هولندا (فن في)
Holland - Hollande
هولندا (الفن في ـ)
العمران والعمارة:
كانت هولندا قبل معاهدة وستفاليا عام 1648 جزءاً من بلاد الفلمنك Flandre، ثم أسست دولة هولندية اتحادية في لاهاي La Haye، وابتدأ الاستقرار وئيداً في هذه الدولة الأوربية. وفي ذلك العصرالفلمنكي كانت قد أنشئت مبانٍ معمارية مازالت قائمة، ونُظِّم عمران المدينة فكانت الساحات والمباني العامة مثل: قصر البلدية والأسوار والأسواق.
ومنذ القرن السادس عشر ازدهرت المدن بفضل تطور الصناعة والتجارة. وكان التأثير القوطي واضحاً في المنشآت الأولى، يبدو ذلك في عمارة الكنائس، وفي العمارة الداخلية لكنيسة تورناي Tournai وكنيسة سان مارتين Saint Martin. ثم ظهر التأثير الفرنسي المتميز بجزالته وفخامته. وبدت العمارة المدنية أكثر أهمية من أي عمارة أخرى في وسط المدن. ومن الآثار المعمارية أبواب بعض المدن والقصور وتحصيناتها، من دون أن تحمل خصائص متميزة.
أثرت عمارة عصر النهضة الإيطالية في مجال الزخرفة التي اشتهر بها المعمار هانس فريدِمَن H.Vredeman. واستمر التأثير القوطي واضحاً. ومنذ العام 1540 ظهر اتجاه مناهض للزخرفية المعمارية الإيطالية. ومن أبرز نماذج هذه العمارة قصر مرغريت النمساوية في مدينة مالين Malines ت(1517) الذي جمع بين الأسلوب القوطي وأسلوب عصر النهضة الفرنسية. وفي هذه الحقبة أنشئ بناء ساومون Saumon في مالين. ومن أولى المنشآت في لاهاي بناء قصر البلدية، ومثله أنشئ في لايدن Leiden، وفي عام 1602 أنشئ في هارلم Haarlem سوق الهال الرائع، وفي أمستردام أنشئت أبنية جديدة بين عامي (1567-1621) استجابت لدواعي الإصلاح. وبين عامي 1600-1630 برزت أعمال المعمار دوكاي L. de Key الذي طوّر أسلوباً خاصاً في الزخرفة. والمعمار هندريك دي كايسر H. de Keyser الذي ترك آثاره الكلاسية في أمستردام وانتشر أسلوبه في أنحاء هولندا، فاتجهت العمارة نحو الكلاسية وتطورت منذ مطلع القرن السابع عشر، ومثالها قلعة نيوبورغ Nieuwburg التي هدمت في العام 1703.
اشتهر من المعماريين ياكوب فان كامبن J.van Campen الذي صمم القصر الكلاسي ماريتشويس Mauritshuis، ويعد أول قصر كلاسي يقام في الأراضي الواطئة. وفي هارلم أنشأ فان كامبن كنيسة حسب الطراز اليوناني. وانتشر هذا الأسلوب في عمارة الكنائس مثل كنيسة سانت ماري في لايدن 1636. وتعد كنيسة أمستردام 1668 للمعمار دورتسمَن A.Dortsman من أبرز الكنائس. وفي مدينة ماستريخت البلجيكية يبدو التأثير الألماني واضحاً في عمارة البلدية (1659) للمعمار بوست P.Post من هارلم.
وبسبب الازدهار الاقتصادي أنشئت الواجهات المزخرفة في العمارة، كما في عمارة قصر البلدية في إنكويزن Enkhuizen ت(1688) للمعمار فينيكول Vennecool.
فن النحت:
لم يحتل النحت المكانة التي احتلتها الفنون الأخرى، كما أن البروتستنتية حطمت معظم أعمال النحت العائدة إلى القرون الوسطى، وازدهر بالمقابل النحت الجنازي المستوحى من الأسلوب الفرنسي في مدافن المدن الكبرى، ومن النحاتين الأوائل يان مونِه J.Mone (ت 1548). ويعد النحات المعمار دي كايسر من أبرز النحاتين، ومن أعماله ضريح وليم (1621)، والتمثال البرونزي في روتردام.
وانتشر الأسلوب الكلاسي في النحت منذ منتصف القرن السادس عشر على يد النحات فيرهولست R.Verhulst. والمعمار كيللينوس Quellinus واشتهرا بالنحت الشخصي النصفي. وظهر الأسلوب التكلفي Maniérisme على يد فلوريس C.Floris.
فن التصوير:
كانت هولندا قد أثْرت عن طريق شركة الهند الشرقية التي أتت بالبضائع الثمينة من الشرق. ومن هنا فإن الفن تأثر بقوة بهذا الوسط الجديد مما دفع فئة من الفنانين إلى النهوض بحاجات الأثرياء والمترفين، بتقديم لوحات وجهية وصور طبيعية أو مشاهد من قصص الإنجيل أو من الحياة العائلية في هولندا. وقد ظهر أول مرة تصوير الوجوه المتعددة في لوحة واحدة، وكان فان در فورت C.van der Voort أول من قدم لوحة جماعية.
ومما لاشك فيه أن الفن في هولندا كان امتداداً للفن الفلمنكي الذي ازدهر على يد فان أيك van Eyck ومملنغ Memling. وترك روبنز[ر] Rubens تأثيره في التصوير الهولندي، وكان التصوير الجداري وفن المرقنات التي تزين المخطوطات قد انتشر، كما انتشر فن البسط Tapisserie وفنون الصياغة. وتقدمت صناعة الألواح الدائرية من الزجاج المعشق.
من أشهر المصورين الهولنديين فرانتس هالس [ر. هالز (فرانز-)] F.Hals ت(1580-1666). عاش فرانتس هالس فترتين مختلفتين في حياة هولندا، الفترة الأولى كانت مضطربة، وكان الخوف والقلق يعلو وجوه الناس، فاتسم أسلوبه بالكآبة غالباً، وبعد أن استقلت البلاد مرَّ هالس بمرحلة جديدة عبر فيها عن سعادته وفرحه، ومن أبرز لوحاته الأخيرة لوحة «البوهيمية» ولوحة «الفارس الضاحك» ولوحة «العازف على العود».
والمصور الثاني رمبرانت فان راين[ر] Rembrandt وهو من كبار الفنانين (1606- 1669) استقر في أمستردام، وفيها كان يزاول التصوير بأسلوبه المتميز وبالألوان الزيتية وبالحفر بالماء القوي Eau forte.
وارتبطت النزعة الرومانتية في هولندا بالاتجاهات المماثلة التي تمت في أوربا والتي نقلها لاستمن P.Lastman وهو أستاذ رمبرانت الذي تعرف إلسهايمر Elsheimer في روما. أما هونتهورست Honthorst ت(1590-1656) فقد حمل جميع تأثيرات كارافاجيو[ر] Caravaggio. كذلك تأثر بالصبغة الإيطالية كل من برغهيم Berghem وأسيلين J.Asseljn ، كما تأثر فنانو أمستردام برمبرانت ومنهم فلينك G.Flinck ت(1615-1660) وفرديناند بول F.Bol ت(1616-1680).
أما في هارلم فقد كان رمبرانت رائداً لمجموعة من الفنانين مثل فان أوستاد A.van Ostade ت(1610-1675) وبورش M.Borsh ت(1617-1681) الذي سافر إلى إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا ومن أشهر لوحاته «الجوقة» و«الإعلان الأبوي».
من تلامذة رمبرانت في لايدن جيرار دو G.Dou ت(1613-1675) الذي أثر في متسو G.Metsu ت(1629-1667)، وكان يان ستين J.Steen ت(1626-1679) من أخصب المصورين الهولنديين، ولقد عني خصوصاً بتصوير الموضوعات الشعبية التي تتضمن نقداً أخلاقياً أو تهكماً. وفي اللوڤر ثلاث لوحات من أعماله إضافة إلى اللوحات الموجودة في المتاحف الهولندية.
أما في دلفت Delft فقد جمع فيرمير[ر] Vermeer ت(1632-1675) في أعماله القليلة بين التقاليد الهولندية الموضوعية وبين الشاعرية التي وردت من إيطاليا، ومن أشهر أعماله «وجه الحسناء»، وقد ترك فيرمير ثلاثين لوحة تقريباً، ولعل قسماً كبيراً من أعماله كان قد تلف عقب انفجار حصل في أحد أحياء دلفت. ومع ذلك كان فيرمير مقلاً، ذلك لأنه كان كثير الاعتناء والتدقيق بعمله، فكان لا يترك اللوحة إلا بعد أن يثق تماماً أن بناءها وصل حد الكمال، ولم يكن يترك شيئاً في عمله للمصادفة، فكل شيء مدروس ومقرر بهدوء.
ومن أشهر فناني الطبيعة الهولنديين كان فان دي فِلدِه W.van de Velde ت(1550-1630) وهو رائد هذا الاتجاه، ثم يان فان غوين J.van Goyen ت(1596-1656) وفان در نير van der Neer ت(1603-1677) الذي اختص بالمشاهد الليلية، وكونينك Ph. Koninck ت(1619-1688) الذي صور الطبيعة بآفاق واسعة جداً، مع هوبيما Hobbema ت(1638-1709) وهو ابن أخ أشهر مصور للمناظر الطبيعية؛ رويسدال S.Ruysdael ت(1600-1670). ومنهم أيضاً ياكوب M.Jacob ت(1628-1682) الذي حاول أن يجعل الطبيعة مجالاً للتعبير عن عواطفه الدينية.
ومن أشهر مصوري الحيوانات والمناظر بول بوتر P.Potter جت(1625-1654) ولقد امتاز بحساسية في التعبير عن النور والجوّ، ومن أشهر لوحاته «القطيع» الموجودة في لاهاي، ولوحة «البقرة الكبيرة» الموجودة في اللوڤر.
وفي القرن الثامن عشر وفد إلى هولندا عدد من المصورين الأوربيين مما أثر في اتجاه فن التصوير الهولندي. وكان تأثير الانطباعية واضحاً في أعمال المصور برايتنر G.H.Breitner. وحينما عرفت أعمال فان غوغ[ر] V.van Gogh ت(1853-1890) كان لها تأثير في ظهور المدرسة التعبيرية[ر]. كما برز موندريان[ر] P.Mondrian ت(1872-1944) ونظرياته رائداً للمدرسة التجريدية[ر]. وصل موندريان إلى أقصى حدود المنطق، ساعياً إلى اكتشاف حقيقة كائنة خلف الموضوع. واصفاً أسلوبه الفني باسم (التشكيلية المحدثة). والتقى بأفكاره وأسلوبه مع الفيلسوف الهولندي شونمكرز M.H.S.Shoenmeckers. كما أصدر مجلة الأسلوب «دوستيل» de Stijl مع فان دوسبورغ van Doesburg وفان در ليك B.van der Leek وانضم إليهم عدد من المعماريين.
عفيف البهنسي
Holland - Hollande
هولندا (الفن في ـ)
العمران والعمارة:
كانت هولندا قبل معاهدة وستفاليا عام 1648 جزءاً من بلاد الفلمنك Flandre، ثم أسست دولة هولندية اتحادية في لاهاي La Haye، وابتدأ الاستقرار وئيداً في هذه الدولة الأوربية. وفي ذلك العصرالفلمنكي كانت قد أنشئت مبانٍ معمارية مازالت قائمة، ونُظِّم عمران المدينة فكانت الساحات والمباني العامة مثل: قصر البلدية والأسوار والأسواق.
ومنذ القرن السادس عشر ازدهرت المدن بفضل تطور الصناعة والتجارة. وكان التأثير القوطي واضحاً في المنشآت الأولى، يبدو ذلك في عمارة الكنائس، وفي العمارة الداخلية لكنيسة تورناي Tournai وكنيسة سان مارتين Saint Martin. ثم ظهر التأثير الفرنسي المتميز بجزالته وفخامته. وبدت العمارة المدنية أكثر أهمية من أي عمارة أخرى في وسط المدن. ومن الآثار المعمارية أبواب بعض المدن والقصور وتحصيناتها، من دون أن تحمل خصائص متميزة.
أثرت عمارة عصر النهضة الإيطالية في مجال الزخرفة التي اشتهر بها المعمار هانس فريدِمَن H.Vredeman. واستمر التأثير القوطي واضحاً. ومنذ العام 1540 ظهر اتجاه مناهض للزخرفية المعمارية الإيطالية. ومن أبرز نماذج هذه العمارة قصر مرغريت النمساوية في مدينة مالين Malines ت(1517) الذي جمع بين الأسلوب القوطي وأسلوب عصر النهضة الفرنسية. وفي هذه الحقبة أنشئ بناء ساومون Saumon في مالين. ومن أولى المنشآت في لاهاي بناء قصر البلدية، ومثله أنشئ في لايدن Leiden، وفي عام 1602 أنشئ في هارلم Haarlem سوق الهال الرائع، وفي أمستردام أنشئت أبنية جديدة بين عامي (1567-1621) استجابت لدواعي الإصلاح. وبين عامي 1600-1630 برزت أعمال المعمار دوكاي L. de Key الذي طوّر أسلوباً خاصاً في الزخرفة. والمعمار هندريك دي كايسر H. de Keyser الذي ترك آثاره الكلاسية في أمستردام وانتشر أسلوبه في أنحاء هولندا، فاتجهت العمارة نحو الكلاسية وتطورت منذ مطلع القرن السابع عشر، ومثالها قلعة نيوبورغ Nieuwburg التي هدمت في العام 1703.
قصر ماريتشويس للمعماري ياكوب فان كامبن |
وبسبب الازدهار الاقتصادي أنشئت الواجهات المزخرفة في العمارة، كما في عمارة قصر البلدية في إنكويزن Enkhuizen ت(1688) للمعمار فينيكول Vennecool.
فن النحت:
لم يحتل النحت المكانة التي احتلتها الفنون الأخرى، كما أن البروتستنتية حطمت معظم أعمال النحت العائدة إلى القرون الوسطى، وازدهر بالمقابل النحت الجنازي المستوحى من الأسلوب الفرنسي في مدافن المدن الكبرى، ومن النحاتين الأوائل يان مونِه J.Mone (ت 1548). ويعد النحات المعمار دي كايسر من أبرز النحاتين، ومن أعماله ضريح وليم (1621)، والتمثال البرونزي في روتردام.
وانتشر الأسلوب الكلاسي في النحت منذ منتصف القرن السادس عشر على يد النحات فيرهولست R.Verhulst. والمعمار كيللينوس Quellinus واشتهرا بالنحت الشخصي النصفي. وظهر الأسلوب التكلفي Maniérisme على يد فلوريس C.Floris.
فن التصوير:
كانت هولندا قد أثْرت عن طريق شركة الهند الشرقية التي أتت بالبضائع الثمينة من الشرق. ومن هنا فإن الفن تأثر بقوة بهذا الوسط الجديد مما دفع فئة من الفنانين إلى النهوض بحاجات الأثرياء والمترفين، بتقديم لوحات وجهية وصور طبيعية أو مشاهد من قصص الإنجيل أو من الحياة العائلية في هولندا. وقد ظهر أول مرة تصوير الوجوه المتعددة في لوحة واحدة، وكان فان در فورت C.van der Voort أول من قدم لوحة جماعية.
ومما لاشك فيه أن الفن في هولندا كان امتداداً للفن الفلمنكي الذي ازدهر على يد فان أيك van Eyck ومملنغ Memling. وترك روبنز[ر] Rubens تأثيره في التصوير الهولندي، وكان التصوير الجداري وفن المرقنات التي تزين المخطوطات قد انتشر، كما انتشر فن البسط Tapisserie وفنون الصياغة. وتقدمت صناعة الألواح الدائرية من الزجاج المعشق.
"فتاة مع أقراط من اللؤلؤ" للفنان فيرمير |
والمصور الثاني رمبرانت فان راين[ر] Rembrandt وهو من كبار الفنانين (1606- 1669) استقر في أمستردام، وفيها كان يزاول التصوير بأسلوبه المتميز وبالألوان الزيتية وبالحفر بالماء القوي Eau forte.
وارتبطت النزعة الرومانتية في هولندا بالاتجاهات المماثلة التي تمت في أوربا والتي نقلها لاستمن P.Lastman وهو أستاذ رمبرانت الذي تعرف إلسهايمر Elsheimer في روما. أما هونتهورست Honthorst ت(1590-1656) فقد حمل جميع تأثيرات كارافاجيو[ر] Caravaggio. كذلك تأثر بالصبغة الإيطالية كل من برغهيم Berghem وأسيلين J.Asseljn ، كما تأثر فنانو أمستردام برمبرانت ومنهم فلينك G.Flinck ت(1615-1660) وفرديناند بول F.Bol ت(1616-1680).
أما في هارلم فقد كان رمبرانت رائداً لمجموعة من الفنانين مثل فان أوستاد A.van Ostade ت(1610-1675) وبورش M.Borsh ت(1617-1681) الذي سافر إلى إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا ومن أشهر لوحاته «الجوقة» و«الإعلان الأبوي».
من تلامذة رمبرانت في لايدن جيرار دو G.Dou ت(1613-1675) الذي أثر في متسو G.Metsu ت(1629-1667)، وكان يان ستين J.Steen ت(1626-1679) من أخصب المصورين الهولنديين، ولقد عني خصوصاً بتصوير الموضوعات الشعبية التي تتضمن نقداً أخلاقياً أو تهكماً. وفي اللوڤر ثلاث لوحات من أعماله إضافة إلى اللوحات الموجودة في المتاحف الهولندية.
أما في دلفت Delft فقد جمع فيرمير[ر] Vermeer ت(1632-1675) في أعماله القليلة بين التقاليد الهولندية الموضوعية وبين الشاعرية التي وردت من إيطاليا، ومن أشهر أعماله «وجه الحسناء»، وقد ترك فيرمير ثلاثين لوحة تقريباً، ولعل قسماً كبيراً من أعماله كان قد تلف عقب انفجار حصل في أحد أحياء دلفت. ومع ذلك كان فيرمير مقلاً، ذلك لأنه كان كثير الاعتناء والتدقيق بعمله، فكان لا يترك اللوحة إلا بعد أن يثق تماماً أن بناءها وصل حد الكمال، ولم يكن يترك شيئاً في عمله للمصادفة، فكل شيء مدروس ومقرر بهدوء.
ومن أشهر فناني الطبيعة الهولنديين كان فان دي فِلدِه W.van de Velde ت(1550-1630) وهو رائد هذا الاتجاه، ثم يان فان غوين J.van Goyen ت(1596-1656) وفان در نير van der Neer ت(1603-1677) الذي اختص بالمشاهد الليلية، وكونينك Ph. Koninck ت(1619-1688) الذي صور الطبيعة بآفاق واسعة جداً، مع هوبيما Hobbema ت(1638-1709) وهو ابن أخ أشهر مصور للمناظر الطبيعية؛ رويسدال S.Ruysdael ت(1600-1670). ومنهم أيضاً ياكوب M.Jacob ت(1628-1682) الذي حاول أن يجعل الطبيعة مجالاً للتعبير عن عواطفه الدينية.
ومن أشهر مصوري الحيوانات والمناظر بول بوتر P.Potter جت(1625-1654) ولقد امتاز بحساسية في التعبير عن النور والجوّ، ومن أشهر لوحاته «القطيع» الموجودة في لاهاي، ولوحة «البقرة الكبيرة» الموجودة في اللوڤر.
وفي القرن الثامن عشر وفد إلى هولندا عدد من المصورين الأوربيين مما أثر في اتجاه فن التصوير الهولندي. وكان تأثير الانطباعية واضحاً في أعمال المصور برايتنر G.H.Breitner. وحينما عرفت أعمال فان غوغ[ر] V.van Gogh ت(1853-1890) كان لها تأثير في ظهور المدرسة التعبيرية[ر]. كما برز موندريان[ر] P.Mondrian ت(1872-1944) ونظرياته رائداً للمدرسة التجريدية[ر]. وصل موندريان إلى أقصى حدود المنطق، ساعياً إلى اكتشاف حقيقة كائنة خلف الموضوع. واصفاً أسلوبه الفني باسم (التشكيلية المحدثة). والتقى بأفكاره وأسلوبه مع الفيلسوف الهولندي شونمكرز M.H.S.Shoenmeckers. كما أصدر مجلة الأسلوب «دوستيل» de Stijl مع فان دوسبورغ van Doesburg وفان در ليك B.van der Leek وانضم إليهم عدد من المعماريين.
عفيف البهنسي