أصوات شبابية تتغنى بالتراث العربي من القصائد الشعرية.
الاثنين 2023/03/13
مهرجان يعيد تثمين القصيدة المغناة
في محاولة لإعادة إحياء القصيدة المغناة في بلد يزخر تاريخه بشعراء ومطربين مهمين، انعقدت في العراق الدورة الأولى لمهرجان القصيدة المغناة الذي عرّف بأصوات شبابية قيّمة تغنت بقصائد لأهم الشعراء العراقيين والعرب، وأكدت أن إرادة الحفاظ على الموسيقى العربية الكلاسيكية والملتزمة قادرة على هزم كل محاولات التغريب التي طالت الموسيقى بفعل التكنولوجيا وانتشار ثقافة التربح.
بغداد - عرفت بلاد الرافدين الموسيقى منذ أمد بعيد، وصنعت موسيقاها الخاصة التي تعرف بشجنها وحزنها العميق، وتكشف عما يدور في البلاد والتغيرات الاجتماعية والثقافية المستمرة والمتأثرة بالحروب المتعاقبة على البلد، وذلك لأن الأغنية يمكن اعتبارها المحتوى الثقافي الأكثر رَقّة وانتشارا والأسرع تأثرًا بكل ما يدور في الواقع سواء على مستوى الأداء أو اللحن والكلمة.
وفي حين أن عراقي الماضي غير البعيد تربى على أصوات كبيرة حظيت بشهرة وانتشار عربي، منها ناظم الغزالي ونرجس شوقي وسليمة مراد وعفيفة إسكندر ولميعة توفيق، إلا أن عراقي اليوم يبدو مشتتا بين العديد من الأنماط الموسيقية الحديثة التي جعلت هويته الموسيقية هجينة تبتعد تدريجيا عن الموسيقى العربية الكلاسيكية وخاصة غناء القصائد الذي تراجع حتى على المستوى العربي حيث لم يعد أحد يلتزم بغنائها حتى بعض الفنانين وأشهرهم المطرب العراقي والعربي كاظم الساهر.
عماد جاسم: المهرجان يؤكد أن الأغنية العراقية ما زالت بخير
في هذا السياق رأى الملحن العراقي كريم هميم أنه من الضروري العودة إلى القصيدة المغناة، بطرحه فكرة مشروع مهرجان موسيقي بعنوان “مهرجان القصيدة المغناة” انطلقت دورته التأسيسية السبت على خشبة المسرح الوطني ببغداد بمشاركة عدد من الفنانين العراقيين الرواد والشباب.
المهرجان تقيمه دائرة الفنون الموسيقية برعاية وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار عماد جاسم ويشرف عليه الملحن العراقي كريم هميم، وبالتعاون مع جمعية الموسيقيين العراقيين.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأنه “بعد جهود حثيثة من البروفات الموسيقية والتحضيرات التي دامت لأشهر طوال بزغ مهرجان القصيدة المغناة الأول الذي جاء ليرمم ما هدمته معاول الأغاني الهابطة والفن الرخيص وما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي من ترويج لمحتوى فني لا يرتقي بتأريخ الفن العراقي”.
كما لفتت إلى أن “المهرجان قدم كوكبة من الأصوات الغنائية المتمكنة كالفنان عبد فلك والفنان كريم الرسام، والفنان محمد حسين كمر، والفنان شافي العبدالله، وآخرين”.
وأوضحت أنه “لعل أهم ما يميّز المهرجان هو تبنيه لعدد من الأصوات النسائية الجديدة الشابة التي أضفت مساحة فنية جميلة على فعاليات المهرجان بحضور جماهيري وعدد من الفنانين والشخصيات الرسمية الذين جاءوا بشغف عال وصفقوا طويلا إعجابا بالأغاني والألحان والقصائد التي قدمت في المهرجان لأسماء كبيرة من الشعراء، منهم أبوالطيب المتنبي وعبدالرزاق عبدالواحد والشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر يوسف الصائغ والشاعر أسعد الغريري والشاعر محمد المحاويلي والشاعر عبدالجبار العاشور وآخرون”.
من جانبه قال وكيل وزارة الثقافة مدير عام دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم خلال كلمة له ألقاها في افتتاح المهرجان “نحاول أن نقدم نموذجا فنيا رصينا بمشاركة كوكبة من الملحنين داخل وخارج العراق عبر اختياراتهم الدقيقة للقصائد المغناة التي تتغنى بحب العراق والأمل والأمنيات”.
◙ فرصة للأصوات الشبابية المبدعة كي تظهر
وأضاف “جاء مهرجان القصيدة المغناة الأول ليؤكد أن الأغنية العراقية مازالت بخير وأن ما يقدم هنا وهناك لا يمثل الصورة المشرقة للفن الملتزم”، مؤكدا “أن المهرجان يحمل هدفا ساميا خلال الاجتماعات والمناقشات العديدة التي عقدت مع كبار الملحنين لوضع اللمسات وخارطة عمل المهرجان، منهم الملحنون كريم هميم وجعفر الخفاف وسليم سالم وآخرون”.
وأعرب جاسم عن شكره العميق للفنانين المشاركين في المهرجان “الذين جاءوا متبرعين للمساهمة في رفد ودعم المهرجان بأصواتهم الشجية”، لافتا إلى أن “مهرجان القصائد المغناة سيكون تأسيسا لمهرجانات فنية رصينة أخرى مستقبلا”.
من جهته قال الملحن كريم هميم في كلمة له “سعيد بتقديم تجربتي الفنية برفقة زملائي الفنانين عبر مهرجان القصائد الفصحى المغناة الذي عده الكثيرون مجازفة فنية بتقديم قصائد فصحى للغناء ربما لم يستسغها الكثيرون، لكنني أؤكد أن المهرجان نجح نجاحا ساحقا من خلال تسابق الجمهور العراقي بمختلف مستوياته الثقافية إلى حجز التذاكر لحضور فعالياته الفنية”.
وأشار هميم إلى أن “الغاية من إقامة المهرجان تقديم الطاقات اللحنية والشعرية بأصوات واعية مثقفة ترفد الساحة الغنائية العراقية الحقيقية”، لافتا إلى أن “العراق هو موطن الشعر واللحن والفن الأصيل على مدى الدهر ولا بد أن نفخر بذلك دائما وأبدا”.
كريم هميم: غايتنا تقديم الطاقات اللحنية والشعرية بأصوات واعية
يذكر أن الملحن كريم هميم يعد واحدا من أهم الملحنين العراقيين والعرب، حيث لحن ما يقارب 200 عمل مختلف، منها شارات بعض المسلسلات، وهو والد الفنانة العراقية أصيل هميم التي تعد أحد أهم الأصوات العربية.
وساهم هميم، وهو من أبرز رموز الأغنية العراقية، في صناعة مجدها، خاصة في فترة الثمانينات، حيث كان من الكبار الذين أسسوا الجيل الذهبي للأغنية الملتزمة.
من جانبه أشار مدير الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الفنان فؤاد ذنون إلى أن “مهرجان القصيدة المغناة بادرة كبيرة من قبل دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة كون المهرجان جاء بتوقيتات صحيحة في ظل انتشار بعض الأعمال الفنية الهابطة وكان كوسيلة رد ثقافية للأعمال الفنية السيئة”.
وأضاف “استمتعنا كثيرا بالأغاني التي سمعناها في المهرجان المتناسقة مع الألحان الخالدة المترعة بالشجن العراقي وهذا ما لفت نظر الجماهير الحاضرة”.
وطالب مدير الفرقة الوطنية بأن “تستمر إقامة مهرجانات كهذه التي تعتمد على الجمل اللحنية والقصائد المختارة بعناية كونها وسيلة فنية مؤثرة لتهذيب الذائقة لاسيما ذائقة الشباب والجيل الجديد الذي ربما لم يستمع كثيرا للقصائد المغناة”.
الاثنين 2023/03/13
مهرجان يعيد تثمين القصيدة المغناة
في محاولة لإعادة إحياء القصيدة المغناة في بلد يزخر تاريخه بشعراء ومطربين مهمين، انعقدت في العراق الدورة الأولى لمهرجان القصيدة المغناة الذي عرّف بأصوات شبابية قيّمة تغنت بقصائد لأهم الشعراء العراقيين والعرب، وأكدت أن إرادة الحفاظ على الموسيقى العربية الكلاسيكية والملتزمة قادرة على هزم كل محاولات التغريب التي طالت الموسيقى بفعل التكنولوجيا وانتشار ثقافة التربح.
بغداد - عرفت بلاد الرافدين الموسيقى منذ أمد بعيد، وصنعت موسيقاها الخاصة التي تعرف بشجنها وحزنها العميق، وتكشف عما يدور في البلاد والتغيرات الاجتماعية والثقافية المستمرة والمتأثرة بالحروب المتعاقبة على البلد، وذلك لأن الأغنية يمكن اعتبارها المحتوى الثقافي الأكثر رَقّة وانتشارا والأسرع تأثرًا بكل ما يدور في الواقع سواء على مستوى الأداء أو اللحن والكلمة.
وفي حين أن عراقي الماضي غير البعيد تربى على أصوات كبيرة حظيت بشهرة وانتشار عربي، منها ناظم الغزالي ونرجس شوقي وسليمة مراد وعفيفة إسكندر ولميعة توفيق، إلا أن عراقي اليوم يبدو مشتتا بين العديد من الأنماط الموسيقية الحديثة التي جعلت هويته الموسيقية هجينة تبتعد تدريجيا عن الموسيقى العربية الكلاسيكية وخاصة غناء القصائد الذي تراجع حتى على المستوى العربي حيث لم يعد أحد يلتزم بغنائها حتى بعض الفنانين وأشهرهم المطرب العراقي والعربي كاظم الساهر.
عماد جاسم: المهرجان يؤكد أن الأغنية العراقية ما زالت بخير
في هذا السياق رأى الملحن العراقي كريم هميم أنه من الضروري العودة إلى القصيدة المغناة، بطرحه فكرة مشروع مهرجان موسيقي بعنوان “مهرجان القصيدة المغناة” انطلقت دورته التأسيسية السبت على خشبة المسرح الوطني ببغداد بمشاركة عدد من الفنانين العراقيين الرواد والشباب.
المهرجان تقيمه دائرة الفنون الموسيقية برعاية وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار عماد جاسم ويشرف عليه الملحن العراقي كريم هميم، وبالتعاون مع جمعية الموسيقيين العراقيين.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأنه “بعد جهود حثيثة من البروفات الموسيقية والتحضيرات التي دامت لأشهر طوال بزغ مهرجان القصيدة المغناة الأول الذي جاء ليرمم ما هدمته معاول الأغاني الهابطة والفن الرخيص وما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي من ترويج لمحتوى فني لا يرتقي بتأريخ الفن العراقي”.
كما لفتت إلى أن “المهرجان قدم كوكبة من الأصوات الغنائية المتمكنة كالفنان عبد فلك والفنان كريم الرسام، والفنان محمد حسين كمر، والفنان شافي العبدالله، وآخرين”.
وأوضحت أنه “لعل أهم ما يميّز المهرجان هو تبنيه لعدد من الأصوات النسائية الجديدة الشابة التي أضفت مساحة فنية جميلة على فعاليات المهرجان بحضور جماهيري وعدد من الفنانين والشخصيات الرسمية الذين جاءوا بشغف عال وصفقوا طويلا إعجابا بالأغاني والألحان والقصائد التي قدمت في المهرجان لأسماء كبيرة من الشعراء، منهم أبوالطيب المتنبي وعبدالرزاق عبدالواحد والشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر يوسف الصائغ والشاعر أسعد الغريري والشاعر محمد المحاويلي والشاعر عبدالجبار العاشور وآخرون”.
من جانبه قال وكيل وزارة الثقافة مدير عام دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم خلال كلمة له ألقاها في افتتاح المهرجان “نحاول أن نقدم نموذجا فنيا رصينا بمشاركة كوكبة من الملحنين داخل وخارج العراق عبر اختياراتهم الدقيقة للقصائد المغناة التي تتغنى بحب العراق والأمل والأمنيات”.
◙ فرصة للأصوات الشبابية المبدعة كي تظهر
وأضاف “جاء مهرجان القصيدة المغناة الأول ليؤكد أن الأغنية العراقية مازالت بخير وأن ما يقدم هنا وهناك لا يمثل الصورة المشرقة للفن الملتزم”، مؤكدا “أن المهرجان يحمل هدفا ساميا خلال الاجتماعات والمناقشات العديدة التي عقدت مع كبار الملحنين لوضع اللمسات وخارطة عمل المهرجان، منهم الملحنون كريم هميم وجعفر الخفاف وسليم سالم وآخرون”.
وأعرب جاسم عن شكره العميق للفنانين المشاركين في المهرجان “الذين جاءوا متبرعين للمساهمة في رفد ودعم المهرجان بأصواتهم الشجية”، لافتا إلى أن “مهرجان القصائد المغناة سيكون تأسيسا لمهرجانات فنية رصينة أخرى مستقبلا”.
من جهته قال الملحن كريم هميم في كلمة له “سعيد بتقديم تجربتي الفنية برفقة زملائي الفنانين عبر مهرجان القصائد الفصحى المغناة الذي عده الكثيرون مجازفة فنية بتقديم قصائد فصحى للغناء ربما لم يستسغها الكثيرون، لكنني أؤكد أن المهرجان نجح نجاحا ساحقا من خلال تسابق الجمهور العراقي بمختلف مستوياته الثقافية إلى حجز التذاكر لحضور فعالياته الفنية”.
وأشار هميم إلى أن “الغاية من إقامة المهرجان تقديم الطاقات اللحنية والشعرية بأصوات واعية مثقفة ترفد الساحة الغنائية العراقية الحقيقية”، لافتا إلى أن “العراق هو موطن الشعر واللحن والفن الأصيل على مدى الدهر ولا بد أن نفخر بذلك دائما وأبدا”.
كريم هميم: غايتنا تقديم الطاقات اللحنية والشعرية بأصوات واعية
يذكر أن الملحن كريم هميم يعد واحدا من أهم الملحنين العراقيين والعرب، حيث لحن ما يقارب 200 عمل مختلف، منها شارات بعض المسلسلات، وهو والد الفنانة العراقية أصيل هميم التي تعد أحد أهم الأصوات العربية.
وساهم هميم، وهو من أبرز رموز الأغنية العراقية، في صناعة مجدها، خاصة في فترة الثمانينات، حيث كان من الكبار الذين أسسوا الجيل الذهبي للأغنية الملتزمة.
من جانبه أشار مدير الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الفنان فؤاد ذنون إلى أن “مهرجان القصيدة المغناة بادرة كبيرة من قبل دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة كون المهرجان جاء بتوقيتات صحيحة في ظل انتشار بعض الأعمال الفنية الهابطة وكان كوسيلة رد ثقافية للأعمال الفنية السيئة”.
وأضاف “استمتعنا كثيرا بالأغاني التي سمعناها في المهرجان المتناسقة مع الألحان الخالدة المترعة بالشجن العراقي وهذا ما لفت نظر الجماهير الحاضرة”.
وطالب مدير الفرقة الوطنية بأن “تستمر إقامة مهرجانات كهذه التي تعتمد على الجمل اللحنية والقصائد المختارة بعناية كونها وسيلة فنية مؤثرة لتهذيب الذائقة لاسيما ذائقة الشباب والجيل الجديد الذي ربما لم يستمع كثيرا للقصائد المغناة”.