التـضـحيـات والقـرابيـن البـشـريّة فـي بـلاد الـرافـديـن عند السومريين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التـضـحيـات والقـرابيـن البـشـريّة فـي بـلاد الـرافـديـن عند السومريين


    العراق مهد الحضارات


    ‏١٨ فبراير‏، الساعة ‏٥:٠٠ م‏ ·
    (التـضـحيـات والقـرابيـن البـشـريّة فـي بـلاد الـرافـديـن)

    مارس السومريون بالعراق القديم عادة تقديم الأضاحي البشرية مثل معظم الشعوب القديمة، ولقد ارتبطت تلك العادة مُنذ البداية ببعض الطقوس الدينيّة والجنائزيّة، إذ ظهر في الجبّانة الملكية بمدينة أور بعض الدفنات الغريبة التي تمثّلت في دفن الخدم والأتباع، بل والحيوانات مع الملوك باعتبارهم نوع من المتاع الجنائزي، ففي الجبّانة الملكية بـ أور «تل المقير حالياً» والتي تقع في منتصف الطريق الذي يربط ما بين بغداد ورأس الخليج العربي، عُثر على العديد من المقابر التي دُفِن فيها الخدم مع الملوك والعربات الحربية التي تجرها الثيران (Wolly, 1954, 11).

    رغم أنّه نادراً ما يُشار في المصادر الوثائقيّة إلى ممارسة عادة تقديم قُربان بشري أو حيواني في سومر في عصر فجر السلالات البشرية، الّا أن تنقيبات ليونارد وولي في الجبّانة الملكية بأور قد اثبتت عكس ذلك، إذ ظهر ذلك بأنَّها عادة كانت شائعة وليست نادرة، فقد دُفِن مع ملوك تلك الفترة العديد من الأضاحي البشرية التي تراوحت أعدادهم بين ستّة أشخاص إلى ثمانين شخصاً، وكانوا مُجهّزين بالأدوات والأسلحة الملائمة لهم في حياتهم فيما بعد الموت، وكانت أجسادهم مُسحاه داخل المقبرة مشيدة من الحجارة أو الطوب خصصت لذلك الغرض، فالقول الشائع الذي يقول أن السومريّون لم يولوا اهتمام بحياة ما بعد الموت هو غير صحيح ..

    وفي ذلك بعض الأمثلة للمقبرة رقم 789، والتي نُسبت إلى آر - بار - بي، حيث كانت هذه المقبرة مؤلّفة من عقادتين أو قبّتين فوق حفرة عميقة، تظهر عدد الضحايا التي وجدت فيه حوالي 59 تضحية بشرية من بينها جثث جنود ونساء وبقايا عربات، والمقبرة رقم 800، والتي ما يرجح إلى أنّها تعود إلى الملكة شبعاد أو يو - آبي، إذ وجدت جُثّتها في حُفرة مستطيلة، مع جثث حاشية، أغلبهم من النساء وبعض الرجال، كما وجدت بقايا عربتين مع حيواناتها، إضافة إلى الكنوز الذهبية، ومنها قيثارتين ذهبيتين ينتهي كل منها برأس ثور من الذهب الخالص (نائل حنون، المدافن والمعابد، 148).

    أمٌا المقبرة رقم 1237، والتي سُمّيت بـ «حفرة الموت»، فإنّ النفائس والحلى والمجوهرات التي وجدت فيه لا تضاهيها نفائس أخرى، وسجّلت فيه حوالي 84 جثة كضحية بشرية، من بينهم 68 جثة لنساء بكامل حليهنّ وزينتهنّ من الذهب والفضة وحجر اللازورد والعقيق، كما وجدت فيه عدد من القيثارات الذهبية والآثار النفيسة والجميلة الأخرى التي لا يسع الحديث عنها (طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات، 208,209)، (Zettler, 1999, 8-9).

    - الصورة عبارة عن إعادة بناء لموقع ضريح 789 PG من قِبل (ليونارد وولي) - 1934م، تنقيبات أور المُجلد الثاني: المقبرة الملكية
يعمل...
X