هكسلي ( الدس)
Huxley (Aldous-) - Huxley (Aldous-)
هكسلي (آلدُس ـ)
(1894 ـ 1963)
آلدُس هَكسلي Aldous Huxley أديب إنكليزي ولد في بلدة غودالمنغ Godalming في مقاطعة سري Surrey، وتحدر من عائلة عريقة لها باع طويل في العلوم والأدب؛ إذ كان جده عالم الحياة توماس هكسلي ووالده الأديب لينارد هكسلي وكان الأديب والناقد ماثيو آرنولد[ر] عم أمه جوليا آرنولد، وحصل أخوه آندرو هكسلي على جائزة نوبل للطب عام 1962، وكان مقدراً له هو الآخر دراسة الطب، إلا أن ضعفاً في نظره حال دون ذلك. تعلّم في كلية إيتن Eton وفي جامعة أكسفورد حيث درس اللغة والأدب الإنكليزي وتخرج فيها عام 1916 وهو عام نشره باكورة نتاجه. عمل في الصحافة وفي دورية «أثينيوم» Athenaeum بين أعوام 1919-1921، ثم تركها لينذر نفسه للكتابة. أقام في إيطاليا وعاصر صعود موسوليني[ر] إلى السلطة حتى قبيل الحرب العالمية الثانية حين انتقل للعيش في الولايات المتحدة حيث أقام في مدينة لوس أنجلس حتى وفاته هناك، ونقل رفاته إلى وطنه حيث دُفن إلى جانب والديه.
كان أول نتاج هكسلي الأدبي بعض القصص القصيرة التي منها «المطْهر» Limbo ت(1920) و«الرداء الفاني» Mortal Coil ت(1922)، ثم نشر روايتيه «كروم يلو» أو «فضائح كروم» Crome Yellow ت(1921) و«رقصة صاخبة» Antic Hay ت(1923) اللتين كانتا هجاء ذكياً لمدعي الثقافة في زمانه. وسارت على النهج ذاته روايتاه «تلك الأوراق الجرداء» Those Barren Leaves ت(1925) و«نقطة مقابل نقطة» Point Counter Point ت(1928) التي يظهر فيها ديفيد هربرت لورنس[ر] بين جملة الشخصيات الأدبية.
إلا أن رواية هكسلي الأهم التي تركت أثراً لا يمحى في أدب القرن العشرين هي «عالم جديد طريف» Brave New World ت(1932) التي كتبها في أثناء إقامته في إيطاليا وقبل صعود هتلر[ر] إلى السلطة في ألمانيا وفي أثناء المرحلة الستالينية[ر] في روسيا، وتشبه حبكتها الكابوس. والرواية لاطوباوية dystopian حول مستقبل الحياة على وجه هذا الكوكب في مستقبل غير بعيد تحت حكم طاغية في مجتمع كليّاني يستغل العلم في تطوير بيولوجي يتحكم بالموِّرثات من أجل خلق أصناف من البشر والسيطرة عليها عن طريق التكييف conditioning والإيحاء وغسل الأدمغة، وأيضاً عن طريق مخدر «السوما» Soma الذي يجعلها سهلة الانقياد. وهذا موضوع تطرق إليه كل من زامياتين[ر] في روايته «نحن» (1925) وأورويل[ر] في روايته «1984» (1948).
استوحى هكسلي روايته التالية «أعمى في غزة» Eyeless in Gaza ت(1936) من ملتون[ر]، وهي شبه سيرة ذاتية، تُظهر ميل الكاتب إلى الفلسفة الهندوسية خياراً لهذه الإنسانية المعذبة، والذي يظهر أيضاً في روايته اللاحقة «الجزيرة» Island ت(1962) حيث يعيش الناس في انسجام تام في ظل فكر ونظام حياة ومجتمع طوباوي، إلا أن العالم الخارجي وأطماعه ومصالحه المادية لا ترحم، مما يقوض دعائم هذا المجتمع. وكان هكسلي قد كتب «عودة إلى عالم جديد طريف» Brave New World Revisited ت(1958) وهو سلسلة مقالات حول المشكلات التي يعانيها العالم من تفجر سكاني واستخدام تجاري لوسائل الإعلام من أجل غسل الأدمغة وزرع المعلومات، إلى سيطرة الحكومات على الفكر وحجب الحريات تحت ذرائع مختلفة - الأخلاق، الإرهاب، إلخ- كما هي حال العالم في الوقت الراهن، وأيضاً حول نبوءاته في «عالم جديد طريف» التي بدأت تتحقق بأسرع مما كان يتصور.
من أهم مؤلفات هكسلي الأخرى «شياطين لودان» The Devils of Loudun ت(1952)، وهي دراسة فلسفية تفصيلية حول حادثة تاريخية من القرن السابع عشر راحت ضحيتها مجموعة من الراهبات الفرنسيات اتهمت بأنها ممسوسة فعانت القمع والإرهاب والتعذيب حتى الموت. كذلك جُمعت أشعاره التي كتبها في بداية مسيرته الأدبية في «قصائد مجموعة» Collected Poems جت(1971)، وأيضاً «مقالات مجموعة» Collected Essays ت(1959)، ورسائله المهمة في «رسائل» Letters ت(1969).
كان هكسلي داعية سلام ومن أنصار الحفاظ على البيئة، ويمكن عدّ كتاباته في نوع «روايات الأفكار» وأُخرج كثير منها للسينما. حصل عام 1959 من الأكاديمية الأمريكية للفنون على جائزة الاستحقاق للرواية التي تمنح مرة كل خمس سنوات، وقد حصل عليها قبله إرنست همنغواي[ر] وتوماس مَن[ر] وثيودور درايزر[ر].
طارق علوش
Huxley (Aldous-) - Huxley (Aldous-)
هكسلي (آلدُس ـ)
(1894 ـ 1963)
كان أول نتاج هكسلي الأدبي بعض القصص القصيرة التي منها «المطْهر» Limbo ت(1920) و«الرداء الفاني» Mortal Coil ت(1922)، ثم نشر روايتيه «كروم يلو» أو «فضائح كروم» Crome Yellow ت(1921) و«رقصة صاخبة» Antic Hay ت(1923) اللتين كانتا هجاء ذكياً لمدعي الثقافة في زمانه. وسارت على النهج ذاته روايتاه «تلك الأوراق الجرداء» Those Barren Leaves ت(1925) و«نقطة مقابل نقطة» Point Counter Point ت(1928) التي يظهر فيها ديفيد هربرت لورنس[ر] بين جملة الشخصيات الأدبية.
إلا أن رواية هكسلي الأهم التي تركت أثراً لا يمحى في أدب القرن العشرين هي «عالم جديد طريف» Brave New World ت(1932) التي كتبها في أثناء إقامته في إيطاليا وقبل صعود هتلر[ر] إلى السلطة في ألمانيا وفي أثناء المرحلة الستالينية[ر] في روسيا، وتشبه حبكتها الكابوس. والرواية لاطوباوية dystopian حول مستقبل الحياة على وجه هذا الكوكب في مستقبل غير بعيد تحت حكم طاغية في مجتمع كليّاني يستغل العلم في تطوير بيولوجي يتحكم بالموِّرثات من أجل خلق أصناف من البشر والسيطرة عليها عن طريق التكييف conditioning والإيحاء وغسل الأدمغة، وأيضاً عن طريق مخدر «السوما» Soma الذي يجعلها سهلة الانقياد. وهذا موضوع تطرق إليه كل من زامياتين[ر] في روايته «نحن» (1925) وأورويل[ر] في روايته «1984» (1948).
استوحى هكسلي روايته التالية «أعمى في غزة» Eyeless in Gaza ت(1936) من ملتون[ر]، وهي شبه سيرة ذاتية، تُظهر ميل الكاتب إلى الفلسفة الهندوسية خياراً لهذه الإنسانية المعذبة، والذي يظهر أيضاً في روايته اللاحقة «الجزيرة» Island ت(1962) حيث يعيش الناس في انسجام تام في ظل فكر ونظام حياة ومجتمع طوباوي، إلا أن العالم الخارجي وأطماعه ومصالحه المادية لا ترحم، مما يقوض دعائم هذا المجتمع. وكان هكسلي قد كتب «عودة إلى عالم جديد طريف» Brave New World Revisited ت(1958) وهو سلسلة مقالات حول المشكلات التي يعانيها العالم من تفجر سكاني واستخدام تجاري لوسائل الإعلام من أجل غسل الأدمغة وزرع المعلومات، إلى سيطرة الحكومات على الفكر وحجب الحريات تحت ذرائع مختلفة - الأخلاق، الإرهاب، إلخ- كما هي حال العالم في الوقت الراهن، وأيضاً حول نبوءاته في «عالم جديد طريف» التي بدأت تتحقق بأسرع مما كان يتصور.
من أهم مؤلفات هكسلي الأخرى «شياطين لودان» The Devils of Loudun ت(1952)، وهي دراسة فلسفية تفصيلية حول حادثة تاريخية من القرن السابع عشر راحت ضحيتها مجموعة من الراهبات الفرنسيات اتهمت بأنها ممسوسة فعانت القمع والإرهاب والتعذيب حتى الموت. كذلك جُمعت أشعاره التي كتبها في بداية مسيرته الأدبية في «قصائد مجموعة» Collected Poems جت(1971)، وأيضاً «مقالات مجموعة» Collected Essays ت(1959)، ورسائله المهمة في «رسائل» Letters ت(1969).
كان هكسلي داعية سلام ومن أنصار الحفاظ على البيئة، ويمكن عدّ كتاباته في نوع «روايات الأفكار» وأُخرج كثير منها للسينما. حصل عام 1959 من الأكاديمية الأمريكية للفنون على جائزة الاستحقاق للرواية التي تمنح مرة كل خمس سنوات، وقد حصل عليها قبله إرنست همنغواي[ر] وتوماس مَن[ر] وثيودور درايزر[ر].
طارق علوش