الْبُرْتُقَال ( نَبْذَة عامّة قصيرة جدًّا ).
الْبُرْتُقَال: شَجَرٌ مِنْ فَصيلَةِ البُرْتُقالِيَّاتِ مِنَ الحَمْضِيَّاتِ، ثِمارُهُ لَذيذَةٌ، كُرَوِيَّةُ الشَّكْلِ، ذاتُ لَوْنٍ أَصْفَرَ مائِلٍ إلى الحُمْرَةِ، يَتَضَمَّنُ فِيتامِينَ (س).
• اِخْتِصَارَات:
أ - البرتقالُ «orange» فاكهةٌ شَعبيةٌ لذيذةٌ، موطنُه الأصليُّ جنُوبَ شرقِ آسيا، وينْتمِي إلى مجموعةِ الحِمْضِيَّاتِ (الْمَوَالِح) عِلْمِيًّا بِاللُّغَةِ اللَّاتِينية بـــــ«Citrus ssp»، التي تَضُمُّ أيضًا اللَّيـمونَ الْحَامِض «citronnier»، وَاللَّيمون الأخضر أو البَنْزَهِير «citron vert»، والْيُوسُفِيّ «mandarinier» واللَّيمون الْفِرْدَوْسَي «pomélo» وَالنَّارَنْجُ «bigarade». وتتبْعُ الموالحُ الفصيلةَ السَّذَابِيَّة «عِلْمِيًّا بِاللُّغَةِ اللَّاتِينية بــــ«Rutaceae»، وهي من النباتاتِ الزَّهريةِ ذواتِ الفِلقتين.
ب - وشجرةُ البرتقالِ المُنزَرِعةُ دائمةُ الخُضـرةِ، يَصِلُ ارتفاعُها إلى ستة أمتار تقريبا، ذاتُ أوراقٍ لامعةٍ تتكَوَّنُ من نَصْلٍ بسيطٍ أبيض الشَّكل، وعنقٍ ذِي جَناحين. وقد تَحمِلُ الشجرةُ أشواكا صغيرةً غيرَ حادةٍ، والأزهارُ بيضاءُ لها رائحةٌ عِطريَّةٌ جميلةٌ تعبِّق جوَّ بساتينِ البرتقال. وتَحتَوي الزهرةُ على غُددٍ تُفرِزُ رحيقا حُلوَ المذاقِ يَتغذَّى عليه النحلُ، وتَظهرُ رائحةُ البرتقالِ المُميَّزةِ في العسلِ الذي يُنتجه ويُعَدُّ من أفضلِ الأنواعِ.
ت - وثمارُ البرتقالِ كُرَويَّةٌ غالباً أو بَيضيَّة، وتَصِلُ إلى حجم قَبضةِ اليدِ تقريبا. لونُها أصفرُ مُحمَرٌّ، ولذلك نَصِفُ كلَّ ما يَظهرُ فيه هذا اللونُ بأنه "برتقاليُّ اللَّونِ". وللثمرةِ غِلافٌ جِلديُّ صَلْدٌ غَني بالغُدَدِ الزيْتيةِ بداخله لُبُّ متماسكٌ يتميز بفصوصٍ (عشـرةٍ غالبًا) ويتكّوَّنُ كلُّ فَصِّ من أكياسَ طويلةٍ مَغزَلِيةِ الشكلِ مليئةٍ بالعصير الحُلْوِ. وقد تَضُمُّ الثمرةُ بذورا، إلا أنَّ ثِمارَ الصنفِ المعروفِ باسم "أبو سُرَّةِ" لا تحوِي بذورًا في الغالب.
ث - وقد زُرِعَ البرتقالُ لأوَّلِ مرةٍ في الفترةِ ما بين سنة 1500 وسنة 1000 قبل الميلاد، وأُدْخِلَ إلى الهندِ منذُ التاريخِ القديمِ، وانتقلَ إلى ساحلِ إفريقيا الشـرقي وحَوْضِ البحر المتوسِّط. وساهمت الفتوحات الرومانيةُ وتطويرُ طُرُقِ التجارةِ على أيدي العرب والمسلمين في نشـر البرتقالِ. وحَمَلهُ الأسبانُ إلى العالمِ الجديدِ حيث وَصَل إلى ولايةِ فلوريدا الأمريكية عام 1565م. واليومَ يُزرَعُ البرتقالُ في أماكنَ كثيرةٍ من العالم، حيث يسودُ الجوُّ الجافُ الدافئُ، وتوجَد التُّرْبَةُ العميقةُ الخِصبةُ جَيدةُ الصـرفِ وتتوفَّر مياهُ الريِّ.
ج - وتُعَدُّ البلدانُ التاليةُ أهمَّ مراكزِ إنتاج البرتقالِ في العالم: الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ (ولايتا فلوريدا وكاليفورنيا) البرازيلُ، المكسيك، أسبانيا، إيطاليا، الهندُ، فلسطينُ، لبنانُ، مصرُ، الجزائرُ، المغربُ، تركيا، الارجنتين، جنوبُ إفريقيا، ويُزرَعُ البرتقالُ بـالتَّطعيمِ غالبًا.
ح - ويَجْدُر بالذِّكْر أنَّ جذورَ البرتقالِ – والحِمضيات بعامة – لا تَحمِلُ شعيراتٍ جذريةً على عكس معظمِ النباتاتِ، وإنما تَعتمِدُ على فُطرياتٍ تُلازمُ الجذورَ وتقوم بامتصاصِ الماءِ والأملاحِ من التربةِ بواسطةِ خيوطِها الفطريةِ.
• الأصناف:
أ - هناك عدةُ أصنافِ «Variété» من البرتقال منها: البرتقالُ الْبَلَدِيّ أو الْمَحَلِّيّ «locale d'orange»: وثمارهُ كُرَويَّةٌ، صغيرةٌ نسبيًا، وقشـرتُها رقيقةٌ التَّحبُّب، البرتقالُ أبو سرة «orange Navel»: وثمارُه كبيرةُ الحجمِ، كرويةٌ إلى بيضية، عديمةُ البذورِ. تتميَّزُ بوجودِ سُرةِ في الطرف البعيدِ عن عُنُقِ الثمرةِ، نشأت بينَ بروز كرابل إضافية (فصوص صغيرة) داخلَ الثمرةِ، وقد زُرِعَت النباتات لأول مرةِ في البرازيلِ نتيجةً لطفَرة وراثية.
ب - البرتقالُ الوَردِيُّ أو الزهريُّ (أبو دَمِهِ) «orange sanguine»: وثمارُه في حَجمِ البرتقالِ البلدِيِّ عادة، ويَغلُب على قِشـرتِه وعلى أكياسِ العُصارةِ فيه اللونُ الأحمرُ.
ت - البرتقالُ الْحُلْو أو السُّكَّريِّ «orange douce»: تُشبِهُ ثمارُه ثمارَ البرتقال البلدِيِّ، إلا أنَّها أكثرُ حلاوةً وأقل حموضةً، البرتقالُ الشموطيُّ «orange shamouti»: وثمارهُ بيضِيَّةُ الشكلِ ذاتُ قشـرةٍ سَمِيكة خَشِنَةِ التحبُّبِ.
ث - وتُثْمِرُ الأصنافُ السابقةُ في فصلِ الشتاءِ عادة، وهناك صِنفٌ آخرُ أسبانيُّ الأصلِ يُثمِرُ صيفا، ويُعرَفُ باسمِ "برتقالِ فالِنْسِيا"«orange valencia». وهكذا تتوفَّرُ ثِمار البرتقالِ على مدار العامِ تقريبا.
• من فوائده المدعمة علميًّا:
أ - يُؤْكَلُ البرتقالُ طَازَجًا، ويُشـرَبُ عَصيرًا، ويَدخُلُ في عملِ المشـروبات الغازية، والمُربَّى، كما يَتِمُّ تَسْكيرُ القِشـر (أي إشباعُه بالسكرِ) واستخدامُه في الكثيرِ من الحلوى.
ب - يُستخرَجُ من القِشْـر زيتٌ عِطريُّ يُستخدمَ في صناعة العطورِ والصابونِ والأدويةِ، ويحتوي البرتقالُ على : 5-10% سكر، 1-2% حِمْضِ الليْمُونيك، وعلى فيتامين (س) الذي يَقِي الإنسان من مرضِ الأَسقَرْبُوطُ، وعلى كِمياتٍ قليلةٍ من فيتامين أ. وتُستَخدمُ نِفَايات البرتقالِ (بعد العصرِ وعملِ المُربَّات) علفًا للماشية.
ت - محتوى الْبُرْتُقَال الْعَالِيّ من الْأَلْيَاف الْقَابِلَة لِلذَّوْبَان يجعله مفيدًا جدًا في خفضِ مُستوى الكُولِيسْتيرول الضَّار في الدَّم. كما تحفِّزُ هذه الْأَلْيَاف العصارة الهاضمة في الجهاز الهضمي، وتسهِّلُ عملَ الأمعاء وعمليَّاتِ الهضم عمومًا، مما يساعد في الوقاية من الإمساك ومعالجته.
ث - يعمل الْبُرْتُقَال على تقويَّةِ جِهازِ الْمَناعة، فهو غنيٌّ فِيتامِينَ (س) الذي يحمي الخلايا عبر مقاومة الْجُذُور الحرّة التي تسبِّب أمراضًا مزمنة، مثل: السرطان، وأمراض القلب. كما يعمل فِيتامِينَ (س) كمضادٍّ للالتهابات الفَيْرُوسِيَّة، حيث أنَّ ثبتَ أنه يُساهم في الحماية من الْعَدْوَى الفَيْرُوسِيَّة الَّتِي تسبِّب الزُّكام والإِنْفلوَنْزَا أو التخفِّيف من أعراضها. يكثر الْبُرْتُقَال في فصل الشتاء وظهوره في هذا الفصل لا يمكن أن تكون صدفة. ومنَ المُتَوَافَقِ عَلَيْهِ عِلميًّا أيضًا أنَّ فِيتامِينَ (س) يعزِّز من وجود الكولاجين البشرة، ويسرع من عملية التئام الجروح وعدم ترك أثر الندوب.
ج - الْبُرْتُقَال والفواكه كلها عمومًا، تساعد على منع الضُّمُور البُقْعِيُّ المرتبط بالعمر، وهي حالة شائعة تصيب العين وسبب رئيسيٌّ لِفَقدان البصر بين الأشخاص الذين يبلغون خمسين عامًا أو أكثر.
ح - وقد توصلت دراسة طبِّيَّة مؤخرًا إلى أنَّ تناول كوب من عصير الْبُرْتُقَال يوميًّا من شأنه أن يقِّللَ مخاطِرَ الإصابةِ بالْخَرَف إلى حدٍّ كبير. تناول عصير البرتقال بشكل يومي يحسن القوة العقلية لدى كبار السن، وأن الأمر لا يستغرق أكثر من شهرين حتى تتم تقوية الذاكرة والمخاطبة وأوقات ردود الفعل، بنسبة تصل إلى عشرة في المائة.
خ - يحتوي الْبُرْتُقَال على السكريات البسيطة التي تزوِّدُ الجسم بالطاقة، مما يجعله من أغذية الرياضيين المميزة.
د - مناسب لمرض السكري: يأتي الْبُرْتُقَالُ ضمن الفواكه التي يوصي الأطباء مرضى السكَّرِّي بتناولها وذلك لفوائد هذه الثمرة الكثيرة إلى جانب عدم تأثر مستوى سكر الدَّم بها، فرغم احتواء الْبُرْتُقَال على السُّكَّر إلَّا أنَّهُ لا يسبِّب الارتفاع في مستوى سكر الدَّم لكونه من المصادر الغنية بالألياف المذابة والتي تعمل على إبطاء عجلة هضم السُّكَّر الذي يحصل عليه الجسم من الطعام وتساهم في بقائه في مستواه الطبيعي حيث تحول دون ارتفاعه.
ذ - مناسب للسَّيِّدات الحوامِل: يحتوي الْبُرْتُقَالُ علي مجموعة كبيرة من الفيتامينات المهمة جدًّا في فترة الحمل، مثل فيتامين (ب) و(س) وهما من أهمِّ الفيتامينات المهِّمة للحوامل للمحافظة على الجنين وتجنب الإجهاض في الأشهر الأولى. يعد البرتقال بالتأكيد واحد من أفضل الفواكه التي تدرجها في نظامك الغذائي أثناء الحمل. يساعد محتوى الألياف الغنية في حركات الأمعاء بسهولة ويمنع الإمساك الذي يعد مشكلة شائعة أثناء الحمل.
ر - منع تكوُّن حصى الكلى: يحتوي الْبُرْتُقَالُ على مركَّبٍ كيميائيٍّ يُدعى «citrate» سِتْرات. وهو الشكل سالب الشحنة الكهربائية لِحَمْض اللّيْمُونِيك أو السّتْريك «acide citrique». دور عصير الْبُرْتُقَال مهِّم في معالجة حصاة الكلى، وخيار بديل لمن لا يُطيقون تناول سِيتْرات البُوتَاسْيُوم ( دواءٌ يستعمل لمعالجة الحصاة ). تمَّ في دراسة سريرية على مجموعة من المتطوعين مقارنة عصير الْبُرْتُقَال بعصير اللَّيمون، والمحتويان كلاهما على كمِّيَّة متقاربة من حمض السِّيتْريك. والذي وجدوه هو أنه بالرغم من احتوائهما على نفس كمية حمض السِّيتْريك إلَّا أنَّ العناصر أو المركبات المرتبطة بالحمض هذا له أيضًا تأثير على قدرة تغير بيئة البول وجعلها غير مناسبة لتكوين الحصاة. وهو ما تحقَّقَ بشكل أفضل مع عصير الْبُرْتُقَال عند المقارنة مع عصير اللَّيمون. وتبيَّنَ أنَّ في فترة تناول عصير الْبُرْتُقَالُ لكل المشاركين ترتفع نسبة سِتْرات في البول وتَقِلُّ فرص تكوُّن مستويات عالية من بَلْوَرَات حَمْضُ الْيُورِييك وأوكْسالاتِ الكالْسيُوم، بينما تناول عصير اللَّيمون لم ينجح في تحقيق هَذَيْنِ الْأَمْرَيْن. ذلك أَن مركَّب سِتْرات في عصيرِ البُرْتُقَال يكون مصحوبًا بعنصر البُوتاسيوم، بينما مركب سيتريت في عَصِيرِ اللَّيْمون يكون مصحوبًا بعنصرِ الهِيدْرُوجِين. ومنَ المُتَوَافَقِ عَلَيْهِ عِلميًّا أنَّ وجود عُنْصرَ الهِيدْرُوجِين في البول يُقلِّل ويُعارض فوائد وجود سِتْرات في البول، بينما وجود عنصر البُوتَاسْيُوم في البول لا يفعل ذلك الأثر السَّلَبِيّ والمُلغي لفائدة مركَّب سِتْرات.
ز - يقول الأطباء إن تناول كوب من عصير البرتقال يوميا يوفر حماية من كثير من الفيروسات، وهو أفضل من تناول أقراص فيتامين «س». وأثبتت كثير من التجارب والأبحاث هذه الفرضية، وكانت النتيجة أن البرتقال يحتوي على كثير من العناصر المساعدة في مكافحة الأمراض، وهي عناصر متجانسة وتعمل معا في منظومة واحدة.
س - يستخرج ماء الزهر من الأزهار والأطراف اليافعة لأشجار النارنج والبرتقال، ولهذا الماء أهمية اقتصادية كبيرة، إذْ يُستغل في صناعة العطور ومواد التجميل، وفي تعطير مياه الشرب وعلاج الاضطرابات المعدية والمعوية.
• توصيات:
أ - إذا تناول الشخص 4-5 حبات من الْبُرْتُقَال يوميًا، فقد يؤدِّي ذلك إلى الإفراط في استهلاك الألياف، الذى يمكن أن يسبب بدوره اضطرابًا في المعدة، وتشنجات، وإسهال، وانتفاخ، وغثيان.
ب - رغم أن العديد من الأمهات يعتقدن أنه يمكن إعطاء الْبُرْتُقَال للأطفال في سنِّ بضعة أشهر، ولكن يحذر الأطباء والمتخصِّصون من أن معدة الأطفال قد تكون حساسة وغير قادرة على تحمل المحتوى الحمضي للفاكهة في هذا السن. يحتوي الْبُرْتُقَال على حمض اللَّيمون، والذي يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى ظهور طفح جلدي عند الأطفال الصغار جدًا، لذلك من الأفضل إعطاء الْبُرْتُقَال للأطفال عندما يكون الطفل قد اقترب من إتمام السنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْبُرْتُقَال: شَجَرٌ مِنْ فَصيلَةِ البُرْتُقالِيَّاتِ مِنَ الحَمْضِيَّاتِ، ثِمارُهُ لَذيذَةٌ، كُرَوِيَّةُ الشَّكْلِ، ذاتُ لَوْنٍ أَصْفَرَ مائِلٍ إلى الحُمْرَةِ، يَتَضَمَّنُ فِيتامِينَ (س).
• اِخْتِصَارَات:
أ - البرتقالُ «orange» فاكهةٌ شَعبيةٌ لذيذةٌ، موطنُه الأصليُّ جنُوبَ شرقِ آسيا، وينْتمِي إلى مجموعةِ الحِمْضِيَّاتِ (الْمَوَالِح) عِلْمِيًّا بِاللُّغَةِ اللَّاتِينية بـــــ«Citrus ssp»، التي تَضُمُّ أيضًا اللَّيـمونَ الْحَامِض «citronnier»، وَاللَّيمون الأخضر أو البَنْزَهِير «citron vert»، والْيُوسُفِيّ «mandarinier» واللَّيمون الْفِرْدَوْسَي «pomélo» وَالنَّارَنْجُ «bigarade». وتتبْعُ الموالحُ الفصيلةَ السَّذَابِيَّة «عِلْمِيًّا بِاللُّغَةِ اللَّاتِينية بــــ«Rutaceae»، وهي من النباتاتِ الزَّهريةِ ذواتِ الفِلقتين.
ب - وشجرةُ البرتقالِ المُنزَرِعةُ دائمةُ الخُضـرةِ، يَصِلُ ارتفاعُها إلى ستة أمتار تقريبا، ذاتُ أوراقٍ لامعةٍ تتكَوَّنُ من نَصْلٍ بسيطٍ أبيض الشَّكل، وعنقٍ ذِي جَناحين. وقد تَحمِلُ الشجرةُ أشواكا صغيرةً غيرَ حادةٍ، والأزهارُ بيضاءُ لها رائحةٌ عِطريَّةٌ جميلةٌ تعبِّق جوَّ بساتينِ البرتقال. وتَحتَوي الزهرةُ على غُددٍ تُفرِزُ رحيقا حُلوَ المذاقِ يَتغذَّى عليه النحلُ، وتَظهرُ رائحةُ البرتقالِ المُميَّزةِ في العسلِ الذي يُنتجه ويُعَدُّ من أفضلِ الأنواعِ.
ت - وثمارُ البرتقالِ كُرَويَّةٌ غالباً أو بَيضيَّة، وتَصِلُ إلى حجم قَبضةِ اليدِ تقريبا. لونُها أصفرُ مُحمَرٌّ، ولذلك نَصِفُ كلَّ ما يَظهرُ فيه هذا اللونُ بأنه "برتقاليُّ اللَّونِ". وللثمرةِ غِلافٌ جِلديُّ صَلْدٌ غَني بالغُدَدِ الزيْتيةِ بداخله لُبُّ متماسكٌ يتميز بفصوصٍ (عشـرةٍ غالبًا) ويتكّوَّنُ كلُّ فَصِّ من أكياسَ طويلةٍ مَغزَلِيةِ الشكلِ مليئةٍ بالعصير الحُلْوِ. وقد تَضُمُّ الثمرةُ بذورا، إلا أنَّ ثِمارَ الصنفِ المعروفِ باسم "أبو سُرَّةِ" لا تحوِي بذورًا في الغالب.
ث - وقد زُرِعَ البرتقالُ لأوَّلِ مرةٍ في الفترةِ ما بين سنة 1500 وسنة 1000 قبل الميلاد، وأُدْخِلَ إلى الهندِ منذُ التاريخِ القديمِ، وانتقلَ إلى ساحلِ إفريقيا الشـرقي وحَوْضِ البحر المتوسِّط. وساهمت الفتوحات الرومانيةُ وتطويرُ طُرُقِ التجارةِ على أيدي العرب والمسلمين في نشـر البرتقالِ. وحَمَلهُ الأسبانُ إلى العالمِ الجديدِ حيث وَصَل إلى ولايةِ فلوريدا الأمريكية عام 1565م. واليومَ يُزرَعُ البرتقالُ في أماكنَ كثيرةٍ من العالم، حيث يسودُ الجوُّ الجافُ الدافئُ، وتوجَد التُّرْبَةُ العميقةُ الخِصبةُ جَيدةُ الصـرفِ وتتوفَّر مياهُ الريِّ.
ج - وتُعَدُّ البلدانُ التاليةُ أهمَّ مراكزِ إنتاج البرتقالِ في العالم: الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ (ولايتا فلوريدا وكاليفورنيا) البرازيلُ، المكسيك، أسبانيا، إيطاليا، الهندُ، فلسطينُ، لبنانُ، مصرُ، الجزائرُ، المغربُ، تركيا، الارجنتين، جنوبُ إفريقيا، ويُزرَعُ البرتقالُ بـالتَّطعيمِ غالبًا.
ح - ويَجْدُر بالذِّكْر أنَّ جذورَ البرتقالِ – والحِمضيات بعامة – لا تَحمِلُ شعيراتٍ جذريةً على عكس معظمِ النباتاتِ، وإنما تَعتمِدُ على فُطرياتٍ تُلازمُ الجذورَ وتقوم بامتصاصِ الماءِ والأملاحِ من التربةِ بواسطةِ خيوطِها الفطريةِ.
• الأصناف:
أ - هناك عدةُ أصنافِ «Variété» من البرتقال منها: البرتقالُ الْبَلَدِيّ أو الْمَحَلِّيّ «locale d'orange»: وثمارهُ كُرَويَّةٌ، صغيرةٌ نسبيًا، وقشـرتُها رقيقةٌ التَّحبُّب، البرتقالُ أبو سرة «orange Navel»: وثمارُه كبيرةُ الحجمِ، كرويةٌ إلى بيضية، عديمةُ البذورِ. تتميَّزُ بوجودِ سُرةِ في الطرف البعيدِ عن عُنُقِ الثمرةِ، نشأت بينَ بروز كرابل إضافية (فصوص صغيرة) داخلَ الثمرةِ، وقد زُرِعَت النباتات لأول مرةِ في البرازيلِ نتيجةً لطفَرة وراثية.
ب - البرتقالُ الوَردِيُّ أو الزهريُّ (أبو دَمِهِ) «orange sanguine»: وثمارُه في حَجمِ البرتقالِ البلدِيِّ عادة، ويَغلُب على قِشـرتِه وعلى أكياسِ العُصارةِ فيه اللونُ الأحمرُ.
ت - البرتقالُ الْحُلْو أو السُّكَّريِّ «orange douce»: تُشبِهُ ثمارُه ثمارَ البرتقال البلدِيِّ، إلا أنَّها أكثرُ حلاوةً وأقل حموضةً، البرتقالُ الشموطيُّ «orange shamouti»: وثمارهُ بيضِيَّةُ الشكلِ ذاتُ قشـرةٍ سَمِيكة خَشِنَةِ التحبُّبِ.
ث - وتُثْمِرُ الأصنافُ السابقةُ في فصلِ الشتاءِ عادة، وهناك صِنفٌ آخرُ أسبانيُّ الأصلِ يُثمِرُ صيفا، ويُعرَفُ باسمِ "برتقالِ فالِنْسِيا"«orange valencia». وهكذا تتوفَّرُ ثِمار البرتقالِ على مدار العامِ تقريبا.
• من فوائده المدعمة علميًّا:
أ - يُؤْكَلُ البرتقالُ طَازَجًا، ويُشـرَبُ عَصيرًا، ويَدخُلُ في عملِ المشـروبات الغازية، والمُربَّى، كما يَتِمُّ تَسْكيرُ القِشـر (أي إشباعُه بالسكرِ) واستخدامُه في الكثيرِ من الحلوى.
ب - يُستخرَجُ من القِشْـر زيتٌ عِطريُّ يُستخدمَ في صناعة العطورِ والصابونِ والأدويةِ، ويحتوي البرتقالُ على : 5-10% سكر، 1-2% حِمْضِ الليْمُونيك، وعلى فيتامين (س) الذي يَقِي الإنسان من مرضِ الأَسقَرْبُوطُ، وعلى كِمياتٍ قليلةٍ من فيتامين أ. وتُستَخدمُ نِفَايات البرتقالِ (بعد العصرِ وعملِ المُربَّات) علفًا للماشية.
ت - محتوى الْبُرْتُقَال الْعَالِيّ من الْأَلْيَاف الْقَابِلَة لِلذَّوْبَان يجعله مفيدًا جدًا في خفضِ مُستوى الكُولِيسْتيرول الضَّار في الدَّم. كما تحفِّزُ هذه الْأَلْيَاف العصارة الهاضمة في الجهاز الهضمي، وتسهِّلُ عملَ الأمعاء وعمليَّاتِ الهضم عمومًا، مما يساعد في الوقاية من الإمساك ومعالجته.
ث - يعمل الْبُرْتُقَال على تقويَّةِ جِهازِ الْمَناعة، فهو غنيٌّ فِيتامِينَ (س) الذي يحمي الخلايا عبر مقاومة الْجُذُور الحرّة التي تسبِّب أمراضًا مزمنة، مثل: السرطان، وأمراض القلب. كما يعمل فِيتامِينَ (س) كمضادٍّ للالتهابات الفَيْرُوسِيَّة، حيث أنَّ ثبتَ أنه يُساهم في الحماية من الْعَدْوَى الفَيْرُوسِيَّة الَّتِي تسبِّب الزُّكام والإِنْفلوَنْزَا أو التخفِّيف من أعراضها. يكثر الْبُرْتُقَال في فصل الشتاء وظهوره في هذا الفصل لا يمكن أن تكون صدفة. ومنَ المُتَوَافَقِ عَلَيْهِ عِلميًّا أيضًا أنَّ فِيتامِينَ (س) يعزِّز من وجود الكولاجين البشرة، ويسرع من عملية التئام الجروح وعدم ترك أثر الندوب.
ج - الْبُرْتُقَال والفواكه كلها عمومًا، تساعد على منع الضُّمُور البُقْعِيُّ المرتبط بالعمر، وهي حالة شائعة تصيب العين وسبب رئيسيٌّ لِفَقدان البصر بين الأشخاص الذين يبلغون خمسين عامًا أو أكثر.
ح - وقد توصلت دراسة طبِّيَّة مؤخرًا إلى أنَّ تناول كوب من عصير الْبُرْتُقَال يوميًّا من شأنه أن يقِّللَ مخاطِرَ الإصابةِ بالْخَرَف إلى حدٍّ كبير. تناول عصير البرتقال بشكل يومي يحسن القوة العقلية لدى كبار السن، وأن الأمر لا يستغرق أكثر من شهرين حتى تتم تقوية الذاكرة والمخاطبة وأوقات ردود الفعل، بنسبة تصل إلى عشرة في المائة.
خ - يحتوي الْبُرْتُقَال على السكريات البسيطة التي تزوِّدُ الجسم بالطاقة، مما يجعله من أغذية الرياضيين المميزة.
د - مناسب لمرض السكري: يأتي الْبُرْتُقَالُ ضمن الفواكه التي يوصي الأطباء مرضى السكَّرِّي بتناولها وذلك لفوائد هذه الثمرة الكثيرة إلى جانب عدم تأثر مستوى سكر الدَّم بها، فرغم احتواء الْبُرْتُقَال على السُّكَّر إلَّا أنَّهُ لا يسبِّب الارتفاع في مستوى سكر الدَّم لكونه من المصادر الغنية بالألياف المذابة والتي تعمل على إبطاء عجلة هضم السُّكَّر الذي يحصل عليه الجسم من الطعام وتساهم في بقائه في مستواه الطبيعي حيث تحول دون ارتفاعه.
ذ - مناسب للسَّيِّدات الحوامِل: يحتوي الْبُرْتُقَالُ علي مجموعة كبيرة من الفيتامينات المهمة جدًّا في فترة الحمل، مثل فيتامين (ب) و(س) وهما من أهمِّ الفيتامينات المهِّمة للحوامل للمحافظة على الجنين وتجنب الإجهاض في الأشهر الأولى. يعد البرتقال بالتأكيد واحد من أفضل الفواكه التي تدرجها في نظامك الغذائي أثناء الحمل. يساعد محتوى الألياف الغنية في حركات الأمعاء بسهولة ويمنع الإمساك الذي يعد مشكلة شائعة أثناء الحمل.
ر - منع تكوُّن حصى الكلى: يحتوي الْبُرْتُقَالُ على مركَّبٍ كيميائيٍّ يُدعى «citrate» سِتْرات. وهو الشكل سالب الشحنة الكهربائية لِحَمْض اللّيْمُونِيك أو السّتْريك «acide citrique». دور عصير الْبُرْتُقَال مهِّم في معالجة حصاة الكلى، وخيار بديل لمن لا يُطيقون تناول سِيتْرات البُوتَاسْيُوم ( دواءٌ يستعمل لمعالجة الحصاة ). تمَّ في دراسة سريرية على مجموعة من المتطوعين مقارنة عصير الْبُرْتُقَال بعصير اللَّيمون، والمحتويان كلاهما على كمِّيَّة متقاربة من حمض السِّيتْريك. والذي وجدوه هو أنه بالرغم من احتوائهما على نفس كمية حمض السِّيتْريك إلَّا أنَّ العناصر أو المركبات المرتبطة بالحمض هذا له أيضًا تأثير على قدرة تغير بيئة البول وجعلها غير مناسبة لتكوين الحصاة. وهو ما تحقَّقَ بشكل أفضل مع عصير الْبُرْتُقَال عند المقارنة مع عصير اللَّيمون. وتبيَّنَ أنَّ في فترة تناول عصير الْبُرْتُقَالُ لكل المشاركين ترتفع نسبة سِتْرات في البول وتَقِلُّ فرص تكوُّن مستويات عالية من بَلْوَرَات حَمْضُ الْيُورِييك وأوكْسالاتِ الكالْسيُوم، بينما تناول عصير اللَّيمون لم ينجح في تحقيق هَذَيْنِ الْأَمْرَيْن. ذلك أَن مركَّب سِتْرات في عصيرِ البُرْتُقَال يكون مصحوبًا بعنصر البُوتاسيوم، بينما مركب سيتريت في عَصِيرِ اللَّيْمون يكون مصحوبًا بعنصرِ الهِيدْرُوجِين. ومنَ المُتَوَافَقِ عَلَيْهِ عِلميًّا أنَّ وجود عُنْصرَ الهِيدْرُوجِين في البول يُقلِّل ويُعارض فوائد وجود سِتْرات في البول، بينما وجود عنصر البُوتَاسْيُوم في البول لا يفعل ذلك الأثر السَّلَبِيّ والمُلغي لفائدة مركَّب سِتْرات.
ز - يقول الأطباء إن تناول كوب من عصير البرتقال يوميا يوفر حماية من كثير من الفيروسات، وهو أفضل من تناول أقراص فيتامين «س». وأثبتت كثير من التجارب والأبحاث هذه الفرضية، وكانت النتيجة أن البرتقال يحتوي على كثير من العناصر المساعدة في مكافحة الأمراض، وهي عناصر متجانسة وتعمل معا في منظومة واحدة.
س - يستخرج ماء الزهر من الأزهار والأطراف اليافعة لأشجار النارنج والبرتقال، ولهذا الماء أهمية اقتصادية كبيرة، إذْ يُستغل في صناعة العطور ومواد التجميل، وفي تعطير مياه الشرب وعلاج الاضطرابات المعدية والمعوية.
• توصيات:
أ - إذا تناول الشخص 4-5 حبات من الْبُرْتُقَال يوميًا، فقد يؤدِّي ذلك إلى الإفراط في استهلاك الألياف، الذى يمكن أن يسبب بدوره اضطرابًا في المعدة، وتشنجات، وإسهال، وانتفاخ، وغثيان.
ب - رغم أن العديد من الأمهات يعتقدن أنه يمكن إعطاء الْبُرْتُقَال للأطفال في سنِّ بضعة أشهر، ولكن يحذر الأطباء والمتخصِّصون من أن معدة الأطفال قد تكون حساسة وغير قادرة على تحمل المحتوى الحمضي للفاكهة في هذا السن. يحتوي الْبُرْتُقَال على حمض اللَّيمون، والذي يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى ظهور طفح جلدي عند الأطفال الصغار جدًا، لذلك من الأفضل إعطاء الْبُرْتُقَال للأطفال عندما يكون الطفل قد اقترب من إتمام السنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ