راشد آل خليفة.. رسام يذهب بالتأمل إلى أقصى درجاته
من فضاء الحواس إلى خلخلتها.
الأحد 2023/01/29
فنان يفكر في الفن باعتباره ممارسة ضرورية
حين يهتم الفنان بالمادة التي يستعملها ويكون على معرفة بخصائصها فإنه يخترق الحاجز الذي يفصل بين المادة الخام وتجلياتها الواقعية التي تتحكم بمصيرها. عملية مختبرية تشبه إلى حد كبير ما يجري في كيمياء الأصباغ الطبيعية.
هناك قلة من الفنانين تنظر إلى المادة باعتبارها هاجس إلهام، الفنان البحريني راشد بن خليفة آل خليفة هو واحد من أولئك الفنانين الذين يتعاملون مع روح المادة.
التفاعل مع المادة
الفنان حين طرح مفهوم اللوحة المحدبة فإنه وضع تجربته الفنية في إطار بحث بصري تقع المعالجات التقنية في جوهره
حين طرح راشد بن خليفة آل خليفة مفهوم اللوحة المحدبة فإنه وضع تجربته الفنية في إطار بحث بصري تقع المعالجات التقنية في جوهره وتشكل المادة المستعملة عامل حث لبلوغ نتائج جمالية، ما كان من الممكن الوصول إليها لولا ذلك الفهم العميق لأسرار تلك المادة وطبيعتها ومديات قدرتها على التحول، مقاومتها واستجابتها في الوقت نفسه. وهما يشكلان عاملين أساسيين في الانتقال بها من مرحلة المادة الخام إلى مرحلة، تكون فيها وسيلة مرنة للمعالجة.
يقول الفنان “إن الألمنيوم هو المادة الطاغية في أعمالي، وذلك لكونها من المعادن القوية والخفيفة ومتعددة الاستعمالات وقدرتها على التآكل. وامتلاك مملكة البحرين ثاني أكبر مصهر للألمنيوم في العالم انعكس على أعمالي، حيث صارت تلك الأعمال تشبه الألمنيوم في قوته وهيمنته وهو مادة لا تتطلب الكثير من الجهد بالرغم من أنها تحتاج إلى الدقة والهدوء والتأمل”.
خلخلة الحواس
الألمنيوم المادة الطاغية في أعمال الفنان لكونها من المعادن القوية والخفيفة ومتعددة الاستعمالات وقدرتها على التآكل
بعد معرضه في لندن (قاعة ساتشي عام 2018) بدا واضحا أن طريق العالمية صارت مفتوحة أمامه بسبب ما انطوى عليه ذلك المعرض من محاولات جريئة ومغامرة في كسر الحاجز الذي يفصل بين البصر والحدس وبين الرؤية والمفهوم.
عرض الفنان يومها نوعين من الأعمال؛ نوعا يهب المتلقي قلقا ممتعا في النظر إلى العمل الفني من جهات مختلفة ليكون مكتملا فالمرئيات تتغير حسب الجهة التي يُنظر من خلالها، ونوعا آخر يستلهم رياضيات العمارة ويستعملها في صنع متاهة تتسلقها طبقات من الشرائح التي تتحرك لتهب العمل طاقة تعبير تتغير مع مرور الوقت ولا تقدم احتمالا بصريا واحدا.
ربما سعى راشد آل خليفة من خلال أعماله إلى إحداث خلخلة في الحواس لدى المتلقي. فبقدر ما كانت تلك الأعمال بصرية بقدر ما كانت تسعى إلى إشراك الحواس الأخرى، لا في تذوقها جماليا فحسب، بل وأيضا في إعادة صياغتها كما لو أنها تدخل في سياق ليونة المشهد وطراوته المستلهمة من نضارة المادة.
هذا فنان يفكر في الفن باعتباره ممارسة ضرورية لإنتاج طبيعة مجاورة. من المؤكد أن الهندسة هي جزء أساس من تلك الممارسة. وهي فعل إنساني يقابل الطبيعة في تقلبات ليونة خطوطها التي صارت مصدر إلهام للانطباعيين ومن ثم قادت بول سيزان إلى تفجير طاقات النظر بطريقة هندسية.
اختراع الفكرة
لأن راشد آل خليفة كان قد درس الرسم على أصوله وكان متفوقا في الحرفة في الوقت نفسه الذي كانت فيه عيناه مصوبتين على تجارب الحداثة الفنية بدءا من بول سيزان وهنري ماتيس وفرانك ستيلا وليس انتهاء بالتقليلية التي هي تطوير لأسلوب التجريد الهندسي، فإنه قرر أن يفعل شيئا مختلفا. شيئا ليس وليد الصدفة. فبسبب ثقافته الواسعة وجد الرسام نفسه في مواجهة الفكرة.
فكرة أن ترسم لا تعني بأنك ستكون خاضعا لفكرة بعينها فقد يتغير كل شيء أثناء الرسم، ذلك ما يقوله الفنان. ولكن حين تكون الفكرة هي الهدف فإن كل شيء سيكون تجريديا لكن بطريقة شخصية. لا يُرفق أل خليفة أعماله ببيانات نظرية على طريقة فناني ما بعد الحداثة وهو حين يفعل ذلك إنما يلتفت إلى ماضيه الفني بتقدير هو تعبير عن محبته لفناني الحداثة الذين أُعجب بهم. غير أنه في الوقت نفسه يطرح مفاهيم جديدة إلى جانب ما تحققه أعماله من إعجاز بصري.
لا يرغب راشد آل خليفة في أن يُحسب على مدرسة فنية بعينها غير أن أبواب العالمية المفتوحة أمامه لا بد أن تضعه في مكانه المناسب. وهو ما يمكن أن يُشكل نوعا من مفترق طريق بالنسبة لأي رؤية نقدية تسعى إلى القبض عليه في واحدة من لحظات الابتكار.
راشد آل خليفة هو فنان تلاقيات بين أجناس فنية متعددة. هناك الهندسة التي تطلق خيالا موسيقيا وهناك العمارة الإسلامية غير المؤثثة التي تسعى إلى الإيحاء بالبعد البصري كما يتجلى من خلال العلاقة بتصادم نظرتين، إحداهما تنبعث من الداخل والأخرى تأتي من الخارج. الضوء يأتي من الجهتين. ضوء من الداخل وآخر من الخارج. وفي خضم ذلك الاصطدام بين قوتين تكون كل الاحتمالات الجمالية ممكنة.
يقول الفنان “إذا كانت اللوحة زيتية وكانت الفكرة واضحة المعالم في ذهني أقوم بتنفيذها وأحيانا أبدأ بالرسم دون فكرة بحيث أبدأ بالرسم وأنتهي بالفكرة. وأحيانا أبدأ بفكرة ولكن اللوحة تخرج معبرة عن فكرة أخرى. بالنسبة للوحاتي الأخيرة فيها فكر هندسي وألوان أكثر من مجرد لوحة فنية”.
الصحراء والبحر
ولد الفنان راشد بن خليفة آل خليفة في المنامة عام 1952. شغف بالفن في سن مبكرة من حياته. تعود أول لوحة عرضها إلى عام 1966.
كانت تلك اللوحة تمثل أحد مساجد المنامة. درس الفن في جامعة برايتون ببريطانيا. وهناك شده الرسام البريطاني وليام تيرنر إلى عالمه الذي هو مزيج من الطبيعة وتجريدها في إطار حساسية بصرية لا تكتفي بالتقاط المرئيات بل تمضي في تأملها إلى درجة تفكيك عناصر الطبيعة الجمالية. وهو الدرس العظيم الذي سعى آل خليفة إلى تعلمه والاستفادة منه في تطوير أسلوبه الشخصي، ذلك الأسلوب الذي لا يمكن العثور على أساس له في التجربة التشكيلية البحرينية بالرغم من غناها.
وبالرغم من ولعه بالصحراء والبحر فقد حاول أن يرسم ما يراهما بطريقة مختلفة لا تقيم مسافة بين ما هو محلي وما هو عالمي. لذلك يمكن اعتباره طائرا غير منتم لسرب بعينه. أقام معرضه الأول عام 1970 في فندق دلمون بالمنامة.
عام 1983 تأسست جمعية البحرين للفنون التشكيلية فكان راشد أول رئيس لها وهو الآن يشغل منصب الرئيس الفخري كما أنه يترأس المجلس الوطني للفنون.
أقام الفنان أكثر من عشرة معارض في بلده وفي العالم غير أنه يعتبر نفسه مقلا. لذلك لم يتخل عن لوحاته عن طريق البيع وما يملكه الآخرون من لوحاته جرى عن طريق الإهداء. حكمته في ذلك أنه لا يريد أن ينافس الفنانين البحريين في ذلك المجال. تكفيه متعة شعوره بأنه يمارس الشيء الذي ملك حياته. أقام عام 2022 معرضا شخصيا مهمّا في ليختنشتاين ويستعد لإقامة معرض آخر في جنيف.
توازن بين عالمين
راشد آل خليفة يستلهم رياضيات العمارة لصنع متاهة تتسلقها طبقات من الشرائح متحركة لتهب العمل طاقة تعبير متغيرة
يقول راشد آل خليفة “التحديب يُعطي اللوحة بعدا إضافيا يقربها أكثر من الواقع. في المرة الأولى التي وقفت فيها لأنظر إلى إحدى تلك اللوحات أخذتني اللوحة إلى بعد آخر. لقد منح التحديب اللوحة منظورا جديدا أبعد من المنظور التقليدي” تلك الفكرة لا تقف عند حدود دلالتها الواقعية بل تتجاوزها لتخلق عالما بصريا جديدا يتحقق من خلاله توازن هو أشبه بالحلم بين عالمين. عالم نعيشه لندركه وعالم نخترعه لنعيشه.
فاروق يوسف
كاتب عراقي
من فضاء الحواس إلى خلخلتها.
الأحد 2023/01/29
فنان يفكر في الفن باعتباره ممارسة ضرورية
حين يهتم الفنان بالمادة التي يستعملها ويكون على معرفة بخصائصها فإنه يخترق الحاجز الذي يفصل بين المادة الخام وتجلياتها الواقعية التي تتحكم بمصيرها. عملية مختبرية تشبه إلى حد كبير ما يجري في كيمياء الأصباغ الطبيعية.
هناك قلة من الفنانين تنظر إلى المادة باعتبارها هاجس إلهام، الفنان البحريني راشد بن خليفة آل خليفة هو واحد من أولئك الفنانين الذين يتعاملون مع روح المادة.
التفاعل مع المادة
الفنان حين طرح مفهوم اللوحة المحدبة فإنه وضع تجربته الفنية في إطار بحث بصري تقع المعالجات التقنية في جوهره
حين طرح راشد بن خليفة آل خليفة مفهوم اللوحة المحدبة فإنه وضع تجربته الفنية في إطار بحث بصري تقع المعالجات التقنية في جوهره وتشكل المادة المستعملة عامل حث لبلوغ نتائج جمالية، ما كان من الممكن الوصول إليها لولا ذلك الفهم العميق لأسرار تلك المادة وطبيعتها ومديات قدرتها على التحول، مقاومتها واستجابتها في الوقت نفسه. وهما يشكلان عاملين أساسيين في الانتقال بها من مرحلة المادة الخام إلى مرحلة، تكون فيها وسيلة مرنة للمعالجة.
يقول الفنان “إن الألمنيوم هو المادة الطاغية في أعمالي، وذلك لكونها من المعادن القوية والخفيفة ومتعددة الاستعمالات وقدرتها على التآكل. وامتلاك مملكة البحرين ثاني أكبر مصهر للألمنيوم في العالم انعكس على أعمالي، حيث صارت تلك الأعمال تشبه الألمنيوم في قوته وهيمنته وهو مادة لا تتطلب الكثير من الجهد بالرغم من أنها تحتاج إلى الدقة والهدوء والتأمل”.
خلخلة الحواس
الألمنيوم المادة الطاغية في أعمال الفنان لكونها من المعادن القوية والخفيفة ومتعددة الاستعمالات وقدرتها على التآكل
بعد معرضه في لندن (قاعة ساتشي عام 2018) بدا واضحا أن طريق العالمية صارت مفتوحة أمامه بسبب ما انطوى عليه ذلك المعرض من محاولات جريئة ومغامرة في كسر الحاجز الذي يفصل بين البصر والحدس وبين الرؤية والمفهوم.
عرض الفنان يومها نوعين من الأعمال؛ نوعا يهب المتلقي قلقا ممتعا في النظر إلى العمل الفني من جهات مختلفة ليكون مكتملا فالمرئيات تتغير حسب الجهة التي يُنظر من خلالها، ونوعا آخر يستلهم رياضيات العمارة ويستعملها في صنع متاهة تتسلقها طبقات من الشرائح التي تتحرك لتهب العمل طاقة تعبير تتغير مع مرور الوقت ولا تقدم احتمالا بصريا واحدا.
ربما سعى راشد آل خليفة من خلال أعماله إلى إحداث خلخلة في الحواس لدى المتلقي. فبقدر ما كانت تلك الأعمال بصرية بقدر ما كانت تسعى إلى إشراك الحواس الأخرى، لا في تذوقها جماليا فحسب، بل وأيضا في إعادة صياغتها كما لو أنها تدخل في سياق ليونة المشهد وطراوته المستلهمة من نضارة المادة.
هذا فنان يفكر في الفن باعتباره ممارسة ضرورية لإنتاج طبيعة مجاورة. من المؤكد أن الهندسة هي جزء أساس من تلك الممارسة. وهي فعل إنساني يقابل الطبيعة في تقلبات ليونة خطوطها التي صارت مصدر إلهام للانطباعيين ومن ثم قادت بول سيزان إلى تفجير طاقات النظر بطريقة هندسية.
اختراع الفكرة
لأن راشد آل خليفة كان قد درس الرسم على أصوله وكان متفوقا في الحرفة في الوقت نفسه الذي كانت فيه عيناه مصوبتين على تجارب الحداثة الفنية بدءا من بول سيزان وهنري ماتيس وفرانك ستيلا وليس انتهاء بالتقليلية التي هي تطوير لأسلوب التجريد الهندسي، فإنه قرر أن يفعل شيئا مختلفا. شيئا ليس وليد الصدفة. فبسبب ثقافته الواسعة وجد الرسام نفسه في مواجهة الفكرة.
فكرة أن ترسم لا تعني بأنك ستكون خاضعا لفكرة بعينها فقد يتغير كل شيء أثناء الرسم، ذلك ما يقوله الفنان. ولكن حين تكون الفكرة هي الهدف فإن كل شيء سيكون تجريديا لكن بطريقة شخصية. لا يُرفق أل خليفة أعماله ببيانات نظرية على طريقة فناني ما بعد الحداثة وهو حين يفعل ذلك إنما يلتفت إلى ماضيه الفني بتقدير هو تعبير عن محبته لفناني الحداثة الذين أُعجب بهم. غير أنه في الوقت نفسه يطرح مفاهيم جديدة إلى جانب ما تحققه أعماله من إعجاز بصري.
لا يرغب راشد آل خليفة في أن يُحسب على مدرسة فنية بعينها غير أن أبواب العالمية المفتوحة أمامه لا بد أن تضعه في مكانه المناسب. وهو ما يمكن أن يُشكل نوعا من مفترق طريق بالنسبة لأي رؤية نقدية تسعى إلى القبض عليه في واحدة من لحظات الابتكار.
راشد آل خليفة هو فنان تلاقيات بين أجناس فنية متعددة. هناك الهندسة التي تطلق خيالا موسيقيا وهناك العمارة الإسلامية غير المؤثثة التي تسعى إلى الإيحاء بالبعد البصري كما يتجلى من خلال العلاقة بتصادم نظرتين، إحداهما تنبعث من الداخل والأخرى تأتي من الخارج. الضوء يأتي من الجهتين. ضوء من الداخل وآخر من الخارج. وفي خضم ذلك الاصطدام بين قوتين تكون كل الاحتمالات الجمالية ممكنة.
يقول الفنان “إذا كانت اللوحة زيتية وكانت الفكرة واضحة المعالم في ذهني أقوم بتنفيذها وأحيانا أبدأ بالرسم دون فكرة بحيث أبدأ بالرسم وأنتهي بالفكرة. وأحيانا أبدأ بفكرة ولكن اللوحة تخرج معبرة عن فكرة أخرى. بالنسبة للوحاتي الأخيرة فيها فكر هندسي وألوان أكثر من مجرد لوحة فنية”.
الصحراء والبحر
ولد الفنان راشد بن خليفة آل خليفة في المنامة عام 1952. شغف بالفن في سن مبكرة من حياته. تعود أول لوحة عرضها إلى عام 1966.
كانت تلك اللوحة تمثل أحد مساجد المنامة. درس الفن في جامعة برايتون ببريطانيا. وهناك شده الرسام البريطاني وليام تيرنر إلى عالمه الذي هو مزيج من الطبيعة وتجريدها في إطار حساسية بصرية لا تكتفي بالتقاط المرئيات بل تمضي في تأملها إلى درجة تفكيك عناصر الطبيعة الجمالية. وهو الدرس العظيم الذي سعى آل خليفة إلى تعلمه والاستفادة منه في تطوير أسلوبه الشخصي، ذلك الأسلوب الذي لا يمكن العثور على أساس له في التجربة التشكيلية البحرينية بالرغم من غناها.
وبالرغم من ولعه بالصحراء والبحر فقد حاول أن يرسم ما يراهما بطريقة مختلفة لا تقيم مسافة بين ما هو محلي وما هو عالمي. لذلك يمكن اعتباره طائرا غير منتم لسرب بعينه. أقام معرضه الأول عام 1970 في فندق دلمون بالمنامة.
عام 1983 تأسست جمعية البحرين للفنون التشكيلية فكان راشد أول رئيس لها وهو الآن يشغل منصب الرئيس الفخري كما أنه يترأس المجلس الوطني للفنون.
أقام الفنان أكثر من عشرة معارض في بلده وفي العالم غير أنه يعتبر نفسه مقلا. لذلك لم يتخل عن لوحاته عن طريق البيع وما يملكه الآخرون من لوحاته جرى عن طريق الإهداء. حكمته في ذلك أنه لا يريد أن ينافس الفنانين البحريين في ذلك المجال. تكفيه متعة شعوره بأنه يمارس الشيء الذي ملك حياته. أقام عام 2022 معرضا شخصيا مهمّا في ليختنشتاين ويستعد لإقامة معرض آخر في جنيف.
توازن بين عالمين
راشد آل خليفة يستلهم رياضيات العمارة لصنع متاهة تتسلقها طبقات من الشرائح متحركة لتهب العمل طاقة تعبير متغيرة
يقول راشد آل خليفة “التحديب يُعطي اللوحة بعدا إضافيا يقربها أكثر من الواقع. في المرة الأولى التي وقفت فيها لأنظر إلى إحدى تلك اللوحات أخذتني اللوحة إلى بعد آخر. لقد منح التحديب اللوحة منظورا جديدا أبعد من المنظور التقليدي” تلك الفكرة لا تقف عند حدود دلالتها الواقعية بل تتجاوزها لتخلق عالما بصريا جديدا يتحقق من خلاله توازن هو أشبه بالحلم بين عالمين. عالم نعيشه لندركه وعالم نخترعه لنعيشه.
فاروق يوسف
كاتب عراقي