تويت
هند (سينما في)
India - Inde
الهند(السينما في ـ)
تعد الهند أكبر دولة منتجة للسينما في العالم (ما يفوق سبعمئة فيلم سنوياً، 1200 فيلم تم إنتاجها عام 2002).
جرى في مدينة بومباي Bombay عام 1896 أول عرض لأفلام الأخوين لوميير Lumière. وبعد ذلك بقليل صور الإنكليزي ستيفنسون Stevenson مقاطع من العرض المسرحي الموسيقي البنغالي «زهرة فارس» The Flower of Persia، كذلك أسس ج. ف. مادان G.F.Madan في عام 1902 أول شركة عرض سينمائي. وقد احتكرت هذه الشركة لاحقاً إنتاج الأفلام وعرضها في كل المناطق الشمالية الشرقية من الهند.
تم حتى عام 1912 تصوير أفلام وثائقية عدة وعرضها. أما الإنتاج الدائم والمنتظم فقد بدأ عام 1913 عندما عُرض الفيلم الروائي الطويل «راجا هاريشتشاندرا» Raja Harishchandra للمخرج داداصاحب بهالكه Dadasaheb Phalke الذي يعد مؤسس السينما الهندية. استمد بهالكه موضوعات أفلامه من ثقافة بلده وتراثها الفني، إضافة إلى مهارته في استخدام الخدع والمؤثرات السينمائية.
تم في النصف الثاني من عشرينيات القرن العشرين إنتاج أفلام تاريخية كثيرة تمجد قادة الهند العظام الذين ناضلوا من أجل بلدهم.
وعرض أول فيلم هندي ناطق: «بهاء العالم» The Beauty of the World للمخرج أردشير إيراني Ardeshir Irani عام 1931، وكان باللغة الهندية ـ الأُردية، وبعد ذلك تم إنتاج الأفلام الناطقة ببقية لغات الهند، كالبنغالية والتاميلية والبنجابية وغيرها.
ظهرت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين في بومباي وكلكوتا Calcutta ومدراس Madras ثلاثة مراكز سينمائية أساسية تمثل ثلاثة اتجاهات فنية، تختلف فيما بينها من حيث الموضوعات والأساليب، ولكنها تلتقي في الطابع العام لإنتاجها، الذي ما يزال يميز السينما الهندية حتى الوقت الراهن: قصص عاطفية ميلودرامية تتخللها أغانٍ ورقصات ومغامرات ومواقف مؤثرة أبرزت مشكلات المجتمع الهندي التي كانت سائدة في ذلك الوقت في أفلام مخرجي تلك الحقبة: «بعد الزلزال» After the Earthquake ت(1935) و«العالم الذهبي» Golden World ت(1936)، كلاهما للمخرج ديباكي بوزيه Debaki Bose، «الأرض الأم» Mother Earth ت(1938) للمخرج نيتين بوزيه Nitin Bose، «الخبز» The Bread ت(1942) للمخرج محبوب خان Mehboob Khan، وغيرها.
ومنذ الأربعينيات أصبحت السينما واحدة من أهم قطاعات الاقتصاد الهندي، ولكن النزعة لإنتاج أفلام تجارية همها تسلية المشاهد والترفيه بدأت تزداد أيضاً.
فتح استقلال الهند عام 1947 آفاقاً جديدة أمام تطور السينما الهندية. فقد تم تأسيس لجان وهيئات خاصة تعنى بدراسة واقع هذه السينما وتقدم الدعم للإنتاج الجاد منها، مثل «هيئة تمويل السينما» التي أصبح اسمها لاحقاً «هيئة تطوير السينما» التي أدت دوراً مهماً في تطوير الإنتاج السينمائي، بمعزل عن سيطرة الرأسمال الخاص وتحكمه.
كذلك تم تأسيس معاهد تعليمية لتأهيل الأطر والخبرات الملائمة للصناعة السينمائية في بومباي ومدراس وغيرهما من المدن الهندية.
في الخمسينيات، وعلى خلفية النهوض العام للقوى الديمقراطية ونضالها من أجل تحديث اقتصاد البلاد تعمق التيار الواقعي الاجتماعي في السينما الهندية، وبرزت أفلام تعالج موضوعات وقضايا تمس الشرائح الاجتماعية الكادحة من المجتمع الهندي، مثل: «أبناء الأرض» Children of the Earth ت(1946) للمخرج خواجا أحمد عباس Khwaja Ahmad Abbas، «الهند الأم» Mother India ت(1957) للمخرج محبوب خان، وغيرهما. كذلك قدم المخرج والممثل راج كابور Raj Kapoor أفلاماً عدة تميزت بنزعتها المناصرة للعدالة الاجتماعية، وبتجسيدها لآمال الفئات الدنيا من المجتمع بمستقبل أفضل: «اللهب» Fire ت(1947)، «موسم الأمطار» The Monsoons ت(1949)، «الشريد» The Vagabond ت(1951)، وغيرها.
في النصف الثاني من الخمسينيات انضم إلى صفوف السينمائيين الهنود اثنان من ألمع المخرجين هما ساتياجيت راي Satyajit Ray ومرينال سن Mrinal Sen. وقد حمل هذان المخرجان المتأثران بالسينما الروسية والواقعية الإيطالية معهما بصمتهما الخاصة، وأديا دوراً كبيراً في تعميق التيار الواقعي وتوطيده في السينما الهندية. من أهم أفلامهما: «الفجر» The Dawn ت(1956)، «يوم الزفـاف» The Wedding Day ت(1960)، «الشقيقان»Two Brothers ت(1967)، «أرضـي» My Land ت(2002) لمرينال سن، وثلاثية راي: «أغانـي الطريـق» Song of the Road ت(1955)، «الجامح» The Unvanquished ت(1956)، «عالـم آبو» The World of Apu ت(1959)، هذا إضافة إلى أفلامه المهمة الأخرى مثل: «حجرة الموسيقى» The Music Room ت(1958)، «تشارولاتا» Charulata ت(1964)، و«البيت والعالم» The Home and the World ت(1983).
وقد سار على خطا هذين المخرجين عدد من السينمائيين أنتجوا أفلاماً تصور أفكاراً ومبادئ مختلفة عما هو سائد، مثل: «المرآة السحريـة» Mirror of Illusion ت(1972) للمخرج كومـار شاهاني Kumar Shahani، «القطار 27» Down 27 ت(1973) للمخرج أفتار كريشنا كاول، وغيرها.
عرفت السينما الهندية منذ السبعينيات حتى بدايات القرن الواحد والعشرين مخرجين جدداً مثل شيام بنغال Shyam Benegal، غوفيند نيهلاني Govind Nihalani، ماني كاول Mani Kaul، كومار شاهاني Kumar Shahani، ميرا ناير Mira Nair، وغيرهم، يسعون إلى الابتعاد عن مفاهيم السينما التجارية، والارتقاء بالسينما الهندية إلى مصاف الفن الرفيع.
محمود عبد الواحد
India - Inde
الهند(السينما في ـ)
تعد الهند أكبر دولة منتجة للسينما في العالم (ما يفوق سبعمئة فيلم سنوياً، 1200 فيلم تم إنتاجها عام 2002).
جرى في مدينة بومباي Bombay عام 1896 أول عرض لأفلام الأخوين لوميير Lumière. وبعد ذلك بقليل صور الإنكليزي ستيفنسون Stevenson مقاطع من العرض المسرحي الموسيقي البنغالي «زهرة فارس» The Flower of Persia، كذلك أسس ج. ف. مادان G.F.Madan في عام 1902 أول شركة عرض سينمائي. وقد احتكرت هذه الشركة لاحقاً إنتاج الأفلام وعرضها في كل المناطق الشمالية الشرقية من الهند.
تم حتى عام 1912 تصوير أفلام وثائقية عدة وعرضها. أما الإنتاج الدائم والمنتظم فقد بدأ عام 1913 عندما عُرض الفيلم الروائي الطويل «راجا هاريشتشاندرا» Raja Harishchandra للمخرج داداصاحب بهالكه Dadasaheb Phalke الذي يعد مؤسس السينما الهندية. استمد بهالكه موضوعات أفلامه من ثقافة بلده وتراثها الفني، إضافة إلى مهارته في استخدام الخدع والمؤثرات السينمائية.
تم في النصف الثاني من عشرينيات القرن العشرين إنتاج أفلام تاريخية كثيرة تمجد قادة الهند العظام الذين ناضلوا من أجل بلدهم.
وعرض أول فيلم هندي ناطق: «بهاء العالم» The Beauty of the World للمخرج أردشير إيراني Ardeshir Irani عام 1931، وكان باللغة الهندية ـ الأُردية، وبعد ذلك تم إنتاج الأفلام الناطقة ببقية لغات الهند، كالبنغالية والتاميلية والبنجابية وغيرها.
ظهرت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين في بومباي وكلكوتا Calcutta ومدراس Madras ثلاثة مراكز سينمائية أساسية تمثل ثلاثة اتجاهات فنية، تختلف فيما بينها من حيث الموضوعات والأساليب، ولكنها تلتقي في الطابع العام لإنتاجها، الذي ما يزال يميز السينما الهندية حتى الوقت الراهن: قصص عاطفية ميلودرامية تتخللها أغانٍ ورقصات ومغامرات ومواقف مؤثرة أبرزت مشكلات المجتمع الهندي التي كانت سائدة في ذلك الوقت في أفلام مخرجي تلك الحقبة: «بعد الزلزال» After the Earthquake ت(1935) و«العالم الذهبي» Golden World ت(1936)، كلاهما للمخرج ديباكي بوزيه Debaki Bose، «الأرض الأم» Mother Earth ت(1938) للمخرج نيتين بوزيه Nitin Bose، «الخبز» The Bread ت(1942) للمخرج محبوب خان Mehboob Khan، وغيرها.
ومنذ الأربعينيات أصبحت السينما واحدة من أهم قطاعات الاقتصاد الهندي، ولكن النزعة لإنتاج أفلام تجارية همها تسلية المشاهد والترفيه بدأت تزداد أيضاً.
فتح استقلال الهند عام 1947 آفاقاً جديدة أمام تطور السينما الهندية. فقد تم تأسيس لجان وهيئات خاصة تعنى بدراسة واقع هذه السينما وتقدم الدعم للإنتاج الجاد منها، مثل «هيئة تمويل السينما» التي أصبح اسمها لاحقاً «هيئة تطوير السينما» التي أدت دوراً مهماً في تطوير الإنتاج السينمائي، بمعزل عن سيطرة الرأسمال الخاص وتحكمه.
كذلك تم تأسيس معاهد تعليمية لتأهيل الأطر والخبرات الملائمة للصناعة السينمائية في بومباي ومدراس وغيرهما من المدن الهندية.
في الخمسينيات، وعلى خلفية النهوض العام للقوى الديمقراطية ونضالها من أجل تحديث اقتصاد البلاد تعمق التيار الواقعي الاجتماعي في السينما الهندية، وبرزت أفلام تعالج موضوعات وقضايا تمس الشرائح الاجتماعية الكادحة من المجتمع الهندي، مثل: «أبناء الأرض» Children of the Earth ت(1946) للمخرج خواجا أحمد عباس Khwaja Ahmad Abbas، «الهند الأم» Mother India ت(1957) للمخرج محبوب خان، وغيرهما. كذلك قدم المخرج والممثل راج كابور Raj Kapoor أفلاماً عدة تميزت بنزعتها المناصرة للعدالة الاجتماعية، وبتجسيدها لآمال الفئات الدنيا من المجتمع بمستقبل أفضل: «اللهب» Fire ت(1947)، «موسم الأمطار» The Monsoons ت(1949)، «الشريد» The Vagabond ت(1951)، وغيرها.
في النصف الثاني من الخمسينيات انضم إلى صفوف السينمائيين الهنود اثنان من ألمع المخرجين هما ساتياجيت راي Satyajit Ray ومرينال سن Mrinal Sen. وقد حمل هذان المخرجان المتأثران بالسينما الروسية والواقعية الإيطالية معهما بصمتهما الخاصة، وأديا دوراً كبيراً في تعميق التيار الواقعي وتوطيده في السينما الهندية. من أهم أفلامهما: «الفجر» The Dawn ت(1956)، «يوم الزفـاف» The Wedding Day ت(1960)، «الشقيقان»Two Brothers ت(1967)، «أرضـي» My Land ت(2002) لمرينال سن، وثلاثية راي: «أغانـي الطريـق» Song of the Road ت(1955)، «الجامح» The Unvanquished ت(1956)، «عالـم آبو» The World of Apu ت(1959)، هذا إضافة إلى أفلامه المهمة الأخرى مثل: «حجرة الموسيقى» The Music Room ت(1958)، «تشارولاتا» Charulata ت(1964)، و«البيت والعالم» The Home and the World ت(1983).
وقد سار على خطا هذين المخرجين عدد من السينمائيين أنتجوا أفلاماً تصور أفكاراً ومبادئ مختلفة عما هو سائد، مثل: «المرآة السحريـة» Mirror of Illusion ت(1972) للمخرج كومـار شاهاني Kumar Shahani، «القطار 27» Down 27 ت(1973) للمخرج أفتار كريشنا كاول، وغيرها.
عرفت السينما الهندية منذ السبعينيات حتى بدايات القرن الواحد والعشرين مخرجين جدداً مثل شيام بنغال Shyam Benegal، غوفيند نيهلاني Govind Nihalani، ماني كاول Mani Kaul، كومار شاهاني Kumar Shahani، ميرا ناير Mira Nair، وغيرهم، يسعون إلى الابتعاد عن مفاهيم السينما التجارية، والارتقاء بالسينما الهندية إلى مصاف الفن الرفيع.
محمود عبد الواحد