أيام الفن التشكيلي السوري احتفاء بالفنانين الرواد وتحفيز للشباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيام الفن التشكيلي السوري احتفاء بالفنانين الرواد وتحفيز للشباب

    أيام الفن التشكيلي السوري احتفاء بالفنانين الرواد وتحفيز للشباب


    التظاهرة تحتفي بفاتح المدرس وتنظم عددا من المعارض لفنانين شباب في مختلف أنحاء سوريا.


    فنانو سوريا تجارب لها بصمتها من جيل إلى جيل

    دمشق– يقدم الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري الذي انطلق منذ العاشر من أكتوبر الجاري ليتواصل إلى الثالث عشر من نفس الشهر في أماكن مختلفة من البلاد، عددا من الفعاليات الفنية المتنوعة والتي تحتفي بواحد من رواد الفن التشكيلي في سوريا فاتح المدرس، كما تنظم على امتداد أيام لاحقة عددا من التظاهرات والمعارض خاصة الشبابية.

    وتزامنا مع أيام الفن التشكيل السوري افتتح مساء الثلاثاء معرض تشكيلي شبابي بعنوان “خماسي” في غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة، لتزين جدرانه لوحات جريئة بألوان صاخبة جمعت تعابير فنية منوعة ما بين التجريد والواقعي.

    “خماسي” جمع خمسة من الشباب الشغوفين بالفن التشكيلي ومن خريجي جامعة دمشق للفنون الجميلة، ليقدموا نتاجاتهم الفنية في صورة جماعية، مستلهمين أفكارهم الإبداعية من وحي الواقع تارة، ومن الذكريات التي مرت على أفئدتهم مرة أخرى، مجسدين مكنوناتهم بلوحات متنوعة ملامح وتقنية وموضوعاً.

    وكانت ملامح العزلة والانزواء بالنفس واضحة في لوحات الفنانة الشابة رزان المير التي توضح في تصريح لها أنها اعتمدت في لوحاتها على الكتلة اللونية الغامقة المطعمة بقليل من الحمرة الخجلة لإبراز تعابير التعب والانكسار والقليل من الحب والحنين، فترسم الشفافية اللونية بزاوية وتمتد السماكة اللونية بزوايا أخرى.

    وبدورها تبين الفنانة الشابة شذا ميداني أنها شاركت بلوحات من الأكريليك والرمل على القماش والمستوحاة من ظروف الحرب العصيبة التي عانى منها الشعب السوري بمجمله، والتي ترجمتها عبر ملامح الوجوه للكثير من الحالات النفسية المتمثلة في القلق والخوف والدهشة، مازجة فيها بين التعبيرات المتناقضة والمتوازنة.

    ويرى الفنان التشكيلي غازي عانا أن المعرض يحمل الكثير من التجدد في الأسلوب والصياغة والفكرة، مما أطلق العنان لرؤى للبورتريه بالكثير من الجرأة في الطرح والمعاصرة في التعبير، ولكن تخللها بعض من المبالغة في ملامح القسوة والمعاناة، منها التجريدي والواقعي، إذ يسود التناغم بين اللون والصورة والفكرة، ليكسبها صفة التطور الإبداعي بمقاييس عديدة.



    كما احتفل الموسم الخامس لأيام الفن التشكيلي السوري، بدار الأسد للثقافة والفنون، بمئوية الفنان المعلم فاتح المدرس تحت شعار “سبعون عاماً من الحداثة”، وهو إشارة إلى مرور سبعين عاماً على فوز لوحته “كفر جنة” بالجائزة الأولى، في المعرض السنوي الثالث عام 1952، والتي تم اعتبارها بدايةً لتاريخ الحداثة في الفن التشكيلي السوري.

    وتضمنت الاحتفالية التي أطلقتها وزارة الثقافة إقامة العديد من المعارض في صالات العرض العامة والخاصة، وندوات أكاديمية ومسابقات احترافية، منها معرض الخريف السنوي في قلعة دمشق، ومعرض الحداثة في صالة الشعب، ومسابقة البورتريه من وحي أعمال فاتح المدرس في قلعة دمشق، ومسابقة تصميم البوستر في مكتبة الأسد الوطنية.

    وعن ميزة الاحتفالية هذا العام يقول مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبدالحميد في تصريح له “يكرس الموسم الخامس من الاحتفالية تقليداً اتبعناه في الموسمين الماضيين من خلال الاحتفاء بحدثين كبيرين، أولهما مئوية الفنان المعلم فاتح المدرس، والآخر هو مرور سبعين عاماً على فوز لوحته كفر جنة بالجائزة الأولى في المعرض السنوي الثالث عام 1952”.

    ويوضح عبدالحميد أن حفل افتتاح أيام الفن التشكيلي السوري بدار الأوبرا تضمن تكريم ثلاثة فنانين كبار، وهم النحات عبدالسلام قطرميز، ومجدي الكزبري، وطلال العبدالله، وتكريم ذكرى ثلاثة فنانين من الراحلين هم الفريد حتمل وهو أحد مؤسسي الفن التشكيلي الذي غلبت على أعماله النزعة الانطباعية، وعزالدين همت، وهو أيضاً أحد رموز المدرسة الكلاسيكية في الحراك التشكيلي المعاصر، وعبدالكريم فرج عميد كلية الفنون الجميلة سابقاً، والذي حملت أعماله الحس الإنساني والجمالي، بأسلوب عفوي، وبصياغة لونية وتقنية تخدم الفكرة.

    ويبين أن المراكز الثقافية في دمشق والمحافظات، منها في حلب واللاذقية والحسكة، تشارك في فعاليات موازية إلى جانب 10 صالات عرض خاصة في دمشق، وواحدة في حلب، والتي ستقدم معارض خاصة بالمناسبة، مع إقامة ندوتين عن الفن التشكيلي السوري في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.

    وضمن نفس الفعالية افتتحت أروقة المتحف الوطني باللاذقية معرضا يضم أعمال 52 فناناً في معرض جماعي، تقيمه مديرية ثقافة اللاذقية، ضمن فعاليات احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري، ويختتم اليوم الخميس.



    المعرض الذي جاء بعنوان “نجوم وطن 2” ضم أكثر من 70 عملاً فنياً، بين لوحات تشكيلية ومنحوتات تنوعت في المواضيع والأساليب والتقنيات والخامات، لتعكس التوجهات الفنية للمشاركين الذين يمثلون أجيالاً مختلفة، غلب عليها جيل الشباب واختلاف التجارب والرؤى الفنية للمشاركين.

    ويتيح المعرض وفق مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم فرصة مهمة لمجموعة كبيرة من الفنانين الشباب وأصحاب الخبرات للتواجد بمعرض مشترك والخروج بأعمالهم إلى الجمهور، مبيناً أن المشاركة الواسعة للفنانين التشكيليين وضعت محبي الفن التشكيلي أمام ألوان ومدارس فنية متعددة، إضافة إلى المشاركة المتميزة للأعمال النحتية التي جاءت غنية من حيث الخامات المستخدمة والمواضيع المطروحة.

    أيام الفن التشكيلي السوري تحتفي بفاتح المدرس وتنظم عددا من المعارض لفنانين شباب في مختلف أنحاء سوريا

    ويوضح صارم في تصريح له أن الحرص الدائم على إشراك الشباب وأصحاب المواهب في ملتقيات فنية بإشراف فنانين من أصحاب الخبرة يهدف إلى الاستفادة قدر الإمكان من خبراتهم، وإتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب لإظهار إبداعاتهم.

    ويبين المشرف على المعرض الفنان التشكيلي نضال طويل أن المعرض توقف بسبب جائحة كورونا واستطاع أن يضيء على عدد من المواهب الشابة المغمورة، لتجد مكاناً لها على الساحة التشكيلية، فكان من المهم استئناف المبادرة وتبني مواهب جديدة، ومساعدتها في تلمس طريقها الفني بشكل صحيح ومدروس، لتكون رافدا مهما للحياة التشكيلية في سوريا، مؤكداً ضرورة ألا تتوقف المبادرات، لكون الفن هو الذي يخلق الحداثة في المجتمعات ويخلد الحضارات.

    النحات أحمد علاءالدين المشارك بعملين نحتيين سرياليين على خشب الزيتون ومنسق المعرض، يرى أن هدف المعرض عرض أعمال الشباب أمام الجمهور، وتشجيع الفنانين الآخرين على تبني إقامة معارض فردية أو جماعية، منوهاً بأهمية احتفالية وزارة الثقافة بالفن التشكيلي السوري وتوزعها على جميع المحافظات والمراكز الثقافية، ما يظهر أهمية الفن في حياة السوريين.

    أما الفنانة التشكيلية الشابة زينب غانم خريجة كلية الفنون الجميلة والمشاركة بثلاثة أعمال زيتية تجسد المرأة بوصفها رمز العطاء والحياة، فتعتبر المعرض مبادرة جميلة تتيح للفنانين عرض أعمالهم والخروج بها أمام الجمهور والنقاد، كما تتيح التلاقي مع تجارب فنية مختلفة لفنانين من كل المستويات والمدارس الفنية، وتزيد الوعي بأهمية الفن وضرورة استمراره رغم كل الظروف.

    ويعبر الفنان التشكيلي محمد هدلا عن سعادته بالمشاركة في المعرض من خلال عمل فني تشكيلي يمزج بين الواقعية والسريالية والتجريبية، مؤكداً أن رسالة الفنان هي دوماً الاستمرار رغم كل الظروف، مبيناً أن المعرض يتيح الاطلاع على التجارب المختلفة ويخلق طاقة متجددة من خلال رؤية فنانين يمتلكون تجارب تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، ومازال لديهم الزخم والشغف لتقديم فن إلى جانب وجود شباب صغار يمتلكون مواهب واعدة.
يعمل...
X