همدان (قبيله)
Hamdan tribe - Tribu d’Hamdan
هَمْدان ( قبيلة ـ)
هَمْدانُ قبيلةٌ عظيمةٌ باليمن، وهَمْدان: لقبُ جدِّ القبيلة، واسمه: أَوْسَلة، وهو هَمْدان بن مالك بن زَيد ابنِ أَوْسَلة من زَيد بن كَهلان. كان يُسمَّى تلاد الملك. وفي ذلك يقول عبد الله ابن الزَّبِيْر الأسديُّ يؤنب مضر في هَدْم دار أسماء بن خارجة بينما حالت هَمْدان دون هدم دار صاحبهم:
فلو كانَ من هَمْدانَ أسماءُ أَصْحَرَتْ
كتائبُ مِنْ هَمْدانَ صُعْرٌ خدودُها
لَهُمْ كانَ مُلْكُ النَّاسِ مِنْ قَبْل ِتُبـَّـعٍ
تقـودُ وما في النَّاس حيٌّ يقودُها
كانت منازل بني هَمْدانَ في الجاهليَّة شرقيَّ اليمن، ثمَّ اتَّسعت، وانتشروا في الإسلام في الحجاز والكوفة، وبعضهم في الشَّام.
وَلدَ جَدُّهُم هَمْدانُ بن مالك: نوفاً، فولدَ نوف بن هَمْدان: خَيران، فولدَ خَيران بن نوف: جُشَم، فولدَ جُشَم بن خَيران: حاشِداً وبَكِِيلاً، ومنهما تَفَرَّقت هَمْدان القبيلة.
بطونُ حاشد بن جُشَم هي: جشم، وزيد، وعمرو، ومالك، ومرثد، وضمام، ويَرِيم، وأسعد، وربيعة، وعَرِيب.
ومن أولاد أسعد بن جُشَم: شِبام وهو عبدُ الله ، وشِبامُ اسمُ جبلٍ سَكَنَهُ عبد الله.
ومن أولاد ربيعة بن جُشَم: شَراحيل، ومن أولاد عَرِيب بن جُشَم: زيد، فولدَ زيدُ بن عَريب: عليانَ وقادماً، وممن ينتمي إليه بنو مَعْيوف الذين نزلوا الغوطة الشرقية من دمشق. ومن بطون هذه القبيلة: الأزد، وحُديق، وجبر، ومنهم بنو قهم الذين ينتمي إليهم سُوارُ بن أبي حِميَر الذي أصابته جِراحةٌ مع الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما، فمات بها.
ومنهم مَعْشَر ذو الفقار، وهو مَعْشَر ابن عمرو بن ذي مَعِدي بن يريم بن مَرْثِد بن ذي شُفَيّ بن مِشْرَق بن زيد ابن جُشَم بن حاشد، ومَرْثِد بن جُشَم ابن حاشد الذين ينتمي إليهم حُمرة ذو المشعار من ولد ناعط بن مَرثد أحد أشرافهم، هاجرَ إلى الشَّام زمن عمر بن الخطابt، والمِشْعارُ، موضعٌ نُسِبَ إليه، ومن وَلَدِهِ الحارثُ بن عُميرة بن مالك بن حُمْرَةَ ذي المِشْعار وهو من أشرافهم مدحَهُ أعشى هَمْدان فقال:
إلى ابن ِعُميرةَ تجري بنا
على أنَّها القُلُصُ الضُّمَّـرُ
وممن ينتمي إلى هذه القبيلة أعشى هَمْدان الشَّاعر المشهور، وهو عبد الرَّحمن بن الحارث بن نظام بن جُشَم ابن عمرو بن مالك بن عبد الحيِّ بن زيد بن حَرْب بن قيس بن عامر بن مالك بن جُشَم بن حاشد، وأخباره كثيرة مبثوثة في كتب الأدب[ر].
وسعيد بن قيس بن أبي عَشَن الذي كانت له رايةُ هَمْدان زمنَ عليٍّ بن أبي طالبt.
وفَنْدَشُ بن حيَّان بن وهب قُتِلَ في خصومة، وفيه قال أعشى هَمْدان:
أَمِن ضَربَةٍ بِالعودِ لَمْ يَدمَ كَلمُها
ضَرَبتَ بِمَصقولٍ علاوةَ فَنْْدَشِ؟!
وَباكِيَةٍ تَبكي عَلى قَبــرِ فَنْدَشٍ
فَقُلتُ لَها: أَذري دُموعَكِ وَاخْمشِي
والشَّاعرُ أبو الجَرَندقِ مَعْقِل بن عبد خير بن يحمد بن خَوْلي بن عبد عمرو ابن عمرو بن عبد يغوث، وهو أحد شعراء هَمْدان وحكمائها في الجاهلية، كان يُهاجي أعشى هَمْدان، وله معه أخبار.
أما بطونُ بَكيل بن جُشَم فأبرزها سُوران ودَوْمان والحَيْزان، ومنهم بنو أرحب وإليهم ينتسب كل أَرْحَبِيّ، ومنهم: أبو رُهمْ بن مُعْطم الشَّاعر وكان من المُعَمَّرين، هاجرَ إلى النَّبيr وهو ابن خمسينَ ومئة سنة، وإلى بني أرحب تُنْسَبُ الجمال الأرحبيَّة.
ومن ربيعة بطنان: نِهْمٌ وشاكر، فمن نِهْم بن ربيعة: قيس وجَرْب وغضاضة وشَهْد، ومن شَهْد: عَمرو بن بَرّاقة بن منبِّه الشَّاعرُ وهو شجاعٌ فاتكٌ فارسُ هَمْدان وشاعرُها في عصره، وهو صاحب القصيدة المشهورة عند العرب:
تقولُ سليمى: لا تعرّضْ لتلفــةٍ
وليلُك من ليلِ الصَّعاليك نائم
متَى تَجمَع القلبَ الذَّكيَّ وصارماً
وأنفاً حميَّاً تجتنبْـكَ المظالمُ
ومنهم بنو مُلالة بن عبد بن أمير الذين ينتمي إليهم الشَّاعر مالك بن ملالة أحد شعراء هَمْدان وفرسانها في الجاهليَّة، قادَ قومَه في حربها مع قُضاعة، ومن شعره في ذلك:
نادَيتُ هَمدانَ ثُمَّ سِــرْتُ بِهِم
أَبغِي تَقاضــيَ دَيْـنٍ مـا لَهُ أَجَلُ
دخلَتْ هَمْدانُ في الإسلام كلُّها عَقِبَ غزوةِ تبوك، وقدم وفدُ هَمْدانَ على النبيr وفيهم مالك بن نمط وأبو ثور - وهو ذو المشعار - ومالك بن أيفع وضمام بن مالك، فلقوا رسول اللهr وعليهم الحبرات اليمانيَّة والعمائم العدنية وعلى الرِّحال الأرحبيَّة، فقام مالك بن نمط بين يديه فقال: يا رسول الله نصيَّةٌ ـ النَّصيةُ الرؤساء المختارون ـ من هَمْدان من كلِّ حاضرٍ وبادٍ أتَوكَ على قُلُص نواجٍ متَّصلةٍ بحبائل الإسلام لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ، فَثَبَّتَهُم الرسولُr في مُلْكِهم وكتبَ لهم رسولُ اللهr كتاباً ذكرَ فيهِ ذا المِشْعارَ مالكَ بنَ نمط إكراماً لوفادته؛ فمدحه مالك بأبيات أوَّلها:
ذكرتُ رسولَ اللهِ في فحمةِ الدُّجَى
ونحنُ بأعلى رَحْرَحَانٍ وصَلْدَدِ
وهنَّ بنا خُوصٌ طلائحُ تعتــلي
برُكبانهــا في لاحـبِ متمدّدِ
سئل الشَّعبي فقيهُ الكوفة ـ وهو من بني سَبِيع من هَمْدان ـ عن اليمن فقال: سيفُها قُضاعة، وفُرسانها هَمْدانُ، ولسانُها مَذْحِج، وملوكُها كِنْدَة.
أسـامة اختيار
Hamdan tribe - Tribu d’Hamdan
هَمْدان ( قبيلة ـ)
هَمْدانُ قبيلةٌ عظيمةٌ باليمن، وهَمْدان: لقبُ جدِّ القبيلة، واسمه: أَوْسَلة، وهو هَمْدان بن مالك بن زَيد ابنِ أَوْسَلة من زَيد بن كَهلان. كان يُسمَّى تلاد الملك. وفي ذلك يقول عبد الله ابن الزَّبِيْر الأسديُّ يؤنب مضر في هَدْم دار أسماء بن خارجة بينما حالت هَمْدان دون هدم دار صاحبهم:
فلو كانَ من هَمْدانَ أسماءُ أَصْحَرَتْ
كتائبُ مِنْ هَمْدانَ صُعْرٌ خدودُها
لَهُمْ كانَ مُلْكُ النَّاسِ مِنْ قَبْل ِتُبـَّـعٍ
تقـودُ وما في النَّاس حيٌّ يقودُها
كانت منازل بني هَمْدانَ في الجاهليَّة شرقيَّ اليمن، ثمَّ اتَّسعت، وانتشروا في الإسلام في الحجاز والكوفة، وبعضهم في الشَّام.
وَلدَ جَدُّهُم هَمْدانُ بن مالك: نوفاً، فولدَ نوف بن هَمْدان: خَيران، فولدَ خَيران بن نوف: جُشَم، فولدَ جُشَم بن خَيران: حاشِداً وبَكِِيلاً، ومنهما تَفَرَّقت هَمْدان القبيلة.
بطونُ حاشد بن جُشَم هي: جشم، وزيد، وعمرو، ومالك، ومرثد، وضمام، ويَرِيم، وأسعد، وربيعة، وعَرِيب.
ومن أولاد أسعد بن جُشَم: شِبام وهو عبدُ الله ، وشِبامُ اسمُ جبلٍ سَكَنَهُ عبد الله.
ومن أولاد ربيعة بن جُشَم: شَراحيل، ومن أولاد عَرِيب بن جُشَم: زيد، فولدَ زيدُ بن عَريب: عليانَ وقادماً، وممن ينتمي إليه بنو مَعْيوف الذين نزلوا الغوطة الشرقية من دمشق. ومن بطون هذه القبيلة: الأزد، وحُديق، وجبر، ومنهم بنو قهم الذين ينتمي إليهم سُوارُ بن أبي حِميَر الذي أصابته جِراحةٌ مع الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما، فمات بها.
ومنهم مَعْشَر ذو الفقار، وهو مَعْشَر ابن عمرو بن ذي مَعِدي بن يريم بن مَرْثِد بن ذي شُفَيّ بن مِشْرَق بن زيد ابن جُشَم بن حاشد، ومَرْثِد بن جُشَم ابن حاشد الذين ينتمي إليهم حُمرة ذو المشعار من ولد ناعط بن مَرثد أحد أشرافهم، هاجرَ إلى الشَّام زمن عمر بن الخطابt، والمِشْعارُ، موضعٌ نُسِبَ إليه، ومن وَلَدِهِ الحارثُ بن عُميرة بن مالك بن حُمْرَةَ ذي المِشْعار وهو من أشرافهم مدحَهُ أعشى هَمْدان فقال:
إلى ابن ِعُميرةَ تجري بنا
على أنَّها القُلُصُ الضُّمَّـرُ
وممن ينتمي إلى هذه القبيلة أعشى هَمْدان الشَّاعر المشهور، وهو عبد الرَّحمن بن الحارث بن نظام بن جُشَم ابن عمرو بن مالك بن عبد الحيِّ بن زيد بن حَرْب بن قيس بن عامر بن مالك بن جُشَم بن حاشد، وأخباره كثيرة مبثوثة في كتب الأدب[ر].
وسعيد بن قيس بن أبي عَشَن الذي كانت له رايةُ هَمْدان زمنَ عليٍّ بن أبي طالبt.
وفَنْدَشُ بن حيَّان بن وهب قُتِلَ في خصومة، وفيه قال أعشى هَمْدان:
أَمِن ضَربَةٍ بِالعودِ لَمْ يَدمَ كَلمُها
ضَرَبتَ بِمَصقولٍ علاوةَ فَنْْدَشِ؟!
وَباكِيَةٍ تَبكي عَلى قَبــرِ فَنْدَشٍ
فَقُلتُ لَها: أَذري دُموعَكِ وَاخْمشِي
والشَّاعرُ أبو الجَرَندقِ مَعْقِل بن عبد خير بن يحمد بن خَوْلي بن عبد عمرو ابن عمرو بن عبد يغوث، وهو أحد شعراء هَمْدان وحكمائها في الجاهلية، كان يُهاجي أعشى هَمْدان، وله معه أخبار.
أما بطونُ بَكيل بن جُشَم فأبرزها سُوران ودَوْمان والحَيْزان، ومنهم بنو أرحب وإليهم ينتسب كل أَرْحَبِيّ، ومنهم: أبو رُهمْ بن مُعْطم الشَّاعر وكان من المُعَمَّرين، هاجرَ إلى النَّبيr وهو ابن خمسينَ ومئة سنة، وإلى بني أرحب تُنْسَبُ الجمال الأرحبيَّة.
ومن ربيعة بطنان: نِهْمٌ وشاكر، فمن نِهْم بن ربيعة: قيس وجَرْب وغضاضة وشَهْد، ومن شَهْد: عَمرو بن بَرّاقة بن منبِّه الشَّاعرُ وهو شجاعٌ فاتكٌ فارسُ هَمْدان وشاعرُها في عصره، وهو صاحب القصيدة المشهورة عند العرب:
تقولُ سليمى: لا تعرّضْ لتلفــةٍ
وليلُك من ليلِ الصَّعاليك نائم
متَى تَجمَع القلبَ الذَّكيَّ وصارماً
وأنفاً حميَّاً تجتنبْـكَ المظالمُ
ومنهم بنو مُلالة بن عبد بن أمير الذين ينتمي إليهم الشَّاعر مالك بن ملالة أحد شعراء هَمْدان وفرسانها في الجاهليَّة، قادَ قومَه في حربها مع قُضاعة، ومن شعره في ذلك:
نادَيتُ هَمدانَ ثُمَّ سِــرْتُ بِهِم
أَبغِي تَقاضــيَ دَيْـنٍ مـا لَهُ أَجَلُ
دخلَتْ هَمْدانُ في الإسلام كلُّها عَقِبَ غزوةِ تبوك، وقدم وفدُ هَمْدانَ على النبيr وفيهم مالك بن نمط وأبو ثور - وهو ذو المشعار - ومالك بن أيفع وضمام بن مالك، فلقوا رسول اللهr وعليهم الحبرات اليمانيَّة والعمائم العدنية وعلى الرِّحال الأرحبيَّة، فقام مالك بن نمط بين يديه فقال: يا رسول الله نصيَّةٌ ـ النَّصيةُ الرؤساء المختارون ـ من هَمْدان من كلِّ حاضرٍ وبادٍ أتَوكَ على قُلُص نواجٍ متَّصلةٍ بحبائل الإسلام لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ، فَثَبَّتَهُم الرسولُr في مُلْكِهم وكتبَ لهم رسولُ اللهr كتاباً ذكرَ فيهِ ذا المِشْعارَ مالكَ بنَ نمط إكراماً لوفادته؛ فمدحه مالك بأبيات أوَّلها:
ذكرتُ رسولَ اللهِ في فحمةِ الدُّجَى
ونحنُ بأعلى رَحْرَحَانٍ وصَلْدَدِ
وهنَّ بنا خُوصٌ طلائحُ تعتــلي
برُكبانهــا في لاحـبِ متمدّدِ
سئل الشَّعبي فقيهُ الكوفة ـ وهو من بني سَبِيع من هَمْدان ـ عن اليمن فقال: سيفُها قُضاعة، وفُرسانها هَمْدانُ، ولسانُها مَذْحِج، وملوكُها كِنْدَة.
أسـامة اختيار