إعادة الأعمال الفنية المنهوبة إلى أوطانها الأصلية لا تحقق العدالة
باحثون في الشارقة يدعون إلى إنشاء متاحف متنقلة بدل إعادة الأعمال.
الأربعاء 2023/03/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
هل يقدر الأفارقة تراثهم المنهوب
تزخر المتاحف الأوروبية والأميركية بالعديد من العناصر الفنية المنهوبة من مواطنها الأصلية زمن الموجة الاستعمارية المباشرة. وإن كان الغرب يريد التبرؤ من تاريخه الاستعماري عبر برامج إعادة القطع المنهوبة إلى أوطانها، فإن ذاك يخفي الكثير من الارتباك، واللامبالاة أصلا بمصير الكنوز البشرية.
اختتم لقاء مارس الذي ينظمه بينالي الشارقة في دورته الخامسة عشرة، مقدما ندوات حوارية ناقشت أبرز القضايا المطروحة على الفن والفنان المعاصرين اليوم، من خلال الإضاءة على المنطلقات التاريخية والاجتماعية للممارسة الفنية.
وإن استحوذت قضايا الاستعمار والسود والهجرة على لقاء مارس الذي جاء بعنوان “منظومة ما بعد الاستعمار: الفن والثقافة والسياسة بعد 1960”.
تحقيق العدالة
كانت آخر الندوات الحوارية بعنوان “جبر الضرر والإعادة إلى الوطن تطورات وخطابات جديدة”، وقدمت قرءات من زوايا مختلفة لمسألة إعادة الأعمال الأثرية والفنية إلى مواطنها الأصلية، وأي هدف من هذه الإعادة.
واعتبرت أستاذة برامج جامعة كورنيل الباحثة إسراء إكسان أن مسألة الإعادة تتعلق بجانبين: الأول إعادة المتاحف إلى موطنها وتضافر المهن والوظائف مثل القانون الدولي ومنظمات المجتمع المدني والفنانين والأكاديميين لتحقيق ذلك. أما الجانب الثاني فهو ما تحققه هذه الإعادة من تضامن عابر للحدود.
وقالت “هناك تداخلات كثيرة في موضوع إعادة الأعمال إلى الدول الأصل، هناك مقاومة النهب والدبلوماسية والقانون والتعويضات المادية وغير المادية. لكن هل الإصلاح في هذا الاتجاه يعني إرساء العدالة؟”.
وتستشهد بالمحاسبة التي ظهرت أساسا في دول الجنوب، المحاسبة على الماضي مثل ما حدث في جنوب أفريقيا وأميركا الجنوبية.
لكنها لا تتنفي تخوفها من أن إعادة التراث، وإعادة المتاحف إلى موقعها الأصلي قد لا تححقان العدالة، مشددة على أن العدالة ليس لها معنى واحد. لكنها لا تنفي الحاجة إلى إعادة المتاحف إلى مواطنها ضمن السياق الأوسع للعدالة العالمية. مثلا إعادة فرنسا لقطع من البينين والسنغال بعد قانون انطلق سنة 2020. كما أن هناك دعوة من اليونسكو إلى إعادة القطع إلى دولها.
ومن جهة أخرى هناك مصالحة وجبر للضرر بالاعتراف وقول الحقيقة والاعتذار لا فقط التعويض المادي، وأضافت إكسان “نحتاج إلى الدفع بهذا النقاش بعيدا عن المنافسة القوية أو الانتقام أو غيره. أدعو إلى التضامن لإعادة المتاحف إلى مواطنها. وهذه الطلبات تكون ناجحة فقط حين تكون من الدول أو المنظمات المدنية الفاعلة ولها صوت في المجتمع الدولي ويمكنها الضغط عليه”.
وذكّرت بدور المعهد العربي بباريس في الدفع نحو التوعية بهذه القضية وتحمل المسؤولية عن العنف الاستعماري، مبينة أن النقاشات حثيثة حول الإعادة، ولكن أيضا حول تصحيح الصورة لأفريقيا مثلا على أنها متخلفة.
وشددت الباحثة على أن “الضغط الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني خارج أسوار الأمم المتحدة مازال قليلا لتحقيق العدالة. الإعادة في ذاتها فيها مشاكل إذ تعاد الأعمال إلى حكومات قد لا تكون عادلة ولا علاقة لها بالثقافة الأصلية. فتصبح الإعادة بذلك لا تضمن التوزيع العادل للمعروضات والتعويضات. لذا يجب أن نجد معايير جديدة مثلا لاستعادة قطع فنية من أميركا وأفريقيا جنوب الصحراء”.
أما الأستاذ الجامعي فوق العادة في جامعة نيويورك مانيثيا دوارا فقال إن الإعادة يجب أن توجه إلى أفريقيا أو أي مكان كمشروع، مطالبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة مفتوحة بإصلاح ما حطمه هو وأجداده، موضحا دور الليبرالية الجديدة في إفقار أفريقيا.
ويضيف “عملكم الخاص بإعادة الأعمال الأفريقية إلى أفريقيا هو دليل على ابتعادكم عنها. أوروبا استفادت من أفريقيا ومعادنها. شركات لا تحصى استفادت من أفريقيا. هل نسي الأوروبيون الأهداف الحقيقية للحملات التبشيرية؟”.
وطالت الرسالة رؤساء فرنسيين آخرين على غرار فرنسوا ميتيران وجاك شيراك، في ما يشبه الاتهامات، إذ بين أن الفن الأفريقي كان غنائم لغزو أوروبا لأفريقيا. وهم مسؤولون عن تحديد هذه العناصر والقطع وإعادتها إلى المتاحف، بينما هذه الإعادة للقطع الفنية التاريخية والآثار تطرح رهانا كبيرا على الدول الأفريقية في حفظها وحمايتها والاستفادة منها.
وبرر رسالته تحديدا إلى فرنسا بأن “لولا أفريقيا لما كانت لفرنسا سياسة خارجية”، إذ تستخدمها دائما في خطابها.
وأضاف “على امتداد القرون تم تحديد الفنون وأهميتها من قبل الحضارات المهيمنة أو الكبرى، والتي وضعت مفهوم ما هو جميل وحددته. لذا فالزائر الذي يدخل إلى المتاحف التقليدية تجربة متكررة تقدم صورا مكررة للثقافات. اليوم أصبحنا أكثر حساسية تجاه الجمال وطرق تقديمه. المتاحف المعاصرة الجديدة ليست للعرض والشرح وإنما للاستكشاف وفتح التوقعات. متاحف متنقلة لها أعمال فنية مختلفة لا يمكن اختزالها في نمط محدد. أنادي بالمتاحف المتنقلة فهي تعيد بناء العلاقات بشكل مغاير”.
وختم متسائلا “لماذا يرسلون قطعا فنية إلى أفريقيا بينما الأفارقة منفصلون عنها؟ لماذا لا تذهب إلى أميركا أو أماكن أخرى لبناء علاقات مختلفة مع أفريقيا؟”.
المتاحف المتنقلة
◙ المأساة العرقية أو العنصرية تبنتها القطاعات الفنية والأدبية وحتى قطاع الموضة بشكل كبير
انطلقت المعمارية والباحثة سهى حسن من سؤال طرحته في لقاء مارس الماضي حول العودة والإصلاح، ومن المعمار المعاصر في السودان، وعادت لتقديم أغنية ظهرت في 2018 في مدينة أكبر في السودان، وقصة الأغنية أنها تفكير في سبب تعطل إصلاح الدولة. أغنية طفل يستعد للرحيل وله آمال ومرتبط بحنين للماضي. عبدالجلال جمال أنشدها في برنامج أسمر.
ومن الأغنية وبسط عن تاريخ السودان انتقلت للحديث عن متحف الخرطوم الذي كان يحاول ترسيخ السيادة الوطنية وعرض الروح القومية.
تقول “السودان كان يتمتع بتنوع كبير ثقافي وعرقي. لكن لم تكن هناك عدالة اجتماعية. تنقل القطع الأثرية والبشرية مثل تنقل البشر، لذا الحدود تمثل عنصرا صعبا”.
اما سلاميشا تيليت، أستاذة برنامج هنري رونجرز بجامعة رونجرز، فتعود تحت عنوان “النسوية السوداء الفن العام وقصص التعويض” إلى السبعينات وإلى شخصيات روائية لتبيان قصص مدينة أميركية، وتناقش الإصلاحات القانونية تجاه السود، ولكن عندما تفشل المسائل القانونية ولا تتمكن من علاج المجتمع ما هو الحل؟
وهنا تظهر الكثير من الصروح المعمارية كنوع من التعويض. ولكن ذلك يستبطن هيمنة من نوع آخر، وهو ما أظهره حادث مقتل جورج فلويد وما عقبه من احتجاجات كبرى في أميركا وأوروبا.
المأساة العرقية أو العنصرية تبنتها القطاعات الفنية والأدبية وحتى قطاع الموضة بشكل كبير، وتذكر إزالة تمثال كولمبس، ذلك الصرح الذي يعني الكثير من الأفكار القاتمة إزاء رمز الاضطهاد والنفي العام.
أما شيكا أوكيكي أوجولو، أستاذ برنامج روبرت شيرمر للفن والآثار والدراسات الأميركية الأفريقية جامعة برينستون، فقدم عددا من التأملات بمواضيع الإعادة إلى الموطن، طارحا علاقات مترابطة حول مواضيع الإصلاح والإعادة.
واقترح الباحث فكرة التوسع في الإصلاح والإعادة إلى الموطن عبر إدخال موضوع العدالة، فهو مرتبط بالعدالة الانتقالية. ويستشهد هنا بمنتدى همبولت وانتصاره الكامل لإعادة القطع الفنية المنهوبة. هذه حالة للنجاح.
النموذج الثاني جنوب أفريقيا وهو المصالحة. ويذكر أيضا حالة بينوشي في أميركا الجنوبية، وتقرير سافوي وهو وثيقة فكرية مهمة للناس لا للفنانين فقط. ولكنه لا ينسى إثارة أهم النقاط وهي الأخذ بعين الاعتبار علاقة أفريقيا والأفارقة المهاجرين أو أصحاب الأصول الأفريقية مثلا بتوزيع القطع الفنية والمتاحف المتنقلة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محمد ناصر المولهي
كاتب تونسي
باحثون في الشارقة يدعون إلى إنشاء متاحف متنقلة بدل إعادة الأعمال.
الأربعاء 2023/03/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
هل يقدر الأفارقة تراثهم المنهوب
تزخر المتاحف الأوروبية والأميركية بالعديد من العناصر الفنية المنهوبة من مواطنها الأصلية زمن الموجة الاستعمارية المباشرة. وإن كان الغرب يريد التبرؤ من تاريخه الاستعماري عبر برامج إعادة القطع المنهوبة إلى أوطانها، فإن ذاك يخفي الكثير من الارتباك، واللامبالاة أصلا بمصير الكنوز البشرية.
اختتم لقاء مارس الذي ينظمه بينالي الشارقة في دورته الخامسة عشرة، مقدما ندوات حوارية ناقشت أبرز القضايا المطروحة على الفن والفنان المعاصرين اليوم، من خلال الإضاءة على المنطلقات التاريخية والاجتماعية للممارسة الفنية.
وإن استحوذت قضايا الاستعمار والسود والهجرة على لقاء مارس الذي جاء بعنوان “منظومة ما بعد الاستعمار: الفن والثقافة والسياسة بعد 1960”.
تحقيق العدالة
كانت آخر الندوات الحوارية بعنوان “جبر الضرر والإعادة إلى الوطن تطورات وخطابات جديدة”، وقدمت قرءات من زوايا مختلفة لمسألة إعادة الأعمال الأثرية والفنية إلى مواطنها الأصلية، وأي هدف من هذه الإعادة.
واعتبرت أستاذة برامج جامعة كورنيل الباحثة إسراء إكسان أن مسألة الإعادة تتعلق بجانبين: الأول إعادة المتاحف إلى موطنها وتضافر المهن والوظائف مثل القانون الدولي ومنظمات المجتمع المدني والفنانين والأكاديميين لتحقيق ذلك. أما الجانب الثاني فهو ما تحققه هذه الإعادة من تضامن عابر للحدود.
وقالت “هناك تداخلات كثيرة في موضوع إعادة الأعمال إلى الدول الأصل، هناك مقاومة النهب والدبلوماسية والقانون والتعويضات المادية وغير المادية. لكن هل الإصلاح في هذا الاتجاه يعني إرساء العدالة؟”.
وتستشهد بالمحاسبة التي ظهرت أساسا في دول الجنوب، المحاسبة على الماضي مثل ما حدث في جنوب أفريقيا وأميركا الجنوبية.
لكنها لا تتنفي تخوفها من أن إعادة التراث، وإعادة المتاحف إلى موقعها الأصلي قد لا تححقان العدالة، مشددة على أن العدالة ليس لها معنى واحد. لكنها لا تنفي الحاجة إلى إعادة المتاحف إلى مواطنها ضمن السياق الأوسع للعدالة العالمية. مثلا إعادة فرنسا لقطع من البينين والسنغال بعد قانون انطلق سنة 2020. كما أن هناك دعوة من اليونسكو إلى إعادة القطع إلى دولها.
ومن جهة أخرى هناك مصالحة وجبر للضرر بالاعتراف وقول الحقيقة والاعتذار لا فقط التعويض المادي، وأضافت إكسان “نحتاج إلى الدفع بهذا النقاش بعيدا عن المنافسة القوية أو الانتقام أو غيره. أدعو إلى التضامن لإعادة المتاحف إلى مواطنها. وهذه الطلبات تكون ناجحة فقط حين تكون من الدول أو المنظمات المدنية الفاعلة ولها صوت في المجتمع الدولي ويمكنها الضغط عليه”.
وذكّرت بدور المعهد العربي بباريس في الدفع نحو التوعية بهذه القضية وتحمل المسؤولية عن العنف الاستعماري، مبينة أن النقاشات حثيثة حول الإعادة، ولكن أيضا حول تصحيح الصورة لأفريقيا مثلا على أنها متخلفة.
وشددت الباحثة على أن “الضغط الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني خارج أسوار الأمم المتحدة مازال قليلا لتحقيق العدالة. الإعادة في ذاتها فيها مشاكل إذ تعاد الأعمال إلى حكومات قد لا تكون عادلة ولا علاقة لها بالثقافة الأصلية. فتصبح الإعادة بذلك لا تضمن التوزيع العادل للمعروضات والتعويضات. لذا يجب أن نجد معايير جديدة مثلا لاستعادة قطع فنية من أميركا وأفريقيا جنوب الصحراء”.
أما الأستاذ الجامعي فوق العادة في جامعة نيويورك مانيثيا دوارا فقال إن الإعادة يجب أن توجه إلى أفريقيا أو أي مكان كمشروع، مطالبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة مفتوحة بإصلاح ما حطمه هو وأجداده، موضحا دور الليبرالية الجديدة في إفقار أفريقيا.
ويضيف “عملكم الخاص بإعادة الأعمال الأفريقية إلى أفريقيا هو دليل على ابتعادكم عنها. أوروبا استفادت من أفريقيا ومعادنها. شركات لا تحصى استفادت من أفريقيا. هل نسي الأوروبيون الأهداف الحقيقية للحملات التبشيرية؟”.
وطالت الرسالة رؤساء فرنسيين آخرين على غرار فرنسوا ميتيران وجاك شيراك، في ما يشبه الاتهامات، إذ بين أن الفن الأفريقي كان غنائم لغزو أوروبا لأفريقيا. وهم مسؤولون عن تحديد هذه العناصر والقطع وإعادتها إلى المتاحف، بينما هذه الإعادة للقطع الفنية التاريخية والآثار تطرح رهانا كبيرا على الدول الأفريقية في حفظها وحمايتها والاستفادة منها.
وبرر رسالته تحديدا إلى فرنسا بأن “لولا أفريقيا لما كانت لفرنسا سياسة خارجية”، إذ تستخدمها دائما في خطابها.
وأضاف “على امتداد القرون تم تحديد الفنون وأهميتها من قبل الحضارات المهيمنة أو الكبرى، والتي وضعت مفهوم ما هو جميل وحددته. لذا فالزائر الذي يدخل إلى المتاحف التقليدية تجربة متكررة تقدم صورا مكررة للثقافات. اليوم أصبحنا أكثر حساسية تجاه الجمال وطرق تقديمه. المتاحف المعاصرة الجديدة ليست للعرض والشرح وإنما للاستكشاف وفتح التوقعات. متاحف متنقلة لها أعمال فنية مختلفة لا يمكن اختزالها في نمط محدد. أنادي بالمتاحف المتنقلة فهي تعيد بناء العلاقات بشكل مغاير”.
وختم متسائلا “لماذا يرسلون قطعا فنية إلى أفريقيا بينما الأفارقة منفصلون عنها؟ لماذا لا تذهب إلى أميركا أو أماكن أخرى لبناء علاقات مختلفة مع أفريقيا؟”.
المتاحف المتنقلة
◙ المأساة العرقية أو العنصرية تبنتها القطاعات الفنية والأدبية وحتى قطاع الموضة بشكل كبير
انطلقت المعمارية والباحثة سهى حسن من سؤال طرحته في لقاء مارس الماضي حول العودة والإصلاح، ومن المعمار المعاصر في السودان، وعادت لتقديم أغنية ظهرت في 2018 في مدينة أكبر في السودان، وقصة الأغنية أنها تفكير في سبب تعطل إصلاح الدولة. أغنية طفل يستعد للرحيل وله آمال ومرتبط بحنين للماضي. عبدالجلال جمال أنشدها في برنامج أسمر.
ومن الأغنية وبسط عن تاريخ السودان انتقلت للحديث عن متحف الخرطوم الذي كان يحاول ترسيخ السيادة الوطنية وعرض الروح القومية.
تقول “السودان كان يتمتع بتنوع كبير ثقافي وعرقي. لكن لم تكن هناك عدالة اجتماعية. تنقل القطع الأثرية والبشرية مثل تنقل البشر، لذا الحدود تمثل عنصرا صعبا”.
اما سلاميشا تيليت، أستاذة برنامج هنري رونجرز بجامعة رونجرز، فتعود تحت عنوان “النسوية السوداء الفن العام وقصص التعويض” إلى السبعينات وإلى شخصيات روائية لتبيان قصص مدينة أميركية، وتناقش الإصلاحات القانونية تجاه السود، ولكن عندما تفشل المسائل القانونية ولا تتمكن من علاج المجتمع ما هو الحل؟
وهنا تظهر الكثير من الصروح المعمارية كنوع من التعويض. ولكن ذلك يستبطن هيمنة من نوع آخر، وهو ما أظهره حادث مقتل جورج فلويد وما عقبه من احتجاجات كبرى في أميركا وأوروبا.
من الضروري الاهتمام بعلاقة أفريقيا والأفارقة المهاجرين أو أصحاب الأصول الأفريقية بتوزيع القطع الفنية والمتاحف المتنقلة
المأساة العرقية أو العنصرية تبنتها القطاعات الفنية والأدبية وحتى قطاع الموضة بشكل كبير، وتذكر إزالة تمثال كولمبس، ذلك الصرح الذي يعني الكثير من الأفكار القاتمة إزاء رمز الاضطهاد والنفي العام.
أما شيكا أوكيكي أوجولو، أستاذ برنامج روبرت شيرمر للفن والآثار والدراسات الأميركية الأفريقية جامعة برينستون، فقدم عددا من التأملات بمواضيع الإعادة إلى الموطن، طارحا علاقات مترابطة حول مواضيع الإصلاح والإعادة.
واقترح الباحث فكرة التوسع في الإصلاح والإعادة إلى الموطن عبر إدخال موضوع العدالة، فهو مرتبط بالعدالة الانتقالية. ويستشهد هنا بمنتدى همبولت وانتصاره الكامل لإعادة القطع الفنية المنهوبة. هذه حالة للنجاح.
النموذج الثاني جنوب أفريقيا وهو المصالحة. ويذكر أيضا حالة بينوشي في أميركا الجنوبية، وتقرير سافوي وهو وثيقة فكرية مهمة للناس لا للفنانين فقط. ولكنه لا ينسى إثارة أهم النقاط وهي الأخذ بعين الاعتبار علاقة أفريقيا والأفارقة المهاجرين أو أصحاب الأصول الأفريقية مثلا بتوزيع القطع الفنية والمتاحف المتنقلة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محمد ناصر المولهي
كاتب تونسي