوج حتى نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914، فعيّن في إحدى الفرق اختصاصياً في الحرب الكيمياوية.
استأنف هان العمل مع مايتنر بعد الحرب، وكانا من أوائل من اكتشف النظير المشع 231 للبروتكتينيوم عام 1918. كما اكتشفا ارتداد النوى التي تصدر عنها أشعة ألفا. وكانا أول من فصل مغنطيسياً أشعة بيتا (المكوَّنة من إلكترونات) عن الإلكترونات الصادرة عن الذرات، فميزا بذلك بين الإلكترونات الصادرة عن النواة وتلك الصادرة عن الذرات.
وأخيراً أتى اكتشاف الانشطار النووي [ر. الطاقة النووية]. ففي عام 1934 أثار اكتشاف فيرمي[ر] Fermi اهتمامَ هان؛ إذ اكتشف فيرمي أن رجم أثقل عنصر طبيعي (وهو اليورانيوم) بالنترونات يؤدي إلى ظهور نواتج عديدة مشعة. وكان قد سبق لرذرفورد أن رجم ذرات الآزوت بجسيمات ألفا، فلاحظ أن هناك حالات تتغير فيها نواة الآزوت، ولكنه لم يدرك على الفور أنها تحولت إلى نواة أكسجين. وكان يُعتقد في البدء أن هذه النواتج هي عناصر صنعية شبيهة بالنواة الأصلية. وفي عام 1938 هربت ليز مايتنر من المضايقات النازية لكونها يهودية، وانضم الشاب شتراسمن Strassmann (المولود عام 1902) إلى هان. وبعد دراسة متأنية تبين لهما أن أحد النواتج هو نظير مشع للباريوم. وهذا يعني أن نواة اليورانيوم لم تتحول فقط، بل انشطرت لأن نواتها تحوي 92 بروتوناً، وتحوي نواة الباريوم 56، والباريوم أخف بكثير من اليورانيوم. لكن الشيء المهم هو أن هذا الانشطار يولِّد طاقة كبيرة جداً. ففكرت القوات النازية بالاستفادة من هذه الطاقة في حربها. ولكن مايتنر ـ التي لحقت ببور[ر] Bohr في أمريكاـ أبلغت الهيئات العلمية هناك بتجارب هان، فسارعت أمريكا إلى صنع قنابل ذرية انشطارية استخدمتها سنة 1945 ضد اليابان.
وبعد سقوط برلين استدعي هان مع فريق من الفيزيائيين إلى إنكلترا. وهناك أُبلغ أنه مُنح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1944. ولدى عودته إلى ألمانيا حظي بجماهيرية واسعة وأصبح مقرباً من أول رئيس جمهورية لألمانيا الاتحادية وناطقاً باسمها في الشؤون العلمية.
وائل الأتاسي