المناطق الريفية متنفس العائلات في غزة هربا من ضغوط الحياة
طقوس تراثية كالدبكة الشعبية ترافق الرحلات إلى المساحات الخضراء.
الخميس 2023/02/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
التجمع حول مواقد الحطب له نكهة خاصة
هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، يلجأ العديد من الأسر في القطاع إلى المناطق الريفية والمساحات الزراعية الخضراء للتنزه والاستجمام. ويتم أسبوعيا تنظيم زيارات عائلية ورحلات مدرسية. ويتم تقديم أكلات تراثية مثل المفتول المطبوخ بالدجاج أو اللحم ووجبات المسخن الفلسطيني، فضلا عن طهي الخبز على فرن الحطب، وتعد الأهازيج والدبكة الشعبية من طقوس التي ترافق أغلب الزيارات.
غزة - تجذب المناطق الريفية في غزة العائلات الفلسطينية للترفيه عن أفرادها بما توفره من جمال طبيعي وأجواء هادئة بعيدا عن صخب المدينة وضغوط الحياة المختلفة.
وتشتهر المسنة أمونة أبورجيلة، وهي في السبعينات من عمرها، بتخصيص أرضها الزراعية التي تمتد على نحو ستة دونمات على الأطراف الشرقية لمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة كمزار للعائلات إلى المناطق الريفية.
وتقول أبورجيلة، لوكالة الأنباء الألمانية، إنها قضت سنوات عمرها في مجال الزراعة والفلاحة وتملك ارتباطا وثيقا بالأرض والمناطق الريفية ما جعلها تهوى استقبال رحلات العائلات إليها. وتوضح أبورجيلة أنها تستقبل على مدار الأسبوع بشكل عائلات من مختلف أنحاء قطاع غزة للاستمتاع بالمناطق الريفية فضلا عن رحلات مدرسية.
وعادة ما تقدم المسنة الفلسطينية أكلات تراثية مثل المفتول المطبوخ بالدجاج أو اللحم ووجبات المسخن الفلسطيني لزوارها فضلا عن طهي الخبز على فرن الحطب.
وتبرز أبورجيلة أنها تشعر بسعادة غامرة لدى استقبال العائلات والزوار من مختلف الأعمار في أرضها التي تقول إنها حوّلتها إلى مزار لإحياء عادات الآباء والأجداد بالحفاظ على الحياة الريفية.
◙ هذه الظاهرة تطورت لدى سكان غزة في السنوات الأخيرة هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي
وتستقطب المناطق الريفية على الحدود الشرقية والجنوبية لقطاع غزة شرائح متنوعة من السكان للاستجمام والتنزه بين المساحات الزراعية الخضراء بعيدا عن ازدحام المدن والتكدس السكاني.
وتطورت هذه الظاهرة لدى سكان غزة في السنوات الأخيرة هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007.
وحوّل الحصار الإسرائيلي غزة إلى منطقة شبه معزولة عن العالم الخارجي بالنظر إلى القيود المشددة على حركة سفر الأفراد وتدهور الأوضاع الاقتصادية في ظل معدلات قياسية من الفقر والبطالة.
ويقول رشيد جندية (57 عاما) من سكان أطراف شرق غزة، إن الزحف العمراني المستمر والزيادة السكانية ضاعفا من أهمية المناطق الريفية في القطاع في السنوات الأخيرة.
ويوضح جندية، أن عائلات من كافة الأعمار أصبحت تتوافد إلى المناطق الريفية وأغلبها تقع في المناطق الشرقية كنوع من السياحة الداخلية غير التقليدية ولما تتسم به من طقوس مميزة.
ويشير إلى أن للمناطق الريفية سحرها الخاص في جذب عشاقها من العائلات من أجل الترويح عن أنفسهم والتواعد بين الأصدقاء رغبة بالاستجمام والتخلص من ضغوطات الحياة والأعباء المتزايدة عليهم.
وعادة ما تتضمن الرحلات إلى المناطق الريفية أداء طقوس تراثية مثل الدبكة الشعبية، والعزف على العود، وغناء الأهازيج إلى جانب فقرات طهي المأكولات الشعبية.
وفي مشهد مماثل تستقبل المسنة عائشة طنطيش (81 عاما)، زوارها داخل صالة يظللها ورق العنب وجريد النخيل داخل أرضها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتقول طنطيش بنبرات متقطعة إن الاستمتاع بخيرات الأرض الزراعية والهواء النقي فرصة لا تعوض وتشكل مصدر سعادة لكل الزوار. وتضيف أنها رغم كبر سنها إلا أنها لا زالت تواظب على الوصول إلى أرضها فجرا كل يوم لتقضى يومها كما تحب في أجواء الطبيعة واستقبال زوارها.
◙ طقوس وعادات وجب تثمنيها والحفاظ عليها
ويوثق الكثير من زوار المناطق الريفية رحلاتهم بمقاطع فيديو ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما ساهم بالمزيد من الانتشار لهذه الطقوس وتطويرها من البعض.
وتقول هديل عطا، وهي في نهاية الثلاثينات من عمرها خلال رحلة مع عائلتها، إن الرحلات إلى المناطق الريفية بدأت تستهويهم منذ عدة أشهر وأصبحوا يحافظون عليها لمرة واحدة على الأقل شهريا.
وتضيف أنهم دأبوا على التنزه في بحر غزة أو داخل شاليهات مغلقة إلا أن تجربة المناطق الريفية شكلت تجربة فريدة لما فيها من أجواء ممتعة من التخييم وتناول الطعام في أجواء الطبيعة لاسيما مع إعداد الأكل على النار والحطب.
وتعد مثل هذه الطقوس نادرة داخل المدن لاسيما أن قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 365 كيلومترا مربعا ويقطنه زهاء مليونين و300 ألف نسمة يعد من أشد مناطق الكثافة السكانية في العالم.
◙ التنزه في المناطق الريفية بات يستهوي الكثير من فئة الشباب لممارسة طقوس متنوعة منها القرع على الطبل وغناء أهازيج تراثية
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة فإن سكان قطاع غزة يعانون مستويات مرتفعة من الضغوط والاضطرابات النفسية وأن نحو ثلثهم بالقطاع في حاجة إلى دعم نفسي واجتماعي.
واللافت أن التنزه في المناطق الريفية بات يستهوي الكثير من فئة الشباب لممارسة طقوس متنوعة منها القرع على الطبل وغناء أهازيج تراثية والتنزه بين الحقول الزراعية فضلا عن التقاط بعض الصور التذكارية الجميلة.
ويقول الشاب محمد بدير (23 عاما) إن للمساحات الخضراء في ريف غزة تفضيل خاص له ولأصدقائه خاصة في فصل الشتاء حيث يتجمعون حول مواقد حطب النار للسهر حتى وقت متأخر خلال رحلاتهم.
ويشير بدير إلى أن صعوبات السفر إلى خارج قطاع غزة والصعوبات الاقتصادية تدفعان الشبان أمثاله إلى البحث عن وسائل متجددة للترفيه والعودة إلى الحياة الريفية ما يشكل إضافة نوعية لهم.
وبحسب مختصين في غزة فإنه لا ينظر إلى أهمية الرحلات والاستجمام في المساحات الخضراء داخل المناطق الريفية على أنها فرصة للترفيه فقط بل كذلك كسياحة تشكل موردا تنمويا مهما للحفاظ على البيئة ودعم المجتمعات المحلية وخلق فرص عمل لم تكن متوفرة بالأصل.
طقوس تراثية كالدبكة الشعبية ترافق الرحلات إلى المساحات الخضراء.
الخميس 2023/02/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
التجمع حول مواقد الحطب له نكهة خاصة
هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، يلجأ العديد من الأسر في القطاع إلى المناطق الريفية والمساحات الزراعية الخضراء للتنزه والاستجمام. ويتم أسبوعيا تنظيم زيارات عائلية ورحلات مدرسية. ويتم تقديم أكلات تراثية مثل المفتول المطبوخ بالدجاج أو اللحم ووجبات المسخن الفلسطيني، فضلا عن طهي الخبز على فرن الحطب، وتعد الأهازيج والدبكة الشعبية من طقوس التي ترافق أغلب الزيارات.
غزة - تجذب المناطق الريفية في غزة العائلات الفلسطينية للترفيه عن أفرادها بما توفره من جمال طبيعي وأجواء هادئة بعيدا عن صخب المدينة وضغوط الحياة المختلفة.
وتشتهر المسنة أمونة أبورجيلة، وهي في السبعينات من عمرها، بتخصيص أرضها الزراعية التي تمتد على نحو ستة دونمات على الأطراف الشرقية لمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة كمزار للعائلات إلى المناطق الريفية.
وتقول أبورجيلة، لوكالة الأنباء الألمانية، إنها قضت سنوات عمرها في مجال الزراعة والفلاحة وتملك ارتباطا وثيقا بالأرض والمناطق الريفية ما جعلها تهوى استقبال رحلات العائلات إليها. وتوضح أبورجيلة أنها تستقبل على مدار الأسبوع بشكل عائلات من مختلف أنحاء قطاع غزة للاستمتاع بالمناطق الريفية فضلا عن رحلات مدرسية.
وعادة ما تقدم المسنة الفلسطينية أكلات تراثية مثل المفتول المطبوخ بالدجاج أو اللحم ووجبات المسخن الفلسطيني لزوارها فضلا عن طهي الخبز على فرن الحطب.
وتبرز أبورجيلة أنها تشعر بسعادة غامرة لدى استقبال العائلات والزوار من مختلف الأعمار في أرضها التي تقول إنها حوّلتها إلى مزار لإحياء عادات الآباء والأجداد بالحفاظ على الحياة الريفية.
◙ هذه الظاهرة تطورت لدى سكان غزة في السنوات الأخيرة هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي
وتستقطب المناطق الريفية على الحدود الشرقية والجنوبية لقطاع غزة شرائح متنوعة من السكان للاستجمام والتنزه بين المساحات الزراعية الخضراء بعيدا عن ازدحام المدن والتكدس السكاني.
وتطورت هذه الظاهرة لدى سكان غزة في السنوات الأخيرة هربا من الضغوط النفسية الناتجة عن تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007.
وحوّل الحصار الإسرائيلي غزة إلى منطقة شبه معزولة عن العالم الخارجي بالنظر إلى القيود المشددة على حركة سفر الأفراد وتدهور الأوضاع الاقتصادية في ظل معدلات قياسية من الفقر والبطالة.
ويقول رشيد جندية (57 عاما) من سكان أطراف شرق غزة، إن الزحف العمراني المستمر والزيادة السكانية ضاعفا من أهمية المناطق الريفية في القطاع في السنوات الأخيرة.
ويوضح جندية، أن عائلات من كافة الأعمار أصبحت تتوافد إلى المناطق الريفية وأغلبها تقع في المناطق الشرقية كنوع من السياحة الداخلية غير التقليدية ولما تتسم به من طقوس مميزة.
ويشير إلى أن للمناطق الريفية سحرها الخاص في جذب عشاقها من العائلات من أجل الترويح عن أنفسهم والتواعد بين الأصدقاء رغبة بالاستجمام والتخلص من ضغوطات الحياة والأعباء المتزايدة عليهم.
وعادة ما تتضمن الرحلات إلى المناطق الريفية أداء طقوس تراثية مثل الدبكة الشعبية، والعزف على العود، وغناء الأهازيج إلى جانب فقرات طهي المأكولات الشعبية.
وفي مشهد مماثل تستقبل المسنة عائشة طنطيش (81 عاما)، زوارها داخل صالة يظللها ورق العنب وجريد النخيل داخل أرضها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتقول طنطيش بنبرات متقطعة إن الاستمتاع بخيرات الأرض الزراعية والهواء النقي فرصة لا تعوض وتشكل مصدر سعادة لكل الزوار. وتضيف أنها رغم كبر سنها إلا أنها لا زالت تواظب على الوصول إلى أرضها فجرا كل يوم لتقضى يومها كما تحب في أجواء الطبيعة واستقبال زوارها.
◙ طقوس وعادات وجب تثمنيها والحفاظ عليها
ويوثق الكثير من زوار المناطق الريفية رحلاتهم بمقاطع فيديو ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما ساهم بالمزيد من الانتشار لهذه الطقوس وتطويرها من البعض.
وتقول هديل عطا، وهي في نهاية الثلاثينات من عمرها خلال رحلة مع عائلتها، إن الرحلات إلى المناطق الريفية بدأت تستهويهم منذ عدة أشهر وأصبحوا يحافظون عليها لمرة واحدة على الأقل شهريا.
وتضيف أنهم دأبوا على التنزه في بحر غزة أو داخل شاليهات مغلقة إلا أن تجربة المناطق الريفية شكلت تجربة فريدة لما فيها من أجواء ممتعة من التخييم وتناول الطعام في أجواء الطبيعة لاسيما مع إعداد الأكل على النار والحطب.
وتعد مثل هذه الطقوس نادرة داخل المدن لاسيما أن قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 365 كيلومترا مربعا ويقطنه زهاء مليونين و300 ألف نسمة يعد من أشد مناطق الكثافة السكانية في العالم.
◙ التنزه في المناطق الريفية بات يستهوي الكثير من فئة الشباب لممارسة طقوس متنوعة منها القرع على الطبل وغناء أهازيج تراثية
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة فإن سكان قطاع غزة يعانون مستويات مرتفعة من الضغوط والاضطرابات النفسية وأن نحو ثلثهم بالقطاع في حاجة إلى دعم نفسي واجتماعي.
واللافت أن التنزه في المناطق الريفية بات يستهوي الكثير من فئة الشباب لممارسة طقوس متنوعة منها القرع على الطبل وغناء أهازيج تراثية والتنزه بين الحقول الزراعية فضلا عن التقاط بعض الصور التذكارية الجميلة.
ويقول الشاب محمد بدير (23 عاما) إن للمساحات الخضراء في ريف غزة تفضيل خاص له ولأصدقائه خاصة في فصل الشتاء حيث يتجمعون حول مواقد حطب النار للسهر حتى وقت متأخر خلال رحلاتهم.
ويشير بدير إلى أن صعوبات السفر إلى خارج قطاع غزة والصعوبات الاقتصادية تدفعان الشبان أمثاله إلى البحث عن وسائل متجددة للترفيه والعودة إلى الحياة الريفية ما يشكل إضافة نوعية لهم.
وبحسب مختصين في غزة فإنه لا ينظر إلى أهمية الرحلات والاستجمام في المساحات الخضراء داخل المناطق الريفية على أنها فرصة للترفيه فقط بل كذلك كسياحة تشكل موردا تنمويا مهما للحفاظ على البيئة ودعم المجتمعات المحلية وخلق فرص عمل لم تكن متوفرة بالأصل.