الهَيْلُ ( نَبْذَة تَعْرِيفِيَّة عامّة قصيرة).
الهَيْلُ بِالْفَرْنَسِيَّة: بِـ «cardamome» وبالإِنْجِلِيزِيَّة بِـ «cardamom» هو واحِدٌ من أَجْوَد وأطْيَب وأفْخَر أنواع الْبُهَارَات حول الْعَالَم، وهو أيْضًا من أْغَلَى أنواع الْبُهَارَات بعد الزَّعْفَرَان والْفَانِيليَا وأهمُّها بعد الفُلْفُل الأسْوَد.
• إيجَازَات:
أ - الهَيْلُ نباتٌ عُشْبِيٌّ مُعَمِّرٌ من عائلةِ الزَّنجبيلِ مُسْتديمَةِ الأوراقِ. وأوراقُهُ رُمُحِيَّةُ الشَّكْلِ، ولهُ ساقٌ تختلفُ في طولِها مِنْ نوعٍ إلى آخرَ تحملُ الأزهارَ، وثِمارُهُ عبارةٌ عَنْ كَبسولاتٍ أو قُرونٍ خُضْر تحتوي على عَدَدٍ مِنَ البذورِ السُّودِ.
ب - ونَباتُ الهَيْلِ يكثُرُ في دولٍ عديدةٍ مثلِ الهندِ وجواتيمالا وسِيلانَ وكَمْبُوديا ونِيبالَ وتايْلند والمكسيك وأمريكا الوُسطى. وتُعْتَبَرُ الدَّولتانِ الأُولى والثَّانيةُ مِنْ أكبرِ الدولِ المُنْتِجَةِ والمُصَدِّرَةِ لَهُ.
ت - ويُسَمَّى الهيلُ باسمِهِ في بعضِ دول الخليجِ، وأحيانًا ما يُسَمَّى الهالَ أو الهِيلبوا، وكانَ العَرَبُ يُسَمّونَهُ حَبَّ الهالِ وحُرِّفَتِ التَّسميةُ إلى حَبِّ هان أو حبِّهان، ويُسَمَّى قَاعْ قُلّة في دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَربِي.
ث - وأوَّلُ مَنْ استخدمَ الهيلَ هم الهنودُ في القَرْنِ الثّامِنِ عَشَرَ، ونُقِلَ إلى أُوروبا عَنْ طريقِ الإسكندرِ الأكبرِ بعدَ رُجوعِهِ من الهندِ. كما عرفَهُ اليونانيونَ والرُّومانيونَ القُدَماءُ وكانُوا يَسْتَخْدِمونَهُ في الطَّهْي. والهيلُ ثلاثةُ أنواعٍ: هيلُ الملابارِ، والهيلُ السِّيلاني، والهيلُ الكمبوديّ.
ج - والهيلُ من التوابلِ المشهورةِ، لهُ رائحةٌ عِطْرِيَّةٌ زَكِيَّةٌ ومُنْعِشَةٌ ونَكْهَةٌ طَيِّبَةٌ مُحَبَّبَةٌ. ويُسَمَّى الهيلُ في بعضِ الدولِ «حبوبَ الجنةِ» أو «ملكَ التَّوابل».
ح - ويُستخدمُ الهيلُ كَحبوبٍ كاملةٍ أو يُطحنُ ويستخدمُ كمسحوقٍ، وتختلفُ طريقةُ تجفيفِهِ باختلافِ لونِ كبسولاتِهِ. فالهيلُ الأخضرُ يُجَفَّفُ عن طريقِ الشمسِ، والهيلُ البنيُّ يُجففُ عن طريقِ الأفرانِ. وفي أمريكا يتواجَدُ الهيلُ الأبيضُ الذي ينتجُ عن قصرِ (إزالةِ) اللَّونِ الأصليِّ للهيلِ.
خ - ويدخلُ الهيلُ في عَمَلِ كثيرٍ من المأكولاتِ كالفطائرِ والحَلْوى وبعضِ المشروباتِ السّاخنةِ كالشَّاي والقهوةِ. وتحتوي بذورُ الهيلِ على زيوتٍ عطريةٍ طَيَّارَةٍ بنسبة: 5 – 8%، ومع التخزينِ بطريقةٍ سليمةٍ يُمكنُ المُحافَظَةُ على قُوَّةِ هذه الزيوتِ وفعاليتِها. وهي تُسْتَخْلَصُ من البذورِ بطريقةٍ خاصَّةٍ تُعرَفُ بالتَّقْطيرِ البُخاريِّ.
د - والهيلُ معروفٌ أيضًا في شمالِ أفريقيا وشَرْقِها وخاصَّةً في الجزائرِ والمغربِ وأثيوبيا. والأوروبيونَ يَسْتخدمونَهُ في عملِ البسكويتِ، كما يُسْتَخْدَمُ في الدُّوَلِ الإسكندنافيةِ خاصّةً في عملق الخبزِ والحَلْوَى والمُعَجَّناتِ. وأمّا في شمالِ أوروبا فيُستخدمُ شرابُ الهيلِ لتدفئةِ الجسم، وفي كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة يدخُلُ في صناعَةِ العطورِ.
ذ - ويُصَدَّرُ نحو 60% من إنتاجِ العالَمِ من الهيلِ إلى الدولِ العربيةِ ليُستَخْدَمَ في عملِ القهوةِ العربيةِ الشهيرةِ.
ر - وفي المجالِ الطبيِّ يُسْتَخْدَمُ الهيلُ في تحضيرِ بعضِ المركَّباتِ الدَّوائيَّةِ المُقَوِّيةِ والمسهِّلةِ والمسكِّنَةِ للتقلصاتِ المعويةِ والمعديةِ ولتنشيطِ عملية الهَضْمِ، وأيضاً كمادَّةٍ مُهَدِّئَةٍ للجهازِ العصبيِّ ولآلامِ الكِلى وأمراضِ الرَّبو.
• من فوائده المُدعمة عِلْمِيًّا (الاِسْتِطْبابات المُدْعَمة علميًّا):
1 - الجَهازُ الهَضْمِيّ: معالجة مَشاكل المعدة والأمعاء، مثل الانزعاجِ المعدي وتَولُّد الغاز أو الأَرياح والإسهال، وَالْوِقَاية من الإمساك، التَّخْفِّيف من أعراض القَوْلُوْنِ العَصَبِيّ «côlon irritable»ا[2].
2 - مضادٌّ للفَيروسات «antiviral»: يبدو أنَّ الهَيْل يَقومُ بمساعدة الجهاز المناعي للجِسم حتَّى يقاوم الأمراض الفايروسيّة مثل : الكوفيد-19 «Covid-19» وَالزُّكام «rhume» وَالإِنْفلوَنْزَا «grippe» (نَوْع مِن الْحُمَّى الْمُعْدِيَة يَصْحَبُهَا اِلْتِهَاب)، ولكن ليس هناك تَفسيرٌ لكيفيَّة عمله[15].
3 - خَافِضٌ للدهون السيِّئة: يَعمَل على التَّقلِّيل من الكُولِسْتِرُول السَّيِّء «LDL» والدُّهون الثلاثِيَّة «triglycerides» عن طَريق تنشيط إنزيمٍ مهمِّ في تَحْطِيم الدُّهون يُسمَّى إنزيمَ ليبازُ البْرُوتينِ الشَّحْمِيّ «lipoprotéine lipase»، وهو موجودٌ في العضلات والخلايا الدهنية في الجسم. كما يحافظ الهَيْل على مُسْتَوَيَات الكُولِسْتِرُول الجيِّد «HDL»ا[1][24].
4 - السَّيْطَرة على ضَغْطِ الدَّم (خَافِضٌ لِضَغْطِ الدَّم) «anti-hypertenseurs»، وهذا بفضل إِدْرارهِ لِلْبَول، فالهيلُ نَبَاتٌ بَرْهَنَت الدِراسات السَّرِيرِيَّة أنه مُدِرٌّ لِلْبَول «diurétique» بِاِمْتِيَاز دون التَّأثير على مُسْتَوَيَات المعادن والفيتامينات الطبيعيَّة في الجسم[7][8].
5 - يساهم في السَّيْطَرة على الوزن: زيادة الشُّعُور بالشَّبع وامتلاء الْمَعِدة بعد تناول الوجبات التي يدخل فيها الهَيْل[23].
6 - مُضَادٌّ لِلْقَيْء«antiémétique»: معالجة الْغَثَيَان «nausée»، والتَّقَيُّؤ «vomissement»، وخاصة التي من الممكن أن تحدث ما بعد الْعَمْلِيَات الجراحية «chirurgie» والتَّخْدِير «anesthésie»، وَالتَّسَمُّم الغِذائي[16].
7 - مقشِّعٌ (طارِدٌ للبَلْغم) «expectorant»: يَعمَل الهَيْل على تَنبيه الْمُفْرَزَات التنفُّسية وتسهيل خروج البلغم (مقشِّع)؛ فهو طارِدٌ للبلغم ومُليِّن للمُخاط ويطرد البلغم، ممَّا يؤدِّي إلى تَحسُّن في التنفُّس[3]، ولهذا يكون مفيدًا تجاهَ السُّعال والْتِهاب القَصَباتِ الْهَوَائِيَّةِ «bronchite»، وَالرَّبْو«asthme»ا[17].
8 - الْعِنَايَة بِالْفَم: التخلًّص من رائحة الْفَم الكريهة والوقاية من تَسَوّسُ الأسْنان وصِّحَّة الفم عمومًا، تقوم بعض شركات تصنيع الْعِلْكَة باستخدام الهَيْل في تركيبة عِلْكة الْفَم بسبب خصائصه المفيدة تجاه الْفَم[4][5].
9 - مُضادٌّ حَيَوِيّ واسعُ الْمَفْعُول «antibiotique à large spectre»: الهَيْلُ فعَّالٌ في علاج بعضِ مُشْكِلاتِ الْمَسَالِك البَوْلِيَّة «voies urinaires» والتي تتصف بأعراض قد تشمل: الشعور بالحرقان عند التبوّل، وتعكّر لون البول، مع الضغط على منطقة الحوض «bassin» لدى النساء، وهي غالبًا ما تكون نَاجمةً عن جرثومة الإِشْريكِيَّة القولونِيَّة عِلْمِيًّا بِـ «Escherichia Coli»، علاوةً على ذلك، الهَيْل يقضي على جراثيم المُكَوَّرَاتِ العِقْدِيَّة عِلْمِيًّا بِـ «Staphylococcus» الموجودة في الفم التي تسبب تنخُّر الأسنان وتسوسها والتهابات اللِّثَةِ «gingivite» وما حول الأسنان[25][27].
10 - مُهَدِّئٌ عامّ «sédatif général»: يمكن أن يؤثِّر الهَيْل في الموادّ الكيميائية في الدِّماغ، والتي يمكن أن تصبحَ غيرَ مُتَوازِنَة، وتُسبِّب مَشاكِلَ في النَّوم (الأرَق) والقلق[26].
11 - حِمَاية الْكَبد: تبيَّنَ في الْاِختبَار الْمِخْبِرِيّ «test de laboratoire» أنَّ مُسْتَخْلَصَات الهَيْل تعمَل كمُضَادٍّ لِتَسَمُّمِ الْكَبِد «hépatotoxicité» لَدَى الْفِئْرَان النَّاجِم عن تَعاطِي جُرْعَة زائِدة نِسْبِيًّا من الْكُحُولِيَات، أو الباراسيتامول، أو التَّعَرُّض لِلْمُبِيدَات الْحَشَرِيَّة، أو اسْتِنْشاق بُخَار وقود السيارات[18][19][20][21][22]. ومنَ الْمُتَوَافِق عليه علميًّا أنَّ التَعاطِي الفموي أو التَّعَرُّض أو الاسْتِنْشاق لهذه الموادّ الْمَذْكُورَة أنفًا يُؤَثِّر في طريقة عمل الكبد، أو تُسبِّب التسمُّم له أو تقومَ بالْأَمَرَّيْن معًا،. يُعَدّ الكبد مصنعًا كيميائيًّا لا يتوقف طوال الأربع والعشرين ساعة طوال مدة حياة الإنسان يقوم بأعباء (الإنتاج، التخزين، إعادة التدوير، التوزيع) ـ لأعداد ضخمة من المواد الغذائية اللازمة لصِّحَّة الجسم الإنساني. ومن فضل الله أنَّ مجموعة من النَّبَاتات الَّتِي تحمي الكبد وتقوِّيه متوفِّرة وسعرها زهيد الثمن مثلَ الهيلِ والْحُلْبَة والثُّوم والْجَزَر واللَّيْمون والشَّمَنْدر وغيرها..
12 - مُضَادٌّ لِلْسَرَطَان «anti-cancer»: تبيَّنَ في الْاِختبَار الْمِخْبِرِيّ أنَّ تعريضَ خلايا سَرَطَان الْجِلْد[9] وَالْفَم[10]، والثَّدْي[11]، وَالْقَوْلُون[12] وَالرِّئَة[13] والْكَبِد[14] لمحلول من خُلاصَة الهَيْل عِلْمِيًّا بِـ «Elettaria cardamomum» أدَى إلى موتها بالكامل، وذلك إما بالمَوْتِ الخَلَوِيِّ المُبَرْمَج «apoptose» أو بالبلعمة الذاتيَّة «mort cellulaire programmée» (أيّ إنَّها هاجمت نفسها بنفسها) ، لكن جاءت هذه النتيجةُ الْمُشَجِّعَة بعدَ تجارب مخبريَّة لم تشتمل على البشر؛ لذلك ينبغي التَّنْوِيهُ إلى أنَّ هذا البحثَ لا يزال في مراحله الأولى، وأنَّه يشتمل على على التجارب في المَزْرعة الخَلَوِيَّة «culture cellulaire» حتَّى الآن. ومن الجدير بالذكر أنَّ خُلاصات الهَيْلُ لم تظهر تأثيرًا سلبيًّا في خلايا الطبيعيَّة.
13 - مُضادٌّ لِلالْتِهاب «anti-inflammatoire»: الهَيْلُ، من أبرز النَّباتاتِ الطبِّيَّة الفعَّالة ضِدَّ الْاِلْتِهَابَات، والتي تؤثر على نشاط وتصنيع عدد من إنظيمات الجسم المتصلة بمقاومة الْاِلْتِهَابَات. ويمكنُ تفسير آليَّة عمل الهَيْلُ على مايلي : يَحدثُ الالتهابُ نتيجة لِمُحرِّضٍ ما، ممَّا يحدو بجهاز المناعة إلى إفراز بعض المواد التي تسبِّب توسُّعًا في الأوعية الدموية واحمرارًا و تورُّمًا وحكَّة وألمًا في المنطقة المتضرِّرة. يكمن عملُ الهَيْلُ في التقلِّيل من إفراز تلك الموادّ والحدِّ من هجرة الكُرَيَّات البَيضاء المُفَصَّصَة «leucocyte segmenté» إلى مكان الأذيَّة، بالإضافة للتقليل من النُّفوذيَّة الْوِعَائِيَّة «perméabilité vasculaire»ا[6][7]. (يمكن أن يساهمَ الالتهابُ المزمن - وهو عمليَّة طبيعيَّة في الجسم، لكنَّها تحدث بشكل خاطئ - في الإصابة بحالات مرضيَّة تتراوح بين مرض القلب والسكَّري والسرطان؛ والأخطر من كلِّ ذلك عدمُ إدراك المريض لإصابته بهذه الحالة) .
• الْجُرْعَة:
أ - الجُرْعة اليوميَّة العِلاَجِيَّة: الحبوب المجفَّفة: 5غ ؛ الزَّيْت: 1 – 3 قطرات.
ب - التَّابِل في الْطَّعَامَ وتَعْطِير الحَلْوِيَّاتِ؛ ليس هُناك جُرْعة محدَّدة؛ يَجِبُ الاعْتِدَال وَعدَم التَّفْرِيطِ.
• التَّوْصِيات:
يتم الحصول على فوائد الهيل إن تم تناوله بكمِّيَّاتٍ آمنة وعادية، لكن الإفراط في تناوله قد يؤثر على الفئات الآتية:
أ - فَترة الحَمْل وَالرَّضَاعَة: من المرجّح أنّ الهيل الذي يُعطى عن طريق الفم في شكل علاج غير آمن أثناء الحمل، فيوجد قلق من أن يؤدِّي إلى حدوث الْإِجْهَاض «avortement»، ولا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان الهيل آمنًا للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية أمّ لا؛ لذلك من الأفضل البقاء على الجانب الآمن وتناوله في صورة طعام فقط.
ب - حَصَى الْمَرَارة «calcul biliaire»، إذا كان الشخص يعاني من حَصَى الْمَرَارة، فيجب ألّا يتناول الهيل بكمِّيَّات أكبر من تلك الموجودة في الطعام، إذ قد يُؤدِّي الهيل إلى الإصابة بمغص المرارة «colique biliaire».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهَيْلُ بِالْفَرْنَسِيَّة: بِـ «cardamome» وبالإِنْجِلِيزِيَّة بِـ «cardamom» هو واحِدٌ من أَجْوَد وأطْيَب وأفْخَر أنواع الْبُهَارَات حول الْعَالَم، وهو أيْضًا من أْغَلَى أنواع الْبُهَارَات بعد الزَّعْفَرَان والْفَانِيليَا وأهمُّها بعد الفُلْفُل الأسْوَد.
• إيجَازَات:
أ - الهَيْلُ نباتٌ عُشْبِيٌّ مُعَمِّرٌ من عائلةِ الزَّنجبيلِ مُسْتديمَةِ الأوراقِ. وأوراقُهُ رُمُحِيَّةُ الشَّكْلِ، ولهُ ساقٌ تختلفُ في طولِها مِنْ نوعٍ إلى آخرَ تحملُ الأزهارَ، وثِمارُهُ عبارةٌ عَنْ كَبسولاتٍ أو قُرونٍ خُضْر تحتوي على عَدَدٍ مِنَ البذورِ السُّودِ.
ب - ونَباتُ الهَيْلِ يكثُرُ في دولٍ عديدةٍ مثلِ الهندِ وجواتيمالا وسِيلانَ وكَمْبُوديا ونِيبالَ وتايْلند والمكسيك وأمريكا الوُسطى. وتُعْتَبَرُ الدَّولتانِ الأُولى والثَّانيةُ مِنْ أكبرِ الدولِ المُنْتِجَةِ والمُصَدِّرَةِ لَهُ.
ت - ويُسَمَّى الهيلُ باسمِهِ في بعضِ دول الخليجِ، وأحيانًا ما يُسَمَّى الهالَ أو الهِيلبوا، وكانَ العَرَبُ يُسَمّونَهُ حَبَّ الهالِ وحُرِّفَتِ التَّسميةُ إلى حَبِّ هان أو حبِّهان، ويُسَمَّى قَاعْ قُلّة في دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَربِي.
ث - وأوَّلُ مَنْ استخدمَ الهيلَ هم الهنودُ في القَرْنِ الثّامِنِ عَشَرَ، ونُقِلَ إلى أُوروبا عَنْ طريقِ الإسكندرِ الأكبرِ بعدَ رُجوعِهِ من الهندِ. كما عرفَهُ اليونانيونَ والرُّومانيونَ القُدَماءُ وكانُوا يَسْتَخْدِمونَهُ في الطَّهْي. والهيلُ ثلاثةُ أنواعٍ: هيلُ الملابارِ، والهيلُ السِّيلاني، والهيلُ الكمبوديّ.
ج - والهيلُ من التوابلِ المشهورةِ، لهُ رائحةٌ عِطْرِيَّةٌ زَكِيَّةٌ ومُنْعِشَةٌ ونَكْهَةٌ طَيِّبَةٌ مُحَبَّبَةٌ. ويُسَمَّى الهيلُ في بعضِ الدولِ «حبوبَ الجنةِ» أو «ملكَ التَّوابل».
ح - ويُستخدمُ الهيلُ كَحبوبٍ كاملةٍ أو يُطحنُ ويستخدمُ كمسحوقٍ، وتختلفُ طريقةُ تجفيفِهِ باختلافِ لونِ كبسولاتِهِ. فالهيلُ الأخضرُ يُجَفَّفُ عن طريقِ الشمسِ، والهيلُ البنيُّ يُجففُ عن طريقِ الأفرانِ. وفي أمريكا يتواجَدُ الهيلُ الأبيضُ الذي ينتجُ عن قصرِ (إزالةِ) اللَّونِ الأصليِّ للهيلِ.
خ - ويدخلُ الهيلُ في عَمَلِ كثيرٍ من المأكولاتِ كالفطائرِ والحَلْوى وبعضِ المشروباتِ السّاخنةِ كالشَّاي والقهوةِ. وتحتوي بذورُ الهيلِ على زيوتٍ عطريةٍ طَيَّارَةٍ بنسبة: 5 – 8%، ومع التخزينِ بطريقةٍ سليمةٍ يُمكنُ المُحافَظَةُ على قُوَّةِ هذه الزيوتِ وفعاليتِها. وهي تُسْتَخْلَصُ من البذورِ بطريقةٍ خاصَّةٍ تُعرَفُ بالتَّقْطيرِ البُخاريِّ.
د - والهيلُ معروفٌ أيضًا في شمالِ أفريقيا وشَرْقِها وخاصَّةً في الجزائرِ والمغربِ وأثيوبيا. والأوروبيونَ يَسْتخدمونَهُ في عملِ البسكويتِ، كما يُسْتَخْدَمُ في الدُّوَلِ الإسكندنافيةِ خاصّةً في عملق الخبزِ والحَلْوَى والمُعَجَّناتِ. وأمّا في شمالِ أوروبا فيُستخدمُ شرابُ الهيلِ لتدفئةِ الجسم، وفي كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة يدخُلُ في صناعَةِ العطورِ.
ذ - ويُصَدَّرُ نحو 60% من إنتاجِ العالَمِ من الهيلِ إلى الدولِ العربيةِ ليُستَخْدَمَ في عملِ القهوةِ العربيةِ الشهيرةِ.
ر - وفي المجالِ الطبيِّ يُسْتَخْدَمُ الهيلُ في تحضيرِ بعضِ المركَّباتِ الدَّوائيَّةِ المُقَوِّيةِ والمسهِّلةِ والمسكِّنَةِ للتقلصاتِ المعويةِ والمعديةِ ولتنشيطِ عملية الهَضْمِ، وأيضاً كمادَّةٍ مُهَدِّئَةٍ للجهازِ العصبيِّ ولآلامِ الكِلى وأمراضِ الرَّبو.
• من فوائده المُدعمة عِلْمِيًّا (الاِسْتِطْبابات المُدْعَمة علميًّا):
1 - الجَهازُ الهَضْمِيّ: معالجة مَشاكل المعدة والأمعاء، مثل الانزعاجِ المعدي وتَولُّد الغاز أو الأَرياح والإسهال، وَالْوِقَاية من الإمساك، التَّخْفِّيف من أعراض القَوْلُوْنِ العَصَبِيّ «côlon irritable»ا[2].
2 - مضادٌّ للفَيروسات «antiviral»: يبدو أنَّ الهَيْل يَقومُ بمساعدة الجهاز المناعي للجِسم حتَّى يقاوم الأمراض الفايروسيّة مثل : الكوفيد-19 «Covid-19» وَالزُّكام «rhume» وَالإِنْفلوَنْزَا «grippe» (نَوْع مِن الْحُمَّى الْمُعْدِيَة يَصْحَبُهَا اِلْتِهَاب)، ولكن ليس هناك تَفسيرٌ لكيفيَّة عمله[15].
3 - خَافِضٌ للدهون السيِّئة: يَعمَل على التَّقلِّيل من الكُولِسْتِرُول السَّيِّء «LDL» والدُّهون الثلاثِيَّة «triglycerides» عن طَريق تنشيط إنزيمٍ مهمِّ في تَحْطِيم الدُّهون يُسمَّى إنزيمَ ليبازُ البْرُوتينِ الشَّحْمِيّ «lipoprotéine lipase»، وهو موجودٌ في العضلات والخلايا الدهنية في الجسم. كما يحافظ الهَيْل على مُسْتَوَيَات الكُولِسْتِرُول الجيِّد «HDL»ا[1][24].
4 - السَّيْطَرة على ضَغْطِ الدَّم (خَافِضٌ لِضَغْطِ الدَّم) «anti-hypertenseurs»، وهذا بفضل إِدْرارهِ لِلْبَول، فالهيلُ نَبَاتٌ بَرْهَنَت الدِراسات السَّرِيرِيَّة أنه مُدِرٌّ لِلْبَول «diurétique» بِاِمْتِيَاز دون التَّأثير على مُسْتَوَيَات المعادن والفيتامينات الطبيعيَّة في الجسم[7][8].
5 - يساهم في السَّيْطَرة على الوزن: زيادة الشُّعُور بالشَّبع وامتلاء الْمَعِدة بعد تناول الوجبات التي يدخل فيها الهَيْل[23].
6 - مُضَادٌّ لِلْقَيْء«antiémétique»: معالجة الْغَثَيَان «nausée»، والتَّقَيُّؤ «vomissement»، وخاصة التي من الممكن أن تحدث ما بعد الْعَمْلِيَات الجراحية «chirurgie» والتَّخْدِير «anesthésie»، وَالتَّسَمُّم الغِذائي[16].
7 - مقشِّعٌ (طارِدٌ للبَلْغم) «expectorant»: يَعمَل الهَيْل على تَنبيه الْمُفْرَزَات التنفُّسية وتسهيل خروج البلغم (مقشِّع)؛ فهو طارِدٌ للبلغم ومُليِّن للمُخاط ويطرد البلغم، ممَّا يؤدِّي إلى تَحسُّن في التنفُّس[3]، ولهذا يكون مفيدًا تجاهَ السُّعال والْتِهاب القَصَباتِ الْهَوَائِيَّةِ «bronchite»، وَالرَّبْو«asthme»ا[17].
8 - الْعِنَايَة بِالْفَم: التخلًّص من رائحة الْفَم الكريهة والوقاية من تَسَوّسُ الأسْنان وصِّحَّة الفم عمومًا، تقوم بعض شركات تصنيع الْعِلْكَة باستخدام الهَيْل في تركيبة عِلْكة الْفَم بسبب خصائصه المفيدة تجاه الْفَم[4][5].
9 - مُضادٌّ حَيَوِيّ واسعُ الْمَفْعُول «antibiotique à large spectre»: الهَيْلُ فعَّالٌ في علاج بعضِ مُشْكِلاتِ الْمَسَالِك البَوْلِيَّة «voies urinaires» والتي تتصف بأعراض قد تشمل: الشعور بالحرقان عند التبوّل، وتعكّر لون البول، مع الضغط على منطقة الحوض «bassin» لدى النساء، وهي غالبًا ما تكون نَاجمةً عن جرثومة الإِشْريكِيَّة القولونِيَّة عِلْمِيًّا بِـ «Escherichia Coli»، علاوةً على ذلك، الهَيْل يقضي على جراثيم المُكَوَّرَاتِ العِقْدِيَّة عِلْمِيًّا بِـ «Staphylococcus» الموجودة في الفم التي تسبب تنخُّر الأسنان وتسوسها والتهابات اللِّثَةِ «gingivite» وما حول الأسنان[25][27].
10 - مُهَدِّئٌ عامّ «sédatif général»: يمكن أن يؤثِّر الهَيْل في الموادّ الكيميائية في الدِّماغ، والتي يمكن أن تصبحَ غيرَ مُتَوازِنَة، وتُسبِّب مَشاكِلَ في النَّوم (الأرَق) والقلق[26].
11 - حِمَاية الْكَبد: تبيَّنَ في الْاِختبَار الْمِخْبِرِيّ «test de laboratoire» أنَّ مُسْتَخْلَصَات الهَيْل تعمَل كمُضَادٍّ لِتَسَمُّمِ الْكَبِد «hépatotoxicité» لَدَى الْفِئْرَان النَّاجِم عن تَعاطِي جُرْعَة زائِدة نِسْبِيًّا من الْكُحُولِيَات، أو الباراسيتامول، أو التَّعَرُّض لِلْمُبِيدَات الْحَشَرِيَّة، أو اسْتِنْشاق بُخَار وقود السيارات[18][19][20][21][22]. ومنَ الْمُتَوَافِق عليه علميًّا أنَّ التَعاطِي الفموي أو التَّعَرُّض أو الاسْتِنْشاق لهذه الموادّ الْمَذْكُورَة أنفًا يُؤَثِّر في طريقة عمل الكبد، أو تُسبِّب التسمُّم له أو تقومَ بالْأَمَرَّيْن معًا،. يُعَدّ الكبد مصنعًا كيميائيًّا لا يتوقف طوال الأربع والعشرين ساعة طوال مدة حياة الإنسان يقوم بأعباء (الإنتاج، التخزين، إعادة التدوير، التوزيع) ـ لأعداد ضخمة من المواد الغذائية اللازمة لصِّحَّة الجسم الإنساني. ومن فضل الله أنَّ مجموعة من النَّبَاتات الَّتِي تحمي الكبد وتقوِّيه متوفِّرة وسعرها زهيد الثمن مثلَ الهيلِ والْحُلْبَة والثُّوم والْجَزَر واللَّيْمون والشَّمَنْدر وغيرها..
12 - مُضَادٌّ لِلْسَرَطَان «anti-cancer»: تبيَّنَ في الْاِختبَار الْمِخْبِرِيّ أنَّ تعريضَ خلايا سَرَطَان الْجِلْد[9] وَالْفَم[10]، والثَّدْي[11]، وَالْقَوْلُون[12] وَالرِّئَة[13] والْكَبِد[14] لمحلول من خُلاصَة الهَيْل عِلْمِيًّا بِـ «Elettaria cardamomum» أدَى إلى موتها بالكامل، وذلك إما بالمَوْتِ الخَلَوِيِّ المُبَرْمَج «apoptose» أو بالبلعمة الذاتيَّة «mort cellulaire programmée» (أيّ إنَّها هاجمت نفسها بنفسها) ، لكن جاءت هذه النتيجةُ الْمُشَجِّعَة بعدَ تجارب مخبريَّة لم تشتمل على البشر؛ لذلك ينبغي التَّنْوِيهُ إلى أنَّ هذا البحثَ لا يزال في مراحله الأولى، وأنَّه يشتمل على على التجارب في المَزْرعة الخَلَوِيَّة «culture cellulaire» حتَّى الآن. ومن الجدير بالذكر أنَّ خُلاصات الهَيْلُ لم تظهر تأثيرًا سلبيًّا في خلايا الطبيعيَّة.
13 - مُضادٌّ لِلالْتِهاب «anti-inflammatoire»: الهَيْلُ، من أبرز النَّباتاتِ الطبِّيَّة الفعَّالة ضِدَّ الْاِلْتِهَابَات، والتي تؤثر على نشاط وتصنيع عدد من إنظيمات الجسم المتصلة بمقاومة الْاِلْتِهَابَات. ويمكنُ تفسير آليَّة عمل الهَيْلُ على مايلي : يَحدثُ الالتهابُ نتيجة لِمُحرِّضٍ ما، ممَّا يحدو بجهاز المناعة إلى إفراز بعض المواد التي تسبِّب توسُّعًا في الأوعية الدموية واحمرارًا و تورُّمًا وحكَّة وألمًا في المنطقة المتضرِّرة. يكمن عملُ الهَيْلُ في التقلِّيل من إفراز تلك الموادّ والحدِّ من هجرة الكُرَيَّات البَيضاء المُفَصَّصَة «leucocyte segmenté» إلى مكان الأذيَّة، بالإضافة للتقليل من النُّفوذيَّة الْوِعَائِيَّة «perméabilité vasculaire»ا[6][7]. (يمكن أن يساهمَ الالتهابُ المزمن - وهو عمليَّة طبيعيَّة في الجسم، لكنَّها تحدث بشكل خاطئ - في الإصابة بحالات مرضيَّة تتراوح بين مرض القلب والسكَّري والسرطان؛ والأخطر من كلِّ ذلك عدمُ إدراك المريض لإصابته بهذه الحالة) .
• الْجُرْعَة:
أ - الجُرْعة اليوميَّة العِلاَجِيَّة: الحبوب المجفَّفة: 5غ ؛ الزَّيْت: 1 – 3 قطرات.
ب - التَّابِل في الْطَّعَامَ وتَعْطِير الحَلْوِيَّاتِ؛ ليس هُناك جُرْعة محدَّدة؛ يَجِبُ الاعْتِدَال وَعدَم التَّفْرِيطِ.
• التَّوْصِيات:
يتم الحصول على فوائد الهيل إن تم تناوله بكمِّيَّاتٍ آمنة وعادية، لكن الإفراط في تناوله قد يؤثر على الفئات الآتية:
أ - فَترة الحَمْل وَالرَّضَاعَة: من المرجّح أنّ الهيل الذي يُعطى عن طريق الفم في شكل علاج غير آمن أثناء الحمل، فيوجد قلق من أن يؤدِّي إلى حدوث الْإِجْهَاض «avortement»، ولا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان الهيل آمنًا للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية أمّ لا؛ لذلك من الأفضل البقاء على الجانب الآمن وتناوله في صورة طعام فقط.
ب - حَصَى الْمَرَارة «calcul biliaire»، إذا كان الشخص يعاني من حَصَى الْمَرَارة، فيجب ألّا يتناول الهيل بكمِّيَّات أكبر من تلك الموجودة في الطعام، إذ قد يُؤدِّي الهيل إلى الإصابة بمغص المرارة «colique biliaire».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ