همذان (مدينه)
Hamedan - Hamedan
همذان (مدينة ـ)
مدينة من مدن الجمهورية الإيرانية الإسلامية، تقع في منطقة الجبال (ميديا القديمة) في سهل خصيب جنوبي جبل الوند Alwand على خط الطول 31 ً:48 ْ شرقاً وخط العرض 48 ً:34 ْ شمالاً وعلى ارتفاع 1800م فوق سطح البحر.
وهمذان مدينة قديمة عرفت بأنها عاصمة الميديين، وكانت مدينة مهمة على الطريق التجاري بين بلاد الرافدين والشرق في العهد السلوقي والسلالات الفرثية والساسانية، ويرد ذكر للمدينة في المصادر الأرمنية باسم أهمتان Ahmatan وهَمَتان Hamatan وفي التوراة باسم أحميتا Ahmeta وفي المصادر السريانية بأشكال مختلفة.
تعرّضت همذان في تاريخها القديم للدمار والحصار عدة مرّات، وبعد معركة نهاوند سنة 21هـ صالح حاكم همذان العرب، ولكن الفرس نقضوا عهدهم، فاضطر العرب إلى فتحها عنوة سنة 25هـ/645م، واستقرت جماعات من قبائل ربيعة والعجل في همذان، كما يرد ذكر لليهود والنصارى في هذه المدينة.
تعرضت المدينة لحصار طويل، أثناء الصراع الذي نشب بين الأمين والمأمون سنة 195هـ/811م. وفي سنة 319هـ/931م استولى القائد الديلمي مرداويج على همذان، وقتل كثيراً من سكانها وأحرق وسبى ثم رفع السيف عنهم، ولم تستعد المدينة عافيتها إلا ببطء، ولم تلبث أن أصبحت مسرحاً للصراع بين السامانيين[ر] والبويهيين[ر] حتى استقر الأمر لركن الدولة البويهي في منطقة الجبال بما في ذلك همذان. وفي سنة 366هـ/977م عَهد ركن الدولة قبل وفاته إلى ولده عضد الدولة[ر] بالملك من بعده، وجعل لولده فخر الدولة أبي الحسن همذان والري وأعمالهما، ولولده مؤيد الدولة أصبهان وأعمالها، وجعلهما في هذه البلاد نواباً لأخيهما عضد الدولة، وقد ملك عضد الدولة سنة 369هـ/979م ما كان بيد فخر الدولة - همذان والري وما بينهما من البلاد- وسلمها إلى أخيه مؤيد الدولة، وجعله خليفته ونائبه في تلك البلاد.
ويستنتج مما ذكره كل من المقدسي وابن حوقل - وهما من جغرافيي القرن الرابع الهجري - أن همذان في عهد البويهيين كانت مركز الإقليم باردة الماء كثيرة العيون، وبها جامع قديم، والجامع في السوق، وأسواقهم ثلاثة صفوف، والمدينة وسط البلدة خربة يدور الربض حولها، ولها سور، وللمدينة أربعة أبواب من الحديد، ويذكر المقدسي أنه «ليس لها تلك العمارة التي كانت لها قبلاً، وأن مدينة الري أطيب وآهل وأعمر منها وقد انجلى أهلها وقلّ العلماء بها، وأذهبت الري دولتها».
وفي سنة 420هـ/1029م تعرضت همذان لغزو الغز التركمان، وفي سنة 494هـ/1101م نهبت جيوش سلجوق المدينة، واجتاحتها الأمراض سنة 530هـ/1136م، وكثر فيها الموت، وفي سنة 618هـ/1221م استولى المغول على المدينة بعد حصار طويل وهدمت، وقتل معظم سكانها، أو تركوها هاربين، وعندما عاد بعضهم إلى خرائب مدينتهم قُتِلوا في أثناء الاجتياح المغولي الثاني سنة 621هـ/1224م.
استعادت همذان أهميتها في عهد الإيلخانيين[ر] وقد تُوفيّ فيها أباقا خان سنة 680هـ، كما يقال: إن مؤرخ المغول الشهير رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718هـ) ولد في همذان، وقد تتالى عليها حكم الجلائريين ثم التيموريين فالآق قيونلو، حتى وطد الصفويون[ر] حكمهم في هذه المدينة بعد سنة 908هـ/1503م، وقد استولى العثمانيون[ر] عليها عدة مرات في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وكانت همذان تابعة لحاكم بغداد العثماني أحمد باشا مدة ثماني سنوات حتى استولى عليها نادر شاه الأفشاري (1736-1747م)، ثم استولى آغا محمد قاجار (1779-1797م) مؤسس السلالة القاجارية على المدينة وقلعتها سنة 1789م.
ومن الشخصيات التي تنسب إلى همذان بديع الزمان الهمذاني (ت 398هـ) أحد أئمة الكتّاب، له مقامات أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها، ومحمد بن عبد الملك الهمذاني (ت 521هـ) من كبار المؤرخين، ويوسف بن أيوب الهمذاني الصوفي (ت 535هـ)، ومنتجب الدين الهمذاني (ت 643هـ) العالم بالعربية والقرآن، صاحب «الدَّرة الفريدة» وهو شرح «للشاطبية» لأبي محمد بن قاسم الشاطبي الأندلسي[ر].
أقدم الآثار التي لاتزال موجودة فيها هي: نقش فارسي قديم للملك داريوس Darius وابنه أحشويرش Xerxes محفور على جبل الوند على بعد 12كم جنوب شرقي المدينة، وتمثال حجري لأسد يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، والجامع العلوي الذي يعود إلى الفترة السلجوقية، ومدفن من العهد المغولي، وقبر بابا طاهر الصوفي الذي عاش في أوائل العصر السلجوقي.
نجدة خماش
Hamedan - Hamedan
همذان (مدينة ـ)
وهمذان مدينة قديمة عرفت بأنها عاصمة الميديين، وكانت مدينة مهمة على الطريق التجاري بين بلاد الرافدين والشرق في العهد السلوقي والسلالات الفرثية والساسانية، ويرد ذكر للمدينة في المصادر الأرمنية باسم أهمتان Ahmatan وهَمَتان Hamatan وفي التوراة باسم أحميتا Ahmeta وفي المصادر السريانية بأشكال مختلفة.
تعرّضت همذان في تاريخها القديم للدمار والحصار عدة مرّات، وبعد معركة نهاوند سنة 21هـ صالح حاكم همذان العرب، ولكن الفرس نقضوا عهدهم، فاضطر العرب إلى فتحها عنوة سنة 25هـ/645م، واستقرت جماعات من قبائل ربيعة والعجل في همذان، كما يرد ذكر لليهود والنصارى في هذه المدينة.
تعرضت المدينة لحصار طويل، أثناء الصراع الذي نشب بين الأمين والمأمون سنة 195هـ/811م. وفي سنة 319هـ/931م استولى القائد الديلمي مرداويج على همذان، وقتل كثيراً من سكانها وأحرق وسبى ثم رفع السيف عنهم، ولم تستعد المدينة عافيتها إلا ببطء، ولم تلبث أن أصبحت مسرحاً للصراع بين السامانيين[ر] والبويهيين[ر] حتى استقر الأمر لركن الدولة البويهي في منطقة الجبال بما في ذلك همذان. وفي سنة 366هـ/977م عَهد ركن الدولة قبل وفاته إلى ولده عضد الدولة[ر] بالملك من بعده، وجعل لولده فخر الدولة أبي الحسن همذان والري وأعمالهما، ولولده مؤيد الدولة أصبهان وأعمالها، وجعلهما في هذه البلاد نواباً لأخيهما عضد الدولة، وقد ملك عضد الدولة سنة 369هـ/979م ما كان بيد فخر الدولة - همذان والري وما بينهما من البلاد- وسلمها إلى أخيه مؤيد الدولة، وجعله خليفته ونائبه في تلك البلاد.
نقش داريوس على جبل الوند |
وفي سنة 420هـ/1029م تعرضت همذان لغزو الغز التركمان، وفي سنة 494هـ/1101م نهبت جيوش سلجوق المدينة، واجتاحتها الأمراض سنة 530هـ/1136م، وكثر فيها الموت، وفي سنة 618هـ/1221م استولى المغول على المدينة بعد حصار طويل وهدمت، وقتل معظم سكانها، أو تركوها هاربين، وعندما عاد بعضهم إلى خرائب مدينتهم قُتِلوا في أثناء الاجتياح المغولي الثاني سنة 621هـ/1224م.
استعادت همذان أهميتها في عهد الإيلخانيين[ر] وقد تُوفيّ فيها أباقا خان سنة 680هـ، كما يقال: إن مؤرخ المغول الشهير رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718هـ) ولد في همذان، وقد تتالى عليها حكم الجلائريين ثم التيموريين فالآق قيونلو، حتى وطد الصفويون[ر] حكمهم في هذه المدينة بعد سنة 908هـ/1503م، وقد استولى العثمانيون[ر] عليها عدة مرات في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وكانت همذان تابعة لحاكم بغداد العثماني أحمد باشا مدة ثماني سنوات حتى استولى عليها نادر شاه الأفشاري (1736-1747م)، ثم استولى آغا محمد قاجار (1779-1797م) مؤسس السلالة القاجارية على المدينة وقلعتها سنة 1789م.
ومن الشخصيات التي تنسب إلى همذان بديع الزمان الهمذاني (ت 398هـ) أحد أئمة الكتّاب، له مقامات أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها، ومحمد بن عبد الملك الهمذاني (ت 521هـ) من كبار المؤرخين، ويوسف بن أيوب الهمذاني الصوفي (ت 535هـ)، ومنتجب الدين الهمذاني (ت 643هـ) العالم بالعربية والقرآن، صاحب «الدَّرة الفريدة» وهو شرح «للشاطبية» لأبي محمد بن قاسم الشاطبي الأندلسي[ر].
أقدم الآثار التي لاتزال موجودة فيها هي: نقش فارسي قديم للملك داريوس Darius وابنه أحشويرش Xerxes محفور على جبل الوند على بعد 12كم جنوب شرقي المدينة، وتمثال حجري لأسد يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، والجامع العلوي الذي يعود إلى الفترة السلجوقية، ومدفن من العهد المغولي، وقبر بابا طاهر الصوفي الذي عاش في أوائل العصر السلجوقي.
نجدة خماش