تعرفوا على جغرافية الهند أو الاتحاد الهندي الواقع في جنوبي آسيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على جغرافية الهند أو الاتحاد الهندي الواقع في جنوبي آسيا

    هند (جغرافيا)

    India - Inde

    الهند (جغرافياً)

    الهند India لفظ مشتق من كلمة (سندهو) وهي الاسم الهندي لنهر الإندوس أي السند، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة «إند»، «هند» ومعناهما الأرض التي تقع وراء نهر الإندوس.
    تقع الهند أو الاتحاد الهندي في جنوبي آسيا، تحدها الصين ونيبال وسكّيم وبوتان من الشمال، وميانمار وبنغلادش وخليج البنغال من الشرق، والمحيط الهندي من الجنوب، والبحر العربي وباكستان من الغرب. وتحتل مركزاً متوسطاً بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى، ولذا فإنها ذات صلات متينة مع كل منهما، فضلاً عن أن مياه المحيط الهندي تسهل اتصالها بالقارة الإفريقية.
    تكوّن الهند كتلة واسعة المساحة تبرز من اليابس الآسيوي الضخم، تمتد بين خطي عرض 37 ْ و8 ْ شمالاً وخطي طول 61 ْ و98 ْ شرقاً. وتبلغ مساحتها 3287263كم2، وفي داخل هذه الحدود تبدو مظاهر السطح بسيطة جداً، حتى يمكن أن نُقسم الهند على أساسها إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، لكل منها مميزاته الخاصة وهي:
    - الحائط الجبلي العظيم في الشمال.
    - سهول الهند الشمالية التي تجري فيها أنهار السند Indus والغانج Ganges وبراهما بوترا Brahmaputra وروافدها، وقد عُرفت هذه السهول قديماً باسم سهول هندوستان.
    - هضبة الدكن Deccan.
    الجبال الشمالية:

    سلسلة جبال زانزكار أو الهميالايا الداخلية

    سلسلة جبال بيربنجال في الهميالايا الخارجية
    وهي سلسلة جبال هيمالايا Himalayas التي تمتد كالحائط المنيع الذي يفصل الهند عن وسط آسيا، ومركزها عقدة البامير Pamir في أقصى الشمال الغربي، ومنها تتجه سلاسل الهيمالايا نحو الشرق والجنوب الشرقي، وتمتد مسافة 2400كم من دون انقطاع، ويمكن أن نميز فيها ثلاث شعب رئيسة وهي:
    - الهميالايا الداخلية أو سلاسل زانزكار Zanskar.
    - الهميالايا الوسطى، وتمثلها سلسلة بانغي Pangi.
    - الهميالايا الخارجية، أو سلسلة بيربنجال Pir Panjal.
    وفي غرب عقدة بامير تمتد سلاسل هندكوش Hindu Kush، مكونة الحد الفاصل بين شبه القارة الهندية وأفغانستان، ثم تؤدي بعد ذلك إلى مجموعة من التلال والمرتفعات في الشمال الغربي، تتجه بعدها الحدود بحيث تتفق مع جبال سليمان وامتدادها، وتفصل هذه بين البنجاب وبلوجستان الشمالية.
    ولا تصبح دراسة الهميالايا كاملة إلا إذا عُرفت النقط القليلة المحدودة التي حبتها بها الطبيعة، فجعلت منها مسالك يجتازها الإنسان والحيوان في عبوره من جانب إلى آخر، وليس من شك في أن أضعف نقطة في هذا الحائط المرتفع هي تلك التي في الشمال الغربي، على الحدود بين شبه القارة الهندية وأفغانستان والتي تعرف بممر خيبر الذي كان دائماً أهم المداخل البرية إلى الهند، وعن طريقه كان معظم الغزوات التي وصلت إلى الأراضي الهندية، ولم يفقد الممر أهميته العسكرية حتى الوقت الحاضر، ولما غزا الإسكندر الأكبر الهند دخل عن طريق ممر خيبر، وخرج منها عن طريق ممر بولان Bulan.
    وفي الشمال يوجد عدد من الطرق الطبيعية، تؤدي إلى كشمير، ومن أهمها الطريق الذي يبدأ من روالبندي Rawalpindi وموريه Murree ويتجه نحو سْرٍنَغار Srinagar ومن هذه الأخيرة يتجه إلى طريق هُنزا Hunza وغِلغيت Gilgit. وللوصول إلى التبت توجد طرق تبدأ من سرنغِار وتعبر فتحة زوغي لا Zogi la وتؤدي إلى ليه Leh، وتستفيد بعد ذلك من ممرات كَراكورَم Karakoram.
    وتعد قمة إڤرست Everest أعلى قمم العالم، وقد ذهب كثيرون ضحية الرغبة في الوصول إلى أعلاها، فوصل إلى القمة رجالُ، منهم سكان بلدة دارجيلينغ Darjiling التي تقع بالقرب من موقع تلك القمة، وعلى الجانب الهندي من هذه الجبال تقع مدن صغيرة تتصف بمناخ معتدل نسبياً، يذهب إليها الناس في الصيف لطيب هوائها وجمال مناظرها، ومن هذه المدن سِمْلا Simla المصيف الرسمي السابق لحكومة الهند، وارتفاعها يزيد على 2000م، تحيط بها الغابات الكثيفة وتكثر حولها المناظر الجميلة، وهذه الجبال تمثل حاجزاً مناخياً عظيماً يحمي الهند من رياح وسط آسيا الباردة، كما أنها تمثل حاجزاً طبيعياً منيعاً، يفصل الهند عن الصين من ناحية وعن روسيا الاتحادية من ناحية أخرى.
    - سهول هندوستان:

    نهر الغانج
    تقع جنوب جبال هيمالايا، وتمتد من الشرق إلى الغرب نحو ألفي كيلو متر، من البحر العربي إلى خليج البنغال في الشرق، وتعد من أهم الأقاليم السهلية وأوسعها في العالم جميعاً، ويراوح اتساعها بين 250-300كم، وتمتاز هذه السهول بكثير من الصفات الخاصة، لعل أهمها ظاهرة انبساط السطح واستوائه وقلة تموج المظهر العام للسطح.
    وسهول هندوستان هي أكثر جهات الهند عمراناً، فهي قلب الهند وموطن حركاته الثقافية والسياسية وتقع فيه المدن الكبيرة مثل كلكتا Calcutta وأغرا Agra والله أباد Allahabad ودلهي Delhi على ضفاف نهر الغانج وروافده، وهو نهر مقدس يحج إليه الهندوس كل عام، وأعظم مدن الهند المقدسة بنارس Benares (أو ڤاراناسي Varanasi)، وفي هذه المدن توجد المعابد الرائعة والمساجد العظيمة، والآثار المشهورة، ولكن أعظمها شهرة هو «قبر تاج محل» في أغرا.
    وهناك ظاهرة أخرى تمتاز به سهول الهند الشمالية، وهي عظم سمك الطبقات الرسوبية المكونة لها، ومن ثم امتازت هذه السهول الفساح بخصوبة التربة وغناها، وتمتاز طبقات الغرين قديمها وحديثها بخلوها من الصخور والأحجار، بل حتى من الحصى والحصباء، أما منطقة الدلتا فليس لها مثيل في العالم من حيث كثرة مستنقعاتها، وفيها يزرع الجوت وتعطن سيقانه من مياهه الراكدة، وتقوم القرى الزراعية على أكوام مرتفعة من الطمى، كما تكثر فيها الغابات لكثرة الأمطار التي تسقط هناك.
    هضبة الدكن:

    نهر براهما بوترا
    تشغل الهضبة معظم شبه جزيرة الهند، وتقع جنوبي سهولها الشمالية، فيما بين خطي عرض 21 ْ و54 ْ شمالاً، وهي متوسطة الارتفاع (بين 1000م -1500م) وأعلى أجزائها جبال غات Ghat الغربية وجبال غات الشرقية. أما جبال غات الغربية فتنحدر نحو المحيط الهندي انحداراً فجائياً، وهناك ساحل مستقيم يشرف عليه سهل ساحلي ضيق، وأكثر الأنهار تنبع من هذه الجبال وتتجه نحو الشرق ثم تصب في خليج البنغال. وعلى الساحل الشرقي توجد سهول واسعة، ويعرف الجزء الجنوبي منه باسم ساحل كُروماندل Coromandel، كما يعرف الجزء الجنوبي بين الساحل الغربي باسم ساحل مالابار Malabar.
    ويعلو فوق سطح الهضبة خط المرتفعات يكاد يكون الاتجاه الغالب عليه من الغرب إلى الشرق، ويعرف باسم نطاق ساتبورا Satpura، وبالقرب من الطرف الغربي تقوم مرتفعات ڤنديا Vindhya في شمال هذا النطاق، كما تقوم مرتفعات أجانتاAjanta في جنوبه.
    ويمكن القول إن هذه المرتفعات قد أدت دوراً مهماً في تاريخ الهند بصفة عامة، وليس أدل على ذلك من وقوفها حجر عثرة ضد تقدم الآريين وتوغلهم وانتشارهم نحو الجنوب، كما أنها وقفت في الوقت نفسه حاجزاً منيعاً ضد تسرب العناصر الدرافيدية وانتقال حضاراتهم وثقافاتهم إلى الشمال، ومن ثم فقد جرى العرف عند الجغرافيين على عد خط ساتبورا حداً طبيعياً فاصلاً بين الهند الشمالية من جهة، وشبه جزيرة الهند أو هضبة الدكن من جهة أخرى.

    جبال غات الغربية في هضبة الدكن
    وأشهر أنهار الساحل مهانادي Mahanadi وغودڤاري Godavari وكريشنا Krishna، وهي تكون سهولاً رسوبية واسعة في أجزائها السفلى، وينتهي الساحل الشرقي إلى مضيق بالك Palk الذي يفصل الهند عن جزيرة سيلان.
    أما الساحل الغربي فليس به إلا القليل من الأنهار الكبيرة، مثل نرمادا Narmada الذي يصب في خليج كامباي. وفي الطرف الجنوبي من جبال غات الغربية تقع كتلة جبلية صغيرة هي تلال كارديون، وهذه المرتفعات كلها بقايا هضبة قديمة ترجع إلى عهد جيولوجي قديم، حين كانت هناك قارة قديمة تمتد من أمريكا الجنوبية إلى أستراليا، وهي التي يطلق عليها الجيولوجيون اسم قارة غندوانا. وقد تعرضت هذه الهضبة لفعل البراكين، ولذلك فإن معظم سطحها مكون من الصخور القارية القديمة التي تتحلل إلى لون أحمر، ولهذا يطلق على تربتها اسم اللاترايت، أي التربة الحمراء.
    المناخ:
    تنقسم السنة الهندية إلى ثلاثة فصول: فصل تعتدل فيه الحرارة، وفصل تبلغ فيه الحرارة أشدها، وفصل الأمطار الموسمية. أما الفصل الأول فيمتد من أول تشرين الأول/أكتوبر إلى آخر شباط/فبراير، وهو يشمل فصلي الخريف والشتاء، ويكون الطقس فيه معتدلاً في معظم جهات الهند، وتقوم جبال الهيمالايا حاجزاً منيعاً تصد عن الهند رياح أواسط آسيا الباردة. وفيه تهب الرياح الموسمية الشتوية الهادئة من الشمال الشرقي من اليابس نحو البحر ، ويكون الجو غالباً صحواً معتدلاً، وأفضل شهور السنة في الهند هما كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

    نهر زانزكار
    أما الفصل شديد الحرارة، فيقع بين أول آذار/مارس وأواخر أيار/مايو أو منتصف حزيران/يونيه. وفي معظم أجزاء الهند يكون شهر أيار/مايو أشد شهور السنة حرارة ،وفيه يضطر بعض الناس إلى المبيت في الخلاء؛ لأن الحرارة في داخل المساكن تكون غير محتملة، وتبلغ النهاية العظمى للحرارة في أيار وحزيران أكثر من 40 ْم.
    أما فصل الأمطار الموسمية: فيمتد من منتصف حزيران/يونيه إلى أول تشرين الأول/أكتوبر وفيه تهب الرياح الموسمية الصيفية بانتظام مستمر من البحر إلى اليابسة، وهي تحمل قدراً كبيراً من بخار الماء، وتسقط أمطاراً تعم معظم أجزاء الهند، فيما عدا صحراء ثار التي تقع على الحدود بين الهند وباكستان. وتحافظ هذه الرياح عادة على موعدها، ففي بومباي (مومباي حالياً)، تبدأ نحو 5 حزيران/يونيه، وفي بنغال تبدأ نحو 15 حزيران/يونيه، وفي تموز/ يوليو تعم أرجاء الهند كلها. وهي تبدأ بعواصف وأعاصير يتخللها الرعد والبرق محدثة تغييراً كاملاً في حالة الجو، ويعبرون عن ذلك بالانفجار، ولكنه انفجار ينتظرونه بفارغ الصبر، إذ عليه تعتمد الزراعة، وأعظم خطر يهدد البلاد هو تأخر الرياح الموسمية عن موعدها لسبب من الأسباب، وعند ذلك ينتشر بين الناس القلق والفزع، ويقيمون الصلوات في المعابد والمساجد لإبعاد خطر الجفاف في هضبة الدكن، وأشد منه في سهول الغانج، فإن نهر الغانج يستمد ماءه من ثلوج الهيمالايا، كما يستمدها من أمطار الرياح الموسمية، أما في الدكن فليس للأنهار مورد لمياهها إلا الأمطار الموسمية، ولهذا تجف معظم أنهارها في المدة بين آذار/مارس وحزيران/يونيه وتتعطل الزراعة. ومتى بدأت الأعاصير الموسمية فإنها لاتقف بل تستمر أمطارها يوماً بعد يوم، فتحيي الأرض بعد موتها، وترتفع عند ذلك الأيدي بالحمد والشكر.
    وتسقط أغزر الأمطار على الساحل الغربي ومنحدرات الجبال المطلة عليه، إذ إن الرياح تهب من جهة الجنوب الغربي، ويبلغ المطر في بومباي نحو 2000مم سنوياً، أما في الجانب الشرقي لجبال غات الغربية فالأمطار تكون قليلة لوقوعها في ظل تلك الجبال التي تسلب الرياح أكثر أمطارها.
    ويبلغ المطر فوق الهضبة في المتوسط نحو 500مم، ويزداد المطر مرة أخرى فوق جبال غات الشرقية فيصل إلى 1000مم، ثم يقل مرة أخرى على الساحل الشرقي، على أن الساحل الشرقي يسقط عليه بعض المطر في أثناء هبوب الرياح الموسمية الشتوية في فصل الشتاء، إذ تهب تلك الرياح من الشمال الشرقي مارة فوق مياه خليج البنغال.
    والهضبة بوجه عام لا تنال نصيباً كافياً من أمطار الرياح الموسمية، وبعض أجزائها جاف نسبياً، ولهذا فإن الغابات الكثيفة تنمو على الجانب الغربي، على حين لاينمو فوق الهضبة إلا الأشجار القصيرة والأحراش والحشائش، وتتعرض الزراعة هناك لخطر الجفاف، كما يتعرض السكان لخطر المجاعة، وأهم غلاتها الحبوب التي تتحمل الجفاف ، مثل الدخن (الذرة الرفيعة الهندية)، وأما الأرز فهو الغلة الرئيسة في كل من السهول الغربية والسهول الشرقية من شبه الجزيرة الهندية.
    وتاريخ الهند مملوء بأخبار المجاعات، والمعروف أن المجاعات سببها نقص المحاصيل أو ضياعها كلياً، وينسب ذلك عادة إلى الرياح الموسمية، فإنها إذا تأخرت جف الزرع، وإذا بكرت زاد المطر زيادة عظيمة وأغرق الزرع بفيضان الأنهار، وفي كلتا الحالتين تحدث المجاعة. وقد تنبهت الحكومة إلى الخطر وأعدت احتياطات كثيرة منها إنشاء السدود والخزانات لتوفر المياه للزراعة، ومنها مد السكك الحديدية والطرق الجيدة التي تربط البلاد بعضها ببعض حتى يمكن توصيل الإعانة بسرعة كافية، ومنها تخزين بعض المحاصيل ومنها نشر الصناعة في المدن والريف حتى يكون هناك مورد للرزق غير الزراعة.
    السكان:
    يتكون الشعب الهندي الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليار نسمة من عناصر متعددة تتميز بأصولها الجنسية، وعقائدها الدينية ولغاتها المتعددة، ويمكن تلخيص هذه العناصر فيما يأتي:
    - عناصر ماقبل الدرافيد، وهم أقدم سكان الهند، والغالب أنهم سكنوها منذ أقدم العصور.
    - الدرافيديون وهم منتشرون من طرف الهند جنوباً إلى حوض الغانج شمالاً.
    - الآريون في البنجاب وراجبوتانا Rajputana وكشمير، وهي الولايات التي يسكنها العنصر الآري الأصلي، الذي تأثر بالفاتحين والمهاجرين الذين جاؤوا إلى الهند في تاريخها الطويل.
    - الآريون الدرافيد أو العنصر الهندُستاني في سهول هندُستان، ولأنهم خليط من الآريين والدرافيديين، فهم وسط في طول القامة ولون البشرة واستقامة الأنف.
    - الدرافيد المغوليون، وهم العنصر البنغالي الذي نتج من اختلاط الدرافيد بالمغول.
    - العنصر المغولي الذي يسكن منحدرات جبال هيمالايا في نيبال وآسام، ويعرف بالقامة القصيرة والبشرة السمراء مع اصفرار يميزها من بشرة الدرافيد، ولهم وجه عريض وعيون مائلة.
    وفي الهند عدد كبير من اللغات يزيد على مائتي لغة، والرسمية منها سبع وعشرون، أما اللغة الإنكليزية فهي لغة رسمية ثانية، وهي تدرس في جميع المدارس ابتداءً من المدارس الثانوية، ويتكلم بها معظم السكان عندما يتخاطبون، إذا كانوا من أقاليم لها لغات مختلفة. والدين السائد في الهند هو الهندوسية[ر] وهو ليس ديناً سماوياً، إنما هو الأفكار والتقاليد والشعائر التي نمت على مر السنين والأجيال، وهو يقوم على فكرة خلود الروح وحرية الفرد في اختيار سبيله في الحياة وطريقته في العبادة.
    تعد الهند ثاني أكبر البلدان في العالم من حيث عدد السكان، كما تحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث المساحة، وهي مركز للعديد من الطرق التجارية المهمة عبر التاريخ، وضمت على أرضها أربعاً من أهم الديانات في العالم: الهندوسية 81٪ والإسلام 13٪ والسيخ 2٪ والبوذية والجاينية والبارسية واليهودية. وعدد أقاليم الاتحاد 6، أما عدد الولايات فهو 28 والكثافة السكانية 273 نسمة/كم2، ومتوسط عمر الفرد 62.8 سنة، والعملة الوطنية الروبية.
    الجغرافيا الاقتصادية:
    يعتمد ثلاثة أرباع سكان الهند على الزراعة، والزراعة فيها تعتمد على أمطار الرياح الموسمية في معظم أجزاء الهند، وهي تأتي في فصل الصيف، ولهذا تجتمع الحرارة العالية مع الأمطار الغزيرة، وذلك يدعو إلى وفرة الإنتاج الزراعي، أما فصل الشتاء فهو نادر المطر، ولهذا لا تمكن الزراعة فيه إلا قرب الترع والأنهار أو باستخدام وسائل الري الحديثة، ومن الخزانات العظيمة في الهند سد بهاكرا على نهر سُتلج Sutlej رافد نهر السند في ولاية بنجاب الهندية، وهناك أيضاً مشروع وادي دامودار في البنغال الغربية حيث توجد أغنى مناطق الحديد في الهند.
    وتعد الحبوب من أهم محاصيل الهند، ولاسيما الأرز الذي يزرع معظمه في البنغال وآسام والسواحل الغربية والشرقية، والأرز هو الغذاء الرئيس في معظم الهند. وتزرع الذرة بنوعيها الرفيعة الهندية (الدخن) والغليظة الشامية. ويزرع القمح في هضبة الدكن وفي سهول الغانج وهو محصول الهند الشتوي.
    وتزرع الهند مساحة واسعة من الأرض قطناً وذلك في المنطقة نفسها التي يزرع فيها القمح في هضبة الدكن، وقصب السكر من الغلات المهمة في سهول الغانج وجهات أخرى من الهند، ومن المحاصيل المهمة الأخرى الجوت الذي يزرع في البنغال الغربية، وهو عماد صناعة الخيش. كما يدخل في كثير من المنسوجات.
    ومن الغلات المهمة الأخرى في الهند الشاي والبن والتوابل والحبوب الزيتية والمطاط، أما الشاي فيزرع في آسام وعلى سفوح جبال الهيمالايا وفي بعض مرتفعات غات الشرقية وغات الغربية. ويزرع البن في جنوبي الهند، أما أنواع التوابل فهي كثيرة مثل الفلفل والزنجبيل وحب الهيل والقرفة والفليفلة الحرّيفة إضافة إلى الكاري. ومن الحبوب الزيتية: بذور الكتان والخردل والسمسم والفول السوداني، أما المطاط فيستخرج في جنوبي الهند ويصدر معظمه إلى الخارج.
    لا تعتمد الهند على المواد الغذائية النباتية وحدها بل هناك المواد الغذائية الحيوانية، ففي الهند عدد هائل من الماشية والضأن والماعز. ويعد الثور في الهند من الدواب التي تستعمل في جر العربات، وفي حرث الأرض وفي رفع المياه من الآبار.
    والهند قطر غني بمعادنه، ففيه مقادير كثيرة من الفحم والحديد والنفط، ويستخرج الفحم والحديد من البنغال الغربية إلى الشمال الشرقي لهضبة الدكن، وتعد الهند من أغنى الدول بالحديد. وقد قامت صناعة الحديد والصلب في بلدة جامشِدبور Jamshedpur كما تقوم هذه الصناعة في كلكتا.
    وتقوم في الهند أيضاً صناعة الجوت والمنسوجات القطنية، ومن الزيوت تقوم صناعة الصابون، ومن الصناعات المهمة تكرير السكر والزجاج وإعداد الشاي وصناعة المواد الكيمياوية والعقاقير الطبية.

    سوق بومباي لللأوراق المالية في مومباي
    ـ أهم المراكز الصناعية: كلكتا وبومباي ومدراس…
    وفي الهند مدن كبيرة، يزيد عدد سكانها على 13 مليون منها دلهي العاصمة فهي تبلغ أكثر من 13.5 مليون نسمة ومدينتا بومباي Bombay وكلكتا Calcutta. وتأتي بعدها مدراس Madras التي تبلع نحو 6.5 مليون نسمة، يأتي بعدها مدن بنغالور Bangalore وحيدر أباد وكنبور Kanpur ولكنو Lucknow وناغبور Nagpur وغيرها.
    دلهي كانت العاصمة في عهد الامبراطورية المغولية، ولها ضاحية حديثة وهي نيودلهي العاصمة الحالية، وقد اختيرت دلهي سنة 1912 لتكون عاصمة الهند بدلاً من كلكتا لتوسط موقعها وهي في منطقة أكثر اعتدالاً في مناخها، وعلى بعد 483كم منها تقريباً يقع المصيف الرسمي للهند وهو سملا.
    ولدلهي أهمية تاريخية عظيمة، فقد كانت المركز السياسي والثقافي للهند مدة قرون عديدة، وفي المدينة القديمة تكثر المساجد والمآذن الدقيقة والقباب اللامعة، وقد أقام بها السلطان شاه جهان القصور والقلاع، كما شيد فيها المسجد الجامع الذي يعد من أكبر مساجد الدنيا، إذ يتسع لنحو 60 ألفاً.
    وقد كانت دلهي موجودة عندما جاءت حملة الإسكندر، وكانت عاصمة لدول هندوسية قامت في أزمنة مختلفة قبل القرن الثاني عشر، ثم أصبحت مدينة إسلامية بعد إغارة محمد الغور سنة 1191، وبنى فيها السلطان قطب الدين أيبك حياً جديداً يعرف اليوم بمدينة قطب، وفيها المنارة المشهورة ذات الطوابق الخمسة المبنية بالحجر الأحمر والمرمر، وترتفع إلى مايقرب من 73 متراً.
    وقد دُمرت دلهي عندما أغار عليها تيمورلنك، ولكن جددها السلطان أكبر وجعلها سيدة المدن الهندية. وظلت دلهي عاصمة الدولة المغولية حتى زالت المغول بعد الثورة التي قامت سنة 1857.
    صفوح خير

يعمل...
X