الحِمَّص ( نَبْذَة عامّة قصيرة جدًّا ).
الحِمَّصُ أو الحُمُّص [بِالْفَرْنَسِيَّة: pois chiche] نباتٌ حوليٌّ بقوليٌّ صيفيٌّ وشتويٌّ حَبَّتُهُ كُرَوِيَّةٌ صَفْرَاءُ اللَّوْنِ، تُحَضَّرُ مِنْهُ أَكْلاتٌ مُتَعدِّدَةٌ، يُؤْكَلُ مَقْلِيًّا أوْ مَطْبُوخًا أَوْ مَطْحُونًا (كَرَنْطِيطة) ينتمي إلى رتبة القَرْنِيَّات [عِلْمِيًّا: Leguminoseae] والْفَصِيلَةِ الْفَرَاشِيَّة [عِلْمِيًّا: Papilionaceae] ، حبوبه عالية القيمة في تغذية الإنسان ونباته مهِّمٌ في صناعة الْعَلَف الحيواني.
• الموطن الأصلي ومناطق الانتشار:
أ - موطنه الأصليُّ في غربي آسيا والهلال الخصيب، حيث وجدت نباتاته بالحالة البرية.
ب - يعتقد أنَّه تمت زراعة نبات الحمَّص في أول مرة في منطقة بين نهري دجلة والفرات قبل 7000 سنة قبل الميلاد، ثم تمت زراعته في سوريا ثم في تركيا في 5450 ق.م تقريبا.
ت - يزرع الحمَّص في جميع قارات العالم وتشتهر زراعته في شمالي القارة الإفريقية وشرقي البحر المتوسط وجنوبي وأواسط آسيا وأمريكة.
• الأهمية الاقتصادية والغذائية:
أ - للحمَّص أهمِّيَّة كبيرة في الكثير من دول العالم ولدى غالب فئات المجتمع وهذا لِغِنَاهُ بالموادّ الغذائية، لقد تَعَدَّدْت مجالات استخدام حبوب الحمَّص في غذاء الإنسان على نحو مباشر أو غير مباشر في عمليات التصنيع الغذائي كالحمَّص المسلوق والقضامة ويخلط طحينه مع البُّن، أو مع دقيق القمح لتحسين نوعيته وإضافة بعض المركَّبات البروتينية إليه.
ب - تحتوي حبوب الحمَّص على مركبات قابضة تفيد في منع الإسهال وتخفيف النَّزيف الدموي، كما يستخدم في معالجة أمراض الكُلْيَة والمثانة والْيَرْقَان والاستسقاء [séropéritoine] والقَرْحة.
ت - تُفْرِز نباتات الحمَّص موادًّا حامضية مفيدة غنيّة بحمض الأوكساليك [بِالْفَرْنَسِيَّة: acide oxalique]، تستعمل في مرحلة الإزهار في بعض الصناعات الغذائية ويستفاد من مخلفات نبات الحمَّص بعد جنيِّ حبوبه في تغذية الحيوان بتبنه القطاني الذي يعدّ من أغنى أنواع التِّبْن بالموادّ البروتينية.
ث - تشير الدراسات الإحصائية لعام 2000م أن المساحة المزروعة عالميًا من الحمَّص بلغت نحو 10.409.000 هكتاراً أنتجت نحو 8.041.000 طنًا من الحبوب الجافة وبلغ مردودها نحو 773كغ حمص/هكتار.
• القيمة الغذائيَّة:
وتحتوي حبوب الحمَّص العناصر المغذية الآتية (%):
أ - بنسبة 9.5 - 9.8 % ماء و 20.5 - 21.7 % بروتين، و39.3 - 51.9 % كربوهيدرات، 4- 5 % دهون، و3.7 - 3.8 % رماد، و6.7 - 13.2 % ألياف.
ب - إلى جانب بعض الأحماض العضوية كحمض الماليك [acide malique] وحمض الأوكساليك وأملاح العناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد والمغنزيوم وغيرها.
• من فوائده:
أ - بفضل المحتوى العالي للحمَّص من الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة[fibre alimentaire] ، فيمكنه أن يساعدك في الحفاظ على صحة جهازك الهضمي، وذلك لأن الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة تساعد على تخفيف الْبِرَاز وتسهل مروره. بالإضافة إلى أنَّ الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة تساعد أيْضًا على تغذية البَكْتِيريَا الصِّحِّيَّة [Probiotique] التي تعيش في أمعائك، وتمنع فرط نمو البَكْتِيريَا الضَّارة. وهذا بدوره يمكن أن يؤدِّي إلى تقليل احتمالية الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: متلازمة القَوْلُون العصبي [côlon irritable] وسرطان القَوْلُون.
ب - يُعَدُّ الحمَّص من الأطعمة الملائمة لمرضى السُّكَّر [Pour les diabétiques] كونه يساعد في السيطرة على مستوى السُّكَّر في الدَّم وهو من أهم الأمور الواجب تحقيقها لمريض السُّكَّرِّي. يساعد الحمَّص في تسهيل عملية الهضم بفضل ذوبان الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة الموجودة فيه، ما يعزز استقرار نسبة الأنسولين ومعدل السُّكَّر بالدَّم ضمن المستويات الطبيعية. وهو ما ينعكس ايجابًا لجهة منع تطوُّر مرض السُّكَّرِّي والسيطرة عليه. تناول وجبة تعتمد على الحمَّص بدلًا من القمح يؤدِّي إلى انخفاض مستويات السُّكَّر في الدَّم بعد الأكل في كل من 30 دقيقة و60 دقيقة بعد الأكل، وكذلك انخفاض مستويات الأنسولين في الدَّم بعد 120 دقيقة من تناول الطعام، وفقًا لدراسة نشرت في "المجلة الأمريكية "التغذية السريرية" في مارس 2004. ويرجع ذلك على الأرجح إلى فترات تفريغ المعدة الأطول للحمَّص مقارنة بالقمح.
ت - يمكن أن يساهم كل من الحديد والكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى في الحمَّص في تعزيز بنية العظام وقوتها، ويمكن أن يلعب الحمَّص دورًا في الوقاية من هشاشة العظام.
ث - يحتوي دقيق الحمَّص على مستويات مرتفعة من حَمْض الفوليك [acide folique] الضَرُورِيّ لصحَّة المرأة الحامل، حيث أن نسبة حَمْض الفوليك الموجودة في كوب واحد تتعدى الحاجة اليومية للجسم بقليل، وبالتَّالِي يمكن أن يساعد الحمَّص المطحون على منع العيوب والتشوُّهات الخلقية التي قد تصيب الجنين، وبهذا تكمن فوائد الحمَّص المطحون.
ج - الحمَّص يعتبر من أفضل مصادر الحديد، كما أنه يحتوي على فيتامين "C" أيضًا، والذي يساعد الجسم في امتصاص الحديد. لذا ففي حالة الإصابة بمرض فقر الدَّم [anémie]، يمكن اللُّجوء إلى أنظمة غذائية تعتمد على الحمَّص لمقاومة المرض.
ح - بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات إلى أن الألياف في الحمَّص تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق خفض نسبة الكولسترول الضار (LDL). وهنا أيضًا تزداد فائدته عند تناوله مع زيت الزَّيتون، إذ يعد مصدرًا رائعًا للدهون الصحية للقلب، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
خ - الحمَّص هو مصدر كبير للبروتين النباتي، وقد تبين أن تناول البروتين المرتفع يمكن أن يساعد في كبح الشَّهِيَّة ويعزز عملية الأَيْض [métabolisme] (تحوُّل غذائيّ في الخلايا، أو قوّة التجدُّد والبناء والهدم).
د - النِّظامُ الغِذائِيُّ للنَّباتِيِّين: الحمَّص غني بالبروتين النباتي، مما يجعله خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا [régime végétarien]، استهلاك ما يكفي من البروتين ضروري للنمو الأمثل والانتعاش.
ذ - يصنع طحين الحمَّص من البقوليات وليس الحبوب، وبالتالي يعتبر بديلًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو حساسية القمح (السِيلْيَاكْ).
• في الطبِّ القديم:
أ - لقد أسهب العلامة ابن البيطار في سرد منافع الحمَّص حتى قال: يدِّرُ الطَّمْث، ويولد اللَّبَن، وهو يزيد الشهوة، ويزيد ماءغ الصلب.
ب - وقال إبن سينا في القانون: الحمَّص يزيدُ الْبَاهَ جِدًّا، ولذلك يعلف فحول الدواب والجمال الحُمَّص.
• التَّوْصِيات:
أ - عدم تناول الحمَّص النيِّء أو البقول النيِّئَة الأخرى، لأنها تحتوي على سموم ومواد يصعب هضمها.
ب - إدراج البقوليات في النظام الغذائي ببطء حتى يتمكن الجسم من التعوُّد عليها.
ت - قد تؤدي ألياف الحمَّص إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي.
• الوصف النباتي والخصائص الحيوية:
أ -الحمص [عِلْمِيًّا: Cicer arietinum]. نباتٌ يراوح ارتفاعه بين 30 و 60 سم، مجموعته الجذرية وتدية صغيرة نسبياً، تتفرع منها الجذور الثانوية المتطورة التي تحمل الكثير من العقد البكتيرية (قطرها 3-6 ملم). ساقه عشبية قائمة كثيرة الألياف، أوراقه مركبة من 7 أزواج من الوريقات البيضية الصغيرة المسننة الحواف.
ب - تغطي الساق والأوراق أوبار ناعمة وغدد مفرزة لأحماض عضوية خاصة بعد مرحلة الإزهار مثل حمض الأوكساليك وحمض الاستيك. التلقيح الزهري خلطي وعن طريق الحشرات.
ت - ثماره قرون صغيرة طولها نحو 20 – 30 ملم بيضية الشكل معقوفة الطرف ولا تنفتح عند النضج تحوي في داخل كل منها بذرة واحدة إلى بذرتين. البذرة كروية تقريباً لونها أبيض أو أصفر أو بني أو أسود وتفضل دائماً البذور البيضاء اللون في التغذية، ويراوح وزن الـ 1000 بذرة بين 150 و 500 غرام حسب الأصناف. قوة إنبات البذور الفتية كبيرة إلا أنها تضعف تدريجياً بعد 3 سنوات من التخزين.
• الأصناف:
أ - أهمها: الدُّبْسِيّ: صنف محلي ربيعي حبته كبيرة الحجم.
ب - والكابولي: صنف منتخب، يصلح للزراعة الشتوية حبته كبيرة.
• زراعة الحمص وحصاده:
أ - تبدأ عمليات الزراعة بإجراء عدة حراثات بغية إزالة بقايا المحصول السابق ومساعدة التربة على الاحتفاظ بمياه الأمطار وتهويتها ويجب التركيز على الحراثة الأخيرة إذ تسهم في تنعيم التربة وثم يعمد إلى تسويتها وتخطيط الأرض تحضيرًا لزراعتها بالبذور.
ب - يزرع الحمص بطرائق مختلفة: تلقيطًا خلف المحراث: وهي طريقة قديمة إذ توضع البذور في قعر الخط على مسافة 5-10 سم بين البذرة والأخرى و40-50 سم بين الخط والآخر، أو في حفر على خطوط متباعدة نحو 60-70سم. أو نثرًا على كامل الأرض، أو باستخدام البذارات الآلية الحديثة وهي الطريقة الأفضل في زراعة المساحات الكبيرة والأسهل في عملية الحصاد الآلي. يستخدم بحسب طريقة الزراعة نحو 40 -100كغ في الهكتار الواحد من البذور الفتية عمرها سنة أو سنتين بعد معاملتها بالمعقمات.
ت - ينبغي تنفيذ عمليات الخدمة بعد الزراعة كما يأتي:
1 - الري: نادراً ما يروى الحمص بسبب استفادته من الأمطار الربيعية، أما في السنوات قليلة الأمطار فيفضل إجراء ريات تكميلية بحسب الحاجة. التسميد والخف والتفريد والعزيق والتعشيب.
2 - وبعد ظهور علائم النضج باصفرار النبات وجفاف القرون وذلك بعد مضي 3.5 - 4 شهور من موعد زراعة البذور تبدأ عملية الحصاد اليدوي بقلع النباتات كاملة ثم نقلها إلى البيدر حيث تترك عدة أيام لإكمال جفاف البذور ثم تجري عمليتي الدراس والغربلة لفصل البذور عن القش ثم يذرى الحمص باليد أو بجهاز التذرية للتخلص من الحبوب المكسرة وبقية المخلفات. أما في حال استخدام الطازج للحمَّص الأخضر فتقتلع النباتات وهي خضراء حالما تكون فيها البذور لينة وممتلئة وغير جافة.
• أهم آفات الحمَّص:
أ - من الحشرات: الدودة القارضة [Noctuelle des moissons] والدودة الخضراء الصغرى [Noctuelle exiguë] ودودة اللوز الأمريكية [Armigère].
ب - كما يصاب بالأمراض الفطرية وأهمها التبقُّع الأسكوشيتي [Ascochyta]: وخاصة في حال زيادة الرطوبة وثمة أصناف حديثة مقاومة لهذا المرض. كما تعد القوارض أيْضًا من الآفات التي تسبب خسائر فادحة للمزارع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحِمَّصُ أو الحُمُّص [بِالْفَرْنَسِيَّة: pois chiche] نباتٌ حوليٌّ بقوليٌّ صيفيٌّ وشتويٌّ حَبَّتُهُ كُرَوِيَّةٌ صَفْرَاءُ اللَّوْنِ، تُحَضَّرُ مِنْهُ أَكْلاتٌ مُتَعدِّدَةٌ، يُؤْكَلُ مَقْلِيًّا أوْ مَطْبُوخًا أَوْ مَطْحُونًا (كَرَنْطِيطة) ينتمي إلى رتبة القَرْنِيَّات [عِلْمِيًّا: Leguminoseae] والْفَصِيلَةِ الْفَرَاشِيَّة [عِلْمِيًّا: Papilionaceae] ، حبوبه عالية القيمة في تغذية الإنسان ونباته مهِّمٌ في صناعة الْعَلَف الحيواني.
• الموطن الأصلي ومناطق الانتشار:
أ - موطنه الأصليُّ في غربي آسيا والهلال الخصيب، حيث وجدت نباتاته بالحالة البرية.
ب - يعتقد أنَّه تمت زراعة نبات الحمَّص في أول مرة في منطقة بين نهري دجلة والفرات قبل 7000 سنة قبل الميلاد، ثم تمت زراعته في سوريا ثم في تركيا في 5450 ق.م تقريبا.
ت - يزرع الحمَّص في جميع قارات العالم وتشتهر زراعته في شمالي القارة الإفريقية وشرقي البحر المتوسط وجنوبي وأواسط آسيا وأمريكة.
• الأهمية الاقتصادية والغذائية:
أ - للحمَّص أهمِّيَّة كبيرة في الكثير من دول العالم ولدى غالب فئات المجتمع وهذا لِغِنَاهُ بالموادّ الغذائية، لقد تَعَدَّدْت مجالات استخدام حبوب الحمَّص في غذاء الإنسان على نحو مباشر أو غير مباشر في عمليات التصنيع الغذائي كالحمَّص المسلوق والقضامة ويخلط طحينه مع البُّن، أو مع دقيق القمح لتحسين نوعيته وإضافة بعض المركَّبات البروتينية إليه.
ب - تحتوي حبوب الحمَّص على مركبات قابضة تفيد في منع الإسهال وتخفيف النَّزيف الدموي، كما يستخدم في معالجة أمراض الكُلْيَة والمثانة والْيَرْقَان والاستسقاء [séropéritoine] والقَرْحة.
ت - تُفْرِز نباتات الحمَّص موادًّا حامضية مفيدة غنيّة بحمض الأوكساليك [بِالْفَرْنَسِيَّة: acide oxalique]، تستعمل في مرحلة الإزهار في بعض الصناعات الغذائية ويستفاد من مخلفات نبات الحمَّص بعد جنيِّ حبوبه في تغذية الحيوان بتبنه القطاني الذي يعدّ من أغنى أنواع التِّبْن بالموادّ البروتينية.
ث - تشير الدراسات الإحصائية لعام 2000م أن المساحة المزروعة عالميًا من الحمَّص بلغت نحو 10.409.000 هكتاراً أنتجت نحو 8.041.000 طنًا من الحبوب الجافة وبلغ مردودها نحو 773كغ حمص/هكتار.
• القيمة الغذائيَّة:
وتحتوي حبوب الحمَّص العناصر المغذية الآتية (%):
أ - بنسبة 9.5 - 9.8 % ماء و 20.5 - 21.7 % بروتين، و39.3 - 51.9 % كربوهيدرات، 4- 5 % دهون، و3.7 - 3.8 % رماد، و6.7 - 13.2 % ألياف.
ب - إلى جانب بعض الأحماض العضوية كحمض الماليك [acide malique] وحمض الأوكساليك وأملاح العناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد والمغنزيوم وغيرها.
• من فوائده:
أ - بفضل المحتوى العالي للحمَّص من الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة[fibre alimentaire] ، فيمكنه أن يساعدك في الحفاظ على صحة جهازك الهضمي، وذلك لأن الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة تساعد على تخفيف الْبِرَاز وتسهل مروره. بالإضافة إلى أنَّ الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة تساعد أيْضًا على تغذية البَكْتِيريَا الصِّحِّيَّة [Probiotique] التي تعيش في أمعائك، وتمنع فرط نمو البَكْتِيريَا الضَّارة. وهذا بدوره يمكن أن يؤدِّي إلى تقليل احتمالية الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: متلازمة القَوْلُون العصبي [côlon irritable] وسرطان القَوْلُون.
ب - يُعَدُّ الحمَّص من الأطعمة الملائمة لمرضى السُّكَّر [Pour les diabétiques] كونه يساعد في السيطرة على مستوى السُّكَّر في الدَّم وهو من أهم الأمور الواجب تحقيقها لمريض السُّكَّرِّي. يساعد الحمَّص في تسهيل عملية الهضم بفضل ذوبان الْأَلْيَاف الْغِذَائِيَّة الموجودة فيه، ما يعزز استقرار نسبة الأنسولين ومعدل السُّكَّر بالدَّم ضمن المستويات الطبيعية. وهو ما ينعكس ايجابًا لجهة منع تطوُّر مرض السُّكَّرِّي والسيطرة عليه. تناول وجبة تعتمد على الحمَّص بدلًا من القمح يؤدِّي إلى انخفاض مستويات السُّكَّر في الدَّم بعد الأكل في كل من 30 دقيقة و60 دقيقة بعد الأكل، وكذلك انخفاض مستويات الأنسولين في الدَّم بعد 120 دقيقة من تناول الطعام، وفقًا لدراسة نشرت في "المجلة الأمريكية "التغذية السريرية" في مارس 2004. ويرجع ذلك على الأرجح إلى فترات تفريغ المعدة الأطول للحمَّص مقارنة بالقمح.
ت - يمكن أن يساهم كل من الحديد والكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى في الحمَّص في تعزيز بنية العظام وقوتها، ويمكن أن يلعب الحمَّص دورًا في الوقاية من هشاشة العظام.
ث - يحتوي دقيق الحمَّص على مستويات مرتفعة من حَمْض الفوليك [acide folique] الضَرُورِيّ لصحَّة المرأة الحامل، حيث أن نسبة حَمْض الفوليك الموجودة في كوب واحد تتعدى الحاجة اليومية للجسم بقليل، وبالتَّالِي يمكن أن يساعد الحمَّص المطحون على منع العيوب والتشوُّهات الخلقية التي قد تصيب الجنين، وبهذا تكمن فوائد الحمَّص المطحون.
ج - الحمَّص يعتبر من أفضل مصادر الحديد، كما أنه يحتوي على فيتامين "C" أيضًا، والذي يساعد الجسم في امتصاص الحديد. لذا ففي حالة الإصابة بمرض فقر الدَّم [anémie]، يمكن اللُّجوء إلى أنظمة غذائية تعتمد على الحمَّص لمقاومة المرض.
ح - بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات إلى أن الألياف في الحمَّص تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق خفض نسبة الكولسترول الضار (LDL). وهنا أيضًا تزداد فائدته عند تناوله مع زيت الزَّيتون، إذ يعد مصدرًا رائعًا للدهون الصحية للقلب، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
خ - الحمَّص هو مصدر كبير للبروتين النباتي، وقد تبين أن تناول البروتين المرتفع يمكن أن يساعد في كبح الشَّهِيَّة ويعزز عملية الأَيْض [métabolisme] (تحوُّل غذائيّ في الخلايا، أو قوّة التجدُّد والبناء والهدم).
د - النِّظامُ الغِذائِيُّ للنَّباتِيِّين: الحمَّص غني بالبروتين النباتي، مما يجعله خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا [régime végétarien]، استهلاك ما يكفي من البروتين ضروري للنمو الأمثل والانتعاش.
ذ - يصنع طحين الحمَّص من البقوليات وليس الحبوب، وبالتالي يعتبر بديلًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو حساسية القمح (السِيلْيَاكْ).
• في الطبِّ القديم:
أ - لقد أسهب العلامة ابن البيطار في سرد منافع الحمَّص حتى قال: يدِّرُ الطَّمْث، ويولد اللَّبَن، وهو يزيد الشهوة، ويزيد ماءغ الصلب.
ب - وقال إبن سينا في القانون: الحمَّص يزيدُ الْبَاهَ جِدًّا، ولذلك يعلف فحول الدواب والجمال الحُمَّص.
• التَّوْصِيات:
أ - عدم تناول الحمَّص النيِّء أو البقول النيِّئَة الأخرى، لأنها تحتوي على سموم ومواد يصعب هضمها.
ب - إدراج البقوليات في النظام الغذائي ببطء حتى يتمكن الجسم من التعوُّد عليها.
ت - قد تؤدي ألياف الحمَّص إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي.
• الوصف النباتي والخصائص الحيوية:
أ -الحمص [عِلْمِيًّا: Cicer arietinum]. نباتٌ يراوح ارتفاعه بين 30 و 60 سم، مجموعته الجذرية وتدية صغيرة نسبياً، تتفرع منها الجذور الثانوية المتطورة التي تحمل الكثير من العقد البكتيرية (قطرها 3-6 ملم). ساقه عشبية قائمة كثيرة الألياف، أوراقه مركبة من 7 أزواج من الوريقات البيضية الصغيرة المسننة الحواف.
ب - تغطي الساق والأوراق أوبار ناعمة وغدد مفرزة لأحماض عضوية خاصة بعد مرحلة الإزهار مثل حمض الأوكساليك وحمض الاستيك. التلقيح الزهري خلطي وعن طريق الحشرات.
ت - ثماره قرون صغيرة طولها نحو 20 – 30 ملم بيضية الشكل معقوفة الطرف ولا تنفتح عند النضج تحوي في داخل كل منها بذرة واحدة إلى بذرتين. البذرة كروية تقريباً لونها أبيض أو أصفر أو بني أو أسود وتفضل دائماً البذور البيضاء اللون في التغذية، ويراوح وزن الـ 1000 بذرة بين 150 و 500 غرام حسب الأصناف. قوة إنبات البذور الفتية كبيرة إلا أنها تضعف تدريجياً بعد 3 سنوات من التخزين.
• الأصناف:
أ - أهمها: الدُّبْسِيّ: صنف محلي ربيعي حبته كبيرة الحجم.
ب - والكابولي: صنف منتخب، يصلح للزراعة الشتوية حبته كبيرة.
• زراعة الحمص وحصاده:
أ - تبدأ عمليات الزراعة بإجراء عدة حراثات بغية إزالة بقايا المحصول السابق ومساعدة التربة على الاحتفاظ بمياه الأمطار وتهويتها ويجب التركيز على الحراثة الأخيرة إذ تسهم في تنعيم التربة وثم يعمد إلى تسويتها وتخطيط الأرض تحضيرًا لزراعتها بالبذور.
ب - يزرع الحمص بطرائق مختلفة: تلقيطًا خلف المحراث: وهي طريقة قديمة إذ توضع البذور في قعر الخط على مسافة 5-10 سم بين البذرة والأخرى و40-50 سم بين الخط والآخر، أو في حفر على خطوط متباعدة نحو 60-70سم. أو نثرًا على كامل الأرض، أو باستخدام البذارات الآلية الحديثة وهي الطريقة الأفضل في زراعة المساحات الكبيرة والأسهل في عملية الحصاد الآلي. يستخدم بحسب طريقة الزراعة نحو 40 -100كغ في الهكتار الواحد من البذور الفتية عمرها سنة أو سنتين بعد معاملتها بالمعقمات.
ت - ينبغي تنفيذ عمليات الخدمة بعد الزراعة كما يأتي:
1 - الري: نادراً ما يروى الحمص بسبب استفادته من الأمطار الربيعية، أما في السنوات قليلة الأمطار فيفضل إجراء ريات تكميلية بحسب الحاجة. التسميد والخف والتفريد والعزيق والتعشيب.
2 - وبعد ظهور علائم النضج باصفرار النبات وجفاف القرون وذلك بعد مضي 3.5 - 4 شهور من موعد زراعة البذور تبدأ عملية الحصاد اليدوي بقلع النباتات كاملة ثم نقلها إلى البيدر حيث تترك عدة أيام لإكمال جفاف البذور ثم تجري عمليتي الدراس والغربلة لفصل البذور عن القش ثم يذرى الحمص باليد أو بجهاز التذرية للتخلص من الحبوب المكسرة وبقية المخلفات. أما في حال استخدام الطازج للحمَّص الأخضر فتقتلع النباتات وهي خضراء حالما تكون فيها البذور لينة وممتلئة وغير جافة.
• أهم آفات الحمَّص:
أ - من الحشرات: الدودة القارضة [Noctuelle des moissons] والدودة الخضراء الصغرى [Noctuelle exiguë] ودودة اللوز الأمريكية [Armigère].
ب - كما يصاب بالأمراض الفطرية وأهمها التبقُّع الأسكوشيتي [Ascochyta]: وخاصة في حال زيادة الرطوبة وثمة أصناف حديثة مقاومة لهذا المرض. كما تعد القوارض أيْضًا من الآفات التي تسبب خسائر فادحة للمزارع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ