هنري ثاني (ملك انكلترا)
Henry II of England - Henri II d'Angleterre
هنري الثاني (ملك إنكلترا)
(1133 ـ 1189)
هنري الثاني Henry II ابن جفري بلانتاجنت Plantagenet Geoffrey، أمه ماتيلدا Matilda التي كانت متزوجة من الامبراطور الألماني هنري الخامس Henry V، تلقى علومه الأولى في بلاط والده إلى جانب إتقانه فنون القتال في الوحدات العسكرية. وعند بلوغه السادسة عشرة تقلد رتبة فارس، وفي سنة 1154 أصبح ملكاً لدولة غير متجانسة الأجزاء، آلت إليه بعض مقاطعاتها عن طريق الوراثة (إنكلترا- نورماندي Normandy- آنجو Anjou- مين Maine- تورين Touraine) وبعضها الآخر (بريتاني Brittany) عن طريق زواجه من اليانور Eleanor الأكويتينية، أما مقاطعات غالية Gaul واسكتلندا Scotland وإيرلندا Ireland فقد آلت إليه عن طريق التبعية والاستيلاء.
وبوصوله إلى حكم إنكلترا ينتهي حكم أسرة النورمان، ويبدأ حكم أسرة بلانتاجنت. امتاز هنري الثاني بالذكاء والطموح وقوة العزيمة، فنشر الأمن في إنكلترا، وحطم كثيراً من الحصون الإقطاعية. ووضع نظاماً إدارياً استهدف إصلاح الإدارة، وأدخل بعض الإصلاحات المالية والقضائية.
دخل هنري الثاني في نزاع مع توماس بِكِت Becket Thomas رئيس أساقفة كانتربِري Canterbury الذي تمسك بعدم محاكمة رجال الدين أمام المحاكم المدنية، في حين أصر هنري الثاني على بسط سلطاته على جميع الطبقات بمن فيهم رجال الدين، وسعى إلى عقد اجتماع في مدينة كلارندون Clarendon عام 1164، تقرر فيه القضاء على كثير من المزايا التي كان يتمتع بها رجال الدين. ولكن توماس اعترض على قرارات اجتماع كلارندون، ومثل أمام المحكمة الملكية، وفي نهاية المحاكمة تقرر القبض عليه، ولكنه اعترض على ذلك، وأعلن أنه سيستأنف الحكم أمام البابا، وخرج من المحكمة هارباً إلى شمالي فرنسا حيث استقر في دير سانت أومر St. Omer الواقع في إقليم فلاندر Flandre. وفي عام 1169م تدخل لويس السابع Louis VII ملك فرنسا والبابا الكسندر الثالث Alexander III ت(1159-1181م)، وطلبا من الملك هنري إعادة توماس بِكت إلى منصبه، فعاد بكت إلى إنكلترا في الأول من كانون الأول/ديسمبر عام 1170م، وما إن وصل إلى إنكلترا حتى أعلن عزل بعض الأساقفة الموالين للملك، وأصدر قراراً يقضي بحرمان آخرين، الأمر الذي أغضب الملك هنري الثاني، فقام أربعة من الفرسان التابعين لبلاطه باغتيال توماس بِكت عند مذبح كنيسة كانتربِري في 29 كانون الأول/ديسمبر عام 1170م دون علم الملك هنري الثاني الذي أنقذ نفسه من الحرمان البابوي بيمين أنكر فيها علمه بالجريمة.
على نطاق المشاركة بالحملات الصليبية فرض هنري الثاني ضريبة عامة سنة 1166م بهدف مساعدة مملكة بيت المقدس الصليبية، ولكنه رفض تقديم المساعدة للسفارة القادمة من مملكة بيت المقدس عام 1169م لنزاعه مع المكابيين في فرنسا. ووعد هنري الثاني أنه سيتوجه إلى الشرق على رأس حملة صليبية عام 1174م، وكرر هذا الوعد عام 1177م، ولكن مشروع الحملة الصليبية ظل لديه مجرد اقتراح لم يخرج إلى حيز التنفيذ. وفي كانون الثاني/يناير عام 1185م وصل وفد صليبي من الشرق إلى إنكلترا، وطلب من الملك هنري الثاني الخروج في حملة صليبية، لكن هنري الثاني رفض طلب هذا الوفد، واكتفى بفرض ضريبة في إنكلترا عام 1185م لمساعدة الحملات المتجهة إلى الأرض المقدسة.
أما سياسة هنري الثاني الخارجية فإنه أجبر سكان ويلز Wells على الاعتراف بسلطته وسيادته في الوقت الذي أخفق في السيطرة على نبلائه في إيرلندا. وازداد نفوذ هنري الثاني ازدياداً كبيراً بعد أن زوج بناته الثلاث من دوق سكسونيا وملك قشتالة وملك صقلية على التوالي. وقسم هنري الثاني ملكه بين أبنائه الثلاثة على أن تكون إنكلترا ونورمانديا لابنه الأكبر هنري، وأكويتين لابنه الثاني ريتشارد Richard قلب الأسد[ر]، وبريتاني لابنه الثالث جفري. وفي عام 1173م ثار عليه أبناؤه بتأييد من أمهم اليانور وبعض البارونات الساخطين عليه، ثم تصالح معهم، ولكن بعد وفاة ولديه هنري وجفري عاد ريتشارد إلى الثورة ضد أبيه عام 1188م بتحريض من فيليب أوغسطس[ر] Philip Augustus ملك فرنسا. وتُوفي هنري الثاني على أثرها ليصبح ريتشارد الأول ملكاً على إنكلترا سنة 1189.
عبد السلام زيدان
Henry II of England - Henri II d'Angleterre
هنري الثاني (ملك إنكلترا)
(1133 ـ 1189)
وبوصوله إلى حكم إنكلترا ينتهي حكم أسرة النورمان، ويبدأ حكم أسرة بلانتاجنت. امتاز هنري الثاني بالذكاء والطموح وقوة العزيمة، فنشر الأمن في إنكلترا، وحطم كثيراً من الحصون الإقطاعية. ووضع نظاماً إدارياً استهدف إصلاح الإدارة، وأدخل بعض الإصلاحات المالية والقضائية.
دخل هنري الثاني في نزاع مع توماس بِكِت Becket Thomas رئيس أساقفة كانتربِري Canterbury الذي تمسك بعدم محاكمة رجال الدين أمام المحاكم المدنية، في حين أصر هنري الثاني على بسط سلطاته على جميع الطبقات بمن فيهم رجال الدين، وسعى إلى عقد اجتماع في مدينة كلارندون Clarendon عام 1164، تقرر فيه القضاء على كثير من المزايا التي كان يتمتع بها رجال الدين. ولكن توماس اعترض على قرارات اجتماع كلارندون، ومثل أمام المحكمة الملكية، وفي نهاية المحاكمة تقرر القبض عليه، ولكنه اعترض على ذلك، وأعلن أنه سيستأنف الحكم أمام البابا، وخرج من المحكمة هارباً إلى شمالي فرنسا حيث استقر في دير سانت أومر St. Omer الواقع في إقليم فلاندر Flandre. وفي عام 1169م تدخل لويس السابع Louis VII ملك فرنسا والبابا الكسندر الثالث Alexander III ت(1159-1181م)، وطلبا من الملك هنري إعادة توماس بِكت إلى منصبه، فعاد بكت إلى إنكلترا في الأول من كانون الأول/ديسمبر عام 1170م، وما إن وصل إلى إنكلترا حتى أعلن عزل بعض الأساقفة الموالين للملك، وأصدر قراراً يقضي بحرمان آخرين، الأمر الذي أغضب الملك هنري الثاني، فقام أربعة من الفرسان التابعين لبلاطه باغتيال توماس بِكت عند مذبح كنيسة كانتربِري في 29 كانون الأول/ديسمبر عام 1170م دون علم الملك هنري الثاني الذي أنقذ نفسه من الحرمان البابوي بيمين أنكر فيها علمه بالجريمة.
على نطاق المشاركة بالحملات الصليبية فرض هنري الثاني ضريبة عامة سنة 1166م بهدف مساعدة مملكة بيت المقدس الصليبية، ولكنه رفض تقديم المساعدة للسفارة القادمة من مملكة بيت المقدس عام 1169م لنزاعه مع المكابيين في فرنسا. ووعد هنري الثاني أنه سيتوجه إلى الشرق على رأس حملة صليبية عام 1174م، وكرر هذا الوعد عام 1177م، ولكن مشروع الحملة الصليبية ظل لديه مجرد اقتراح لم يخرج إلى حيز التنفيذ. وفي كانون الثاني/يناير عام 1185م وصل وفد صليبي من الشرق إلى إنكلترا، وطلب من الملك هنري الثاني الخروج في حملة صليبية، لكن هنري الثاني رفض طلب هذا الوفد، واكتفى بفرض ضريبة في إنكلترا عام 1185م لمساعدة الحملات المتجهة إلى الأرض المقدسة.
أما سياسة هنري الثاني الخارجية فإنه أجبر سكان ويلز Wells على الاعتراف بسلطته وسيادته في الوقت الذي أخفق في السيطرة على نبلائه في إيرلندا. وازداد نفوذ هنري الثاني ازدياداً كبيراً بعد أن زوج بناته الثلاث من دوق سكسونيا وملك قشتالة وملك صقلية على التوالي. وقسم هنري الثاني ملكه بين أبنائه الثلاثة على أن تكون إنكلترا ونورمانديا لابنه الأكبر هنري، وأكويتين لابنه الثاني ريتشارد Richard قلب الأسد[ر]، وبريتاني لابنه الثالث جفري. وفي عام 1173م ثار عليه أبناؤه بتأييد من أمهم اليانور وبعض البارونات الساخطين عليه، ثم تصالح معهم، ولكن بعد وفاة ولديه هنري وجفري عاد ريتشارد إلى الثورة ضد أبيه عام 1188م بتحريض من فيليب أوغسطس[ر] Philip Augustus ملك فرنسا. وتُوفي هنري الثاني على أثرها ليصبح ريتشارد الأول ملكاً على إنكلترا سنة 1189.
عبد السلام زيدان