منظمة الصحة العالمية: التوصل إلى منشأ كوفيد - 19 ضرورة علمية
معرفة منشأ الجائحة تساعد على منع حدوثها في المستقبل.
الاثنين 2023/03/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
هناك فرضيتان مطروحتان حول أصل منشأ الفايروس
مازالت معرفة منشأ فايروس كورونا تثير جدلا في الأوساط الصحية العالمية، حيث أشارت منظمة الصحة إلى أن معرفة منشأ الفايروس ضرورة أخلاقية وعلمية من شأنها أن تساعد على منع حدوثها مستقبلا. وفي حين تستبعد الصين أن يكون الفايروس قد انطلق من أحد مختبراتها، تؤكد الولايات المتحدة وجود روابط محتملة بين وباء كوفيد – 19 الناجم عن فايروس كورونا ومختبر صيني يشتبه بأن الفايروس تسرب منه.
جنيف – قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن معرفة منشأ كوفيد – 19 هي واجب أخلاقي ويجب التقصي عن كل الفرضيات. وتعد تلك أقوى تصريحات يدلي بها جيبريسوس في ما يتعلق باستمرار التزام المنظمة بالتوصل إلى كيفية ظهور الفايروس.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال تقدير إحدى الوكالات الأميركية أن الجائحة انتشرت على الأرجح نتيجة تسرب غير مقصود من مختبر صيني، مما يزيد الضغط على منظمة الصحة العالمية لتقديم إجابات. وتنفي بكين صحة ذلك التقدير.
وقال جيبريسوس في تغريدة على تويتر في وقت متأخر من مساء السبت “فهم منشأ كوفيد – 19 والتقصي عن كل الفرضيات يظل ضرورة علمية لمساعدتنا على منع حدوث أي تفش في المستقبل، وواجبا أخلاقيا من أجل الملايين الذين ماتوا وأولئك الذين يعيشون بيننا ويعانون من آثار جانبية طويلة الأمد بعد الإصابة به”.
جاءت تصريحاته بمناسبة مرور ثلاث سنوات على إطلاق منظمة الصحة العالمية وصف “الجائحة” لأول مرة على تفشي المرض عالميا. وفي تصريحات سابقة لم يستبعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن يكون فايروس كورونا قد تسرب من مختبر.
وخلال قمة زعماء مجموعة السبع، المنعقدة في يوليو 2021، قال جيبريسوس إن ما لا يقل عن 174 مليون شخص أصيبوا بعدوى فايروس كورونا، وتوفي 3.75 مليون شخص جراء الإصابة بالفايروس، مشيرا إلى أن “هؤلاء الناس، كما أعتقد، يجب أن يعرفوا من أين جاء هذا الفايروس. إنهم يستحقون ذلك. هذا ضروري حتى نتمكن في المستقبل من منع تكرار الوباء”.
ووفقا له، لم يكن هناك ما يكفي من “الشفافية والتعاون” من جانب الصين في المراحل الأولى من التحقيق في أصل فايروس سارس، مضيفا أنه يجب النظر في كل فرضية.
ونشرت منظمة الصحة العالمية في شهر مارس 2021 تقريرا لمجموعة من الخبراء الذين زاروا مدينة ووهان الصينية للتعرف على أسباب منشأ فايروس كورونا.
واعتبر خبراء المنظمة أن تسرب الفايروس من المختبر فرضية “غير مرجحة كثيرا”، ورجحوا أن يكون فايروس السارس قد انتقل إلى البشر من الخفافيش عبر حيوان آخر. وأكدت الصين في أكثر من مناسبة أنها لم تخف أي معطيات في ما يتعلق بوباء كورونا.
ومؤخرا، وافق مجلس النواب الأميركي بالإجماع على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول وجود روابط محتملة بين وباء كوفيد – 19، الناجم عن فايروس كورونا، ومختبر صيني يشتبه بأن الفايروس تسرب منه.
وسبق أن وافق مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي على طلب من مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز لرفع السرية عن الوثائق المتعلقة بهذا الشأن، ما يعني أنه لم يبق أمام مشروع القانون سوى إرساله إلى البيت الأبيض ليضع الرئيس جو بايدن توقيعه عليه.
174
مليون شخص أصيبوا بعدوى كورونا، وتوفي 3.75 مليون شخص جراء الإصابة بالفايروس
وبدأ تفشي كوفيد عام 2019 في مدينة ووهان بشرق الصين، ما تسبب بوفاة نحو سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن، وفقا لإحصاءات رسمية، بينهم أكثر من مليون في الولايات المتحدة.
وقال علماء إن هناك “أدلة دامغة” على أن سوق هوانان للمأكولات البحرية والحيوانات البرية، في ووهان الصينية، كان البؤرة الأولى لتفشي كوفيد – 19.
وفي يوليو الفارط، نشرت دراستان راجعهما باحثون، وتضمنتا إعادة فحص للمعلومات بشأن أول تفش للفايروس في المدينة الصينية. وتظهر إحدى هاتين الدراستين أن الحالات الأولى المعروفة كانت متركزة حول هذا السوق.
وتستخدم الدراسة الأخرى المعلومات الجينية لتتبع توقيت تفشي المرض، وتشير إلى وجود متحورين مختلفين انتقلا إلى البشر في نوفمبر، أو أوائل ديسمبر 2019.
وقال الباحثون في الدراستين إن هذه الأدلة توضح أن فايروس سارس كوف – 2 كان موجودا في الثدييات الحية التي كانت تباع في سوق هوانان في أواخر عام 2019.
ويضيفون أنه نقل إلى الأشخاص الذين كانوا يعملون أو يتسوقون هناك في “حدثين منفصلين”، انتقل خلالهما الفايروس من حيوان إلى إنسان مسببا إصابته.
وقال أحد الباحثين المشاركين، وهو عالم الفايروسات البروفيسور ديفيد روبرتسون، من جامعة غلاسغو، إنه يأمل في أن “تصحح الدراستان السجل الخاطئ بأن الفايروس جاء من مختبر”.
وأدت الجهود العلمية التي استمرت عامين حول الفايروس المسبب لكوفيد – 19 إلى توصّل الباحثين إلى فهم الفايروس ومنشئه بطريقة أعمق.
ومكنهم ذلك من معالجة مشكلة رئيسية في بيانات المرضى المبكرة، إذ كان من بين المئات من الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى وهم مصابون بكوفيد – 19 في ووهان، حوالي 50 فردا فقط يوجد لديهم رابط مباشر يمكن تتبعه إلى السوق.
وقال البروفيسور روبرتسون “كان ذلك محيرا بالفعل، لأن معظم الحالات لا يمكن ربطها بالسوق. ولكن بعد معرفة ما نعرفه الآن عن الفايروس، وجدنا ما توقعناه، لأن العديد من الأشخاص يصابون بأعراض خفيفة فقط، ويظلون موجودين في المجتمع وينقلون الفايروس إلى الآخرين، وهذا يجعل من الصعب ربط الحالات الشديدة بعضها ببعض”.
ووجد بحث عن توزيع حالات الإصابة جغرافيا أن نسبة كبيرة من المرضى الأوائل، ممن لم يكن لهم اتصال بالسوق، أي أنهم لم يعملوا أو يتسوقوا هناك، كانوا يعيشون بالقرب منه.
وفي يونيو 2022 هاجمت الصين النظرية القائلة إن وباء فايروس كورونا ربما يكون قد نشأ إثر تسرب غير متعمد من مختبر صيني، ووصفتها بـ”الكذبة السياسية”، بعد أن أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء تحقيق أعمق لمعرفة ما إذا كانت رواية المختبر صحيحة.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الاتهامات بأن الصين لم تتعاون بشكل كامل مع المحققين، وزعم أن بكين رحبت بإجراء تحقيق علمي، لكنها رفضت أي تلاعب سياسي.
ودعا ليجيان في المقابل إلى إجراء تحقيق في “المعامل المشبوهة للغاية” وفق زعمه، مثل “فورت ديتتريك” وجامعة “نورث كارولينا” في الولايات المتحدة حيث ادعت الصين، دون دليل، أن الولايات المتحدة كانت تطور فايروس كورونا كسلاح بيولوجي. وقال ليجيان في تصريح صحافي “نظرية التسرب في المختبر كذبة اختلقتها القوى المناهضة للصين لأغراض سياسية، ولا علاقة لها بالعلم”.
معرفة منشأ الجائحة تساعد على منع حدوثها في المستقبل.
الاثنين 2023/03/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
هناك فرضيتان مطروحتان حول أصل منشأ الفايروس
مازالت معرفة منشأ فايروس كورونا تثير جدلا في الأوساط الصحية العالمية، حيث أشارت منظمة الصحة إلى أن معرفة منشأ الفايروس ضرورة أخلاقية وعلمية من شأنها أن تساعد على منع حدوثها مستقبلا. وفي حين تستبعد الصين أن يكون الفايروس قد انطلق من أحد مختبراتها، تؤكد الولايات المتحدة وجود روابط محتملة بين وباء كوفيد – 19 الناجم عن فايروس كورونا ومختبر صيني يشتبه بأن الفايروس تسرب منه.
جنيف – قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن معرفة منشأ كوفيد – 19 هي واجب أخلاقي ويجب التقصي عن كل الفرضيات. وتعد تلك أقوى تصريحات يدلي بها جيبريسوس في ما يتعلق باستمرار التزام المنظمة بالتوصل إلى كيفية ظهور الفايروس.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال تقدير إحدى الوكالات الأميركية أن الجائحة انتشرت على الأرجح نتيجة تسرب غير مقصود من مختبر صيني، مما يزيد الضغط على منظمة الصحة العالمية لتقديم إجابات. وتنفي بكين صحة ذلك التقدير.
وقال جيبريسوس في تغريدة على تويتر في وقت متأخر من مساء السبت “فهم منشأ كوفيد – 19 والتقصي عن كل الفرضيات يظل ضرورة علمية لمساعدتنا على منع حدوث أي تفش في المستقبل، وواجبا أخلاقيا من أجل الملايين الذين ماتوا وأولئك الذين يعيشون بيننا ويعانون من آثار جانبية طويلة الأمد بعد الإصابة به”.
جاءت تصريحاته بمناسبة مرور ثلاث سنوات على إطلاق منظمة الصحة العالمية وصف “الجائحة” لأول مرة على تفشي المرض عالميا. وفي تصريحات سابقة لم يستبعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن يكون فايروس كورونا قد تسرب من مختبر.
وخلال قمة زعماء مجموعة السبع، المنعقدة في يوليو 2021، قال جيبريسوس إن ما لا يقل عن 174 مليون شخص أصيبوا بعدوى فايروس كورونا، وتوفي 3.75 مليون شخص جراء الإصابة بالفايروس، مشيرا إلى أن “هؤلاء الناس، كما أعتقد، يجب أن يعرفوا من أين جاء هذا الفايروس. إنهم يستحقون ذلك. هذا ضروري حتى نتمكن في المستقبل من منع تكرار الوباء”.
ووفقا له، لم يكن هناك ما يكفي من “الشفافية والتعاون” من جانب الصين في المراحل الأولى من التحقيق في أصل فايروس سارس، مضيفا أنه يجب النظر في كل فرضية.
ونشرت منظمة الصحة العالمية في شهر مارس 2021 تقريرا لمجموعة من الخبراء الذين زاروا مدينة ووهان الصينية للتعرف على أسباب منشأ فايروس كورونا.
واعتبر خبراء المنظمة أن تسرب الفايروس من المختبر فرضية “غير مرجحة كثيرا”، ورجحوا أن يكون فايروس السارس قد انتقل إلى البشر من الخفافيش عبر حيوان آخر. وأكدت الصين في أكثر من مناسبة أنها لم تخف أي معطيات في ما يتعلق بوباء كورونا.
ومؤخرا، وافق مجلس النواب الأميركي بالإجماع على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول وجود روابط محتملة بين وباء كوفيد – 19، الناجم عن فايروس كورونا، ومختبر صيني يشتبه بأن الفايروس تسرب منه.
وسبق أن وافق مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي على طلب من مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز لرفع السرية عن الوثائق المتعلقة بهذا الشأن، ما يعني أنه لم يبق أمام مشروع القانون سوى إرساله إلى البيت الأبيض ليضع الرئيس جو بايدن توقيعه عليه.
174
مليون شخص أصيبوا بعدوى كورونا، وتوفي 3.75 مليون شخص جراء الإصابة بالفايروس
وبدأ تفشي كوفيد عام 2019 في مدينة ووهان بشرق الصين، ما تسبب بوفاة نحو سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن، وفقا لإحصاءات رسمية، بينهم أكثر من مليون في الولايات المتحدة.
وقال علماء إن هناك “أدلة دامغة” على أن سوق هوانان للمأكولات البحرية والحيوانات البرية، في ووهان الصينية، كان البؤرة الأولى لتفشي كوفيد – 19.
وفي يوليو الفارط، نشرت دراستان راجعهما باحثون، وتضمنتا إعادة فحص للمعلومات بشأن أول تفش للفايروس في المدينة الصينية. وتظهر إحدى هاتين الدراستين أن الحالات الأولى المعروفة كانت متركزة حول هذا السوق.
وتستخدم الدراسة الأخرى المعلومات الجينية لتتبع توقيت تفشي المرض، وتشير إلى وجود متحورين مختلفين انتقلا إلى البشر في نوفمبر، أو أوائل ديسمبر 2019.
وقال الباحثون في الدراستين إن هذه الأدلة توضح أن فايروس سارس كوف – 2 كان موجودا في الثدييات الحية التي كانت تباع في سوق هوانان في أواخر عام 2019.
ويضيفون أنه نقل إلى الأشخاص الذين كانوا يعملون أو يتسوقون هناك في “حدثين منفصلين”، انتقل خلالهما الفايروس من حيوان إلى إنسان مسببا إصابته.
وقال أحد الباحثين المشاركين، وهو عالم الفايروسات البروفيسور ديفيد روبرتسون، من جامعة غلاسغو، إنه يأمل في أن “تصحح الدراستان السجل الخاطئ بأن الفايروس جاء من مختبر”.
وأدت الجهود العلمية التي استمرت عامين حول الفايروس المسبب لكوفيد – 19 إلى توصّل الباحثين إلى فهم الفايروس ومنشئه بطريقة أعمق.
ومكنهم ذلك من معالجة مشكلة رئيسية في بيانات المرضى المبكرة، إذ كان من بين المئات من الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى وهم مصابون بكوفيد – 19 في ووهان، حوالي 50 فردا فقط يوجد لديهم رابط مباشر يمكن تتبعه إلى السوق.
وقال البروفيسور روبرتسون “كان ذلك محيرا بالفعل، لأن معظم الحالات لا يمكن ربطها بالسوق. ولكن بعد معرفة ما نعرفه الآن عن الفايروس، وجدنا ما توقعناه، لأن العديد من الأشخاص يصابون بأعراض خفيفة فقط، ويظلون موجودين في المجتمع وينقلون الفايروس إلى الآخرين، وهذا يجعل من الصعب ربط الحالات الشديدة بعضها ببعض”.
ووجد بحث عن توزيع حالات الإصابة جغرافيا أن نسبة كبيرة من المرضى الأوائل، ممن لم يكن لهم اتصال بالسوق، أي أنهم لم يعملوا أو يتسوقوا هناك، كانوا يعيشون بالقرب منه.
وفي يونيو 2022 هاجمت الصين النظرية القائلة إن وباء فايروس كورونا ربما يكون قد نشأ إثر تسرب غير متعمد من مختبر صيني، ووصفتها بـ”الكذبة السياسية”، بعد أن أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء تحقيق أعمق لمعرفة ما إذا كانت رواية المختبر صحيحة.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الاتهامات بأن الصين لم تتعاون بشكل كامل مع المحققين، وزعم أن بكين رحبت بإجراء تحقيق علمي، لكنها رفضت أي تلاعب سياسي.
ودعا ليجيان في المقابل إلى إجراء تحقيق في “المعامل المشبوهة للغاية” وفق زعمه، مثل “فورت ديتتريك” وجامعة “نورث كارولينا” في الولايات المتحدة حيث ادعت الصين، دون دليل، أن الولايات المتحدة كانت تطور فايروس كورونا كسلاح بيولوجي. وقال ليجيان في تصريح صحافي “نظرية التسرب في المختبر كذبة اختلقتها القوى المناهضة للصين لأغراض سياسية، ولا علاقة لها بالعلم”.