هبل
Hubal - Hubal
هُبَل
كان لقريش أصنام تعبدها قبل الإسلام، وكان أعظمها والمقدم عندها على الجميع هبل الذي كانت تلوذ به وتتوسل إليه ليمنّ عليها بالخير والبركة. وكان على ما يزعم ابن الكلبي من عقيق أحمر وعلى صورة رجل مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش فجعلت له يداً من ذهب، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فكان يقال له: «هبل خزيمة». وكان موضعه على بئر في جوف الكعبة، وتلك البئر هي التي يجمع فيها ما يُهدى للكعبة، وكان عنده سبعة أقداح كل قدح منها فيه كتاب: قدح فيه العقل (الدية) فإذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة، وقدح فيه «نعم» للأمر إذا أرادوه يُضرب به في القداح فإذا خرج قدح نعم عملوا به، وقدح فيه «لا» إذا أرادوا أمراً ضربوا به في القداح فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح مكتوب فيه «صريح» والآخر «ملصق» فإذا شكوا في مولود أهدوا إليه هدية ثم ضربوا بالقداح، فإذا خرج صريح ألحقوه، وإن خرج ملصق دفعوه، وقدح على الميت، وقدح على النكاح، وقدح فيه المياه، إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح، فحيثما خرج عملوا به. وكانوا إذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفراً، أو أرادوا أن يختنوا غلاماً، أو ينكحوا منكحاً، أو يأتوا عملاً، ذهبوا إليه ومعهم مئة درهم وجزور، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها، واستقسموا بالأزلام عنده فما خرج عملوا به وانتهوا إليه، وقد ضرب عنده عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله والد الرسول محمدr، وأمر الصنم بذبح عبد الله ثم كانت عملية الفداء والمساومة مع هبل حتى بلغ العوض الذي يطلبه مئة من الإبل وتم له ماأراد.
والجدير بالذكر أن هناك روايات تنسب هبل إلى عمرو بن لحي تقول: إنه جاء به إلى مكة من العراق من موضع هيت، فنصبه على البئر، وهي الخسف، أو الأخشف، والجب الذي حفره إبراهيم في بطن الكعبة ليكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يُهدى إلى الكعبة، وأنه هو الذي أمر الناس بعبادته، فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده، وكان له حاجب يقوم بخدمته.
وجاء في رواية أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مُؤاب من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق - وهم ولد عملاق ويقال: عمليق - وجدهم يتعبدون الأصنام، فقال لهم: «ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟» قالوا له: «هذه الأصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: «أفلا تعطونني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟» فأعطوه صنماً يقال له هبل، وأخذه فتقدم به إلى مكة فنصبه، وأمر الناس بعبادته.
وقد اختلف في تفسير معنى هبل فذهب بعضهم إلى أنه من الهبلة ومعناها القبلة، وذكر آخرون أنه من الهبيلي بمعنى الراهب، وذكر بعضهم أن بني هبل كانت تتعبد له، وذهب بعضهم إلى أنه من هُبَلْ بمعنى زَفَرْ ومعناها كثرة اللحم والشحم، أو من هبل بمعنى غنم وما شاكل ذلك من آراء. ويكمن سبب اضطراب العلماء في تسميته في أنه من الأصنام المستوردة من الخارج التي حافظت على تسميتها الأصلية فوقع لديهم من ثم هذا الاضطراب.
وقد ذُكِر أن بكراً ومالكاً وملكان وسائر بني كنانة كانت تعبده، وورد اسمه في الكتابات النبطية التي عثر عليها في الحِجْر بدليل عبادة الأنباط له، وتسمّى به أشخاص وبطون من قبيلة كلب، مما يدل على أن هذه القبيلة كانت تتعبد له، وأنه كان من معبودات العرب الشماليين.
وكان من شدة تعظيم قريش له أنهم وضعوه في جوف الكعبة، وأنه كان الصنم الأكبر في البيت.
شكران خربوطلي
Hubal - Hubal
هُبَل
كان لقريش أصنام تعبدها قبل الإسلام، وكان أعظمها والمقدم عندها على الجميع هبل الذي كانت تلوذ به وتتوسل إليه ليمنّ عليها بالخير والبركة. وكان على ما يزعم ابن الكلبي من عقيق أحمر وعلى صورة رجل مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش فجعلت له يداً من ذهب، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، فكان يقال له: «هبل خزيمة». وكان موضعه على بئر في جوف الكعبة، وتلك البئر هي التي يجمع فيها ما يُهدى للكعبة، وكان عنده سبعة أقداح كل قدح منها فيه كتاب: قدح فيه العقل (الدية) فإذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة، وقدح فيه «نعم» للأمر إذا أرادوه يُضرب به في القداح فإذا خرج قدح نعم عملوا به، وقدح فيه «لا» إذا أرادوا أمراً ضربوا به في القداح فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح مكتوب فيه «صريح» والآخر «ملصق» فإذا شكوا في مولود أهدوا إليه هدية ثم ضربوا بالقداح، فإذا خرج صريح ألحقوه، وإن خرج ملصق دفعوه، وقدح على الميت، وقدح على النكاح، وقدح فيه المياه، إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح، فحيثما خرج عملوا به. وكانوا إذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفراً، أو أرادوا أن يختنوا غلاماً، أو ينكحوا منكحاً، أو يأتوا عملاً، ذهبوا إليه ومعهم مئة درهم وجزور، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها، واستقسموا بالأزلام عنده فما خرج عملوا به وانتهوا إليه، وقد ضرب عنده عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله والد الرسول محمدr، وأمر الصنم بذبح عبد الله ثم كانت عملية الفداء والمساومة مع هبل حتى بلغ العوض الذي يطلبه مئة من الإبل وتم له ماأراد.
والجدير بالذكر أن هناك روايات تنسب هبل إلى عمرو بن لحي تقول: إنه جاء به إلى مكة من العراق من موضع هيت، فنصبه على البئر، وهي الخسف، أو الأخشف، والجب الذي حفره إبراهيم في بطن الكعبة ليكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يُهدى إلى الكعبة، وأنه هو الذي أمر الناس بعبادته، فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده، وكان له حاجب يقوم بخدمته.
وجاء في رواية أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مُؤاب من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق - وهم ولد عملاق ويقال: عمليق - وجدهم يتعبدون الأصنام، فقال لهم: «ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟» قالوا له: «هذه الأصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: «أفلا تعطونني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟» فأعطوه صنماً يقال له هبل، وأخذه فتقدم به إلى مكة فنصبه، وأمر الناس بعبادته.
وقد اختلف في تفسير معنى هبل فذهب بعضهم إلى أنه من الهبلة ومعناها القبلة، وذكر آخرون أنه من الهبيلي بمعنى الراهب، وذكر بعضهم أن بني هبل كانت تتعبد له، وذهب بعضهم إلى أنه من هُبَلْ بمعنى زَفَرْ ومعناها كثرة اللحم والشحم، أو من هبل بمعنى غنم وما شاكل ذلك من آراء. ويكمن سبب اضطراب العلماء في تسميته في أنه من الأصنام المستوردة من الخارج التي حافظت على تسميتها الأصلية فوقع لديهم من ثم هذا الاضطراب.
وقد ذُكِر أن بكراً ومالكاً وملكان وسائر بني كنانة كانت تعبده، وورد اسمه في الكتابات النبطية التي عثر عليها في الحِجْر بدليل عبادة الأنباط له، وتسمّى به أشخاص وبطون من قبيلة كلب، مما يدل على أن هذه القبيلة كانت تتعبد له، وأنه كان من معبودات العرب الشماليين.
وكان من شدة تعظيم قريش له أنهم وضعوه في جوف الكعبة، وأنه كان الصنم الأكبر في البيت.
شكران خربوطلي