كراناش (لوكاس معروف باكبر)
Cranach (Lucas The Elder-) - Cranach (Lucas The Elder-)
كراناش (لوكاس المعروف بالأكبر ـ)
(1472 ـ 1553)
لوكاس كراناش المعروف بـ (الأكبر) Lucas Cranach (l’Ancien ou l’Aîné) (ويلفظ بالألمانية كراناخ)، فنان تشكيلي ألماني من مواليد كروناش الواقعة على بعد 90كم شمال نورنبرغ Nürnberg، وتوفي في مدينة فايمار السكسونية Saxe-Weimar. اسمه الحقيقي لوكاس مولر Lucas Müller، ويُعد من رواد الفن السكسوني، وأحد أهم الفنانين التشكيليين تأثيراً في الفن الألماني في القرن السادس عشر.
تعلم كراناش الفن على يد والده هانس مولر Hans Müller الذي كان رساماً معروفاً. وعمل في مجالات الرسـم والتصوير والحفر المطبوع بالخشب woodcuts، وخصص أهم أعماله الفنية وأبرزها التي أنتجها في حياته للكنيسة والمصلحين (البروتستنت Protestants)، إضافة إلى صور الوجوه، والنساء العاريات، أو الرافلات بثياب أنيقة، وقد استوحى غالبية هذه الموضوعات من الأساطير أو من الإنجيل.
تعود بداية أعماله الفنية المؤرخة إلى عام 1502، وكان يومها في الثلاثين من العمر، ويعيش في ڤيينا وفيها قام بتغيير اسم عائلته إلى كراناش نسبة إلى مسقط رأسه كروناش.
قام كراناش في فيينا بإنجازات وإسهامات فنيّة مهمة وكبيرة، أسهمت بولادة مدرسة الدانوب Danube School (مدرسة فنية تضم مجموعة من الفنانين الألمان، أحدثت في القرن السادس عشر)، ويُعتقد أنه تلقى في أثناء هذه المرحلة خبر تعيينه فناناً في سكسونيا بعد أن صار مشهوراً ومعروفاً ويتلقى أجراً يفوق ما يتقاضاه الفنانون الآخرون.
انتقل كراناش في ربيع عام 1509 إلى مدينة نورنبرغ وبقي فيها نحو 45 عاماً، أي حتى العام 1550، وصار في أثنائها واحداً من سكانها البارزين والمشهورين، ثم رساماً للبلاط فيها، فعضواً في مجلس بلديتها، ثم عمدتها ثلاث مرات. ونتيجة لشهرته الواسعة، وقيامه بمهام عديدة وناجحة في نورنبرغ تحوّلت هذه المدينة إلى مركز استقطاب للفن والفنانين الشباب.
بعد رحلته إلى هولندا في عام 1508 واحتكاكه بالأفكار الفنيّة الإيطالية ـ الهولندية، واطلاعه عن قرب على مفهوم التكوين الفراغي، والأعمال النصبيّة العارية، وفنون النحت والعمارة عموماً، تأثر كراناش بما رآه وشاهده، غير أن اهتمامه الأساس وموهبته الحقيقيّة، ظلا في مكان آخر: في فنون الرسم والتصوير والحفر المطبوع، وظل موضوع الوجوه المجال الذي عشقه وبرع فيه. كما أنه وضع العديد من الرسوم واللوحات، لسيدات من الشمال بسيطات وأنيقات، يحملن أجساداً نحيلة وملفوفة، تحدى من خلالها، القواعد الأساسية لعلم التشريح، وقد مثَّلت هذه الأعمال، بما تحمل من سحر آسر، وتعبير عميق، ونسب جماليّة جديدة للجسد الأنثوي، الذوق الذي كان سائداً ومنتشراً، في بلاطات الدولة الألمانية آنذاك.
محمود شاهين