هنري سادس (ملك انكلترا)
Henry VI of England - Henri VI d'Angleterre
هنري السادس (ملك إنكلترا)
(1421 ـ 1471)
كانت إنكلترا في هذه الأثناء تخوض حرباً شعواء ضد فرنسا التي ألهبت مشاعر مواطنيها حينما تمكنت جان دارك[ر] Jeanne d’Arc من إبطال المخطط الإنكليزي لاحتلال أورليان Orleans سنة 1429، وبدأت مرحلة تغيير حاسمة حفزت الفرنسيين على متابعة النضال ضد الإنكليز، ومع أن الأخيرين قبضوا على جان دارك، وحكموا عليها بالإعدام حرقاً بمدينة روان Ruan؛ فإن ذلك لم يفت في عضد الفرنسيين الذين تابعوا الحرب، وتمكنوا من استعادة غسقونيا Gascogne عام 1442 ومين في نورمانديا عام 1450 وبوردو Bordeaux وبايون Bayonne عام 1451، ولم يبق في أيدي الإنكليز سوى مدينة كاليه؛ لتنتهي بذلك حرب المئة عام سنة 1453.
تزوج الملك هنري السادس سنة 1444 ابنة الملك الفرنسي شارل السابع Charles VII الأميرة الفرنسية مرغريت Margaret أميرة أنجو Anjou، مع أنها لم تكن محبوبة في إنكلترا فقد أثبتت جدارتها في الظروف الصعبة التي لم يكن فيها زوجها قادراً على اتخاذ القرارات الحاسمة بسبب سيطرة مجلس الحكم والمتنفذين من النبلاء الذين حشدوا كثيراً من الأتباع والمسلحين الذين كانوا يثيرون الحروب فيما بينهم، الأمر الذي شل قدرة الحكومة على تسيير شؤونها، ففقدت هيبتها؛ مما أدى إلى قيام حركات مناوئة تطورت إلى ثورات نجم عنها الإعلان عن تولّي ريتشارد Richard دوق يورك York الوصاية على عرش الملك هنري مؤكداً حقوقه الوراثية في العرش، لكونه من سلالة إدوارد الأول، وكانت حجته في ذلك أن الملك كانت تعتريه نوبات من الجنون. وفي عام 1455 بلغت الأزمة ذروتها بين أسرتي لانكستر ويورك حينما اتخذ فيها أنصار يورك الوردة البيضاء شعاراً لهم، وحمل أنصار لانكستر الوردة الحمراء شعاراً لهم. اشتعلت على أثرها حرب الوردتين التي سجل فيها اليوركيون نصراً حاسماً على الجيش الملكي سنة 1460، ووقع الملك هنري أسيراً، وولّى آل يورك ادوارد Edward بن ريتشارد الذي قتل في المعركة ملكاً على إنكلترا، لكن الملك هنري تخلص من قبضة آسريه، وفرّ إلى اسكتلندا Scotland، فأصدر البرلمان الإنكليزي عقب ذلك بياناً أكد فيه أن هنري السادس وزوجته مرغريت وابنه وأتباعهم خونة، لكن هنري مالبث أن عاد إلى لندن مرّة ثانية، وتسلم العرش من جديد مع استمرار الحرب الأهلية على نحو متقطع إلى أن وقع بالأسر مرّة ثانية سنة 1465، وأودع في سجن برج لندن، وبقي فيه إلى أن أدركته الوفاة مقتولاً على الأغلب، وبوفاته انتقل الحكم في إنكلترا إلى أسرة يورك.
عبد السلام زيدان