تخمة ابتكارات في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تخمة ابتكارات في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات


    تخمة ابتكارات في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات


    الذكاء الاصطناعي يخاطب مشاعر الأفراد والمجموعات.
    الأحد 2023/01/08

    إقبال يليق بالحدث

    بعد تراجع إقبال الزوار على معرض لاس فيغاس للإلكترونيات بسبب جائحة كورونا خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن ذلك لم يحبط شركات التكنولوجيا عن العودة بمجموعة من الابتكارات المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي وخاصة تلك المتعلقة بصحة الإنسان ومشاعره والأجهزة المنزلية الذكية والمركبات بمختلف أنواعها وعالم الميتافيرس.

    لاس فيغاس (الولايات المتحدة) – يختتم معرض لاس فيغاس للإلكترونيات فعالياته الأحد بعد أن عرض مجموعة من الابتكارات تنوعت بين الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والمركبات (سيارات ذاتية القيادة، وقوارب وطائرات كهربائية، وآلات زراعية متصلة بالإنترنت) التي كان لها نصيب وافر في هذه الدورة، كما حجز موضوع التغير المناخي للتكنولوجيا الخضراء موقعا خاصا في المعرض، في مؤشر على رغبة المنظمين في إبراز الموضوع بصورة أفضل.

    وأشار المحلل في شركة “فورستر” توماس هوسون إلى أن “الأيام التي كان فيها معرض لاس فيغاس يتمحور حول أجهزة التلفزيون والكمبيوتر المحمول والأجهزة المنزلية المتصلة بالإنترنت قد ولّت”.

    وأضاف “الآن بعد أن تم تضمين البرمجيات في جميع الأجهزة، تعرض العلامات التجارية ابتكارات في السيارات الكهربائية والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي”.
    مقياس حرارة عاطفي


    من بين الابتكارات الكثيرة التي حفل بها المعرض، تلك التي تقوم على الذكاء الاصطناعي، ومن أحدث ما سجّل في هذا الإطار “مقياس حرارة عاطفي” قادر على تحليل المشاعر البشرية.

    ويوضح مدير التكنولوجيا في الشركة الفرنسية التي تولت ابتكار الجهاز أنتوني بيرزو أنّ جهاز “إموبوت” الذي يشبه تمثالاً صغيرا “يراقب المشاعر العاطفية باستمرار” بفضل الكاميرا والميكروفونات الخاصة به.


    ويُستخدم الجهاز لرصد أي اضطرابات نفسية محتملة لدى كبار السن، كالاكتئاب أو القلق.

    ويقضي الروبوت الذي يمكن وضعه على أي قطعة أثاث في المنزل، يومه في مراقبة تعابير وجه الشخص وحركاته ونبرة صوته لرصد أي تغيرات كبيرة قد تطرأ على سلوكه فيتجنّب تالياً إدخاله المستشفى في حالة طارئة.

    ويأمل بيرزو إلى جانب المشاركين الثلاثة الآخرين في ابتكار “إموبوت” في التوصل إلى إجابة بشأن المخاطر المرتبطة بالوحدة والنقص المُسجّل في تلقي الرعاية الصحية.

    ويُفترض أن يوفّر جهازهم الذي اختُبر داخل دور لرعاية المسنّين وعدد من المنازل، إمكانية تعديل العلاجات من دون اضطرار المريض إلى انتظار موعد زيارة طبيبه.

    وتتمتّع خوارزميات الجهاز بقدرة على “تحليل تعبيرات الوجه الدقيقة” التي تعكس المشاعر البشرية، فهي بمثابة مرآة “لحالتنا النفسية والذهنية”، بحسب المهندس.

    ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم مشاعر مجموعة من الأشخاص، فأداة “أسك بولي” التي ابتكرتها شركة “أدفانسد سمبوليكس” الكندية تجري دراسات عن السوق في بضع دقائق.

    ويستطيع المستخدم أن يسألها مثلاً ما إذا كان من المناسب حالياً شراء شقة أو إذا كان ينبغي أن يدخل المجرمون القاصرون السجن، فيتولى البرنامج مسح الشبكات الاجتماعية (إنستغرام، تيك توك وتويتر..) لتحليل الرأي العام بدقة وعلى نطاق واسع.



    ويقول ستيف كونيغ وهو نائب المسؤول عن الأبحاث في شركة “كنسيومر تكنولوجي أسوسييشن” التي تتولى تنظيم معرض لاس فيغاس للإلكترونيات “لا نستطيع كبشر التعامل مع كل الأفكار التي ننتجها، فنحن بحاجة إلى مساعدة في هذا الشأن”.
    أداة تسويقية للشركات


    يعيد علماء كثيرون التطرق إلى مفهوم الذكاء الاصطناعي الذي يعتبرونه قبل كل شيء أداة تسويقية للشركات. وفي المعرض نادرة هي الأدوات والأجهزة التي لا تعمل استناداً إلى هذا المفهوم.

    ويشير تطبيق “نافو” مثلاً إلى أنّه “رائد في تغيير الجسم استناداً إلى الذكاء الاصطناعي”. ويوفر التطبيق للمستخدمين إمكانية تعديل صورهم ليتمتّعوا بجسم رشيق ورياضي، وتحفيز أنفسهم تالياً على اتباع نظام لتسعة أيام للوصول فعلياً إلى هذه النتيجة.

    ويشير المحلل المستقل آفي غرينغارت إلى أنّ الذكاء الاصطناعي “ليس مجرد كلمة رنانة للبروز في المعرض”، لافتاً إلى أنّ هذه التقنية “تُستخدم في كاميرات الهواتف الذكية، وفي المصانع لتحديد المنتجات الفاسدة، وفي الزراعة لتحديد العشب الضار ورشّه بالمبيدات، فهو موجود في مختلف المجالات”.

    وأسس إميل خيمينيز “مايندبانك أرتيفيشل إنتلجنس” لأهداف تنضوي تحت فكرة “الخلود” ولكي “تتمكن ابنته من طرح أسئلة على والدها متى شاءت”.

    ويتيح التطبيق الذي ابتكره خيمينيز تسجيل إجاباته على الأسئلة الشخصية (مثلاً ماذا يعني الحب لك؟) من أجل “حفظ الأفكار الخاصة بكل فرد على الحوسبة السحابية بشكل دائم”.

    لكن بعيدا عن هذا الطموح، استقطبت الخدمة مستخدميها من خلال هدفها الرامي إلى التوصّل إلى فهم أفضل للذات. ويضم التطبيق برنامجاً ذهنياً لغوياً لتحليل أحاديث المستخدمين بهدف توضيح مشاعرهم.

    تولّت شركة “إمكي” الفرنسية الناشئة تصميم الصوت والإضاءة لعرض على مسرح “أورانج”، إذ جرى ابتكار الرسومات التفاعلية بفضل برامج من هذا النوع.

    وقالت مديرة التسويق في “إمكي” ماري لاثو “هذا يجعل من الممكن إنشاء محتوى بصورة سريعة وتكاليف منخفضة جداً”، مضيفة أن “مجموعة واسعة جدا من الصور تصبح مُتاحة للمدير الفني في وقت قصير”.

    وترى لاثو في الذكاء الاصطناعي أداة لخدمة الفنانين.

    من جهة ثانية، أشار رئيس العمليات لدى “ماغنيفاي” ساكيه داندوتيا إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يمثل “تهديداً للمصممين إذ سيحل مكانهم”، على غرار الروبوتات في المصانع.

    وابتكر فريقه برنامج “ستروب” لإنشاء مقاطع الفيديو. ويقول “يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة جداً لنا من شأنها إحداث تغييرات كبيرة في المجال الإبداعي برمّته”.
    روبوت متعدد المواهب



    الذكاء الاصطناعي يهتم بصحة البشر


    أتاح المعرض فرصة للتعرف على الروبوت الجديد “إيو” المبرمج للقيام بمهمة التطهير والتنظيف.

    والروبوت متعدد المواهب جهز بعدة خاصيات ووجد أرضية واعدة للعمل أثناء فترة وباء كورونا في المستشفيات والمؤسسات الصحية. ويستخدم “إيو” ذراعه الآلية للقيام بعمليات تطهير جذرية بالأشعة فوق البنفسجية لإعدادات الرعاية الصحية. وبعد فترة الوباء والإغلاق، زود الروبوت بخاصية جديدة تمكنه من القيام بخدمات التوصيل والدوريات.

    وأوضح دان هاديك من شركة “أيلوبوس روبوت” المصنعة للروبوت “لقد أنشأنا إيو كمنصة روبوتية متعددة الوظائف حتى نتمكن من القيام بالعديد من حالات الاستخدام. وأحد هذه الأنشطة يتمثل في التطهير بالأشعة فوق البنفسجية”. ويضيف دان “لقد استجبنا بسرعة كبيرة للوضع المستعجل منذ عامين أثناء الوباء وابتكرنا هذا الحل الفريد جدًا الذي وجد مكانا هاما في مجال رعاية المسنين والمستشفيات ومرافق النقل العام”.

    وأضاف أنه “بمناسبة المعرض تم تزويد الروبوت بكاميرا جديدة تعمل بالأشعة تحت الحمراء على رأسه حتى يتمكن من العمل في الظلام. بإمكان الروبوت أن يتنقل في الليل أو في الظلام أو عند انقطاع الكهرباء والقيام بعمليات التسليم”.

    يقوم عالم الميتافيرس الذي يُروج له على أنه مستقبل الإنترنت، على تجارب انغماسية يمكن الوصول إليها بشكل خاص عبر تقنيات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز.

    المركبات الذكية بخدمات تتيح تحديث برمجية إدارة العربات عن بعد بواسطة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي

    وفي العام الماضي هيمنت على معرض لاس فيغاس للإلكترونيات فكرة أن مستقبل الإنترنت يتمثل في الواقع الافتراضي الذي يمكن ولوجه من خلال خوذ ذكية.

    غير أن الحماسة لهذا الأمر بدأت تتلاشى تدريجاً، خصوصاً بعد سنة سيئة لشبكة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك)، التي تُعتبر رافعة عالم ميتافيرس. ولا تزال هذه الشبكة تواجه صعوبة في إقناع المستخدمين بجدوى هذا العالم الموازي، رغم استثمارها مبالغ طائلة في هذا المجال.

    وتقول كارولينا ميلانيزي من شركة “كرييتيف ستراتيجيز” إن الميتافيرس “لم يصبح بعد فئة لعامة الناس”.

    غير أن العوالم الافتراضية لم تغب عن صدارة الاهتمامات هذا العام، إذ شهد المعرض مشاركة الكثير من الشركات والمحاضرين الذين عرضوا التطبيقات المتاحة في هذا المجال.

    وضمت فئة “ويب 3” في المعرض شركات متخصصة في هذا القطاع، وكذلك في مجال تقنية “بلوكتشين” والعملات المشفرة. ويأمل العديد من المهندسين في أن يظهر الإنترنت اللامركزي يوماً ما بفعل هذه التقنيات.

    لكن يوجد عدد أقل من المتوقع من الشركات العاملة في مجال العملات الرقمية بسبب ما حصل مع شركة “أف.تي.أكس”.

    وقد أنهى انهيار هذه المنصة المتخصصة في العملات المشفرة التي ساهمت في انتشار العملات الرقمية على نطاق واسع، وتوقيف رئيسها سام بانكمان فريد عاماً مظلماً لهذا القطاع.
    مركبات ذكية


    كان للمركبات (سيارات وقوارب وطائرات كهربائية، وآلات زراعية متصلة بالإنترنت) موقع مهيمن هذا العام، إذ شاركت في المعرض ما يقرب من ثلاثمئة جهة عارضة عاملة في القطاع، مع جناح كامل مخصص لها، قدمت طرازات تُكشف للمرة الأولى، خصوصا من شركات “ستيلانتيس” و”بي.أم.دبليو”.

    وقال كيفن يالوفيتس المسؤول عن أنشطة البرمجيات والمنصات في شركة “أكسنتشر” إن الحدث هذا العام “سيكون أشبه بمعرض للسيارات”.

    ويجعل التطور المتسارع في قطاع السيارات من المعرض وجهة بديهية، على وقع التراجع المتسارع في الاهتمام بمعرض ديترويت الذي عُلّق لثلاث سنوات قبل إعادة انطلاقه على نطاق أضيق في سبتمبر الفائت.

    وكان الجزء الأكبر من الابتكارات المقدمة هذا العام ينصب في اتجاه تقنيات القيادة الذاتية.

    ومن بين الأمور الجديدة هذا العام، خدمات تتيح تحديث برمجية إدارة المركبات عن بعد بواسطة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي.

    ويوضح يالوفيتس أن هذه البرامج قد “تغير إعدادات استخدام المركبة بصورة فورية، وتحدد المشكلات التي يمكن حلها من دون أن يتنبه السائق حتى إلى الموضوع”.

    ودخلت شركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات مجال إنتاج المركبات الجوية، إذ أعلنت خلال المعرض أنها ستنتج طائرة كهربائية صممتها شركة “آرتشر” الأميركية لاستخدامها كـ”تاكسي جوّي”.

    وتبدو المركبة التي أُطلقت عليها تسمية “ميدنايت” أشبه بطائرة صغيرة مزودة بعدد من الدوارات على جناحيها وتهدف إلى تنفيذ رحلات متتالية تبلغ مسافة كل منها نحو 30 كيلومتراً، على أن تُشحن بطارياتها لمدة عشر دقائق بين رحلة وأخرى.

    ومن المتوقع أن تبدأ “ستيلانتيس” في نهاية 2024 بتصنيع المركبة في معمل “آرتشر” في كوفينغتون بولاية جورجيا في شرق الولايات المتحدة.

    ومن المتوقع أن تنفذ “طائرات الأجرة” هذه في البداية رحلات بين نيويورك ومطار نيوآرك، ثم إلى مدن أخرى مثل لوس أنجلس وميامي وسان فرانسيسكو.
    ثورة الأجهزة الذكية



    سامسونغ حاضرة بالأجهزة الذكية


    تسجل الأجهزة المتصلة بالإنترنت نفوذا متعاظما منذ ما يقرب من عقد، غير أن سوقها تبقى مشتّتة للغاية، مع عشرات من المصنعين والكثير من المعايير والقواعد المتنافسة.

    وتحت راية اتحاد معايير الأجهزة المتصلة “سي.أس.أي”، تعاونت أكثر من 550 شركة لتحديد بروتوكول مشترك، ما يعتبره الخبراء بمثابة ثورة في المجال.

    ومع البروتوكول الجديد المسمى “ماتر”، والذي أطلقت النسخة الأولى منه في أكتوبر، سيكون ممكناً شراء جهاز من أي علامة تجارية تقريباً وربطها بالنظام المعتمد في منزل المستخدم، سواء مع تطبيقات “أليكسا” من أمازون أو “نست” من غوغل.

    وأعلن آفي غرينغارت من شركة “تكسبوننشل” أن “بعض المنتجات حصلت على ترخيص” المطابقة مع هذه المعايير الجديدة، و”سيكون هناك منتجات أخرى كثيرة في أروقة معرض لاس فيغاس”.

    وأضاف المحلل “سنرى أجهزة ‘ماتر+’ مبرمجة مع أجراس منازل أو مكانس كهربائية أو أجهزة أخرى”.

    وطرحت سامسونغ الكورية الجنوبية العملاقة رؤيتها لمستقبل يتم فيه توصيل جميع الأدوات المنزلية معا لتتواصل بعضها مع بعض بسلاسة لتصبح حياة الناس أسهل وأكثر رفاهية.

    وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لسامسونغ هان جونغ هي “نحن ندرك أن رؤيتنا كبيرة”، مضيفا “يتعلق الأمر بحل التحديات الحقيقية اليوم، وفهم احتياجات المستهلكين وتطلعاتهم إلى المستقبل”.

    وأقرّ هان بالصعوبات في توصيل جميع الأجهزة المنزلية والتوفيق بينها، حيث قال “سيستغرق الأمر وقتا وابتكارا وتعاونا مع الشركاء في جميع أنحاء العالم. لكننا ملتزمون بتحقيق ذلك، وقد بدأنا بالفعل”.

    وضمن الجهود المبذولة لتحقيق رؤيتها للمنزل الذكي في وقت أقرب، تسعى سامسونغ لجعل جميع أجهزتها المنزلية متصلة بشبكات واي فاي والسماح للأجهزة المنزلية من 13 علامة تجارية مختلفة تنتمي إلى تحالف الأجهزة المنزلية بالاتصال معا والتحكم فيها بنهاية هذا العام.
يعمل...
X